أمل السويلم
New member
عطف "كلا" على "اسكن" بالفاء في سورة الأعراف وعطفها عليه في سورة البقرة بالواو
بسم الله الرحمن الرحيم
قال سبحانه وتعالى ( وقلنا ياآدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة ....) البقرة 35
وقال سبحانه ( وياآدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة ...) الأعراف 16
جاء العطف مرة بالواو ومرة بالفاء ، ماسبب اختلاف حرف العطف ؟
وجدت الإجابة في كتاب الخطيب الاسكافي درة التنزيل (1/222-225) ، لكن لم أفهم المراد ، فأرجو التوضيح والإفادة .
يقول الخطيب الإسكافي بعد ذكر الآيتين :
فعطف "كلا" على "اسكن" بالفاء في هذه السورة وعطفها عليه في سورة البقرة بالواو .
والأصل في ذلك أن كل فعل عُطف عليه ما يتعلق الجواب بالابتداء ، وكان الأول مع الثاني بمعنى الشرط والجزاء ، فالأصل فيه عطف الثاني على الأول بالفاء دون الواو كقوله تعالى ( وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا ) البقرة 58.
فعطف "كلوا" على "ادخلوا" بالفاء لما كان وجود الأكل منها متعلقا بدخولها ، فكأنه قال : إن دخلتموها أكلتم منها ، فالدخول موصِل إلى الأكل ، والأكل متعلق وجوده بوجوده.
يبين ذلك قوله تعالى في مثل هذه الآية من سورة الأعراف ( وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة ...) الأعراف 161 ، فعطف "كلوا" على قوله "اسكنوا" بالواو دون الفاء ، لأن "اسكنوا" من السكنى وهي المقام مع طول لبث . والأكل لا يختص وجوده بوجوده لأن من دخل بستانا قد يأكل منه وإن كان مجتازاً ، فلما لم يتعلق الثاني بالأول تعلُّق الجواب بالابتداء وجب العطف بالواو دون الفاء .
وعلى هذا قوله تعالى في الآية التي بدأت بذكرها ( وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ).
وبقي أن نبين المراد بالفاء في قوله تعالى ( .. فكلا من حيث شئتما ..) من سورة الأعراف مع عطفه على قوله "اسكن" وهو أن " اسكن " يقال لمن دخل مكانا ، فيراد به : ألزم المكان الذي دخلته ولا تنتقل منه ، ويقال أيضا لمن لم يدخله اسكن هذا المكان يعني ادخله واسكنه ، كما تقول لمن تعرض عليه دار ينزلها سكنى فتقول : اسكن هذه الدار فاضنع فيها ماشئت من الصناعات ، معناه : ادخلْها ساكِنا لها فافعل فيها كذا وكذا ، على هذا الوجه قول تعالى في سورة الأعراف ( وقلنا ياآدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا ..) بالفاء .
فالحمل على هذا المعنى في هذه الآية أولى ، لأنه عز من قائل وجل قال لإبليس ( اخرج منها مذءوما مدحورا ) الأعراف 18 ، فكأنه قال لآدم : اسكن أنت وزوجك الجنة ، اي ادخل ، قيقال : اسكن ، يعني : ادخل ساكنا ، ليوافق الدخول الخروج ، ويكون أحد الخطابين لهما قبل الدخول ، والآخر بعده ، مبالغة في الإعذار ، وتأكيداً للإنذار وتحقيقا لمعنى قوله عزوجل (... ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ) البقرة 35
انتهى .
بسم الله الرحمن الرحيم
قال سبحانه وتعالى ( وقلنا ياآدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة ....) البقرة 35
وقال سبحانه ( وياآدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة ...) الأعراف 16
جاء العطف مرة بالواو ومرة بالفاء ، ماسبب اختلاف حرف العطف ؟
وجدت الإجابة في كتاب الخطيب الاسكافي درة التنزيل (1/222-225) ، لكن لم أفهم المراد ، فأرجو التوضيح والإفادة .
يقول الخطيب الإسكافي بعد ذكر الآيتين :
فعطف "كلا" على "اسكن" بالفاء في هذه السورة وعطفها عليه في سورة البقرة بالواو .
والأصل في ذلك أن كل فعل عُطف عليه ما يتعلق الجواب بالابتداء ، وكان الأول مع الثاني بمعنى الشرط والجزاء ، فالأصل فيه عطف الثاني على الأول بالفاء دون الواو كقوله تعالى ( وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا ) البقرة 58.
فعطف "كلوا" على "ادخلوا" بالفاء لما كان وجود الأكل منها متعلقا بدخولها ، فكأنه قال : إن دخلتموها أكلتم منها ، فالدخول موصِل إلى الأكل ، والأكل متعلق وجوده بوجوده.
يبين ذلك قوله تعالى في مثل هذه الآية من سورة الأعراف ( وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة ...) الأعراف 161 ، فعطف "كلوا" على قوله "اسكنوا" بالواو دون الفاء ، لأن "اسكنوا" من السكنى وهي المقام مع طول لبث . والأكل لا يختص وجوده بوجوده لأن من دخل بستانا قد يأكل منه وإن كان مجتازاً ، فلما لم يتعلق الثاني بالأول تعلُّق الجواب بالابتداء وجب العطف بالواو دون الفاء .
وعلى هذا قوله تعالى في الآية التي بدأت بذكرها ( وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ).
وبقي أن نبين المراد بالفاء في قوله تعالى ( .. فكلا من حيث شئتما ..) من سورة الأعراف مع عطفه على قوله "اسكن" وهو أن " اسكن " يقال لمن دخل مكانا ، فيراد به : ألزم المكان الذي دخلته ولا تنتقل منه ، ويقال أيضا لمن لم يدخله اسكن هذا المكان يعني ادخله واسكنه ، كما تقول لمن تعرض عليه دار ينزلها سكنى فتقول : اسكن هذه الدار فاضنع فيها ماشئت من الصناعات ، معناه : ادخلْها ساكِنا لها فافعل فيها كذا وكذا ، على هذا الوجه قول تعالى في سورة الأعراف ( وقلنا ياآدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا ..) بالفاء .
فالحمل على هذا المعنى في هذه الآية أولى ، لأنه عز من قائل وجل قال لإبليس ( اخرج منها مذءوما مدحورا ) الأعراف 18 ، فكأنه قال لآدم : اسكن أنت وزوجك الجنة ، اي ادخل ، قيقال : اسكن ، يعني : ادخل ساكنا ، ليوافق الدخول الخروج ، ويكون أحد الخطابين لهما قبل الدخول ، والآخر بعده ، مبالغة في الإعذار ، وتأكيداً للإنذار وتحقيقا لمعنى قوله عزوجل (... ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ) البقرة 35
انتهى .