ابتسام الجابري
New member
عندما يغيب التعظيم
قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ} [الحج:30]، وقال تعالى: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب} [الحج:32].
استوقفتني أقوال وأفعال وأحوال للناس في الحرم ، فوجدت أن أصناف الناس في التعظيم ثلاث:
1- صنف استشعر التعظيم فبالغ فيه حتى قذف به في مهاوي الشرك والبدعة والتبرك الممنوع
2- صنف غاب عنه التعظيم حتى هوى به في الخطأ والتقصير والمعصية
3- صنف استشعر التعظيم وخالط قلبه فظهر على حركات لسانه وجوارحه، وقد توسط الفريقين باستقامته
وسأضرب أمثلة على كل منها
فبعض الناس من الصنف الأول يأتون بأسحار وخيوط ويطلبون من الناس في الحرم فتحها أو عقدها ظنا منهم أنها تنفع أو تضر، وإذا حدثهم أحد قالوا سبق من فعل كفعلنا وانتفع
وبعضهم يضع مثلها في جنبات الحرم، أو يتمسح بالسواري والجدران ونحوها، أو يأخذ من سجاد الحرم أو مصاحف الحرم وغيره، متبركا وظانا أنها تنفع أو تضر
وأما الصنف الذي غاب عنه التعظيم فحاله مؤلم كذلك أيما إيلام، فهناك في جنبات الحرم من يأكل ويشرب ويقوم من مكانه، وقد ترك المكان أسوأ ما يكون غير مستشعر لحرمة هذا المكان وعظمته، وأخرى تطوف بالبيت وتشير بالحذاء الذي تمسكه بدون كيس أو حقيبة، تشير به من الجهة السفلى لفردتي الحذاء تجاه الحجر الأسود، ذاك الحجر الذي قبله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وإذا أشار إليه بعصى قبّل تلك العصا، وإذا حدثتها تقول طيب ماذا أفعل؟ وإذا باليد اليسرى فارغة، لكن غاب عنها التعظيم
واما البصاق الذي يفعله بعضهم دون أي اعتبار شرعي أو إنساني أو حتى حضاري، فحدّث عنه ولا حرج.
ومن العناوين التي عنونها البخاري رحمه الله، قال: باب حك البصاق باليد من المسجد، وذكر فيه حديث النبي صلى الله عليه وسلم (لما رأى نخامةً في القبلة، فشق ذلك عليه حتى رؤي في وجهه، فقام فحكه بيده)، ألا يستوقف هؤلاء فعل نبينا محمد صلى الله عليه في حك النخامة بيده؟
بينما نجد هم يتنخمون في أي مكان دون اعتبار
وتجد بعضهم يتوضأ على سجاد الحرم، أو يكون مصاب بداء فيغسل موضع الداء على السجاد، وإن كان هناك جهات تعمل جاهدة ليلا ونهارا على التنظيف، لكن لا يعني ذلك ان نخالف نحن فلا نستشعر حرمة المكان، ويغيب عنا معنى التعظيم، هل يرتضونه لدورهم؟ بلا شك لا يرتضونها لدورهم، فلم ارتضوه للمسجد الحرام بيت الله
أو صور الحجاب أو اللباس غير الشرعي أو العطور والبخور أو الزينة التي تتزين بها النساء في المسجد الحرام إلى حد أن تقول هذا ليس مكياج هذا توريد أو تاتوه أو أتزين لنفسي، نحو ذلك، على أقل تقدير ليس هذا مكانه، أو ما يكون من الانشغال طوال الطواف بأمور أبعد ما تكون عن تعظيم هذا المكان واستشعار هذه الشعيرة أو تجاوز بعضهم في السباب واللعان والشجار بل والضرب أحيانا ودفع الناس ...وغير ذلك
وأما الصنف الثالث وهم من خالط التعظيم شغاف قلوبهم فظهر في دموع أعينهم وعلى حركات ألسنتهم وجوارحهم، فتجده منذ دخوله إلى الحرم استشعر أنه بلغ أعظم امانيه، فأقبل قلبه بكليته على ربه، فعاش تلك اللحظات والسويعات والأيام متنعما بشعور التعظيم والإقبال على الله، وعزم قبل رحيله بعودة صادقة إلى الله، فكانت رحلته إلى المسجد الحرام سلما يرتقي بها في درجات التقوى في الدنيا، ليرقى بها في درجات الجنة في الآخرة، فما أعظمها من غنيمة
تجد هذا الصنف التزم شعور الحرمة في طوافه وسعيه وصلاته وتعاملاته وهيأته، بل وينظف ما قد تركه غيره احتسابا واعتبارا بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعين الكبير والضعيف... ويحرص على كل طاعة وخير دون شرك أو ضلالة
تفاوت الناس هذا هو باعتبار تفاوت التعظيم في قلوبهم، فالجاهل وإن كان جاهلا لكن متى خالط التعظيم شغاف قلبه لن يتجرأ على فعل صور شتى مما يخالف التعظيم الحق
هذه وقفات يسيرة على بعض ما نراه جميعا من صور التعظيم أو ضده
وأخيرا أسأل الله أن يرزقنا هداية وسدادا ورشادا، وأن يتقبل منا وأن لا يحرمنا فضله ويغفر لنا ويتوب علينا، وأن يجعلنا ممن صام وقام رمضان إيمانا واحتسابا فغفر له .
قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ} [الحج:30]، وقال تعالى: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب} [الحج:32].
استوقفتني أقوال وأفعال وأحوال للناس في الحرم ، فوجدت أن أصناف الناس في التعظيم ثلاث:
1- صنف استشعر التعظيم فبالغ فيه حتى قذف به في مهاوي الشرك والبدعة والتبرك الممنوع
2- صنف غاب عنه التعظيم حتى هوى به في الخطأ والتقصير والمعصية
3- صنف استشعر التعظيم وخالط قلبه فظهر على حركات لسانه وجوارحه، وقد توسط الفريقين باستقامته
وسأضرب أمثلة على كل منها
فبعض الناس من الصنف الأول يأتون بأسحار وخيوط ويطلبون من الناس في الحرم فتحها أو عقدها ظنا منهم أنها تنفع أو تضر، وإذا حدثهم أحد قالوا سبق من فعل كفعلنا وانتفع
وبعضهم يضع مثلها في جنبات الحرم، أو يتمسح بالسواري والجدران ونحوها، أو يأخذ من سجاد الحرم أو مصاحف الحرم وغيره، متبركا وظانا أنها تنفع أو تضر
وأما الصنف الذي غاب عنه التعظيم فحاله مؤلم كذلك أيما إيلام، فهناك في جنبات الحرم من يأكل ويشرب ويقوم من مكانه، وقد ترك المكان أسوأ ما يكون غير مستشعر لحرمة هذا المكان وعظمته، وأخرى تطوف بالبيت وتشير بالحذاء الذي تمسكه بدون كيس أو حقيبة، تشير به من الجهة السفلى لفردتي الحذاء تجاه الحجر الأسود، ذاك الحجر الذي قبله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وإذا أشار إليه بعصى قبّل تلك العصا، وإذا حدثتها تقول طيب ماذا أفعل؟ وإذا باليد اليسرى فارغة، لكن غاب عنها التعظيم
واما البصاق الذي يفعله بعضهم دون أي اعتبار شرعي أو إنساني أو حتى حضاري، فحدّث عنه ولا حرج.
ومن العناوين التي عنونها البخاري رحمه الله، قال: باب حك البصاق باليد من المسجد، وذكر فيه حديث النبي صلى الله عليه وسلم (لما رأى نخامةً في القبلة، فشق ذلك عليه حتى رؤي في وجهه، فقام فحكه بيده)، ألا يستوقف هؤلاء فعل نبينا محمد صلى الله عليه في حك النخامة بيده؟
بينما نجد هم يتنخمون في أي مكان دون اعتبار
وتجد بعضهم يتوضأ على سجاد الحرم، أو يكون مصاب بداء فيغسل موضع الداء على السجاد، وإن كان هناك جهات تعمل جاهدة ليلا ونهارا على التنظيف، لكن لا يعني ذلك ان نخالف نحن فلا نستشعر حرمة المكان، ويغيب عنا معنى التعظيم، هل يرتضونه لدورهم؟ بلا شك لا يرتضونها لدورهم، فلم ارتضوه للمسجد الحرام بيت الله
أو صور الحجاب أو اللباس غير الشرعي أو العطور والبخور أو الزينة التي تتزين بها النساء في المسجد الحرام إلى حد أن تقول هذا ليس مكياج هذا توريد أو تاتوه أو أتزين لنفسي، نحو ذلك، على أقل تقدير ليس هذا مكانه، أو ما يكون من الانشغال طوال الطواف بأمور أبعد ما تكون عن تعظيم هذا المكان واستشعار هذه الشعيرة أو تجاوز بعضهم في السباب واللعان والشجار بل والضرب أحيانا ودفع الناس ...وغير ذلك
وأما الصنف الثالث وهم من خالط التعظيم شغاف قلوبهم فظهر في دموع أعينهم وعلى حركات ألسنتهم وجوارحهم، فتجده منذ دخوله إلى الحرم استشعر أنه بلغ أعظم امانيه، فأقبل قلبه بكليته على ربه، فعاش تلك اللحظات والسويعات والأيام متنعما بشعور التعظيم والإقبال على الله، وعزم قبل رحيله بعودة صادقة إلى الله، فكانت رحلته إلى المسجد الحرام سلما يرتقي بها في درجات التقوى في الدنيا، ليرقى بها في درجات الجنة في الآخرة، فما أعظمها من غنيمة
تجد هذا الصنف التزم شعور الحرمة في طوافه وسعيه وصلاته وتعاملاته وهيأته، بل وينظف ما قد تركه غيره احتسابا واعتبارا بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعين الكبير والضعيف... ويحرص على كل طاعة وخير دون شرك أو ضلالة
تفاوت الناس هذا هو باعتبار تفاوت التعظيم في قلوبهم، فالجاهل وإن كان جاهلا لكن متى خالط التعظيم شغاف قلبه لن يتجرأ على فعل صور شتى مما يخالف التعظيم الحق
هذه وقفات يسيرة على بعض ما نراه جميعا من صور التعظيم أو ضده
وأخيرا أسأل الله أن يرزقنا هداية وسدادا ورشادا، وأن يتقبل منا وأن لا يحرمنا فضله ويغفر لنا ويتوب علينا، وأن يجعلنا ممن صام وقام رمضان إيمانا واحتسابا فغفر له .