احمد جاسم محمد
New member
[FONT="]علة اظهار النون الساكنة والتنوين [/FONT]
[FONT="]بين[/FONT]
[FONT="] التراث القديم والدرس الصوتي الحديث[/FONT]
[FONT="]اختلف القدمى وعلماء التجويد عن المحدثين في سبب الإظهار فكان القدمى وعلماء التجويد يعدون التباعد المخرجي بين النون الساكنة والتنوين وبين أصوات الإظهار الستة (الهمزة ، والهاء ، والعين ، والحاء ، والغين ، والخاء) سبباً للإظهار . ورفض بعض المحدثين هذه الفكرة - التباعد المخرجي- مدعياً بأن القرب و البعد المخرجي لا يكون دائماً سبباً لفقدان التعامل ، ولو كان الأمر كذلك لكانت الأصوات الأشد قرباً أشد تعاملاً ، والأكثر بعداً أقل تعاملاً ، وادعوا بأن الدقة العلمية تناهض هذا الرأي ؛ لأن (الدال ، والتاء ، والطاء) ، أقرب إلى النون من (الميم ، والواو ، والياء) ، ومع ذلك فإن هذه الأصوات تخفى معها النون ، بينما تدغم مع الميم [FONT="][1][/FONT] . [/FONT]
[FONT="] ولا تخلو العبارة السابقة من إشكال إذ إن أغلب علماء التجويد ممن يجعل التقارب والتباعد المخرجي سبباً للإظهار ، يُصرح بِأن صوت (الواو ، والياء) ليس من الإدغام في شيء ، بل هما إخفاء . وقديماً قال [/FONT][FONT="]علم الدين السخاوي (643ه) ، رحمه الله : "[/FONT][FONT="]واعلمْ أنَّ حقيقة ذلك في الواو والياء إخفاء لا إدغام ، وإنما يقولون له : إدغام مجازاً وهو في الحقيقة إخفاء على مذهب من يبقي الغنة لأنَّ ظهور الغنة يمنع بمحض الإدغام إلا أنه لابد من تشديد يسيرٍ فيهما وهو قول الأكابر ، وقالوا : الإخفاء ما بقيت معه الغنة ، وقالوا : النون تحول مع الواو والياء غنة مخفاة غير مدغمة لأنها لو أدغمتلم تثبت الغنة"[FONT="][2][/FONT] .[/FONT]
[FONT="]ويمكن إجمال الأسباب المقترحة بالآتي :[/FONT]
[FONT="]1. [/FONT][FONT="]إن نقاط نطق أصوات الحلق ، ولاسيما (الهمزة ، والهاء ، والعين ، والحاء) ، تخرج من نقطة أعمق من تلك النقطة التي يمكن أن يتخذ فيها النفس مجراه عبر الخيشوم ، وهو ما يحصل عند نطق النون ، ومن ثم لا يمكن أن تنطق الأصوات الأربعة مع الغنة ، لأنها تتشكل قبل أن يصل النفس منطقة اللهاة التي تفتح مجرى النفس إلى الخيشوم لانتاج صوت الغنة ، وقد يمكن سد مجرى النفس نهائيا من الفم وفتحه عبر الخيشوم (الأنف) في أثناء نطق تلك الأصوات ويكون الصوت الحاصل حينئذ صوتا سمجا لا وجود له في أصوات اللغة[FONT="][3][/FONT] .[/FONT]
[FONT="] أما صوت (الخاء ، والغين) فإنهما أقرب حروف الحلق إلى اللسان ، وقد رجح الدكتور غانم قدوري الحمد أنهما يخرجان من نقطة تقع بعد النقطة التي يمكن أن يتخذ فيها النفس مجراه عبر الأنف ، ومن ثم يمكن أن تتأثر النون بمجاورتهما إذ لم يتعمّل بإخراجها من مخرجها ، فتخفى عندهما كما تخفى عند القاف[FONT="][4][/FONT] . ويبدو أن هذا الرأي هو الأقرب إلى الصواب ، وأحسب أن صوت (الغين) هو أكثر تأثيرا بالإخفاء من صوت (الخاء) الذي يُعَدّ إخفاؤه - في مجال متعلمي التلاوة للمبتدئين - قليل نسبياً ، وكما موضح في التجربة التي سوف أعرضها بالتفصيل إن شاء الله .[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="]2. [/FONT][FONT="]إن تباين اتجاه الهواء يحول بين تعامل النون وهذه الأصوات ، إذ يتجه الهواء مع (أصوات الإظهار) ، عموديا انسجاما مع امتداد نقاط نطق هذه الأصوات ، أما الأخرى فامتدادها أفقي لذلك يكثر التعامل بين الأصوات ذات المسار الواحد[FONT="][5][/FONT] . [/FONT]
[FONT="]3. [/FONT][FONT="]بُعد مخرج أصوات الإظهار عن مخرج النون الساكنة والتنوين ، إذ إن مخرج النون الساكنة من طرف اللسان بينه وبين ما فويق الثنايا العليا[FONT="][6][/FONT] ,أما مخرج أصوات الإظهار فالهمزة والهاء من بين الوترين الصوتيين[FONT="][7][/FONT] ،والعين والحاء من الحلق[FONT="][8][/FONT] ،والغين والخاء من أدنى الحلق[FONT="][9][/FONT] .[/FONT]
[FONT="]وفي ختا[/FONT][FONT="]م المطاف اعتذر كثيرا عن الاطالة وكان بودي ان ارفع صور علمية تبين حقيقة هذه الدراسة المتواضعة لكن هيهات فقد حال بيني وبينها قصوري الفني في هذا الجانب . [/FONT]
[FONT="][1][/FONT][FONT="] ظ : النون في العربية ، ص 112 .[/FONT]
[FONT="][2][/FONT][FONT="]فتح الوصيد في شرح القصيد ، علم الدين علي بن محمد أبي الحسن السخاوي (643هـ) ، تحقيق : د.احمد عدنان الزعبي ، (الكويت: بلات ، دار البيان) ، 1/453 [/FONT][FONT="]؛ [/FONT][FONT="]روح المريد [/FONT][FONT="]في شرح العقد الفريد في نظم التجويد[/FONT][FONT="] ، [/FONT][FONT="]محمد بن محمود السمرقندي (780هـ) ، تحقيق : ابراهيم عواد ابراهيم ، (بغداد : 1420هـ/1999 ، جامعة صدام للعلوم الإسلامية) ، [/FONT][FONT="]ص [/FONT][FONT="]151 .[/FONT]
[FONT="][3][/FONT][FONT="]ظ [/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="]الدراسات الصوتية عند علماء التجويد ، ص [/FONT][FONT="]365 .[/FONT]
[FONT="][4][/FONT][FONT="]ظ [/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="]المصدر نفسه ، ص [/FONT][FONT="]365 .[/FONT]
[FONT="][5][/FONT][FONT="]ظ [/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="]التشكيل الصوتي في اللغة العربية ، سلمان حسن العاني ، ترجمة [/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="]ياسر الملاح ، [/FONT][FONT="]([/FONT][FONT="]جدة [/FONT][FONT="]: 1403[/FONT][FONT="]هـ[/FONT][FONT="]/1983[/FONT][FONT="]م ، بلادار[/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="]، ص [/FONT][FONT="]49 [/FONT][FONT="]؛ النون في العربية ، ص [/FONT][FONT="]113 . [/FONT]
[FONT="][6][/FONT][FONT="]ظ [/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="]الكتاب ، [/FONT][FONT="]2/405 [/FONT][FONT="]؛ معاني القران ، أبو الحسن الاخفش [/FONT][FONT="](211[/FONT][FONT="]هـ[/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="]، تحقيق [/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="]فائز فارس ، ط [/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="]الثانية ، [/FONT][FONT="]([/FONT][FONT="]الكويت [/FONT][FONT="]: 1981 [/FONT][FONT="]، بلا دار نشر[/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="]، [/FONT][FONT="]1/23 .[/FONT]
[FONT="][7][/FONT][FONT="][7][/FONT][FONT="]ظ [/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="]الأصوات اللغوية [/FONT][FONT="]، إبراهيم أنيس ، ( بلام : 2007 م ، مكتبة الانجلو المصرية ) ،[/FONT][FONT="]ص [/FONT][FONT="]68-87 .[/FONT]
[FONT="][8][/FONT][FONT="]ظ [/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="]علم الأصوات العام ،[/FONT][FONT="] كمال محمد بشر ، (القاهرة : 2000 م ، دار غريب ) ، [/FONT][FONT="]ص [/FONT][FONT="]184 [/FONT][FONT="]؛ [/FONT][FONT="]علم اللغة مقدمة للقارئ العربي ، محمود السعران ، (بيروت : بلات ، دار النهضة العربية ) [/FONT][FONT="]، ص [/FONT][FONT="]182 .[/FONT]
[FONT="][9][/FONT][FONT="]ظ [/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="]العين ،[/FONT][FONT="]ابو عبد الرحمن الخليل بن احمد الفراهيدي ( ت 175 هـ ) ، تحقيق : مهدي المخزومي ، إبراهيم السامرائي ، (بغداد ، 1981 م ، دار الرشيد) ، [/FONT][FONT="]1/4 [/FONT][FONT="]؛ المقتضب ، [/FONT][FONT="]1/192 .[/FONT]