عندي إشكال حول تفسير قوله تعالى (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَه

إنضم
10/04/2015
المشاركات
9
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
ليبيا
السلام عليكم ورحمة الله
أود من إخواني المشايخ والمتخصصين في علم التفسير أن يبينوا لنا معنى قوله تعالى في سورة المؤمنون الآية 117 {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ
}مع إني قد اطلعت على تفسيرها عند الزمخشري (مع حاشية ابن المنير و الطيبي) و الشنقيطي و القاسمي رحمهم الله, ولكني أريد توضيحا أكثر.
 
اخي الفاضل ..
لعل ما اشكل عليك اتى من جهة الفهم المخالف ، وهوعذر من أتى يوم القيامة وله برهان بما يعبد أو وجود من يعبد غير الله ببرهان ، كل ذلك لايصح ولايستقيم، لاسباب منها أن كل من عبد غير الله سواء كان بشرا أو حجرا أو شجرا أو لايعبد شيء كالملاحدة ، فجميعهم لايملكوا البرهان والحجة والبينة على صدق دعواهم قال تعالى (أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) سورة النمل 64.

ثانيا للفهم المخالف شروط حتى يعمل
اولا :أن لا يدل على المسكوت عنه دليل خاص يعارض مفهوم المخالفة ، مثال ذلك قوله تعالى وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الّذِينَ كَفَرُوَاْ ‏النساء - 101- ‏، فمفهوم المخالفة ( مفهوم الشرط ) يدل على عدم جواز القصر حالة الأمن، ولكن ورد دليل خاص يجوز صلاة القصر في الخوف والأمن على السواء ، وهو قوله " صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللَّهُ بِهَا عَلَيْكُمْ فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ " رواه مسلم ، فيقدم النص على مفهوم المخالفة، لأن المنطوق مقدم على المفهوم.
مفهوم المخالفة من اية سورة المؤمنون لايصح لوجود ادلة كثيرة شرعية وفطرية وعقليه تعارض هذا المفهوم.

ثانيا : أن لا يكون القيد المذكور قصد به فائدة أخرى كالامتنان والترغيب والتهديد والتنفير...، مثال ذلك قوله تعالى وَهُوَ الّذِي سَخّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً ، ‏النحل - 14- ‏ فالمراد من الآية الامتنان، وليس المراد منها منع اللحم غير الطري.
مفهوم المخالفة من آية سورة المؤمنون عذر من يعبد غير الله ببرهان ايضا لايصح لوجود فوائد اخرى منها ، انتفاء وجود البرهان لكل من عبد غير الله ،ومنها دعوة الناس جميعا وتذكيرا لهم بالتفكر واعمال عقلوهم وقلوبهم الشاهدة على ربوبية الله ووحدانيته .

والله أعلم
 
عودة
أعلى