عيسى السعدي
New member
لاشك أن من أعظم النعم السلامة من البدع الاعتقادية والعملية حتى قال مجاهد : ( لاأدري أي النعمتين علي أعظم أن هداني للإسلام أوعافاني من هذه الأهواء ) ؛ فصاحب البدعة يرى الحق باطلا والباطل حقا وبخاصة إذا أشرب البدعة فإنه لايكاد يرجع عن بدعته ؛ ولعل في هذا مايفسر الحديث الذي رواه الطبراني بسنده عن أنس رضي الله عنه مرفوعا :( إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة ) قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح غير هارون بن موسى الفروي وهو ثقة أ. هـ وذكره الألباني رحمه الله ضمن سلسلة الأحاديث الصحيحة 4/ 155،154 فصاحب البدعة لايوفق للتوبة غالبا إما عقابا قدريا على ذنبه وإما لأنه يزين له سوء عمله فيراه حسنا فلايفكر في الاقلاع عنه وربما استمات في نشره والدفاع عنه كما اشتهر عن الخوارج خاصة ؛ ولهذا قال سفيان الثوري رحمه الله : ( البدعة أحب إلى إبليس من المعصية ؛ لأن البدعة لايتاب منها والمعصية يتاب منها ) .