بسم الله الرحمن الرحيم . و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الإخوة الأفاضل السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
أما بعد فإن التناسب أو علم المناسبة هو علم يعنى بالكشف عن الترابط اللفظي و المعنوي بين آي و سور الذكر الحكيم . مما يبين أن أن القرآن الكريم يشكل وحدة نسقية ، فهو بناء فكري و لغوي متكامل و شامل و مستقل بذاته . وقد انتبه المفسرون و علماء القرآن إلى ذلك ، وعملوا على إعمال هذه الأداة التفسيرية لاستنباط مراد الله تعالى من الخطاب القرآني. وما المصدر الأول من مصادر التفسير المتمثل في تفسير القرآن بالقرآن إلا دليل على إدراكهم لهذه الوحدة النسقية ، ذلك أن القرآن الكريم لا يمكن فهمه باجتزاء النص القرآني عن سياقه اللغوي ، بل لا بد من استحضار ما قبل النص و ما بعده إذا أردنا أن ندرك مراد الله تعالى من الخطاب القرآني بطريقة علمية و موضوعية . فالقرآن الكريم لا يمكن فهم إحدى جزئياته إلا في إطاره الكلي .
وقد اهتم المسلمون بعلم المناسبة تدريسا و تأليفا ، و لعل أول من عمل على نشر هذا العلم وإذاعته بين الناس أبو بكر النيسابوري ( ت 324 ) . أما في مجال التأليف فيمكننا أن نذكر فيه الكتب التالية :
1- البرهان في ترتيب سور القرآن : ابن الزبير الغرناطي ( ت 807 هـ .
2- نظم الدرر في تناسب الآيات و السور : برهان الدين البقاعي ( ت 885 هـ ) .
3- أسرار التنزيل للسيوطي ( ت 911 هـ ) .
4- تناسق الدرر في تناسب السور : للسيوطي ، دراسة و تحقيق أحمد عطا . بيروت 1986 م .
5- مراصد المطالع في تناسب المقاطع و المطالع ، و هو يتناول بالدرس فواتح السور مع خواتمها .
6- جواهر البيان في تناسب سور القرآن : عبد الله الغماري ، طبع بالقاهرة .
7- التناسب البياني في القرآن " دراسة في النظم المعنوي و الصوتي " : الدكتور أحمد أبو زيد، أطروحة دكتوراه الدولة ، نوقشت سنة 1990 م . وطبعتها كلية الآداب و العلوم الإنانية بالرباط ، المغرب 1992 م .
8- لسانيات الخطاب القرآني " مظاهر الانسجام و الاتساق " : الأستاذة خديجة إيكر العربي ، أطروحة دكتوراه دولة ، على أبواب المناقشة ـ إن شاء الله ـ مع متمنياتنا للأستاذة الفاضلة بالتوفيق و النجاح.
ومما له صلة بعلم المناسبة علم توجيه متشابهات القرآن ، ومما ألف فيه :
1- درة التنزيل و غرة التأويل : الخطيب الإسكافي ( ت 420 هـ ) .
2- ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد و التعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل : لأبي جعفر ابن الزبير الغرناطي ( ت 708 هـ ).
3- بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز : مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي ( ت 817 هـ ).
4- قطف الأزهار من كشف الأسرار للسيوطي .
ومما له صلة بالموضوع علم الفواصل و رؤوس الآي :
1- الفاصلة في القرآن : محمد الحسناوي .
2- الفواصل : الدكتور حسين نصار .
3- فواتح السور : للدكتور حسين نصار .
5- أهداف كل سورة و مقاصدها في القرآن الكريم : الدكتور عبد الله محمود شحاتة .
ومن التفاسير التي اعتنت بعلم المناسبة :
البحر المحيط لأبي حيان .
التحرير و التنوير للطاهر بن عاشور .
في ظلال القرآن : سيد قطب .
ومن كتب الإعجاز التي أولت عناية خاصة لعلم المناسبة :
تحرير التحبير لابن أبي الإصبع .
معترك الأقران للسيوطي . إعجاز القرآن للرافعي .
الإعجاز البياني و مسائل ابن الأزرق : الدكتورة عائشة عبد الرحمن . ثلاث رسائل في إعجاز القرآن : الرماني و الخطابي و الجرجاني .
دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني .
من بلاغة القرآن : أحمد أحمد بدوي .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
" وهي ـ سورة البقرة ـ أطول سور القرآن ، فآياتها مائتان و ثمانون وسبع آيات ، أو ست ... و لا حاجة إلى بيان التناسب بينها و بين الفاتحة ، و إن كان التناسب ظاهرا ، فإنها لم توضع بعدها لأجله ، و إنما وضعت في أول القرآن بعد فاتحته ... لأنها أطول سورة و تليها بقية السبع الطوال ... و إنما روعي الطول في ترتيب سور القرآن الكريم في الجملة لا في كل الأفراد ، و روعي التناسب في ترتيب ذلك " تفسير المنار 1/88 .
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
( قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
(البقرة:32)
يقول القرطبي ( ت 671 هـ ) في تفسيره لقوله تعالى :
( وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ )
( البقرة:58)
" قوله تعالى : (نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ) قرأ نافع بالياء مع ضمها ، وابن عامر بالتاء مع ضمها ، و هي قراءة مجاهد . و قرأها الباقون بالنون مع نصبها ، و هي أبينها لأن قبلها (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا ) فجرى ( نغفر ) على الإخبار من الله تعالى . و التقدير : وقلنا ادخلوا الباب سُجَّداً نغفر ، و لأن بعده (وَسَنَزِيدُ ) بالنون ، و (خَطَايَاكُمْ ) اتباعا للسواد و أنه على بابه .
ووجه من قرأ بالتاء أنه أقبت لتأنيث لفظ الخطايا ، لأنها جمع خطيئة على التكسير . ووجه القراءة بالياء أنه ذكر لما حال بين المؤنث و بين فعله على ما تقدم في قوله :
( فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)
(البقرة:37)
لأنه قد عُلِم أن ذنوب الخاطئين لا يغفرها إلا الله تعالى ، فاستغنى عن النون و ردَّ الفعل إلى الخطايا المغفورة " .
" الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ( ت 671 هـ ) 1 / 281 . دار الكتب العلمية ، بيروت "
سررت بمروري هنا ، ولقد استفدت جداً من هذه المسائل التي ذكرت .
هناك بعض العلماء أجتهد أن يورد لكل آية مناسبة ، فحدث جراء ذلك عنت شديد في الربط بين الآيات، والأصل أن لا نحمل الآيات ما لا تحتمل ، بل ينبغي أن نسير مع الآيات القرءانية سيراً سهلاً ميسوراً ،فإن ظهرت لنا مناسبة ظاهرة واضحة بين الآية وما سبقها أو الآية وما يليها فلا بأس من ذلك.
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل عدنان البحيصي ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد ، فإني أشكركم شكرا جزيلا على اهتمامكم و تقديركم ، مع تثميني لما ذهبتم إليه من عدم المغالاة لأنها تصرفنا عن الهدف الأساس ألا و هو استنباط مراد الله تعالى من الخطاب القرآني .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أشكركم أخواني الأكارم على هذه الفوائد المباركة النافعة.
وكذلك أشكر أخانا الشيخ أحمد بزوي الضاوي على مشاركته التي هي أكثر من رائع.
وللعلم فهذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى المبارك.
بما أن الموضوع يتعلق بالمناسبات فهذه فائدة ذكرها السيوطي في كتابة الإتقان.
قال رحمه الله :
ومن لطائف سورة الكوثر أنها كالمقابلة للتي قبلها، لأن السابقة وصف الله فيها المنافق بأربعة أمور: البخل، وترك الصلاة، والرياء فيها، ومنع الزكاة. فذكر فيها في مقابلة البخل ( إنا أعطيناك الكوثر ) أي الخير الكثير، وفي مقابلة ترك الصلاة ( فصل ) أي دُم عليها، وفي مقابلة الرياء ( لربك ) أي لرضاه لا للناس، وفي مقابلة منع الماعون ( وانحر ) وأراد به التصدق بلحم الأضاحي.
( الاتقان في علوم القرآن – ج 3 ص 332 )
الشكر موصول للدكتور أحمد على موضوعه القيم وتكملة لبعض جوانب الموضوع أحب أن أضيف ما يلي :
المناسَبةُ هي في اللغة : المُقَارَبَةُ والمُشَاكَلَةُ : يُقَـالُ : فُلانٌ يُناسِبُ فُلانًا ، أي يُقَارِبُه ويُشَاكِلُه .( )
واصطلاحًا : علْمٌ تُعْرَفُ منْهُ عِلَلُ ترتيب أجْزاءِ القرآن .( )
قالَ السيوطيُّ :"علْمُ المناسبة علْمٌ شريفٌ قَلَّ اعتناءُ المُفسِّرين به لِدَقَّتِه ،وممّنْ أكْثَرَ فيه الإمام فخْر الدين ، قالَ في تفسيره( ): أكْثَرُ لَطائِف القرآنِ مُودَعةٌ في الترتيبات والروابط".( )
وعلْمُ المناسبات مبْثُوثٌ في كُتُبِ المفسِّرين الذين لهم عِنايةٌ به ، وقد أفْرَدهُ بالتأْليفِ جمْعٌ مِنْهُم :
1 – أبو جعفر أحمد بن إبراهيم الغرناطيُّ في كتابه : البرهان في ترتيب سور القرآن .
2 – برهان الدين البقاعي في كتابه : نظْم الدرر في تناسب الآي والسور . وهو كتابٌ نفِيسٌ في بابه .
3 – السيوطيُّ في كتابيه : أسرار التنـزيل ؛ و : تناسق الدرر في تناسب السور .
واعْلَمْ أنّ هناك من المفسِّرين مَنْ بالَغَ في تتبُّعِ علْمِ المناسبات فأتوا بأشياء متَكَلَّفةِ حيث التزموا المناسبة بين كلِّ سورتين وبين كلِّ آيتين ؛ ولذا أنكرَ عليهم بعض العلماء ومِنْهُم العزُّ بن عبد السلام( ) رحمه الله إذْ قال :" علْمُ المناسبة علْمٌ حسن ، لكن يُشترط في حُسْنِ ارتباط الكلامِ أنْ يقعَ في أمْرٍ مُتّحدٍ مرْتَبِطٍ أوله بآخره ، فإنْ وقعَ على أسبابٍ مختلفة لمْ يقع فيه ارتباط ، ومَنْ رَبَطَ ذلك فهو مُتَكلِّفٌ بما لا يقدرُ عليه إلا بربْطٍ رَكِيك ، يُصانُ عنْ مثْلِه حَسَنُ الحديث فضْلاً عن أحْسَنِه ؛ فإنّ القرآنَ نَزَلَ في نيّفٍ وعشرينَ سنة ، في أحْكامٍ مختلفةٍ ، شُرِعتْ لأسبابٍ مختلفةٍ وما كان كذلك لا يتأتّى رَبْطُ بعضهِ ببعضٍ".( )
وممّنْ أنْكَر ذلكَ وبالغَ في الإنكارِ الشوكانيُّ( ) في تفسيره ( )، على الرّغم منْ أنّه يُوجد في تفسيرهِ أشياء كثيرة في علْمِ المناسبات ؛ ولِذا فإنّ إنكارَهُ ليس إنكارًا لعِلْمِ المناسبة بالكلّيةِ وإنّما الإنكارُ في تكلُّف ذكر المناسبات وذلك بالتزامها في كلِّ سورِ القرآن وآياته .
واعْلَمْ أنّ علْمَ المناسبات أنواعٌ كثيرةٌ اجتهدَ العلماءُ المعْتَنونَ ببيان إعجازِ القرآن في تتبُّعِها ، منها المناسبةُ بين السور ، وبين الآيات ، ومناسبةُ خاتمةِ الآيةِ للآية ، ومناسبة فواتح السور للسور ، ومناسبة أوائل السور لأواخرها ، إلى غير ذلك من أنْواع المناسبات التي ذكرها السيوطيُّ وغيره .( )
بسم الله الرحمن الرحيم.
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخي الفاضل الأستاذ الدكتور أحمد البريدي ـ حفظه الله ـ .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد فإني أحمد الله إليكم أن جمعنا على مائدة القرآن ، شاكرا لفضيلتكم اهتمامكم و تقديركم ، و مثمنا إضافتكم العلمية ، و إشاراتكم الدقيقة . جزاكم الله خيرا .
وتفضلوا أخي الفاضل بقبول خالص تحياتي و تقديري لشخصكم الكريم .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[align=center]التناسب و أسلوب الالتفات[/align]
يقول ابن كثير ( ت 774 هـ ) في تفسيره لقوله تعالى : ( إياك نعبد و إياك نستعين )
: " و تحول الكلام من الغيبة إلى المواجهة بكاف الخطاب هو مناسبة لأنه لما أثنى على الله فكأنه اقترب و حضر بين يدي الله تعالى فلهذا قال : ( إيك نعبد و إياك نستعين ) و في هذا دليل على أن أول السورة خبر من الله تعالى بالثناء على نفسه الكريمة بجميل صفاته الحسنى ، و إرشاد لعباده بأن يثنوا عليه بذلك ، و لهذا لا تصح صلاة من لم يقل ذلك وهو قادر عليه كما جاء في الصحيحين عن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ : ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) " . " تفسير ابن كثير ، ج 1 ، ص 26 ، طبعة دار الفكر ببيروت ".
الأستاذ أحمد الضاوي جزاك ربي أعظم الجزاء و أوفره على ما خطت يمينك ، ولدي هذا الاستفسار
لا شك أن لعلم المناسبة فوائد جمة، خصوصا إذا تناولت بطريقة سهلة وميسرة فإنما أتت الشريعة للإفهام كما يقول الإمام الشاطبي رحمه الله، وأكبر برهان على ذلك أن الله أنزل المفصل قبل غيره لما فيه من أسلوب التدرج في تربية الأمة شيئا فشيئا، وكذلك علم المناسبة فإن إدراكه في قصار السور
أو المفصل مما يسهل علينا إدراكه في الطوال، والله أعلم ، وفي هذه المشاركة سأطرحه وجها من وجوه المناسبة و معه إشكال لكي نتدارسه فقد قيل
" حفظ حرفين خير من سماع وقرين، وفهم حرفين خير من حفظ وقرين." ( الوقر : حمل بعير )
وجه التكرار في سورة الكافرون
قال تعالى : " قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلْكَافِرُونَ * لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ * وَلاَ أَنَآ عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ * وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ "
ذكر الإمام القرطبي رحمه الله في تفسيره عدة أوجه للتكرار في هذه السورة، وذكر من بينها وجها له علاقة بعلم المناسبة فقال :" وقيل: هذا على مطابقة قولهم: تَعبُد آلهتنا ونعبُد إلهَكَ، ثم تعبد آلهتنا ونعبد إلهك، ثم تعبد آلهتنا ونعبد إلهك، فنجرِي على هذا أبداً سَنَة وسنة. فأجيبوا عن كل ما قالوه بضدّه؛ أي إن هذا لا يكون أبداً. قال ابن عباس: قالت قريش للنبيّ صلى الله عليه وسلم: نحن نعطيك من المال ما تكون به أغنى رجلٍ بمكة، ونزوّجك مَنْ شئت، ونطأ عقِبَك؛ أي نمشِي خلفَك، وتَكُفُّ عن شتم آلهتنا، فإن لم تفعل فنحن نَعْرِض عليك خَصْلة واحدة هي لنا ولك صلاح؛ تعبدُ آلهتنا (اللات والعُزّى) سنة، ونحن نعبد إلهك سنة؛ فنزلت السورة. فكان التكرار في «لا أعبد ما تعبدون»؛ لأن القوم كرّروا عليه مقالهم مرة بعد مرة."
لكن الذي أشكل علي هو المناسبة بينها وبين سورة النصر التي بعدها، وذلك أن أهم إشكال طرحه المعارضون للتناسب بين السور هو التاريخ والجو العام لسورة الكافرون يرجح أنها من السور الأوائل في النزول فبينها وبين
سورة النصر ما يقرب من عشرين سنة وهي في بعض المصاحف في صفحة و في بعضها الآخر في الصفحة المقابلة، فهل من وجه مناسب يزيل هذا الإشكال ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل الويسي ـ حفظه الله ـ : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد ، فإني أردت من خلال النماذج التي ذكرتها عن التناسب في القرآن الكريم و التي ستليها ـ إن شاء الله تعالى ـ بيان حقيقة تعدد أوجه التناسب و مظاهره ، وأنه يتعين علينا أن لا نحجر الواسع بقصر التناسب على التناسب المعنوي، أي ما يمكن الاصطلاح عليه بمظاهر الانسجام في القرآن الكريم ، حيث تتناسب المعاني ، و يأخذ بعضها بأعناق بعض في سلاسة و يسر .
كما أنه يتعين علينا كما ذكر الأستاذ الدكتور أحمد البريدي ـ حفظه الله ـ مشكورا أن لا نتعسف في الربط بين السور والآيات القرآنية الكريمة ، لنفرض عليها ما نصطلح عليه بالتناسب ، فهذا في نظري المتواضع هو وجه من أوجه الإسقاط . فضلا على أن علم الله تعالى مطلق ، و علم الإنسان نسبي ، فأنى للنسبي أن يدرك المطلق ؟ .
ومن ثم فإنني أرى ـ و الله أعلم ـ أنه لا حاجة لنا إلى فرض التناسب بشكل تعسفي ، بدعوى إدراك الحكمة ، و بيان أوجه الإعجاز القرآني ، و لعل ما لم ندركه في زماننا ستتاح الفرصة مستقبلا لإدراكه ، و شواهد التاريخ دالة على ذلك، و تجاربننا الشخصية برهان ساطع ، و كلها مؤكدة قصور العلم البشري ، ليظل الكمال كله لله وحده ، و يظل الإنسان متشوقا إلى الحكمة ، متعلقا بالكمال ، فتلكم الحياة ، و ذلكم القرآن .
أما عن سؤالكم عن أوجه التناسب بين السور الكريمة التي ذكرتموها فإنها متعددة و متنوعة ، و يحتاج بسطها إلى جهد ووقت ، و يكفي أن أشير إلى بعضها لعلها تفتح آفاق البحث و تنير دروبه :
1- الجو العام للسور .
2- الأهداف و المقاصد .
3- المعاني و الدلالات .
4- الأسلوب .
5- اتحاد المطالع و المقاطع .
1- تناسب الفواتح و الخواتيم .
و لعل الكتب التي أرشدت إليها ، مع غيرها مما ذكره السادة المتدخلون ـ مشكورين ـ و كتب التفسير التي عنيت برصد التناسب ، خير معين على الوفاء بمستلزمات البحث و متطلباته .
وتفضلوا بقبول خالص تحياتي و تقديري .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الإخوة الأفاضل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يقول تعالى :
( هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ )
(الحج:19 )
يقول الطاهر بن عاشور ( ت 1393 هـ ) في تفسير هذه الآية الكريمة : " و اسم الخصم يطلق على الواحد و على الجماعة إذا اتحدت خصومهم كما في قوله تعالى :
( وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ )
(صّ:21)
فلمراعاة تثنية اللفظ أتي باسم الإشارة الموضوع للمثنى ، و لمراعاة العدد أُتي بضمير الجماعة في قوله تعالى : ( اختصموا في ربقهم ) " .
التحرير و التنوير 17/229 .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أخي الفاضل الأستاذ الدكتور عبد الفتاح خضر ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد ، فإني أشكركم على اهتمامكم و تواصلكم ، و أقدر فيكم أدبكم الجم ، وحبكم للعلم و العلماء ، و حرصكم الشديد على النصح و التوجيه و التقويم ، خدمة للدرس القرآني . جزاكم الله خيرا .
وتفضلوا أخي الكريم خالص مودتي و تقديري لشخصكم الكريم .
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم.
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الإخوة الأفاضل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد ، سبق و بينت أن للتناسب مظاهر متعددة ، و أوجها كثيرة ، مما يفرض علينا تتبعها بشكل دقيق ، و بصبر و أناة ، و تجميعها في شكل قاعدة بيانات ، لعلها تكشف عن مظهر عظيم من مظاهر الإعجاز القرآني ، المتمثل في عدم إغفال أي جانب من الجوانب المحققة للتواصل الفعال ، و التأثير الإيجابي في المتلقي مهما كانت صغيرة و دقيقة . مما يجعل الإنسان عندما يدركها و يعيها يقف مشدوها أمام جلال القرآن الكريم و جماله .
يقول أبو القاسم السهيلي ( ت 581 هـ ) ـ رحمه الله ـ في تفسيره لقوله ﭨ
( يوصيكم الله في أولا دكم للذكر مثل حظ الأنثيين )
النساء: ١١
: " و قال في أولادكم ، و لم يقل في أبنائكم لأن لفظ الولادة هو الذي يليق بمسألة الميراث ، ففي تخصيص هذا اللفظ فقه وتنبيه . أما الفقه فإن الأبناء من الرضاعة لا يرثون لأنهم ليسوا بأولاد ، وكذلك الابن المتبنى ، فقد كان الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ تبنى زيدا قبل النسخ للتبني ، فكان يقول : أنا ابن محمد ، و لا يقول أنا ولد محمد . و لذلك قال تعــــــــالى :
( و حلائل أبنائكم الذين من أصلابكم )
النساء: ٢٣
لأن الولد لا يكون إلا من صلب . وأن لفظ الأولاد يقع على الذكور والإناث حقيقة ، فلذلك عدل عنه إلى لفظ الأبناء في آية التحريم . وأما في آيات المواريث فجاء بلفظ الأولاد تنبيها على المعنى الذي يتعلق به حكم الميراث، وهو التولد ... ولذلك كان سبب الولد في الميراث أقوى من سبب الوالد . لأن الولد فرع متولد فإليه يسري المال أقوى من سريانه إلى الأب " .
الفرائض للسهيلي ، ص 33/34 .
العلامة البقاعي وكتابه نظم الدرر : للأستاذ الدكتور عبد الفتاح خضر
العلامة البقاعي وكتابه نظم الدرر : للأستاذ الدكتور عبد الفتاح خضر
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور عبد الفتاح خضر ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فإني أحمد الله إليكم أن جمعنا على مائدة القرآن ، نسأل الله تعالى أن يجعل ذلك خالصا لوجهه الكريم ، و أن يدخره لنا ليوم لا يغني فيه مال و لا بنون ، و لا منصب و لا جاه و لا سلطان ( إلا من أتى الله بقلب سليم ) " الشعراء / 89 ". وإني أخي الكريم أعزم عليكم إتحاف رواد هذا الموقع المبارك بهذا العمل العلمي المتميز عن علم لم ينل حظه المطلوب من الدراسة ، لعلها تكون فاتحة لبحوث جديدة للباحثين ، و مكرمة لعشاق المعرفة .
جزاكم الله خيرا .
وتفضلوا أخي الكريم بقبول خالص تحياتي و تقديري .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
لقد انهيت من فترة وجيزة رسالتي للماجستير بعنوان علم المناسبة ضبطا وتنزيلا " نظم الدرر نموذجا " تحت اشراف الدكتور أبو عبد الرحمان الأخضر الأخضاري بكلية العلوم الإنسانية والحضارة الإسلامية بالجزائر .وقد افدنا من هذا الملتقى المبارك الذي سهل علي الإتصال ببعض الأساتيذ الأفاضل كالدكتور مشهور مشاهرة .
وقد توصلت من خلال هذا البحث البسيط الى مجموعة من النتائج سنعرضها في حينها في هذا الملتقى ان شاء الله .
السلام عليكم ورحمة الله .
هذه مشاركة بسيطة في مكانة علم المناسبة ، وطرق توظيفه أطلع الأساتذه عليها . المناسبات مسلك من مسالك الكشف عن المقاصد :
يلتمس الناظر في كتاب الله مقاصد قرآنية ، بين العلماء مسالك اقتناصها وطرق الكشف عنها من بين تلكم الطرائق العلم بالعلائق بين أجزاء القرآن الكريم الذي من شأنه أن يحقق النظر الكلي الشمولي. فكتاب الله " يتوقف فهم بعضه على بعض بوجه ما ، وذلك أنه يبين بعضه بعضا ، حتى أن كثيرا لا يفهم معناه حق الفهم إلا بتفسير موضع آخر أو سورة أخرى ، ولأن كل منصوص عليه فيه من أنواع الضروريات مثلا مقيد بالحاجيات ، فإذا كان ذلك فبعضه متوقف على البعض في الفهم.." .
وقد يكتفي المقاصدي بالنظر في موضع دون مواضع أخرى بشرط استكمال القضية المنظور فيها ولو توزعت بين عدد من السور فعلى الناظر في كتاب الله الباحث عن مقاصده : " الالتفات إلى أول الكلام وآخره بحسب القضية لا ينظر إلي أولها دون آخرها ، ولا في آخرها دون أولها ، فإن القضية اشتملت على جمل فبعضها متعلق ببعض ...فلا محيص للمتفهم عن رد آخر الكلام على أوله ، وأوله على آخره ، وإذ يحصل مقصود الشارع في الفهم المكلف ، فإن فرق النظر في أجزائه فإنه لا يتوصل به إلى المراد ". وهذا الذي يشير إليه التفسير الموضوعي الذي يقوم على تتبع قضية واحدة يجمعها معنى واحد أو غاية واحدة تصلح لأن تكون مقصدا قرآنيا وإن تعددت أساليب القضية ،ولم تتوحد أماكنها في القرآن الكريم .
من خلال ما سبق يمكن القول بأن علم المناسبة هو وسيلة مكملة لطريق الكشف عن المقاصد من خلال ظواهر النصوص ، فلا يتم النظر إلا من خلال العلم بباقي أجزاء المنظور ، بالإضافة إلى كونها وسيلة مكملة لطريق الكشف عن المقاصد من طريق التعليل، مادام التعليل والعلم به يتوقف على فهم ظواهر النصوص ، فهناك "صيغا موضوعة للتعليل نصا مثل : من أجل ذلك ، ولأجل ذلك ،وكي ....كما أن هناك ألفاظ تدل عليها دلالة ظنية ...كالباء ، واللام .. ".بالإضافة إلى وجوه من الأساليب يشعر الخطاب عن طريقها بالتعليل كترتيب الحكم على الوصف بصيغة الجزاء .وكل هاته الظواهر الأسلوبية يتوقف فقهها على فقه الترتيب .
ومن النماذج التطبيقية للكشف عن المقاصد من خلال ظواهر النصوص بواسطة اعتبار الترتيب القرآني تلك الآداب القرآنية المرجوة من المكلفين عند طرق باب رب الأرباب من خلال تقديم الوسيلة بين يدي الطلب لقوله تعالى : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (4) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (5) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ (6) غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7) } [ الفاتحة ]
وقوله تعالى : { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) } [ البقرة ] .
ومن المقاصد التي ذكرها الشاطبي تحسين اللفظ بالكناية في المواطن التي يستحى فيها من ذكر ما يستحى من ذكره ، ووجوب تعلق المكلفين بجنس ما تعلق به الشارع الكريم. ولاكتشاف هذا المقصد كان لمناسبة اللفظ للمعنى فيه عظيم الفائدة. فالله سبحانه تعالى ترك،عدل عن التعبير بألفاظ بعينها فتحقق بذلك إفهام وتلقين أدب.
ومن الآداب المقصودة والغايات المرجوة ما ألتقط من المعاملات الربانية لعباده في باب الخوف و الرجاء ،ففي بعض المواطن يذكر جانب الخوف إذا غلب على المخاطبين جانب الخوف كقوله تعالى:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (54) }[الزمر ]، أما إن غلب على القوم الإهمال خوطبوا بالعتاب وبالتخويف قال تعالى :{ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِينا (57) } [ الأحزاب ] فكل تلك المعاني ملتقطة من ترتيب القرآن الكريم وعلى المكلف التعلق بتلك الآداب . مسلك من مسالك توجيه المتشابه اللفظي :
القرآن الكريم كتاب جاء بنائه اللفظي محكما ، لا يمكن لأي كان أن يغير في جمله ولا في كلماته ،وإن ظن بأن المرادف قد يفي بالغرض إلا أن الأمر ليس كذلك ، فالقرآن يراعي في اختياراته اللفظية والمعنوية وحتى الصوتية مناسبات الآيات لسوابقها ولواحقها ،بحيث تجئ الكلمة أو العبارة فيها متمكنة في موقعها ، ملائمة لسياقها لا يسد غيرها مسدها . وقد تنبه عدد من علمائنا إلى هذا الأمر في توجيه الآي المتشابه أمثال ابن الزبير الغرناطي الذي جعل لعلم المناسبة مكانة خاصة وقد وظفها أفضل توظيف لتوجيه المتشابه اللفظي ،ومن أمثلة ذلك توجيه التشابه في قوله تعالى :{ فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى}[النازعات ] وقوله تعالى :{ فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ }[ عبس 33]على الرغم من أن المراد منهما هو القيامة ، فوجهها بقوله : " الطامة والصاخة وإن أريد بهما في السورتين شيء واحد فإن اسم الطامة أرهب أنبأ بأهوال يوم القيامة ، لأنها من قولهم طم السيل إذا علا وغلب .أما الصاخة فالصيحة الشديدة ، من قولهم صخ بأذنيه مثل أصاخ ، فأستعيرت من أسماء القيامة مجازا لأن الناس يصيخون لها ، فلما كانت الطامة أبلغ في الإشارة إلي أهوالها خص بها أبلغ الصورتين في التخويف والإنذار وعلى ذلك بنيت سورة النازعات ...ووصف الطامة بالكبرى .....، فكلها تخويف وترهيب ، فناسبها أشد العبارتين موقعا وأرهبهما ،و أما سورة عَبَسَ وَتَوَلَّى فلم تبنى على ذلك الغرض ،وإنما بنيت على قصة عبد الله بن أم مكتوم .." هذا وقد استثمر ابن الزبير علمه بالمناسبات بين السور -الذي يعد أول من صنف فيه سابقا معاصريه -في توجيه التشابه اللفظي ومن ذلك التوجيه الذي ساقه ليبين الفرق بين قوله تعالى : { ..فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ ..}[طه 48] وقوله تعالى :{ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ..} [الشعراء16] فقد ثني لفظ الرسول في الآية الأولى وأفرد في الثانية ، فآية طه وردت على المشهور من لغة العرب أما آية الشعراء فقد وردت على لغة من يقول رسول للواحد و الاثنين والجمع ، لذا تقدمت اللغة المشهورة ثم تلتها اللغة القليلة والعكس مخالف للترتيب .
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
توظيف جيد لعلم المناسبة في خدمة علم المقاصد ، وهي مسألة مهمة ولست بالبسيطة ، ولا يدرك كنهها إلا من مارس العلمين ، ووصف الباحثة لمشاركتها هذه بالبسيطة ليس بصحيح ، بل هو من باب التواضع، وتأثر الباحثة بأستاذها المشرف ظاهرجدا [align=left]-والله أعلم[/align]
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخت الفاضلة الأستاذة البتول ـ حفظها الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد ، فإني أحمد الله إليكن أن وفقكن لمقاربة موضوع المناسبة بهذه الطريقة المبتكرة ، مما يؤكد أن البحث العلمي في حقيقته رؤية و منهج . آملا التوسع في عرض الموضوع إغناء للمشاركة . كما أتوجه بالشكر و التقدير للأستاذ الدكتور عبد الفتاح خضر ، و الأستاذ الفاضل صادق الرافعي ـ حفظهما الله ـ . سائلا الله تعالى أن يمتع الجميع بالصحة و العافية ، و يديم تواصلنا و عملنا خدمة للقراآن الكريم .
جزاكم الله خيرا .
وتفضلوا بقبول خالص تحياتي و تقديري .
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
[align=center]اللهم لا تؤاخذني بما يقولون ..
و اجعلني خيرا مما يظنون...
و اغفر لي مالا يعلمون ...
اللهم آمين
وفق الله الجميع لمرضاته ، والفوز بجناته ، ولذة النعيم بالنظر
إلى وجهه الكريم [/align]
أردت مشاركتكم ولو بالقليل -أسأل الله أن يبارك فيه_
من الكتب الرائعة في هذا المجال والفريدة من نوعها
-كتاب (قواعد التدبر الأمثل لكتاب الله عز وجل) لـ الشيخ الدكتور عبدالرحمن حبنكة
فقد ذكر جملة من القواعد الهامة مع تطبيقات لها (والكتاب حوالي 800صفحة وهو مجلد واحد)
-كتاب دراسات قرآنية لـ محمد قطب.
هو كتاب رائع خصوصا عندما يأسرك الكاتب بأسلوبه الرائع عند التفكر في الآيات وتدبرها
هناك كتاب في علم التناسب وهو (البرهان في تناسب القرآن ل أحمد الثقفي
جزاكم الله خيرا
يقول ابن كثير : " وإنما وصف نفسه بالرحمن الرحيم، بعد قوله: رب العالمين، ليكون من باب قرن الترغيب بعد الترهيب ، كما قال تعالى :
( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم).
وقوله تعالى :
( إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم).
قال : فالرب فيه ترهيب، و الرحمن الرحيم ترغيب .
وفي صحيح مسلم ، عن أبي هريرة قال رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ :
( لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع في جنته أحد، و لو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من رحمته أحد ) ".
الأساتذة الأفاضل: السلام عليكم.
علم المناسبة علم جليل، وهو نوع إعجاز للقرآن الكريم تنبّه له العلماء قديما، واعتنى به المفسرون في كتبهم كالرازي والبقاعي وابن عاشور وغيرهم، وهذا والله من أبرز الحجج التي تردّ على أدعياء العلم الذين يزعمون غياب الاتساق والانسجام بين آيات القرآن وسوره، فهذا أكبر ردّ عليهم في هذا الباب، ومنه ما تعلّق بمحور السورة وترابط مقاطعها معه، والعبد الفقير إلى الله بحث في سورة النمل حول هذه الفكرة، ولعل في القريب العاجل تكون لنا عودة إلى هذا الموضوع، فهل من اقتراح للتسجيل في الدكتوراه في تخصص التفسير وعلوم القرآن، وبخاصة في التفسير الموضوعي بأنواعه؟
جزاكم الله خيرا ونفع بكم.
كنت أتساءل ما وجه ذكرقصة موسى وسليمان وداود وصالح عليهم السلام في سورة النمل، ولم أتوصل إلى إجابة، أو بالأحرى غلبتني العجلة فسارعت للبحث في الشبكة العنكبوتية، فإذا بعيني تقع على دراسة للشيخ رفاعي سرور حول نفس الموضوع، وقد استفدت كثيرا مما أورده الشيخ، كما أنني حزنت بسبب عجلتي.
أعتقد أن هذا العلم فتح من الله عز وجل لمن تدبر في كتابه، والله أعلم.