محمد عبد المعطي محمد
New member
من تأملات العظمة في كتاب الله وتوجيه الآيات المشتابهات
نجد
التركيب القرآني {... مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ...} ورد في سورتىْ الحج آية (5) ، و ق آية (7)، بينما نجد التركيب القرآني {... مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ...} يرد في سورتى الشعراء آية (7)، ولقمان آية (10).
هنا نتوقف عند تشاكل لفظي من ناحيةٍ ، وتباين من ناحية أخرى يصنع الثنائية المعهودة للتشابه وجود التشابه/ وحكمة التباين.
وبقليل تأملٍ للسياق الذي وردت فيه { مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} في الآيات، وبعيدا عن مراعاة الفاصلة القرآنية ههنا نجد:
1- {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} [الحج: 5]
2- {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6) وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} [ق: 6، 7]
نجد إن السياق في الآيتين سياق نظرٍ واعتبارٍ واستدلالٍ على وحدانية الخالق سبحانه وقدرته، وحين انفتاح العين المنصفة على آثار القدرة الربانية يليق بها أن ترى البهجة في خلق الله تعالى دليلا على عظمته وقدرته، فناسبه التعبير بوصف " بهيج".
أما في الآيتين حيث نجد التركيب {... مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ...} في الآيات:
1- { أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (7) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (8)} [الشعراء: 7، 8]
2- {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10) هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (11)} [لقمان: 10، 11]
نجد السياق هنا سياق بيان لنعم الله تعالى وتواليها وكثرتها ، وحفظه تعالى لخلقه من الآفات التي تبيد الحياة، ووصف الكرم للنبات هنا لصيقُ سياقاً بوصف الكثرة المعبَّر عنه ب" كم" الخبرية، وكذلك بيان لنعمه تعالى في حفظ الحياة بحفظ السماوات وخلق الجبال الرواسي في الأرض ونزول الماء لينبت في الأرض أزواج النبات الكريم (= الكثير المنافع والخيرات في مجالاتٍ كثيرة تحفظ الحياة وتنميها).
فكان وصف " بهيج" أوفق لبيان عظمة القدرة الربانية، ووصف " كريم" أوفق لبيان عظمة النعم الإلهية ، وكلاهما جميل بليغ في الدلالة على وحدانية الله سبحانه وتعالى. والله أعلم.
نجد
التركيب القرآني {... مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ...} ورد في سورتىْ الحج آية (5) ، و ق آية (7)، بينما نجد التركيب القرآني {... مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ...} يرد في سورتى الشعراء آية (7)، ولقمان آية (10).
هنا نتوقف عند تشاكل لفظي من ناحيةٍ ، وتباين من ناحية أخرى يصنع الثنائية المعهودة للتشابه وجود التشابه/ وحكمة التباين.
وبقليل تأملٍ للسياق الذي وردت فيه { مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} في الآيات، وبعيدا عن مراعاة الفاصلة القرآنية ههنا نجد:
1- {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} [الحج: 5]
2- {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6) وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} [ق: 6، 7]
نجد إن السياق في الآيتين سياق نظرٍ واعتبارٍ واستدلالٍ على وحدانية الخالق سبحانه وقدرته، وحين انفتاح العين المنصفة على آثار القدرة الربانية يليق بها أن ترى البهجة في خلق الله تعالى دليلا على عظمته وقدرته، فناسبه التعبير بوصف " بهيج".
أما في الآيتين حيث نجد التركيب {... مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ...} في الآيات:
1- { أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (7) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (8)} [الشعراء: 7، 8]
2- {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10) هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (11)} [لقمان: 10، 11]
نجد السياق هنا سياق بيان لنعم الله تعالى وتواليها وكثرتها ، وحفظه تعالى لخلقه من الآفات التي تبيد الحياة، ووصف الكرم للنبات هنا لصيقُ سياقاً بوصف الكثرة المعبَّر عنه ب" كم" الخبرية، وكذلك بيان لنعمه تعالى في حفظ الحياة بحفظ السماوات وخلق الجبال الرواسي في الأرض ونزول الماء لينبت في الأرض أزواج النبات الكريم (= الكثير المنافع والخيرات في مجالاتٍ كثيرة تحفظ الحياة وتنميها).
فكان وصف " بهيج" أوفق لبيان عظمة القدرة الربانية، ووصف " كريم" أوفق لبيان عظمة النعم الإلهية ، وكلاهما جميل بليغ في الدلالة على وحدانية الله سبحانه وتعالى. والله أعلم.