علم الكلام وأهل الكلام

إنضم
05/05/2003
المشاركات
70
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الموقع الالكتروني
www.toislam.net
[align=justify]يرد في كتب العقائد، وغيرها كثيراً مصطلح علم الكلام، وأهل الكلام والمتكلمين، وما جرى مجرى ذلك.
وفيما يلي نبذة عن تعريف علم الكلام، وسبب تسميته بذلك، وأهل الكلام، وأشهر المتكلمين
أولاً: تعريف علم الكلام: عرف علم الكلام بعدة تعريفات منها:
1- قال أبو حيان التوحيدي -رحمه الله-: (وأما علم الكلام فإنه من باب الاعتبار في أصول الدين يدور النظر فيه على محض العقل في التحسين والتقبيح، والإحالة والتصحيح، والإيجاب والتجويز، والاقتدار والتعجيز، والتعديل والتجوير، والتوحيد والتكفير.
والاعتبارُ فيه ينقسم بين دقيق يتفرد العقل به، وجليل يُفْزَع إلى كتاب الله -تعالى- فيه).[1]
2- وعرفه ابن خلدون -رحمه الله- بقوله: (علم يتضمن الحجاج عن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية)[2].
3- وعرفه الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله- بقوله: (هو ما أحدثه المتكلمون في أصول الدين من إثبات العقائد بالطرق التي ابتكروها، وأعرضوا بها عما جاء بالكتاب والسنة)[3].
ثانياً: سبب تسمية علم الكلام بهذا الاسم: أما سبب تسميته بهذا الاسم فذلك مما تضاربت به الأقوال، ومما قيل في ذلك ما يلي:
1- أن عنوان مباحث المتكلمين في العقائد كان: (الكلام في كذا وكذا...).
2- لأنه يورث قدرةً على الكلام في تحقيق الشرعيات، وإلزام الخصوم؛ فهو كالمنطق للفلسفةِ؛ والمنطقُ مرادفٌ للكلام.
3- لأن هذا العلم لا يتحقق إلا بالمباحثة، وإدارة الكلام من الجانبين على حين أن غيره من العلوم قد يتحقق بالتأمل، ومطالعة الكتب.
4- لأنه أكثر العلم خلافاً، ونزاعاً؛ فيشتد افتقاره إلى الكلام مع المخالفين، والرد عليهم.
5- لأنه؛ لقوة أدلته صار كأنه هو الكلام دون ما عداه من الكلام.
6- أنه؛ نظراً لقيامه على الأدلة القطعية المؤيد أكثرها بالأدلة السمعية كان أكثر العلوم تأثيراً بالقلب؛ فسمي الكلام بذلك مشتقاً من الكَلْم وهو الجرح.
7- أنه سمي بذلك؛ لأن أول خلاف وقع في الدين كان في كلام الله -عز وجل- أمخلوق هو أم غير مخلوق؟ فتكلَّم الناس فيه؛ فسمي هذا النوع من العلم كلاماً، واختص به.
8- لأن هذا العلم كلام صِرْفٌ، وليس تحته عمل[4].
ثالثاً: أهل الكلام: أهل الكلام هم الذين يخوضون في مسائل أصول الدين كالوحدانية، والمعاد، وإثبات النبوات، والوعد، والوعيد، والإيجاب على الله -عز وجل-* والتجويز وهو قولهم: لو عذبنا الله على ما خلقه فينا لكان جائزاً،وإنما يعذبنا على ما نخلقه نحن.
وأنه يجوز على الله تعذيب ملائكته وأنبيائه، وأهل طاعته، وإكرام إبليس وجنوده، وجعلهم فوق أوليائه في النعيم المقيم.
ولا ريب أن هذا قولٌ باطل صار عن نفي الحكمة والتعليل؛ ذلك أن حكمة الله -عز وجل- تأبى ذلك قال -تبارك وتعالى-: [أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ].
ويخوضون - كذلك - في القدر ويقولون بنفيه ويسمون ذلك عدلاً، ويبحثون كذلك في التوحيد، ويعنون به نفي الصفات عن الله -عز وجل- إلى غير ذلك ممن يخوض به أهل الكلام.
رابعاً: أشهر المتكلمين: المتكلمون كثير، وليسوا على درجةٍ واحدة، ويدخل في مفهوم المتكلمين كثير من الطوائف كالجهمية أتباع الجهم بن صفوان، والمعتزلة أتباع عمرو بن عبيد، وواصل بن عطاء، وغيرهم.
ــــــــــــــــ
[1] رسالة أبي حيان في العلوم ص 21
[2] تاريخ ابن خلدون ص 350
[3] فتح رب البرية ص 76
[4] انظر العقائد النسفية للنسفي ص 6، وتاريخ ابن خلدون ص 350-375، والمعتزلة لزهدي جارالله ص 346.
[/align]
 
وللاستزادة يمكن مراجعة رسالة الشيخ سليمان الغصن منهج المتكلمين ، وهي رسالة نفيسة
 
هذا تجني على هذا العلم الذي لا يعلم مقداره إلا من خاض بحره ،لكن المشكلة هي أننا نظن أن علم الكلام هو أصلاً لمخاطبة المسلمين ،وهذا ليس دقيقاً ،إذ هو في الأصل لمخاطبةالعقلانيين من غير المسلمين ولهذا لم يخض فيه إلا الخاصة وفي المجالس الخاصة ،أماالآن فأصبح كل من قرأ ورقة أو ورقتين من كتاب يظن أنه (فهم ) و(عرف ) و (علم ) علم الكلام ،وذلك دونه بحار ومفاوز 0
 
الجكني قال:
هذا تجني على هذا العلم الذي لا يعلم مقداره إلا من خاض بحره ،
وهل أنت ممن خاض بحاره ؟ وتبين لك غير ما عرف منه أئمة أهل السنة الذين بالغوا في ذمه ؟

الجكني قال:
لكن المشكلة هي أننا نظن أن علم الكلام هو أصلاً لمخاطبة المسلمين ،وهذا ليس دقيقاً ،إذ هو في الأصل لمخاطبةالعقلانيين من غير المسلمين
لكنهم استخدموه في أثبات العقائد ونفي الصفات ... وهذا ظاهر في كتبهم وما نقل عنهم .

الجكني قال:
ولهذا لم يخض فيه إلا الخاصة وفي المجالس الخاصة ،
هل الكتب من المجالس الخاصة ؟

الجكني قال:
أماالآن فأصبح كل من قرأ ورقة أو ورقتين من كتاب يظن أنه (فهم ) و(عرف ) و (علم ) علم الكلام ،وذلك دونه بحار ومفاوز 0

[align=center]!!!![/align]
 
أما سؤالك :"هل أنت ممن خاض بحاره؟" فجوابه :بل بالكاد وقفت على ساحله ،يا أخي قد درست بعض أصول هذا العلم على شيخ هو من أهله وعرفت منه -العلم-ما يؤكد لي أن هذه المقولة (غير دقيقة )وهذا يكفي 0
أما قولك :"وتبين لك غير ما عرف منه أئمة أهل السنة الذين بالغوا في ذمه ؟" فجوابه :قولك (أئمة أهل السنة ) يفهم منه الإطلاق ،أي أن (كل ) علماء أهل السنة ذموه ، فإذا كان هذا قصدك فأنت مطالب بإثبات هذا الادعاء ،حيث إن المخالف لك يقول إن بعض (أئمة أهل السنة ) لم يذموه ،وهو ما يشهد له الواقع 0
وأما قولك "لكنهم استخدموه 00"ليس في محل النزاع ،الكلام في (الأصل ) وليس في ما استعمل فيه بعد ذلك 0
وأما سؤالك الثالث :"هل الكتب من المجالس الخاصة ؟"فالجواب :كتب (العقائد) هي في الأساس نتيجة المناظرات والجدل في المجالس الخاصة التي كان يعقدها السلاطين والوزراء لكبار العلماء بعيداً عن (العامة ) 0
وأما (تعجبك ) من الكلام الأخير فأقول فيه :"عجبك عجب "
ومع هذا :لايظن أني أقول (علم الكلام ) كله محمود أو مذموم ،فهذا حكم جائر مبني على (خلل ) في (التصور ) للمسألة 0والله أعلم
 
الجكني قال:
هذا تجني على هذا العلم الذي لا يعلم مقداره إلا من خاض بحره ،

الجكني قال:
بل بالكاد وقفت على ساحله

الجكني قال:
قولك (أئمة أهل السنة ) يفهم منه الإطلاق

عبدالرحمن السديس قال:
أئمة أهل السنة الذين ...

الجكني قال:
لكن المشكلة هي أننا نظن أن علم الكلام
من أين لك هذا الظن ؟ ثم ليست هذه المشكلة بل المشكلة
عبدالرحمن السديس قال:
أنهم استخدموه 00

الجكني قال:
كتب (العقائد) هي في الأساس نتيجة المناظرات والجدل
الإطلاق = دعوى تحتاج إلى إثبات .

الجكني قال:
وأما (تعجبك ) من الكلام الأخير فأقول فيه :"عجبك عجب "
صدقت ؛ لأنك لا تشعر بما في كلامك من العجب .

الجكني قال:
ولا يعني هذا أني أقول (علم الكلام )محمود كله أو مذموم كله ، فهذا حكم مبني على ضيق في تصور المسألة
سبق أن قلت عن نفسك
الجكني قال:
بل بالكاد وقفت على ساحله
وممن ذمه بإطلاق جمع تجاوزوا الساحل الذي وقفت عليه ، وبعضهم خاض بحره الخضم ثم حكموا بخلاف رأيك .
 
دعونا نتعاون فيما اتفقنا عليه ، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ...
تجنبوا الانتصارات النفسية ...
والسلام
 
قولك "وممن ذمه " وقولك "وبعضهم خاض" موافقة على أنه ليس كل (أئمة السنة )ذموه ،فكن أنت مع (ممن ) واترك غيرك مع (بعضهم ) وكما قال د/أحمد :"يعذر بعضنا بعضاً ولا تصور المسألة على أن الخلاف بين (أهل السنة ) وغيرهم 0هذا ما عندي والله أعلم0
 
الجكني قال:
قولك "وممن ذمه " وقولك "وبعضهم خاض" موافقة على أنه ليس كل (أئمة السنة )ذموه ،فكن أنت مع (ممن ) واترك غيرك مع (بعضهم )
وفقكم الله
مرادي من التبعيض هو :
أن جمعا من أئمة أهل السنة لم يحفظ له كلام في ( علم الكلام ) ، لا أنهم مدحوه .
والعذر قائم ، ولم يخطر في بالي أن الدكتور السالم ـ حفظه الله ـ يكتب هنا لانتصارات نفسية أو ... بل يكتب ما يرى أنه الحق .
وأرجو أن أكون كذلك .
وليت الدكتور أحمد ـ حفظه الله ـ إذ لاح له غير ذلك أو شعر به...
جعل هذا النصح والتوجيه سرا = فهو أجدى وأدعى للقبول .
والسلام عليكم .
 
[align=center]فائدة[/align]
من أراد الوقوف على كلام أئمة السلف في ذم هذا العلم فلينظر :
الغنية عن الكلام وأهله للخطابي .
مختصر الحجة على تارك المحجة لأبي الفتح نصر المقدسي .
ذم الكلام للهروي .
تحريم النظر في كتب الكلام لابن قدامة .
أحاديث في ذم الكلام وأهله للمقري .
صون المنطق والكلام للسيوطي .
قصد السبيل إلى ذم الكلام والتأويل لصديق خان القنوجي .
وكلها مطبوعة عدا الأول ، ومختصره ضمن ( صون المنطق ) للسيوطي ، ونقل منه الإمام ابن تيمية مواطن كثيرة في درء تعارض العقل والنقل.
وهناك كلام كثير متفرق لأئمة السلف في كتب العقائد المسندة وغير المسندة .
ولعل بعض هذه الكتب موجود في الشبكة .
 
أخي الشيخ عبد الرحمن حفظه الله تعالى وسلمني وإياه من كل سوء ،وخاصة سوء الظن :
والله الذي لا إله غيره ما كتبت حرفاً (لانتصارات نفسية ) كما ظن فضيلتكم ،وإنما كتبت ما أراه حقاً بيني وبين الله تعالى ،إذ القول "مطلقاً " بذم الكلام لم أر القول به إجماعاً ،بل هناك من كبار العلماء من استعمله لمجادلة المعاندين من المسلمين وغير المسلمين ،وأكبر دليل على ذلك هو ما سطره شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوى وغيرها من كتبه 0
وعندي أن السبب من ذم بعض العلماء لعلم الكلام هو "شدة "ورعهم وخوفهم على الأمة ،وهذا شيء محمود ،ولكنه لا يعتبر حكماً شرعياً يأثم من خالفه أو من عارضه 0وعلم الكلام قد لا أحتاجه أنا ولا أنت في هذه البلاد بحمد الله تعالى ولكن يحتاج إليه للدفاع عن الإسلام ورد شبه المنكرين في أماكن أخرى وأزمنة أخرى 0
وخلاصة القول :علم الكلام منه ما هو محمود وهو ما لم يخالف أصلاً شرعياً ،ومذموم وهو عكسه ،أما القول مطلقاً بأنه (كلام بلا علم )فيكفي في بيان بطلانه التناقض فيه ،حيث أثبت أنه علم ثم نفاه عنه وهل هذه المصنفات التي ترد على (المخالفين والمخطئين) كلها (لا علم فيها ؟؟؟؟ إذن : فيلزم أن كتب شيخ الاسلام (جلها ) التي في (العقائد ) سواء بين المسلمين أنفسهم أو بينهم وبين أهل الملل الأخرى كلها هباء ،وهذا ما لا يقوله أحد حسب علمي 0
رحم الله من قال :"كلامي صواب يحتمل الخطأ ،وكلام غيري خطأ يحتمل الصواب "
 
وأما قولكم حفظكم الله :"جمعاً من أهل السنة لم يحفظ لهم كلام في علم الكلام لا أنهم مدحوه " هذا (تحكم من فضيلتكم يعترض عليه بالعكس وهو أن يقال :"لم يحفظ عنهم كلام (لا أنهم ذموه ) 0
والله أعلم 0
 
الجكني قال:
سلمني وإياه من كل سوء ،وخاصة سوء الظن :
والله الذي لا إله غيره ما كتبت حرفاً (لانتصارات نفسية ) كما ظن فضيلتكم ،وإنما كتبت ما أراه حقاً بيني وبين الله تعالى
أخي الدكتور السالم وفقه الله
عفى الله عني وعنك ، وهل وجدتَ في كلامي غير ذلك ؟
أنا لما رأيت كلام الدكتور أحمد : تجنبوا الانتصارات النفسية ...
قلت عنكم وعني حتى لا يساء بنا الظن :
والعذر قائم ، ولم يخطر في بالي أن الدكتور السالم ـ حفظه الله ـ يكتب هنا لانتصارات نفسية أو ...
بل يكتب ما يرى أنه الحق. وأرجو أن أكون كذلك .

الجكني قال:
(تحكم من فضيلتكم يعترض عليه بالعكس وهو أن يقال :"لم يحفظ عنهم كلام (لا أنهم ذموه ) 0
بارك الله فيكم
وأنا لم أثبت لهم قولا بمدح ولا ذم بل تركته ، وإنما ذكرته في مقابل قولكم :
الجكني قال:
وقولك "وبعضهم خاض" موافقة على أنه ليس كل (أئمة السنة ) ذموه ، فكن أنت مع (ممن ) واترك غيرك مع (بعضهم )
 
أخي الدكتور عبد الرحمن حفظه الله :أعتذر إن كنت أسأتُ فهم كلامكم وحمّلته ما لا تريده ،وقبول العذر ممن اعتذر هو من شيم الكرام ،وأحسبكم كذلك 0
 
[align=center]( رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)[/align]
ومعذرة إن كنت أسأت أو تجاوزت في حقكم .
وأسأل أن يبصرنا بالحق ويهدينا للعمل به .
* تنبيه: لستُ بدكتور .
 
عودة
أعلى