أبو عبد المعز
Active member
- إنضم
- 20/04/2003
- المشاركات
- 588
- مستوى التفاعل
- 25
- النقاط
- 28
قلت لصاحبي وهو يحاورني:
- قل غيرهذا...فإن لك من الدلائل ما لا يعده عاد...ولكن أن يكون الكفر بالله من دلائل وجود الله ...فهذا – لعمرالحق- من الشطط ...
قلت :صبرا يا (أبا عجلة)...هل تعرف قانون نيوتن الأول؟
قال: أجل....يدعى قانون العطالة في الميكايكا، ويسمى أيضا مبدأ القصور الذاتي...
قلت : هل تدرك معناه..
قال: نعم، كان أستاذ الفزياء يشرحه بقوله" يعبر به على أن كل جسم لا تؤثر فيه قوة أو تتعادل القوى المؤثرة فيه هو جسم ساكن أو متحرك حركة مستقيمة منتظمة....
قلت :هلا عبرت بلغة العوام..
قال : كرة الحديد مثلا إذا ألقيت فستظل تسير في خط مستقيم وبسرعة ثابتة لا إلى نهاية ...فإذا تغيرالمسارأو اختلفت السرعة فلا بد من سبب خارجي...
قلت : وإذا كانت في الأصل ثابتة....
قال: ستبقى ساكنة لا إلى نهاية إلا إذا حركها سبب خارجي...
قلت :أتدري أن قانون "الاستصحاب" في علم أصول الفقه فيه شائبة من هذه العطالة؟
قال: وكيف ذلك؟
قلت:الاستصحاب عندهم هو الحكم بثبوت أمر أو نفيه في الزمان الحاضر أو المستقبل بناء على ثبوته أو عدمه في الزمان الماضي؛ لعدم قيام الدليل على تغييره. وبعبارة أخرى، جعل الحالة السابقة دليلا على الحالة اللاحقة، أو إبقاء الشيء على حكمه السابق ما لم يغيره مغير شرعي.
قال: كما أن كرتنا تبقى على حالها من السكون أو الحركة إلا أن يتدخل عامل خارجي...المقارنة ذكية فعلا.
قلت : إذن قانون العطالة مبدأ معقول في الثقافتين...
قال :لا غبارعليه ، وهومشتهر قبل نيوتن ... عند جاليلو وديكارت...لكن ما مناسبة اختبارك لي في مسألة فزيائية ونحن كنا بصدد حديث في غير العلم الطبيعي؟
قلت: أردت أن تكون على ذكرمن قانون العطالة هذا لأننا سنستثمره في موضوعنا الآنف....
قال :لعلك تمزح...هذا قانون فزياء أما موضوعنا فإلاهيات وميتافزيقا فأنى يستقيم لك الجمع!!
قلت: هذا القانون ليس مبدأ تجريبيا فقط...لكنه منطقي أيضا فهو قريب من مبدأ "العلة الكافية" الذي قال به لايبنتز وكل عقلاء الأرض....ثم كيف نسيت بهذه السرعة قانون الاستصحاب الذي ذكرته لك منذ ثوان فقط!
قال:هب تعميمك للقانون صحيحا....فكيف تطبقه على مسألة "الكفروالإيمان"؟
قلت: لنفترض أن الذهن البشري يسري عليه نفس القانون الذي يسري على كرتك الحديدية..
قال: هلا وضحت قليلا...
قلت: اتفقنا أن كل تغييرلا بد أن يكون من خارج الكرة...
قال:نعم حركة وسكونا..فكان ماذا!
قلت: هذا الذهن لو لم يكن عنده أي دليل على وجود الله.... أعني صفر دليل...
قال:سيكون عنده صفر إيمان!
قلت: هو كذلك...لكن ماذا لوتكافأت عنده أدلة النفي والإثبات...هل سيؤمن؟
قال:كلا...
قلت :إذن سيكفر..
قال:كلا...
قلت: وماذا سيفعل...
قال:سيتوقف....كما تتوقف الكرة عند تعادل القوتين...
قلت: وإذا كانت أدلة إثبات وجود الله أرجح ..
قال: سيترجح عنده الإيمان بلا شك...
قلت : وإذا كفر أو رجح الكفرأو توقف من تلقاء نفسه...
قال: هذا محال....لأنه يلغي قانون العطالة...أي يلغي العقل نفسه بنفسه!!!
قلت : أليست أدلة وجود الله راجحة ...
قال :بلى....حتى إن أئمة الإلحاد- الذين يحترمون أنفسم - ليقرون أن ليس لديهم دليل واحد على عدم وجود الله...
قلت: لذلك يسمون أنفسهم لا-أدريين....ويكتفون في منهجهم بدحض أدلة المؤمنين والرد عليها فقط...مثل المدعو كانط
وهو منهج "جبان" في الحقيقة....لأنهم لو ذكروا أدلتهم على عدم وجود الله لأضحكوا الثكلى!!!
قال: كأن أقصى أمانيهم إرجاع أدلة المؤمنين إلى الصفر...وهم أصلا قابعون تحت الصفر!!
قلت : فهذا الذهن الذي رجح الكفرأوتوقف وقال لا أدري....م...
قال صاحبي مقاطعا:الآن أدركت ما ترمي إليه...هذا الذهن لا بد – بحسب قانون العطالة –أن يكون متأثرا بسبب خارجي...هو الله نفسه الذي أضله!!!
قلت: هو ذاك..فلو سارت كرة الذهن وفق ناموسها لآمنت أو رجحت الإيمان...لكنها كفرت أو رجحت الكفر فدل البرهان على وجود المانع ....وما يكون هذا المانع الذي يتحكم في العقل ..ويأتمر العقل بأمره إلا رب العقل وإلهه!!
انصرف صاحبي حتى غاب عن نظري....لكن خيل إلي أن الريح حملت إلي ما كان يتلوه في منعطف الطريق:
قُلْ فَلِلَّهِ ٱلْحُجَّةُ ٱلْبَٰلِغَةُ ۖ فَلَوْ شَآءَ لَهَدَىٰكُمْ أَجْمَعِينَ
(الأنعام - 149)
- قد يكون الكفر بالله من دلائل وجود الله...!
- قل غيرهذا...فإن لك من الدلائل ما لا يعده عاد...ولكن أن يكون الكفر بالله من دلائل وجود الله ...فهذا – لعمرالحق- من الشطط ...
قلت :صبرا يا (أبا عجلة)...هل تعرف قانون نيوتن الأول؟
قال: أجل....يدعى قانون العطالة في الميكايكا، ويسمى أيضا مبدأ القصور الذاتي...
قلت : هل تدرك معناه..
قال: نعم، كان أستاذ الفزياء يشرحه بقوله" يعبر به على أن كل جسم لا تؤثر فيه قوة أو تتعادل القوى المؤثرة فيه هو جسم ساكن أو متحرك حركة مستقيمة منتظمة....
قلت :هلا عبرت بلغة العوام..
قال : كرة الحديد مثلا إذا ألقيت فستظل تسير في خط مستقيم وبسرعة ثابتة لا إلى نهاية ...فإذا تغيرالمسارأو اختلفت السرعة فلا بد من سبب خارجي...
قلت : وإذا كانت في الأصل ثابتة....
قال: ستبقى ساكنة لا إلى نهاية إلا إذا حركها سبب خارجي...
قلت :أتدري أن قانون "الاستصحاب" في علم أصول الفقه فيه شائبة من هذه العطالة؟
قال: وكيف ذلك؟
قلت:الاستصحاب عندهم هو الحكم بثبوت أمر أو نفيه في الزمان الحاضر أو المستقبل بناء على ثبوته أو عدمه في الزمان الماضي؛ لعدم قيام الدليل على تغييره. وبعبارة أخرى، جعل الحالة السابقة دليلا على الحالة اللاحقة، أو إبقاء الشيء على حكمه السابق ما لم يغيره مغير شرعي.
قال: كما أن كرتنا تبقى على حالها من السكون أو الحركة إلا أن يتدخل عامل خارجي...المقارنة ذكية فعلا.
قلت : إذن قانون العطالة مبدأ معقول في الثقافتين...
قال :لا غبارعليه ، وهومشتهر قبل نيوتن ... عند جاليلو وديكارت...لكن ما مناسبة اختبارك لي في مسألة فزيائية ونحن كنا بصدد حديث في غير العلم الطبيعي؟
قلت: أردت أن تكون على ذكرمن قانون العطالة هذا لأننا سنستثمره في موضوعنا الآنف....
قال :لعلك تمزح...هذا قانون فزياء أما موضوعنا فإلاهيات وميتافزيقا فأنى يستقيم لك الجمع!!
قلت: هذا القانون ليس مبدأ تجريبيا فقط...لكنه منطقي أيضا فهو قريب من مبدأ "العلة الكافية" الذي قال به لايبنتز وكل عقلاء الأرض....ثم كيف نسيت بهذه السرعة قانون الاستصحاب الذي ذكرته لك منذ ثوان فقط!
قال:هب تعميمك للقانون صحيحا....فكيف تطبقه على مسألة "الكفروالإيمان"؟
قلت: لنفترض أن الذهن البشري يسري عليه نفس القانون الذي يسري على كرتك الحديدية..
قال: هلا وضحت قليلا...
قلت: اتفقنا أن كل تغييرلا بد أن يكون من خارج الكرة...
قال:نعم حركة وسكونا..فكان ماذا!
قلت: هذا الذهن لو لم يكن عنده أي دليل على وجود الله.... أعني صفر دليل...
قال:سيكون عنده صفر إيمان!
قلت: هو كذلك...لكن ماذا لوتكافأت عنده أدلة النفي والإثبات...هل سيؤمن؟
قال:كلا...
قلت :إذن سيكفر..
قال:كلا...
قلت: وماذا سيفعل...
قال:سيتوقف....كما تتوقف الكرة عند تعادل القوتين...
قلت: وإذا كانت أدلة إثبات وجود الله أرجح ..
قال: سيترجح عنده الإيمان بلا شك...
قلت : وإذا كفر أو رجح الكفرأو توقف من تلقاء نفسه...
قال: هذا محال....لأنه يلغي قانون العطالة...أي يلغي العقل نفسه بنفسه!!!
قلت : أليست أدلة وجود الله راجحة ...
قال :بلى....حتى إن أئمة الإلحاد- الذين يحترمون أنفسم - ليقرون أن ليس لديهم دليل واحد على عدم وجود الله...
قلت: لذلك يسمون أنفسهم لا-أدريين....ويكتفون في منهجهم بدحض أدلة المؤمنين والرد عليها فقط...مثل المدعو كانط
وهو منهج "جبان" في الحقيقة....لأنهم لو ذكروا أدلتهم على عدم وجود الله لأضحكوا الثكلى!!!
قال: كأن أقصى أمانيهم إرجاع أدلة المؤمنين إلى الصفر...وهم أصلا قابعون تحت الصفر!!
قلت : فهذا الذهن الذي رجح الكفرأوتوقف وقال لا أدري....م...
قال صاحبي مقاطعا:الآن أدركت ما ترمي إليه...هذا الذهن لا بد – بحسب قانون العطالة –أن يكون متأثرا بسبب خارجي...هو الله نفسه الذي أضله!!!
قلت: هو ذاك..فلو سارت كرة الذهن وفق ناموسها لآمنت أو رجحت الإيمان...لكنها كفرت أو رجحت الكفر فدل البرهان على وجود المانع ....وما يكون هذا المانع الذي يتحكم في العقل ..ويأتمر العقل بأمره إلا رب العقل وإلهه!!
انصرف صاحبي حتى غاب عن نظري....لكن خيل إلي أن الريح حملت إلي ما كان يتلوه في منعطف الطريق:
قُلْ فَلِلَّهِ ٱلْحُجَّةُ ٱلْبَٰلِغَةُ ۖ فَلَوْ شَآءَ لَهَدَىٰكُمْ أَجْمَعِينَ
(الأنعام - 149)