عضلات اللسان

إنضم
28/02/2009
المشاركات
767
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
لاحظت خلال متابعتي القصيرة لبعض الملتقيات أن بعض الكتاب في بعض تلك الملتقيات يتقنون فن التنقيص من الآخرين والسب والشتم ، وغالبا لا شيء غير ذلك ..
ونصيحتي لهؤلاء :
1 - أن يلتزموا الأدب في الحوار ، ويتعلموا أن الاختلاف في المسائل العلمية لا يعالجه الكلام الساقط البذيء ؛ وإن سكت عنهم كثير من الناس ليس لأنهم اقتنعوا بما يقولون ، ولكن بسبب أنهم تيقنوا أنه لا فائدة من النقاش مع هؤلاء فيتركوا جوابهم دون عجز أو فقدان حجة ولكن لما ذكرت ..
2 - يجب أن يكون المحاورون في هذه الملتقيات العلمية قد تجاوزوا مرحلة المبتدئين في التحصيل العلمي ؛ فأحيانا تحاور شخصا ما وتظن أنه في مستوى علمي يسمح له بفهم كلامك ونقلك عن أهل العلم ؛ فإذا به يجادلك بكلام القصاص ، وما يقال في نشرات الأخبار الفضائية ، ويردد بعض الأفكار التي صارت رمما لم ينج منها حتى عجب الذنب.
3 - بعضهم يظن أنه إن سكت عن الجواب لقوة أدلة الخصم أن ذلك هزيمة شنعاء ؛ فيبحث عن أي جواب حتى وإن كان السكوت أفضل منه ؛ المهم أن يقنع نفسه أنه أجاب وأنه لم ينهزم .
4 - جماعة آخرون يركزون على المحاور بدلا من الحوار والأفكار الواردة فيه فيبحثون عن بعض السقطات التي حصلت سهوا أو بسبب خطأ مطبعي ؛ فيهولونها ، ويسلطوا عليها العدسات حتى تصير كالجبال .
ورأيي في الحوار العلمي في مثل هذه الملتقيات ألخصه في النقاط التالية :
1 - يجب أن تحدد نقطة الخلاف .
2 - تسرد أدلة كل فريق .
3 - كلام أهل العلم على تلك الأدلة مع العلم أن هناك ملاحظات يجب على طالب العلم أن يتنبه لها عند نقله لكلام العلماء ، ومنها :
أ - أن كل عالم يؤخذ من قوله ويرد .
ب - أن بعض أهل العلم تميز في جانب معين من العلوم الشرعية ، وهو متوسط أو ضعيف في الجوانب الأخرى ، وهذا بشهادة من يطوله قامة في العلم .
ج - نحفظ لأهل العلم حقهم في الاحترام والتوقير دون أن يعمينا ذلك عن أخطائهم الواضحة بالأدلة الشرعية ، ودون أن تعمينا تلك الأخطاء عن محاسنهم الكثيرة.
4 - قد يتضح لطالب علم ترجيحا في مسألة ما بأدلة معتبرة شرعا ، وربما خالف ذلك الترجيح قول كثير من أهل العلم ؛ فلا ننظر إلى من رجح ، ولكن ننظر إلى وسائل الترجيح ومسوغاته ..
والله تعالى أعلم
 
أسلوب "المشيخة"

أسلوب "المشيخة"

وآخرون يمتهنون أسلوب "المشيخة" وإضفاء القدسية على بعض العلماء ، في حين ينقلون عن السلف - دون شعور منهم - ما يفند قدسيتهم تلك ، وكأنهم بذلك يجمعون الكلى والعجى في شدق .
فلا هم سلكوا نهج السلف في الاعتدال والتوسط في احترام أهل العلم وتوقيرهم ، مع عدم ادعاء العصمة لهم .
ولا هم سلكوا نهج أهل البدع والأهواء بشكل واضح صريح فادعوا لهم العصمة بل وأزيد من ذلك .
وإن بينت لهم خطأ عالم ما من معبوديهم انبروا لك بالكلام المستهجن : أنت تنقص من فلان فاعرف قدرك والزم حدك ...
سبحان الله ! متى كان بيان خطأ بالأدلة الشرعية تنقيصا ، ومتى الدفاع عن دين الله تعالى مسا من أهل العلم .
إن الغيرة لدين الله تعالى أولى من الغيرة للعلماء ، وإن الغضب لله تعالى أولى من الغضب لغيره ..
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
 
عودة
أعلى