علَّة حذف الألف من بسم الله

إنضم
11/03/2009
المشاركات
1,240
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الرياض- حضرموت
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
[align=justify]اتفقت المصاحف على حذف الألف (بسم الله) المضافة للفظ الجلالة، وذكروا لذلك عللاً، من أوفى من أطال الكلام حولها -فيما وقفتُ عليه- د. عبد الرحيم نبولسي -حفظه الله- حيث قال: (القول على علل حذف ألف "بسم" من البسملة:
نقول: حذفت هذه الألف لكثرة دورانها، فهي مفتتح كل سورة، فاطرد فيها، وألحقت بها التي في أجزاء النمل، إتماماً لموضع التوبة، لينساق عدد البسملة مع أعداد السور.
ثمَّ إنها قرئت ((بِسُمَى الله)) بزنة ((هدى)) في الشاذ، وهي لغة في الاسم، تعضدها القراءة، وفي حذف الألف إشارة إلى هذه القراءة التي هي أحد لغاته من دون همز وصل، وهي: سِمٌ، و سُمٌ، و سُمَى) ا.هـ.
ثم سرد الشواهد على ذلك.
ثم قال: (ويشترط أن لا يذكر متعلق الباء لا متقدما ولا متأخراً، فإن ذكر متقدماً نحو (أتبرك باسم الله)، أو متأخراً مثل (باسم الله أستفتح) تحذف.
وكذلك تحذف مقصورة على اسم الجلالة دون الوصفين الجليلين كما قوله تعالى: ((بسم الله مجريها)). وأطلقها ابن قتيبة.) ا.هـ.
ثم نقل عن الكسائي والفراء وذكر أموراً.
ثم قال: (ويمكن أن نقول: حذفت الألف لوقوعها قبل ساكن صحيح وهو السين، فاجتمع ساكنان: الألف، وهي سرمدية السكون، والسين الساكنة -على غير قياس اجتماع السواكن-، لأنَّ الألف صورية متوهَّمة، يُنبيك بها ثباتها انفرادها، وسكون السين منطقي ملفوظ، (فابتدعت علَّة بين الصوت والصورة).
فألحقت هذه العلَّة الخطية بالعلة الصوتية، أعطيت حكمها، فأجري الرسم على اللفظ. ويطرد ذلك في باب ما يكثر دوره، قياساً على ما سُمع، مثل قولهم: (لم أبَلِه) يرى الخليل علة الحذف هنا كثرة الحذف في كلام من زعم النقل عنهم) ا.هـ.
ثم ذكر ترشيح العلل وترتيبها.
ثم قال: (وأمَّا مد رسم الباء إلى أعلى بقدر نصف ألف، فلتعويض ألف الاسم المحذوفة لما تقدَّم، استلالاً بما بقي على ما خفي.
أو نقول: لمَّا شرفت بالبدء، ابتدأت بالتشريف، لكونها مستهل الخط الشريف) ا.هـ.
ثم ذكر أبياتاً من نظمه في ذكر علل الحذف.
(ينظر: رسالة "العلل البينة في وجه حذف الألف اللينة" د. عبد الرحيم بن عبد السلام نبولسي ص: 20 -28)

قلتُ: ولي عودة في ذكر ما ذكره غيره من العلماء في هذه المسألة، ومن عنده نقل أو تصويب أو رأي في هذه المسألة فليفد به هنا، فالعلم رحمٌ بين أهله.

أبو إسحاق الحضرمي
الرياض: 14/ 9/ 1434 هـ[/align]
 
عودة
أعلى