علم تراجم القرّاء تأصيل وبيان

[أمين الشنقيطي]

علم تراجم القرّاء تأصيل وبيان​

إعداد د: أمين محمّد أحمد الشنقيطي أستاذ مشارك بقسم القراءات بكلية القرآن الكريم​

بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.​

بسم الله الرحمن الرحيم​

المقدمةالحمد لله الذي أسبغ علينا نعمه، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين أجمعين. وبعد: فمن المقرر سلفاً وخلفاً أهمّية علم القراءات،وعلاقته بكتاب الله عز وجل، وللعلماء في مباحثه تآليف مشهورة ظلّت تتوارثها الأجيال بعوامل النّقل والتّلقي، والرّحلة، والنّسخ وغيرها،حتى وصلت إلينا اليوم.​

أهمّية الموضوع وسبب اختياره :من تأمّل نصوص هذا العلم، يجد أنّه أمام كمّ هائل من المعلومات،والمؤلّفات،حول تراجم القرّاء،سجّله علماء القراءات وغيرهم، يتعلّق بأحوال القرّاء وأسانيدهم، وما يُقرَأ به، وما شذّ ونحوه، وبه العديد من الآداب التي تسمو بأهل القرآن وأخلاقهم، وتعينهم على تحقيق الرّيادة في هذا العلم الجليل، والانتفاع به، عن هذا الجانب المهمّ سيكون هذا البحث، وقد قام الباحث بتدريس طبقات القرّاء في قسم القراءات، ولمس خلاله أنّه لا يوجد كتاب يوضّحه ويشرحه، وأنّ حاجة المتعلّمين إليه ماسّة، فشجّع ذلك على إخراجه في ثوب بحث علمي يستفيد منه الباحث أوّلاً، وطلبة العلم ثانياً،وغيرهم ثالثاً، ويسعدني أن يكون هذا البحث ضمن مؤتمر (القراءات القرآنية في العالم الإسلامي، أوضاع، ومقاصد) المحور الرابع (أعلام القرأة)،الذي يقيمه مركز الإمام أبي عمرو الداني للدراسات والبحوث القرآنية،بالمملكة المغربية.
الدّراسات السابقة لم أعثر على عنوان مماثل له، وقد عثرت على دراستين في هذا المجال، هما:1- كتاب مقدّمات في علوم القراءات(مطبوع) في المبحث الثاني من الفصل الخامس،ضمن العلوم المتّصلة بعلم القراءات، علم طبقات القرّاء، وذكر تعريفه،وخمس صور للتّأليف فيه،مثل:إفراد تراجم القرّاء في كتب خاصّة،وقد دعا فيها الباحثين إلى ضرورة إعادة النّظر في ما كتبه علماؤنا الأجلّاء وصياغته صياغة جديدة،وأموراً أخرى ينبغي مراعاتها، ثم ذكر بقية الصّور الخمسة. 2-علم رجال القراءات أهمّيته وتاريخه وحاجته إلى العناية(غير مطبوع) وفيه مقدّمة حول حفظ القرآن الكريم،ومجالات حفظه، والكلام على تاريخ هذا العلم،وعناية علماء الإسلام بالتّراجم،وإفراد تراجم القرّاء بالتّأليف،وأسماء بعض كتب تراجم القرّاء بحسب التّسلسل الزّمني لوفياتهم، وفيه كذلك وقفات لها علاقة بالموضوع ذكر فيها وجود مصادر لرجال القراءات في مؤلّفات لم تخصّص لها، ووجود كتاب غير معروف من قبل لسبط الخيّاط(ت541هـ)، بعنوان:منهاج الدّليل،وملاحظة أنّ كتاب طبقات القرّاء السّبعة، وذكر مناقبهم وقراءاتهم لعبد الوهاب،ابن السّلار(ت782هـ)،اسمه لايعبّر عن واقعه، وإنْ وجد على غلاف المخطوط،وأنّه ليس في التّراجم، ولم يختص كذلك بالسّبعة، بل هو إجازة من ابن السّلار لأحد تلامذته،وجملة من مجالات العناية المطلوبة بها توصيات مهمّة لغيره من الباحثين كالبحث عن المفقود من هذه المؤلّفات في مكتبات العالم،وتحقيقه، وجمع تراجم القرّاء من بداية القرن التّاسع الهجري إلى وقتنا الحاضر. وهاتان الدّراستان السّابقتان مختصرتان في بيان هذا العلم، وسيضيف هذا البحث إليهما جوانب أخرى لم تُبْحث فيهما، كما أنّ هناك كذلك دراسات سابقة لكنّها غير لصيقة بهذا الموضوع مثل: علوّ الإسناد ونزوله عند القرّاء (مطبوع)،والإسناد عند علماء القراءات(مطبوع) ،والأخذ والتّحمل عند القرّاء (مطبوع) والبحوث الثّلاثة كلها لمحمّد سيدي الأمين، والمؤلّفات في علوم القراءات جمع واستقصاء من كتاب غاية النّهاية في طبقات القرّاء، لابن الجزري، لفهد مطيع المغذّوي (مطبوع) وفوائد ولطائف القرّاء من كتاب غاية النّهاية للجرمي، (مطبوع) ،ودليل مفهرس لكتب علوم القرآن الواردة في غاية النّهاية، لعمر حمدان،(مطبوع) ،وفهرس القراءات الشاذة في كتاب غاية النّهاية في طبقات القرّاء لابن الجزري، لعبد العزيز الجهني(مطبوع) ، وطرق تحمّل القراءات ونقلها عند المقرئين، لمحمّد بن زين العابدين، والمصطلح عند المقرئين لعبد العلي المسؤول،،ومقدّمات تحقيق كتاب معرفة القرّاء للذهبي،وكتاب غاية النّهاية لابن الجزري،وغيرهما من الكتب المحقّقة.
وقد ضمّنت خطته: مقدّمة،وأربعة مباحث،فيها تعريفه،ومصادره،وبعض مناهج التّأليف فيه ونماذج منها،وأدب المترجم.ووضعت منهجهه: بحسب المنهج الوصفي التّاريخي الاستنباطي،فأذكر المعلومة وتأصيلها في مبحث مستقلّ بها،بعد استقراء عدد من مصنّفات هذا العلم وغيرها،وأوثّق المعلومات من مصادرها، وأعزو إليها باستعمال الإحالات المختصرة في الحاشية، ،ولم أترجم للأعلام واكتفيت بذكر تاريخ وفياتهم ،واتّبعت فيه كذلك بقيّة إجراءات البحث الأخرى المعروفة، ولا أدّعي أنّي قد وفّيت؛ فحسبي أنّي قد اجتهدت، وحاولت الاستقصاء، والحمد لله أوّلاً، وآخراً.

 

[عمرو الديب]

بارك الله في جهدكم شيخنا الحبيب, ونحن نحتاج إلى مثل هذه الدراسات, وهناك رسالة علمية بجامعة الإمام محمد بن سعود لها علاقة بهذا الموضوع, وهي: "أسانيد القراءات ومنهج القراء في دراستها", للباحث/ أحمد المطيري, والإضافة العلمية التي تمتاز بها هذه الرسالة:
1- دراسة تاريخ أسانيد القراءات ونشأتها ابتداءً بعصر الرسول صلى الله عليه وسلم ومرورا بعصر الصحابة حتى عصر التدوين .
2- أثر العناية بدراسة أسانيد القراءات في العلوم القرآنية .
3- استقراء قواعد القراء ومصطلحاتهم في دراسة أسانيد القراءات .
4- دراسة منهج علماء القراءات في دراسة أسانيد القراءات بناءً على ماتم استقراؤه
من قواعدهم .
5- دراسة علل أسانيد القراءات .
6- دراسة مصطلحات الحكم على أسانيد القراءات .
7- المراحل النظرية لدراسة أسانيد القراءات .
8- الدراسة التطبيقية على أسانيد القراء الثلاثة بعد السبعة .
9- الدراسة التطبيقية على أسانيد القراء الأربعة بعد العشرة .
10- الدراسة التطبيقية على أسانيد القراء السبعة.