على الذي يختاره من اختبر..!

إنضم
20/02/2013
المشاركات
30
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
العمر
36
الإقامة
السعودية
يقول الإمام ابن الجزري رحمه الله في مقدمته في بيان عدد مخارج الحروف
مخارج الحروف سبعة عشر * على الذي يختاره من اختبر​

وقد ذكر في النشر ومن قبله في التمهيد أن ممن ذهب إلى هذا القول من المحققين الخليل ابن أحمد شيخ سيبويه وتابعه على ذلك بعض الشراح منهم ملا علي القاري.
فهل تصح نسبة هذا القول إلى الخليل وأين ذكره؟
 
صرح ابن الجزري-رحمه الله- بأن الخليل بن أحمد ذهب إلى أن المخارج سبعة عشر, وأطبق على ذلك المصنفون في علم التجويد بعده سواء ممن شرح الجزرية أم من ألف في التجويد عموما.
وقد اجتهدت في البحث لأعرف من أول من نسب هذا القول للخليل قبل ابن الجزري؛ فوجدت أن هذا القول أخذه ابن الجزري من شيخه ابن الجندي الذي صرح به في كتابه: (بستان الهداة 149/1).
أما نسبة هذا القول للخليل فغير صحيحة، والأدلة على ذلك الآتي:
1-أن الخليل لم يصرِّح بذلك, وكلامه في المسألة لا يدل عليه إطلاقا.
2- أن الذين سبقوا ابن الجندي وابن الجزري من علماء القراءات والتجويد لم ينسبوا هذا القول للخليل.
3- كذلك اختلاف العلماء قبل ابن الجزري في تحديد المخارج عند الخليل:
فقال أبو القاسم الهذلي في الكامل ص97: ((ذكر الخليل ستة عشر مخرجاً)).
وقال أبو محمد العماني في الأوسط ص81: ((وكان الخليل يقسم المخارج إلى تسعة أقسام)).
وقال السيوطي في همع الهوامع 291/6: ((والمخارج ستة عشر عند الخليل وسيبويه والأكثرين)).
فهذا اضطراب واضح في تحديد قول الخليل بن أحمد, وسبب ذلك هو عدم وضوح كلام الخليل, ولذلك قال عبد الوهاب القرطبي عن كلام الخليل في مخارج الحروف بعد نقله: ((وقد قيل إن هذا الترتيب فيه خطل واضطراب, والصواب ما رتَّبه سيبويه وتلاه أصحابه عليه؛ لأن المتأمل والذوق يشهد بصحته)).
ولكن السؤال هنا من أول من صرح بأن المخارج سبعة عشر من العلماء؟
بعد البحث وجدت أن الإمام الجعبري هو أول من صرح بذلك-حسب ما وقفت عليه-كما في كنز المعاني 2571/5.
وليس الإشكالية في هذه النسبة فقط بل إن الإمام ابن الجزري قد نسب هذا القول لعلماء آخرين, ومع ذلك لم يصرحوا بهذا القول.
وقد بينت ذلك تفصيلا في رسالتي: (حدود الإتقان في تجويد القرآن).
 
وهذه المسألة قد تكلم عنها أيضا شيخنا العلامة د/غانم قدوري الحمد في شرحه للجزرية, وأشار كذلك إليها شيخنا الفاضل د/السالم الجكني في تحقيقه على النشر, وتكلم فيها أيضا الشيخ الفاضل/ فرغلي عرباوي.
 
شكر الله للدكتور الشهري ولأخينا عمرو على الإفادة

ويبدوا أن ما نقله العماني عن الخليل هو الأدق وهو الذي يتفق مع ما في العين حيث ذكر أن الخليل قسم المخارج إلى تسعة أقسام وهي الحلق, واللهاة, والشجر, والأسلة, والنطع, واللثة, والذولق, والشفة, والهواء.
وجعل لكل من هذه الأقسام التسعة حيزا منفصلا بحروف نص عليها ما عدا الحلق فقد جعل له حيزان وبهذا تكون المخارج عشرة عند الخليل باعتبار الحلق مخرجان وما عداه من الأقسام التسعة مخرج وحيز واحد.
 
فهذا اضطراب واضح في تحديد قول الخليل بن أحمد, وسبب ذلك هو عدم وضوح كلام الخليل

لا يظهر أن الاضطراب سببه عدم وضوح كلام الخليل _إن كنت تقصد ما ذكره في العين_ لأن كلامه في العين واضح كوضوح الشمس, وقد ذكره العماني في الأوسط بنصه, فكيف استبان للعماني وخفي على غيره؟

يمكن تفسير هذا الاضطراب الذي أشرتَ إليه بأحد أمرين في نظري:
الأول: أن يكون للخليل أكثر من رأي في المسألة وربما ذكرها في بعض كتبه غير العين لم تصل إلينا فنقل كل من أؤلئك وفق ما شاهد ورأى.
الثاني: أن يكون أؤلئك الذين حكوا عنه تلك الآراء بعضهم أصاب وبعضهم جانبه الصواب فوهم أؤلئك البعض في النقل والعزو وتتابعوا في النقل عن بعضهم دون الرجوع إلى مصدر القول وهذا له أكثر من سبب كأن يكون الكتاب مفقودا عندهم أو ثقة منهم في النقل عن بعضهم.
والله أعلم
 
لا يظهر أن الاضطراب سببه عدم وضوح كلام الخليل _إن كنت تقصد ما ذكره في العين_ لأن كلامه في العين واضح كوضوح الشمس, وقد ذكره العماني في الأوسط بنصه, فكيف استبان للعماني وخفي على غيره؟يمكن تفسير هذا الاضطراب الذي أشرتَ إليه بأحد أمرين في نظري:
الأول: أن يكون للخليل أكثر من رأي في المسألة وربما ذكرها في بعض كتبه غير العين لم تصل إلينا فنقل كل من أؤلئك وفق ما شاهد ورأى.
الثاني: أن يكون أؤلئك الذين حكوا عنه تلك الآراء بعضهم أصاب وبعضهم جانبه الصواب فوهم أؤلئك البعض في النقل والعزو وتتابعوا في النقل عن بعضهم دون الرجوع إلى مصدر القول وهذا له أكثر من سبب كأن يكون الكتاب مفقودا عندهم أو ثقة منهم في النقل عن بعضهم.
والله أعلم
بارك الله فيك أخي, قولك إن الاضطراب ليس سببه عدم وضوح كلام الخليل بن أحمد في كتابه (العين), يدحضه ويرده كلام الإمام عبدالوهاب القرطبي, فإنه نقل كلام الخليل بن أحمد بنصه في العين وليس من أي كتاب آخر, ثم قال بعد نقله له: ((وقد قيل إن هذا الترتيب فيه خطل واضطراب)).
إذا أخي اختلاف العلماء في تحديد قول الخليل إنما هو من العين نفسه.
وليس هذا حكم عبدالوهاب القرطبي فقط بل قول ابن جني في كتابه سر صناعة الإعراب.
والسؤال هنا, كيف يكون للخليل ثلاثة كتب؟ هذه الثلاثة تحدث فيها عن مخارج الحروف: كتاب يقول فيه بالسبعة عشر, ثم يرجع ويقول بل هي: ستة عشر, ثم يرجع ويقول: بل هي تسعة,أو العكس, أليس هذا كله مستبعد يا أخي؟!!!!
ويدل على ما ذكرته أن العلماء قد تركوا تقسيم الخليل بن أحمد لمخارج الحروف ولم يعولوا عليه في الجملة, وإذا طالعت كتب اللغة والقراءات والتجويد تعلم ذلك, وسترى أنهم اعتمدوا على ما ذكره سيبويه, إلى أن جاء عصر الجعبري وابن الجندي الذين قالوا بالسبعة عشر, ومن هؤلاء الأئمة أبو عمرو الداني حيث يقول : " وأنا أذكر ذلك على مذهب سيبويه خاصة, إذ هو الصحيح المعول عليه".
فإن قيل أليس من القسوة أن نقول ما قاله عبدالوهاب القرطبي وابن جني قبله بأن كلام الخليل فيه خلط واضطراب؟
أقول: لا ضير في ذلك, لأن من المعلوم أن الخليل بن أحمد هو أول من تكلم في مخارج الحروف وأجناسها, ومعلوم أن بداية الكلام على علم معين تكون غير واضحة المعالم والقواعد, ثم يأتي بعد ذلك من يوضحها أكثر إلى أن تستقر قواعد هذا العلم, وهذا في جميع العلوم.
 
بارك الله فيك أخي, قولك إن الاضطراب ليس سببه عدم وضوح كلام الخليل بن أحمد في كتابه (العين), يدحضه ويرده كلام الإمام عبدالوهاب القرطبي, فإنه نقل كلام الخليل بن أحمد بنصه في العين وليس من أي كتاب آخر, ثم قال بعد نقله له: ((وقد قيل إن هذا الترتيب فيه خطل واضطراب)).
إلى أن جاء عصر الجعبري وابن الجندي الذين قالوا بالسبعة عشر, ومن هؤلاء الأئمة أبو عمرو الداني حيث يقول : " وأنا أذكر ذلك على مذهب سيبويه خاصة, إذ هو الصحيح المعول عليه".
فإن قيل أليس من القسوة أن نقول ما قاله عبدالوهاب القرطبي وابن جني قبله بأن كلام الخليل فيه خلط واضطراب؟ أقول: لا ضير في ذلك, لأن من المعلوم أن الخليل بن أحمد هو أول من تكلم في مخارج الحروف وأجناسها, ومعلوم أن بداية الكلام على علم معين تكون غير واضحة المعالم والقواعد, ثم يأتي بعد ذلك من يوضحها أكثر إلى أن تستقر قواعد هذا العلم, وهذا في جميع العلوم
.

بارك الله فيك يا شيخ عمرو على ما نقلت وكتبت..
الإمام عبد الوهاب القرطبي رحمه الله لم يقل أنا لم أفهم كلام الخليل؟ أو هذا كلام غير مفهوم ؟ وإنما قال وقد قيل _حكايةً_ ولا يدل هذا على عدم وضوح كلام الخليل بن أحمد رحمه الله عند القرطبي وغاية ما يوجه به قول من قال بالاضطراب أن الخليل سار في ترتيبه على غير المعروف من حيث جعله العين قبل الهمزة والهاء وكذلك الضاد حين جعل مخرجها من شجر الفم من وسط اللسان وغيرها من الحروف حين جعل ترتيبها على غير المعهود فمن هنا يسوغ هذا القول وإلا فكلام الخليل ومنهجه في الترتيب واضحان.
ولا أدل على ذلك من نقل العماني له بقوله: وكان الخليل بن أحمد يقسم المخارج على تسعة أقسام ثم ذكر الأقسام التسعة وما اختص به كل قسم من الحروف وبعد أنتهى من ذكرها قال: فهذا عدد المخارج على ترتيب الخليل .

نعم قد يقال إن الخطل معناه التداخل والخلط وعدم الوضوح لكن هذا غير ظاهر في كتاب العين وبإمكان الشيخ عمرو أن يطالعه وسيظهر له ذلك بجلاء.
 


والسؤال هنا, كيف يكون للخليل ثلاثة كتب؟ هذه الثلاثة تحدث فيها عن مخارج الحروف: كتاب يقول فيه بالسبعة عشر, ثم يرجع ويقول بل هي: ستة عشر, ثم يرجع ويقول: بل هي تسعة,أو العكس, أليس هذا كله مستبعد يا أخي؟!!!!
"
لا يوجد ما يمنع من تكرار الكلام عن مسألة ما في أكثر من كتاب خاصة وإن ظهر للمؤلف خلاف ما تبناه في كتاب سابق فإنه من المناسب أن يبينه في اللاحق كما فعل ابن الجزري حين نقض بعض آراءه في التمهيد وفي المنجد بما تبناه في النشر بما يخالف تلك الآراء.
وللخليل كتاب ينسب إليه سماه معاني الحروف قد يكون ذكر فيه هذه المسألة أو بعضا من كتبه التي لم تصلنا وهذا غير مستبعد عقلا.
وللعلم فقد عزا الإمام ابن الجزري القول بالسبعة عشر مخرجا إلى مكي بن أبي طالب ولم أعثر على هذا الكلام في الرعاية فهل ننسب ابن الجزري إلى الوهم والغلط أم نلتمس له العذر في ذلك خاصة إذا علمنا أن للإمام مكي 90 مصنفا منها ما وصل إلينا ومنها ما لم يصل إلينا
والإمام ابن الجزري لم ينسب القول لا إلى العين لا إلى الرعاية فيبقى الكلام محتملا لجميع مصنفاتهم التي صنفوها في هذا الفن مما بأيدنا أو مما هو مفقود.
 
الخليل يعد الهمزة من مخارج أقصى الحلق حيث قال (أما الهمزة فمخرجها من أقصى الحلق مهتوتة مضغوطة فإذا رفه عنها لانت فصارت الياء والواو والألف عن غير طريقة الحروف الصحاح )1/52
وقول الخليل (أما الهمزة فمخرجها من أقصى الحلق) فهذا صريح في جعله الهمزة من أقصى الحلق ، ولكن لمَ لمْ يذكر الخليل الهمزة أولا بدلا من العين ؟
الجواب موجود في كلام الخليل نفسه وفي العبارة السابقة تحديدا (فإذا رفه عنها لانت فصارت الياء والواو والألف عن غير طريقة الحروف الصحاح ) وهذا يؤكد أنه تخلى عن ذكر الهمزة ؛ لأن الهمزة لا تثبت علي حال فهي تارة تبدل ألفا وتارة تبدل ياء وتارة تبدل واوا .
وقد ذكر الدكتور عبد الحسين المبارك في كتابه ( دور البصرة في نشأة الدراسات اللغوية المعجم العربي ) نقلا عن السيوطي من كتابه (المزهر في علوم اللغة وأنواعها ) لنا مقصد الخليل : ( قال ابن كَيْسان : سمعتُ مَنْ يذكر عن الخليل أنه قال : لم أبْدَأْ بالهمزة لأنها يلحقها النقصُ والتغييرُ والحذفُ ولا بالألف لأنها لا تكون في ابتداء كلمة ولا في اسم ولا فعل إلاّ زائدة أو مُبْدَلَةً ولا بالهاء لأنها مهموسة خفيَّة لا صوتَ لها فنزلتُ إلى الحّيز الثاني وفيه العين والحاء فوجَدْت العين أنْصَعَ الحرفين فابتدأت به ليكون أحسنَ في التأليف وليس العلْمُ بتقدّم شيءٍ على شيء لأنه كلَّه مما يُحتاج إلى معرفته فبأيّ بدأت كان حَسناً وأولاها بالتقديم أكثرُها تصرُّفاً )ا.هـ
 
بارك اله فيك أخي ياسين, لا أريد أن أكرر ما ذكرت مرارا وتكرارا, فبالنسبة لي الأمر واضح, ويكفي ما بينته من أن الخليل لا يقول بالسبعة عشر, وأن ابن الجزري معذور في ذلك فقد أخذه عن شيخه ابن الجندي, وأول من قال بالسبعة عشر هو الجعبري.
أما البحث في سبب تعدد النقل عن الخليل فهذا أمر هين.
وفقك الله لما يحب ويرضى.
 
عودة
أعلى