علل أحاديث التفسير [علل أحاديث سورة الفاتحة] (1)

إنضم
08/03/2004
المشاركات
61
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
السعودية - أبها
[align=justify][align=center](علل أحاديث سورة الفاتحة)[/align]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فهذه علل أحاديث سورة الفاتحة، نمضي فيها على النهج الذي رسمناه في أول هذه المقالات، والذي شرطنا فيه أن نذكر الحديث المعلول من كل وجه، والحديث الصحيح المعلول، وهذا الحديث الذي نستفتح به علل أحاديث الفاتحة من النوع الثاني، فإلى الشروع في المقصود بعون الله المعبود:
[1] حديث: الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن ـ أو تملأ ـ ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها. هذا لفظ رواية الصحيح.
وشاهدُنا هنا هو قوله (صلى الله عليه وسلم): "والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن (أو تملأ) ما بين السموات والأرض".
الحديث أورده الثعالبي في تفسير [سورة المائدة: 6] آية الوضوء (1/ 449)، وابن كثير فيها (كذلك) (2/ 30 ـ 31) ، فقال: ((وروى مسلم في صحيحه: من حديث يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جده ممطور، عن أبي مالك الأشعري: أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والله أكبر تملأ ما بين السماء والأرض، والصوم جنة، والصبر ضياء، والصدقة برهان، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها)). اهـ.
وأورده الثعالبي كذلك في تفسير سورة [الكهف: 46] (2: 384) عند قوله تعالى: {والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا} .
وأورده القرطبي في تفسير الفاتحة (1/ 132)، و[البقرة : 144] (2/ 159) عرضًا، والمائدة: 6] (2/ 106)، والسيوطي في الدر المنثور (1/ 31) في تفسير الفاتحة، فقال: ((وأخرج أحمد ومسلم والنسائي: عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): الطهور شطر الإيما ن {والحمد لله} تملأ الميزان، وسبحان الله تملآن - أو تملأ – ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها)). اهـ.
وأشار له الشوكاني في تفسير الفاتحة (1/ 20)، بقوله: ((وقد ورد في فضل الحمد أحاديث منها... ))اهـ.
وأشار له الأمين الشنقيطي في أضواء البيان (8: 552) في تفسير سورة الليل، عند قوله تعالى: {وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى} فقال: ((ولذا جاء في الحديث الصحيح (والصدقة برهان) أي على صحة الإيمان )).
وأورده أ. د. حكمت بشير في التفسير الصحيح (1: 77) الحمد لله فضائلها، فقال: ((روى مسلم في صحيحه بإسناده: عن أبي مالك الأشعري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن (أو تملأ) ما بين السموات والأرض... الحديث)). اهـ.
[align=center]طرق الحديث[/align]
الحديث اشتهر من رواية أبان بن يزيد العطار، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد وهو ابن سلام، عن أبي سلام، عن أبي مالك الأشعري: أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يقول: (فذكره).
وتابعه عليه عن يحيى بن أبي كثير: أبو إسحاق يحيى بن ميمون (يعني العطار).
وخالف يحيى معاوية بن سلام فرواه عن أخيه زيد بن سلام: أنه أخبره عن أبي سلام الحبشي، عن عبد الرحمن بن غنم: أن أبا مالك الأشعري حدثه، عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (فذكره).
ورواه أبو جعفر الرازي: عن هبيرة بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك الأشعري، عن النبي (صلى الله عليه وسلم): (فذكره).
وفي هذا متابعة لرواية معاوية بالنظر لأصل الحديث.. فإلى سياق هذه الطرق وبيان ما فيها من اختلاف سندًا ومتنًا:

(1) ـ فأما حديث أبان بن يزيد العطار:
فرواه عنه: حبان بن هلال، وسهل بن بكار، وعبدالرحمن بن مهدي، وعفان بن مسلم، ومسلم بن إبراهيم الأزدى، وموسى بن إسماعيل، وأبو زكريا يحيى بن إسحاق السيلحيني.

أ ـ فأما رواية حبان بن هلال:
فأخرجها مسلم في صحيحه (1: 203/ برقم 223)، والترمذي في جامعه (5: 535/ برقم 3517) : حدثنا إسحاق بن منصور.
وأخرجها ابن الجوزي في التحقيق (1: 136/ برقم 113) من طريق مسلم.
وأخرجها محمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (1: 433/ برقم 435): حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي.
كلاهما (إسحاق بن منصور ، وأحمد بن سعيد الدارمي) ، حدثنا حبان بن هلال، حدثنا أبان، حدثنا يحيى أن زيدًا حدثه، أن أبا سلام حدثه، عن أبي مالك الأشعري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ((الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن ـ أو تملأ ـ ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها)). اللفظ لمسلم.
وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (1: 211): في أكثر نسخ مسلم ((والصبر ضياء)) وفي بعضها ((والصيام ضياء)).
قلت: ولفظ الترمذي مثله غير أنه قال: ((الوضوء شطر الإيمان)).
واختصره المروزي بلفظ ((الطهور شطر الإيمان)).
وقال أبو عيسى: هذا حديث صحيح.
قال ابن الجوزي: انفرد بإخراجه مسلم.

ب ـ وأما رواية سهل بن بكار:
فأخرجها البيهقي في الشعب (3: 38/ برقم 2805): أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري، ثنا عثمان بن خرزاد، عنه به (فذكره) باختلاف في قوله: ((ولا اله إلا الله والله أكبر تملآ ن مابين السماء والأرض)) بدلاً من ((وسبحان الله والحمد لله)).

ج ـ وأما رواية عبدالرحمن بن مهدي:
فأخرجها النسائي في الكبرى (6: 50/ برقم 9996): أخبرنا عمرو بن علي، عنه به (فذكره) مختصرًأ بلفظ ((الحمد لله تملأ الميزان، ولا إله إلا الله والله أكبر تملأ ما بين السماء والأرض)).

د ـ وأما رواية عفان بن مسلم:
فأخرجها أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (1: 14/ برقم 37)، (6: 171/ برقم 30430)، ومن طريقه أبو نعيم في المستخرج (1: 289/ برقم 534).
وأخرجها أحمد في المسند (5: 342/ برقم 22953).
وأخرجها الحاكم في شعار أصحاب الحديث (1: 35/ برقم 21): أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي، حدثنا محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى البزاز.
وأخرجها ابن منده في الإيمان (1: 374/ برقم 211) أخبرنا محمد بن عبدالله، ثنا جعفر بن محمد بن شاكر. (ح) وأنبأ أحمد بن إسحاق بن أيوب، ثنا موسى بن الحسن النسائي.
وأخرجها البيهقي في السنن الكبير (1: 42/ برقم 185) أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان ببغداد، ثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد القطان، ثنا إسحاق بن الحسين الحربي.
وفي الشعب (3: 3/ برقم 2709) أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، أنا أبو أحمد بكر بن محمد الصيرفي بمرو، ثنا محمد بن علي بن بطحاء.
وحدثنا عبد الله بن يوسف الأصبهاني إملاء، أنا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب، أنا محمد بن عيسى بن السكن.
وفي الاعتقاد (1: 176): حدثنا [أبو] محمد بن يوسف، قال: أنا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب، قال: أنا محمد بن عيسى بن السكن.
وأخرجها أبو عوانه في المسند الصحيح (1: 189/ برقم 600)، ومن طريقه ابن عساكر في التاريخ (54 :314): حدثنا محمد بن علي ابن أخت غزال.
تسعتهم (ابن أبي شيبة، وأحمد، و محمد بن عبد الرحيم، و جعفر بن محمد بن شاكر، وموسى بن الحسن النسائي، وإسحاق بن الحسين الحربي، ومحمد بن علي بن بطحاء، ومحمد بن عيسى بن السكن، ومحمد بن علي ابن أخت غزال) عنه به (فذكره) ومنهم من اختصره، ومنهم من طوله.
وقرن أحمد روايته برواية يحيى بن إسحاق، ونبه إلى اختلاف في لفظ عفان، فقال: ((قال عفان: وسبحان الله والله أكبر ولا إله إلا الله والله أكبر تملأ ما بين السماء وقال عفان: ما بين السماوات والأرض)).
لكن وقع عند أبي عوانه ((وسبحان الله والحمد لله يملآن ما بين السماء والأرض)). وفي لفظه: ((والصوم برهان)). وهذا خطأ.
وروايته مقرونة برواية مسلم بن إبراهيم فلعل الخلاف من قبله وسياقها هو الآتي بعد هذه.

هـ ـ وأما رواية مسلم بن إبراهيم الأزدى:
فأخرجها الدارمي في سننه (1: 174/ برقم 653).
وأخرجها محمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (1: 434/ برقم 436): حدثنا محمد بن يحيى.
وأخرجها أبو عوانه في المسند الصحيح (1: 189/ برقم 600)، ومن طريقه ابن عساكر في التاريخ (54 :314): وحدثنا الصغاني.
وأخرجها الطبراني في المعجم الكبير (3: 248/ برقم 3423)، ومن طريقه أبي نعيم في المستخرج (1: 289/ برقم 534): حدثنا علي بن عبد العزيز.
وأخرجها البيهقي في الشعب (1: 45/ برقم 12) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن محمد الأشناني، قالا: أنبا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي.
وأخرجها اللالكائي في أصول الاعتقاد (5: 903/ برقم1619): أنا أحمد بن عبيد، قال: أنا علي بن عبد الله بن مبشر، قال: نا أحمد بن سنان.
سبعتهم (الدارمي، ومحمد بن يحيى، والصغاني، وعلي بن عبد العزيز، وعثمان بن سعيد الدارمي، وأحمد بن سنان) عنه به (فذكره).
اختصره المروزي واللالكائي والبيهقي بمطلعه فحسب.
وساقه الدارمي باختلاف إذ خالف المشهور في موضعين:
الأول: قوله: ((ولا إله إلا الله والله أكبر يملأ ما بين السماوات والأرض)).
والثاني: قوله: ((والوضوء ضياء)).
وقرن الطبراني حديثه بحديث موسى بن إسماعيل.
قال: وقال مسلم في حديثه: ((لا إله إلا الله والله أكبر يملأ ما بين السماء والأرض)). لكنه لم ينبه للفرق المذكور في رواية الدارمي وهو قوله : ((والوضوء ضياء)). وقرنه أبو عوانة بلفظ عفان.. ولم يشر للخلاف.

و ـ وأما رواية موسى بن إسماعيل:
فأخرجها ابن سعد في الطبقات (4: 358).
وأخرجها أبو نعيم في المستخرج (1: 289/ برقم 534): حدثنا محمد بن يحيى بن المنذر.
وأخرجها الطبراني في المعجم الكبير (3: 248/ برقم 3423)، ومن طريقه أبو نعيم في المستخرج (1: 289/ برقم 534): حدثنا محمد بن يحيى القزاز (قرنه بمسلم بن إبراهيم).
ثلاثتهم (ابن سعد، ومحمد بن يحيى بن المنذر، ومحمد بن يحيى القزاز) عنه به (فذكره).
ولفظه: ((الطهور نصف الإيمان، والحمد لله يملأ الميزان، وسبحان الله والله أكبر يملأ ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، وكل إنسان يغدو فمبتاع نفسه فمعتقها أو بائع نفسه فموبقها)).
واختصره ابن سعد بمطلعه فحسب، وقرنه أبو نعيم بغيره ولفظه لعفان.

ز ـ وأما رواية أبو زكريا يحيى بن إسحاق السيلحيني:
فأخرجها أحمد في المسند (5: 342/ برقم 22953) قرنه بحديث عفان.
وأبو نعيم في المستخرج (1: 289/ برقم 534): حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن.
وابن عساكر في التاريخ (54 :314): أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنبأنا أبي أبو القاسم، أنبأنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن بن محمد، أنبأنا يعقوب بن إسحاق الحافظ.
كلاهما (محمد بن أحمد، ويعقوب بن إسحاق) عن بشر بن موسى.
كلاهما (أحمد، وبشر بن موسى) عنه به (فذكره).
قال أبو نعيم : وفي رواية بشر ((والصوم ضياء))، موبقها: مهلكها. اهـ.
قلت: هو خطأ ظاهر.

(2) ـ وأما حديث أبو إسحاق يحيى بن ميمون:
فأخرجه أحمد في المسند (5: 344/ برقم 23062): ثنا سريج بن النعمان، ثنا أبو إسحاق يحيى بن ميمون ـ يعني العطارـ حدثني يحيى بن أبي كثير، حدثني زيد بن سلام، عن أبي سلام، حدثه عبد الرحمن الأشعري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ((الطهور شطر الإيمان)) فذكر مثله إلا أنه قال: ((الصلاة برهان، والصدقة نور.
قلت: ذِكرُ عبدالرحمن في الحديث خطأ جزم بهذا ابن منده فقال: ((يحيى بن ميمون: روى عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن أبي عبد الرحمن الأشعري فذكر الحديث. قال: ورواه أبان العطار، عن يحيى، فقال: عن أبي مالك وهو الصواب)). اهـ.
وتبعه أبو نعيم وكذا ابن حجر، وقال: ورواية أبان التي صوبها بن منده أخرجها مسلم. انظر الإصابة (7: 305).

(3) وأما حديث معاوية بن سلام:
فأخرجه محمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (1: 434/ برقم 437): حدثنا محمد بن يحيى.
وأخرجه أبو عوانة في المسند الصحيح (1: 189/ برقم 601): حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني، ويزيد بن عبد الصمد.
ثلاثتهم (محمد بن يحيى، ومحمد بن إسحاق، ويزيد بن عبدالصمد) عن هشام بن عمار.
وأخرجه ابن ماجه في سننه (1: 102/ برقم 280).
وأخرجه الطبراني في الكبير (3: 284/ برقم 3424): حدثنا إبراهيم بن دحيم الدمشقي.
وأخرجه ابن حبان في صحيحه (3: 123/ برقم 844): أخبرنا الحسن بن سفيان.
ثلاثتهم (ابن ماجه، وإبراهيم بن دحيم، والحسن بن سفيان) عن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي.
وأخرجه النسائي في الكبرى (2: 5/ برقم 2217) والصغرى (5: 5/ برقم 2437): أنبأ عيسى بن مساور.
ثلاثتهم (هشام بن عمار، ودحيم، وعيسى بن مساور) عن محمد بن شعيب بن شابور، أخبرني معاوية بن سلام، عن أخيه: أنه أخبره، عن جده أبي سلام، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك الأشعري: أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ((إسباغ الوضوء شطر الإيمان، والحمد لله ملء الميزان، والتسبيح والتكبير ملء السماوات والأرض، والصلاة نور، والزكاة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها)). اللفظ لابن ماجه.
وخالف الطبراني في عامة لفظه مع اتحاد المخرج فعنده: ((الطهور شطر الإيمان، والحمد يملأ الميزان، وسبحان الله والله أكبر يملأ ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء)). والمعنى متجه في سائر ألفاظه.
واختلف لفظ ابن حبان مع اتحاد المخرج (كذلك)، فقال: ((والصدقة ضياء)). والباقي سواء.
وخالف كذلك أبو عوانة في لفظه، فعنده: ((والصوم برهان)).. ((والقرآن شفاء حجة لك أو عليك كل إنسان بائع نفسه)).
واختصره المروزي بالوضوء فحسب.
أما لفظ النسائي فمثل لفظ ابن ماجه إلا أنه لم يذكر آخر قطعة منه.
وبهذا يظهر جودة لفظ سنن ابن ماجه والنسائي بالنظر للآخرين.. والخلاف المذكور في نظري مؤثر‍!! وقد يكون من الرواة، وقد يكون من النسخ أو الطباعة فآفاتها كثيرة.

(4) وأما حديث أبي جعفر الرازي:
فأخرجه البخاري في التاريخ (8: 240) في ترجمة هبيرة بن عبدالرحمن: قال لي عبد الله بن محمد الجعفي، سمع محمد بن سعيد الأصبهاني، سمع يحيى بن أبي بكير، قال: نا أبو جعفر الرازي، عن هبيرة بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي مالك الأشعري عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، قال: ((الوضوء شطر الإيمان)).
وقال أحمد بن الخليل، نا يحيى بن أبي بكير، عن أبي جعفر، عن عبد الله بن هبيرة (مثله).
وهبيرة هذا ذكره أيضًا ابن حبان في الثقات (5: 511) فزاد في نسبته : السلمي.
وقال بحشل في تاريخه (ص63): هبيرة بن عبد الرحمن وهو أبو عمر بن هبيرة.
قلت: ليس بالمشهور.. وروايته هذه تؤيد رواية معاوية المشهورة.

وبعد الانتهاء من سياق طرق الحديث، نشير لما فيه من علل:

العلة الأولى: الانقطاع بين يحيى بن أبي كثير وزيد بن سلام.
قال يحيى بن حسان عن معاوية بن سلام: أخذ مني يحيى بن أبي كثير كتب أخي زيد بن سلام. وهذا يشعر أن روايته عنه منقطعة. ولذا قال بن معين لم يلقه يحيى. انظر التهذيب (3: 358).
لكن أثبت سماعه أبو حاتم الرازي، ونقل عنه قوله: كان يجيئنا فنسمع منه. انظر جامع التحصيل (ص572).
وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (ص 211): وقد اختلف في سماع يحيى بن أبي كثير من زيد بن سلام: فأنكره يحيى بن معين، وأثبته الإمام أحمد، وفي هذه الرواية التصريح بسماعه منه. اهـ.
قلت: الرواية التي في الصحيح قاضية بالسماع (والله أعلم).

العلة الثانية: انصب تعليل كثير من النقاد على الانقطاع بين زيد بن سلام وأبي مالك الأشعري.. وأول من رأيته أعل هذا الحديث النسائي: فرواه عن عمرو بن علي، عن عبدالرحمن بن مهدي، عن أبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد، عن أبي سلام، عن أبي مالك الأشعري (وقد مر في رواية عبدالرحمن بن مهدي).
ثم قال: خالفه معاوية بن سلام، رواه عن أخيه زيد، عن أبي سلام، عن عبدالرحمن بن غنم، عن أبي مالك.. ثم ساقه بسنده (وقد مر في رواية معاوية بن سلام).
وقد خرجه مسلم عن إسحاق بن منصور، حدثنا حبان بن هلال، حدثنا أبان، حدثنا يحيى أن زيدًا حدثه، أن أبا سلام حدثه، عن أبي مالك الأشعري).
فتكلم فيه بعض النقاد من هذا الوجه، وذلك لاشتراطه الصحة في كتابه.
قال ابن عمار الشهيد في كتاب علل الأحاديث في كتاب الصحيح لمسلم بن الحجاج (ص45 ـ 48): ((وروى من حديث أبان العطار، عن يحيى بن أبي كثير: أن زيدًا حدثه، أن أبا سلام حدثه، عن أبي مالك الأشعري، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: ((الطهور شطر الإيمان))... وفيه كلام آخر.
قال أبو الفضل: بين أبي سلام وبين أبي مالك في إسناد هذا الحديث عبد الرحمن بن غنم الأشعري.
رواه معاوية عن أخيه زيد ومعاوية كان أعلم عندنا بحديث أخيه زيد بن سلام من يحيى)) اهـ.
وكذا ذهب الدارقطني إلى ذلك في التتبع (ص197): ((وخالفه معاوية بن سلام؛ رواه عن أخيه زيد، عن أبي سلام، عن عبدالرحمن بن غنم: أن أبا مالك حدثهم بهذا)). اهـ.
ونقل كلامه أبو مسعود الدمشقي في جوابته فأقره برقم (11)، فقال: ((وأخرج من حديث حبان بن هلال ، عن أبان ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن زيد بن سلام ، عن أبي سلام ، عن أبي مالك .
قال : قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ( الوضوء شطر الايمان ) بطوله ، وهذا مرسل .
وقد رواه معاوية بن سلام ، عن زيد ، عن أبي سلام ، عن عبدالرحمن بن غنم ، عن أبي مالك .
قال الخطيب أبو بكر - رضي الله تعالى عنه - : لم يذكر أبو مسعود في هذا الحديث شيئاً)). اهـ.
وتعقب ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (2: 377) أبا محمد، فقال: ((لم يعرض له بشيء، واكتفى بأنه من كتاب مسلم... والذي لأجله ذكرناه، هو انقطاع ما بين أبي سلام وأبي مالك، فقد قال الدارقطني وغيره: إنه منقطع، وأنه إنما يرويه عن عبدالرحمن بن غنم، عن أبي مالك.
وذلك أن معاوية بن سلام يخالف فيه يحيى بن أبي كثير، فيرويه عن أخيه زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن عبدالرحمن بن غنم: أن أبا مالك حدثهم بهذا.
وقد نبه الناس على الانقطاع ما بين أبي سلام، وأبي مالك في هذا الحديث، وعدُّوه من الأحاديث المنقطعة في كتاب مسلم)). اهـ.
ومال شرف الدين النووي في شرحه للصحيح (3: 99 ـ 100) إلى نفي هذه العلة وأنه عند أبي سلام على الوجهين، فقال: ((هذا الاسناد مما تكلم فيه الدارقطني وغيره، فقالوا: سقط فيه رجل بين أبي سلام وأبي مالك، والساقط عبد الرحمن بن غنم، قالوا: والدليل على سقوطه أن معاوية بن سلام، رواه عن أخيه زيد بن سلام، عن جده أبي سلام، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك الأشعري، وهكذا.
أخرجه النسائي وابن ماجه وغيرهما.
ويمكن أن يجاب لمسلم عن هذا: بأن الظاهر من حال مسلم أنه علم سماع أبي سلام لهذا الحديث من أبي مالك، فيكون أبو سلام سمعه من أبي مالك، وسمعه ـ أيضًا ـ من عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك. فرواه مرة عنه، ومرة عن عبد الرحمن، وكيف كان فالمتن صحيح لا مطعن فيه. والله أعلم)). اهـ.
وقد لخص علة هذا الحديث والجواب عليها العلائي في جامع التحصيل (ص137 ـ 138).
وقال ابن حجر في النكت الظراف (9: 282): ((في الرواية المنقطعة (يحيى عن زيد عن جده عن أبي مالك): ((هذه الرواية هي المعتمدة؛ فإن هدبة بن خالد حدث به عن أبان العطار، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، أن الحارث الأشعري حدثه. وأخرجه ابن حبان في (صحيحه) من طريقه، وأما إدخال (عبدالرحمن بن غنم) بين أبي سلام وأبي مالك، فيحتمل أن يكون الحديث عند أبي سلام بإسنادين : أحدهما عن عبدالرحمن بن غنم، عن أبي مالك.
والآخر: عن الحارث بن الحارث الأشعري، والحارث أيضًا يكنى أبا مالك، لكن أبو مالك ـ شيخ عبدالرحمن بن غنم ـ غيره فيما يظهر لي. والله أعلم)). اهـ.

قلت: كلام ابن حجر هذا غير محرر وفيه نظر من وجهين:

الأول: عدم وجود الرواية المذكورة عند الترمذي وابن حبان في المطبوع منهما.

الثاني: قوله : (تقدم في الأسماء منسوبًا للترمذي وحده) لم يتقدم الحديث أصلاً، كما في تعليق محقق تحفة الأشراف (9: 284)، وانظر لنقده حاشية علل الأحاديث (ص47) لعلي بن حسن.

كما أن في الجواب المذكور عن النووي وابن حجر ضعف؛ يتبين من معرفة عدم الإدراك الظاهر المشهور بين أبي مالك وأبي سلام الحبشي هذا، وينبني على هذا معرفة اسم أبي مالك الأشعري، فقد وقع الخلاف في ذلك مما جعله يلتبس بغيره على بعض المؤرخين الكبار، فقد اختلف في صحابي هذا الخبر وعلى هذا الخلاف ينبني وصل الحديث وإرساله:
فقيل: هو الحارث بن الحارث الأشعري الشامي صحابي روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وعنه أبو سلام الأسود أخرج له الترمذي (5: 148) حديث: أن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات.. من طريق موسى بن إسماعيل حدثنا أبان بن يزيد حدثنا يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام أن أبا سلام حدثه أن الحارث الأشعري.. وهذا السند سبق ذكره في طرق الحديث بعينه.
وقد ذكر هذا مسلم في المنفردات والوحدان برقم (56) فقال: الحارث بن الحارث الأشعري. لم يرو عنه إلا أبو سلام الحبشي وأبو سلام جد زيد ومعاوية ابني سلام بن أبي سلام واسم أبي سلام ممطور. اهـ.
وذكر أبو نعيم في المعرفة رقم (664) أنه يكنى أبا مالك، وذكر في الرواة عنه جماعة ممن يروي عن أبي مالك الأشعري، ومما أوقع أبا نعيم في الجمع بينهما: أن مسلمًا وغيره أخرجوا لأبي مالك الأشعري حديث: ((الطهور شطر الإيمان)): من رواية أبي سلام عنه بإسناد حديث: ((أن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات)) سواء بسواء.
وممن وهم فيه النووي في ((الأذكار)) عند ذكر حديث أبي مالك الأشعري: ((الطهور شطر الإيمان))، فقال: اسمه الحارث بن عاصم وهذا وهم . انظر الإصابة (2: 195).

قلت: راجعت ((الأذكار)) فلم أجد قوله هذا، وإنما وقفت عليه في رياض الصالحين (ص34/ برقم 25) إذ قال: ((وعن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه... (فذكر الحديث).

وذكر ابن الأثير في أسد الغابة (1: 383ـ 384): أن بعض العلماء ذكر أن الحارث بن الحارث الأشعري ليس هو أبا مالك، وأكثر ما يرد غير مكنى. ثم بين أنه فرق بينهما كثير من العلماء منهم: أبو حاتم الرازي وابن معين وغيرهما. قال: وأما أبو مالك فهو كعب بن عاصم على اختلاف فيه. اهـ.
قال ابن حجر في التهذيب (2: 119) ترجمة الحارث بن الحارث: وقد أخرج أبو القاسم الطبراني هذا الحديث بعينه بهذا الإسناد في ترجمة الحارث بن الحارث الأشعري في الأسماء، فإما أن يكون الحارث بن الحارث يكنى أيضا أبا مالك، وإما أن يكونا واحدًا والأول أظهر؛ فإن أبا مالك متقدم الوفاة. اهـ.
وقال في ترجمة أبي مالك الأشعري (12: 239): ((أبو مالك الأشعري له صحبة، قيل: اسمه الحارث بن الحارث، وقيل: عبيد الله، وقيل: عمرو، وقيل: كعب بن عاصم، وقيل: كعب بن كعب، وقيل: عامر بن الحارث بن هانئ بن كلثوم)).اهـ.
قال ابن حجر في التهذيب (12: 239): والفصل بينهما في غاية الاشكال حتى قال أبو أحمد الحاكم في ترجمته أبو مالك الأشعري أمره مشتبه جدا)). اهـ.

قلت: يحسن هنا أن تنظر تفصيل الخطيب في الموضح (2: 375 ـ 376) في حال كعب بن عاصم. وقد حصل في تسميته وهم لبعض الشراح بسبب هذا الخلاف.
أما وفاته، فقال شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم: طُعن معاذ بن جبل، وأبو عبيدة بن الجراح، وشرحبيل بن حسنة، وأبو مالك الأشعري في يوم واحد.
وقال ابن سعد، وخليفة: توفي في خلافة عمر. انظر تاريخ دمشق (67: 198) والتهذيب (12: 239).
وهذا كاف في التفريق وبيان أن صاحب الحديث متقدم الوفاة.
ولقد أحسن العلائي في جامع التحصيل (ص137 ـ 138) في التفريق إذ قال: ((رجح بعضهم قول الدارقطني: بأن أبا مالك الأشعري توفي في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة، وقد قالوا في رواية أبي سلام عن علي وحذيفة وأبي ذر أنها مرسلة، فروايته عن أبي مالك أولى بالإرسال، وقد وقع في كتابي الترمذي والنسائي (؟‍! (من طريق أبي سلام هذا، قال: حدثني الحارث الأشعري فذكر حديث: "إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات" ...الحديث. وأخرجه ابن حبان في صحيحه هكذا بلفظ حدثنا ثم قال عقبة: الحارث الأشعري هذا هو أبو مالك الحارث بن مالك الأشعري. فعلى هذا لا تكون رواية أبي سلام، عن أبي مالك مرسلة، ولكن في هذا نظر، فقد خالف ابن حبان جماعة منهم: ابن عبد البر وغيره، فقالوا: الحارث هذا في حديث يحيى بن زكريا (عليهما السلام)، هو الحارث بن الحارث الأشعري، وهو غير أبي مالك متأخر عنه، وقد اختلف في اسم أبي مالك هذا، فقيل: كعب، وقيل: عبيد، وقيل: عمرو، وقيل: الحارث. واختلف في اسم أبيه، فقيل: مالك، وقيل: عاصم. والله أعلم)). اهـ.
وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (ص212 ـ213): خرج هذا الحديث النسائي وابن ماجه: من رواية معاوية بن سلام، عن أخيه زيد بن سلام، عن جده أبي سلام، عن عبدالرحمن بن غنم، عن أبي مالك. فزاد في إسناده عبدالرحمن بن غنم، ورجَّح هذه الرواية بعض الحفاظ، وقال: معاوية بن سلام أعلم بحديث أخيه زيد من يحيى بن أبي كثير، ويقول ذلك: أنه قد روي عن عبدالرحمن بن غنم، عن أبي مالك من وجه آخر، وحينئذ فتكون رواية منقطعة، وفي حديث معاوية بعض المخالفة لحديث يحيى بن أبي كثير، فإن لفظ حديثه عند ابن ماجه: "إسباغ الوضوء شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، والتسبيح والتكبير تملآن السماء والأرض، والصلاة نور، والزكاة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها"، وخرج الترمذي حديث يحيى بن أبي كثير الذي خرجه مسلم فلفظ حديثه: "الوضوء شطر الإيمان" وباقي حديثه مثل سياق مسلم الذي خرجه الإمام أحمد والترمذي: من حديث رجل من بني سليم، قال عدهن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في يدي أو في يده التسبيح نصف الميزان، والحمد لله تملؤه، والتكبير تملأ ما بين السماء والأرض، والصوم نصف الصبر، و الطهور نصف الإيمان، وقوله (صلى الله عليه وسلم): الطهور شطر الإيمان. اهـ.

قلت: بما سبق يترجح ما ذهب إليه الدارقطني وغيره في ثبوت الانقطاع بين أبي سلام و أبي مالك الأشعري. بقي كيف نعتذر لمسلم (رحمه الله) .. الجواب بأحد وجوه:

الأول: أن مسلمًا علم انقطاع الحديث وإنما ساقه لشهرته متصلاً ومنقطعًا كما يلاحظ من تخريجه.

الثاني: وربما أورد المعلول لفائدة لا توجد في الموصول .

الثالث: وربما كان ذهولاً منه لشهرة الرواية عن يحيى بن أبي كثير فليس بمعصوم، فلا نكابر بالرد والعلة ظاهرة (والله أعلم).

وفي الباب عن: حسان بن عطية، وعروة بن الزبير، وعلي بن أبي طالب:

1 ـ فأما حديث حسان بن عطية (مرسلا):
فأخرجه ابن شيبة في المصنف (1: 156/ برقم 1803) مطولاً، وفي (6: 171/ برقم 30432)، وابن منده في الإيمان (1: 125/ برقم 61) بالطهور فحسب.
2 ـ وأما حديث عروة بن الزبير (قوله) بالطهور.
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1: 15/ برقم 41).

3 ـ وأما حديث علي بن أبي طالب (موقوفًا) بالطهور.
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1: 14/ برقم 38)، و(6: 171/ بالأرقام 30431و30433).

قوله في الحديث: موبقها: الموبق المهلك.
قال أبو نعيم في المستخرج (1: 289): موبقها: مهلكها. اهـ.

فائدة: اختلف في معنى قوله ((الطهور شطر الإيمان)) على أقوال ذكرها ابن رجب في جامع العلوم والحكم (ص211 ـ 212)، وانظر تعظيم قدر الصلاة (1: 435)، و الشعب (3: 3)، والنهاية (2: 473)، وشرح صحيح مسلم (3: 100).

فائدة ثانية: قال الحافظ عبد العظيم في الترغيب (1: 95): ((وقد أفردت لهذا الحديث وطرقه وحكمه وفوائده جزءا مفردا)).

وكتب / يحيى البكري في ليلة السبت الثامن والعشرين من شوال لسنة خمس وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة الشريفة.. ثم أعدت النظر فيه يوم السبت 22 رجب لسنة 1426 للهجرة.[/align]
 
عودة
أعلى