عمر بن عبد العزيز

إنضم
11/01/2012
المشاركات
3,868
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
العمر
67
الإقامة
الدوحة - قطر
عن عطاء قال : قلت لفاطمة بنت عبد الملك : أخبريني عن عمر بن عبد العزيز ؛ قالت : أفعل ، ولو كان حيًّا ما فعلت ؛ إن عمر - رحمه الله - كان قد فرغ للمسلمين نفسه ، ولأمورهم ذهنه ؛ فكان إذا أمسى مساء لم يفرغ فيه من حوائج يومه ، دعا بسراجه الذي كان يسرج له من ماله ؛ ثم صلى ركعتين ، ثم أقعى واضعًا رأسه على يديه تسيل دموعه على خديه ، يشهق الشهقة يكاد ينصدع لها قلبه ، أو تخرج لها نفسه ، حتى يرى الصبح ؛ وقد أصبح صائمًا ، فدنوت منه ، فقلت له : يا أمير المؤمنين ألشيءٍ كان منك ، ما كان ؟ قال : أجل ، فعليك بشأنك ، وخلني بشأني ؛ فقلت : إني أرجو أن أوقظ ؛ قال : إذن أخبرك ؛ أنى نظرت فوجدتني قد وليت أمر هذه الأمة أحمرها وأسودها ، ثم ذكرت الفقير الجائع ، والغريب الضائع ، والأسير المقهور ، وذا المال القليل والعيال الكثير ؛ وأشياء من ذلك في أقاصي البلاد وأطراف الأرض ، فعلمت أن الله عز وجل سائلي عنهم ، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حجيجي ، لا يقبل الله مني فيهم معذرة ، ولا تقوم لي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة ؛فرحمت - والله يا فاطمة - نفسي رحمة دمعت لها عيني ، ووجع لها قلبي ، فأنا كلما ازددت ذكرًا ازددت خوفًا ، فأيقظي أودعي.... ( بلاغات النساء : ص: 74 ) .
من يبلغ حكام المسلمين ذلك ؟ رحم الله عمر بن عبد العزيز .
 
عودة
أعلى