عرض لكتاب الدكتور عبدالرحمن بدوي (( دفاع عن القرآن ضد منتقديه )) ، و بعض الملاحظات حوله.

إنضم
06/01/2013
المشاركات
90
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
الرياض
بسم1

الدكتور بدوي رحمه الله كتب الكتاب في آخر حياته إذ صدر الكتاب عام 1989 أول مرة باللغة الفرنسية، و بالتالي فالكتاب موجه للقارئ الأوربي بشكل عام و للمهتم منهم بالدراسات الإسلامية، و يقع الكتاب في نسخته الفرنسية في 232 صفحة ، فيما تقع ترجمته العربية "السيئة" التي ترجمها كمال جاد الله و نشرتها الدار العالمية للكتب و النشر في 199 صفحة. و قد جاء فصول الكتاب كالتالي:
مقدمة: [1]
يمكن تقسيم المقدمة إلى قسمين: الأول: عرض الدكتور بدوي تاريخا موجزا للهجوم على القرآن بدأه بيوحنا الدمشقي ( 750 م ) و انتهى بما كتبه لوودفيجومراش (1700 م ) بعنوان عالم النص القرآني، و الذي يعتبره بدوي هو نقطة الانطلاق للدراسات الأوربية بعده عن القرآن رغم أنه ملئ بالأخطاء اللامعقولة، و تكررت هذه الأخطاء في كتب المستشرقين من بعده رغم توفر المخطوطات و تطور المناهج العلمية و أدوات فهم اللغات، و يعزو ذلك بدوي إلى الحقد الشديد الذي يكنه المستشرقون للإسلام.
و من هنا يدخل إلى القسم الثاني من المقدمة وهو: ملاحظات عامة على منهج المستشرقين، و كتب فيها خمس ملاحظات:
1- ضعف المستشرقين في اللغة العربية من الناحية الأدبية و الفنية.
2- ضعف رجوعهم للمصادر العربية الأصلية مع أن فيها معلومات تغنيهم عن طرح فرضياتهم الخطيرة و الخاطئة.
3- الحقد الشديد على الإسلام عند بعض المستشرقين مما يفقدهم الموضوعية.
4- ذهب بعض السطحيين منهم إلى الجزم بأن القرآن انتحال و سرقة معتمدين على تشابه موهوم.
5- كان لبعض المستشرقين دوافع أخرى كالتبشير و التعصب المتحفز.
ثم ذكر الدكتور بدوي أن سيناقش أبرز شبهات هولاء المستشرقين التي أثاروها في الفترة الزمنية ما بين منتصف القرن 19 إلى منتصف القرن 20 مستخدما المنهج الوثائقي الموضوعي قاصدا كشف القناع عن هؤلاء العلماء المزعومين الذين قدموا الضلال و الخداع لأوربا، و يتضح هنا اتجاه المؤلف بكتابه للقارئ الأوربي.
الفصل الأول : ماذا يعني الوصف "أُمِّي" الذي يطلق على النبي . [2]
يقع هذا الفصل في 9 صفحات ويمكن تقسيمه إلى ثلاثة أجزاء، الأول: أورد بدوي في بداية هذا الفصل الآيات الكريمة التي ورد فيها وصف أمي وصفا للنبي صلى الله عليه و سلم وهما آيتان أو وصفا لعامة الناس وهن أربع آيات. ثم ذكر معاني الأمي في اللغة العربية معتمدا على لسان العرب و أنه الذي لا يقرأ و لا يكتب و يرجع إما إلى الأمة العربية أو إلى أمه إي أنه بقي كما ولدته أمه، وأثار تساؤلا أنه لا يمكن أن يعود إلى الأمة العربية و يقصد به من لا يكتب و لا يقرأ إذ الأمة العربية كغيرها من الأمم آنذاك في مستوى القراءة و الكتابة، و ترك الترجيح إلى نهاية الفصل .
في الجزء الثاني: أورد آراء خمسة من المستشرقين سبرنجر و فنسنك وهورفيتز و فرانتس بول و نللينو، و طريقت أنه يورد نص كل مستشرق ثم يرد عليه واحدا تلو الآخر، و خلاصة رأيهم أنهم يرون كلمة أمي يوصف بها غير أهل الكتاب وتعني الوثني أو الجاهل، و طريقة بدوي في الرد عليهم بالآيات القرآنية تارة و بالمعنى اللغوي و بالمشهور من السيرة و بإظهار تناقضهم و الرد عليهم من كتبهم.
في الجزء الثالث: يرجح بدوي أن معنى أمي وصفا للنبي صلى الله عليه و سلم يرجع إلى أمة أي أممي وعالمي و صالح و موجه لكل الأمم، و اما الأميون فهم البشر من كل الأمم.
و ختم الفصل بفكرة بحثية عن تتبع استعمال كلمة أمي في القرون الخمسة الهجرية الأولى في أشعار و كلام العرب و معرفة تطور معناها.
الفصل الثاني : الموازنة الخاطئة بين القرآن والعهد القديم. [3]
يقع هذا الفصل في 31 صفحة، و يمكن تقسيمه إلى جزئين:
الأول: مقدمة سرد فيها أسماء بعض الكتب ذات الاتجاه اليهودي أو النصراني التي حاولت إثبات مصادر توراتية أو شبه توراتية للقرآن و أن محمدا صلى الله عليه و سلم اقتبس من التوراة أو الإنجيل شيئا أورده في القرآن ، و رد عليهم بردين مجملين: أن قولهم هذا يلزم منه أن النبي صلى الله عليه و سلم كان عالما بألسنة أخرى غير العربية وهذا يخالف المشهور من سيرته، و الثاني أن مجرد التشابه في الحقائق العامة أو رورد بعض الأسماء لا يلزم منه الاقتباس من التوراة و الإنجيل.
في الجزء الثاني: بدأ بدوي باستعراض شبه المستشرقين فبدأ بهيرشفيلد و ذكر بعض النماذج و الأمثلة التي أوردها في ثلاث دراسات عن هذا الموضوع ، و تبين مدى السخف و العبث في كتاباته إذ أنه يكتفي بمجرد وجود كلمتين متشابهتين ليثبت اقتباس القرآن من التوراة مع أن المعنى مختلف بين النصين.
ثم ماكدونالد و بيل و كلير مون جانو و كلامهم عن اقتباس القرآن الكريم آية النور من كتاب زكريا في العهد القديم و يشرح بدوي كيف أنه لا علاقة او تشابه بين النصين إلا مجرد لفظي النور و الزيتون.
ثم أورد كلام هورفيتز عن أيام الله الواردة في القرآن و أنه يمثل تقريبا ملحمة الرب أو يهوه الوارد في سفر العدد 142 ، و أبان بدوي انه لا تشابه مطلقا بين العبارتين. و أورد كذلك 31 كلمة قرآنية زعم هورفيتز أنها مشتقة من العبرية تعلمها النبي صلى الله عليه و سلم من اليهود في مكة و المدينة، و رد عليه بدوي بردين عامين : وهو ان اللغتان العربية و العبرية كلاهما لغتان ساميتان من أصل واحد و بالتالي فهناك إمكانية للتشابه في بعض الألفاظ قبل النبي صلى الله عليه و سلم، و الثاني أنه لا يمكن الجزم بمن اقتبس هذه الكلمات من الأخرى؟ إذ لا توجد قبل النبي صلى الله عليه و سلم تراث كثير. و أورد خمسة أمثلة هي : خلاق، بعير، بهيمة، سورة، مثاني، و يرد عليها تفصيلا بإثبات أن العرب تكلموا بها قبله صلى الله عليه و سلم و أن الأوربيين انفسهم اختلفوا في الكلمة العبرية الأصل و معناها.
ثم تكلم عن سبيير و انه يشبه هيرشفيلد في بعده عن الحقيقة و الدقة و اعتماده على المبالغة و أورد أمثلة لذلك: آية الجنتين و أن أصلها موجود في التلمود عند الكلام على سفر اللاويين و ساق بدوي نصه ليثبت عدم التشابه مطلقا بين النصين إلا في لفظ الجنة و البستان. و المثال الثاني آية فاطر: (و ما يستوي الأعمى و البصير ... ) و بين بدوي تلفيقه حين ساق 14 نصا من العهدين القديم و الجديد بعيدة مواضعها عن بعضها ليثبت أنها أصل لهذه الآية، و مع ذلك فهذه النصوص بعيدة عن معنى آية فاطر. و هكذا في المثال الثالث: آية الزمر : (ضرب الله مثلا ... ).
ثم ختم بكلام هورفيتز وفاسبيير عن قوله تعالى: (خاتم النبيين) و أن معناه المصدق لما قبله من الأنبياء ، ويبين بدوي أن معناه آخرهم مستشهدا بالآيات والأحاديث الواردة في ذلك.

الفصل الثالث : معنى كلمة "فرقان".[4]
يقع هذا الفصل في 5 صفحات ، و هو تبع للفصل السابق فالحديث هنا عن مثال على الكلمات التي ادعى المستشرقون أن لها أصلا يهوديا أو مسيحيا، وهي كلمة فرقان الواردة في ست آيات و زعم ثلاثة من المستشرقين اليهود جيجر و هيرشفيلد و هورفيتز و أن أصلها عبري (بيركي) التي تعني إنقاذ وهي عنوان لمجموعة من الحكم ألفها حاخامات اليهود و ساق عدد من الردود عليهم. ثم ساق رأي ستة مستشرقين مسيحين زعموا أن أصلها سرياني (بوركانا) و رد عليهم باستعراض تناقضهم في كتاباتهم و سرد لمعنى الفرقان في اللغة و تفسير الآيات وفقا لذلك.

الفصل الرابع : الافتراضات الخيالية لمرجليوث. [5]
يقع هذا الفصل في 7 صفحات ،و يمكن تقسيمه إلى جزئين، الأول: تعريف مختصر بمرجليوث.
و الثاني: أورد فيه ستة من ادعاءاته الغريبة و الرد عليها، و هي :
1- أصل كلمة مسلم و أنها ترجع إلى مسيلمة الكذاب، و رد عليه المستشرق ليل ردا لاذعا.
2- أصل كلمة فرقان هي بيركي، و اكتفى بالإحالة على الفصل السابق في الرد عليه.
3- أن اسم إبراهيم لم يكن مشهورا عند العرب، وأن كلمة حنيف التي أطلقها القرآن على إبراهيم أصلها كلمة كان يطلقها نصارى شمال الجزيرة على وثنيي حران. وبين أن هذه افتراضات لا يدعمها دليل.
4- أن شعائر الصلاة و منها الفاتحة مرتبطة بتدريبات عسكرية، والدليل أن الفاتحة لم تنزل بمكة قبل الحروب التي بدأت بالمدينة و أن فيها ذكر اليهود و النصارى، و رد عليه بدوي أن الفاتحة من أول السور نزولا و أن النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه كانوا يصلون بمكة مستشهدا بروايات كتب السنة و كتاب الإتقان للسيوطي. و رد على من يربط الفاتحة بالقداس الأبوي مستعرضا مضامين النصين و الاختلاف بينهما.
5- أن الصوم و تحريم الخمر نظام عسكري، و رد عليه بدوي بالأحالة إلى كتب الفقه و التفسير التي شرحت باستفاضة التدرج في تحريم الخمر و الظروف التي لابست ذلك، و فرض الصوم على النساء و الصغار.
6- ان الأكل المحرم في الإسلام مقتبس من اليهودية، و رد عليه بدوي أن قائمة اللحوم المحرمة في الإسلام مختلفة عن تلك التي في اليهودية و المسيحية.

الفصل الخامس : إجناتس جولدتسيهر والقياس الخاطئ بين الإسلام واليهودية. [6]
يقع هذا الفصل في 8 صفحات ، و فيها يورد بدوي أربعة مزاعم كتبها جولدتسيهر في مقاله عن الإسلام بالموسوعة اليهودية، و أن النبي صلى الله عليه و سلم أخذها من اليهودية وهي:
1- فكرة الإله الواحد، ورد بدوي أن الإله عند اليهود هو الأب وإله قوم إسرائيل فقط، و في الإسلام لم يلد و لم يولد وهو رب العالمين.
2- فكرة الصوم، و رد عليه بدوي ان الصوم في الإسلام لا يرتبط بأحداث أو نكبات و ليس أياما متفرقة و أن الصوم كان موجودا قبل اليهود.
3- القبلة، و ذلك ليكسب صلى الله عليه و سلم مودة اليهود، و رد عليه بدوي أن قبلة النبي صلى الله عليه و سلم في مكة هي القدس كما تدل عليه الآيات القرآنية و لم يكن في حاجة ليكسب مودة اليهود في مكة، و أن دينه جاء متمما لدين إبراهيم باني الكعبة و بالتالي فمن الطبيعي أن تتحول القبلة لها، و ان الكعبة كانت في بدايتها معبد الوثنية فلم يكن من المناسب أن يتوجه لها في أول الأمر.
4- بعض الشرائع كطريقة ذبح الحيوانات و تغسيل الميت، و رد عليه بدوي ان تغسيل الميت معروف قبل اليهودية، و أما طريقة الذبح فهي مختلفة بين اليهود و المسلمين. و يلاحظ بدوي أن جولدتسيهر يستخدم التشابه بين الألفاظ العربية و العبرية ليثبت هذا و أمثاله مع أنها مختلفة في المعنى.
و يختم بدوي الفصل بأن جولدتسيهر كان أكثر وسطية من غيره مثل كريمر الذي زعم ان صياغة القانون الإسلامي مأخوذ من التلمود. وإن كان جولدتسيهر أشار إلى بعض التشابه بين القواعد الفقهية الإسلامية و مثيلها في القانون اليهودي و الروماني كالاستصحاب و الاستصلاح و قاعد القاضي لا يقضي بعلمه.

الفصل السادس : الصابئون في القرآن.
[7]
يقع هذا الفصل في 8 صفحات ، و يمكن أن نقسم الفصل إلى جزئين ، الأول: و ذكر فيه تفسير أقوال المستشرقين في تحديد الصابئة الوارد ذكرهم في القرآن ثلاث مرات، ورد على تفسير سبرنجر أن الصابئة هم الحنيفيون بنقل عن الشهرستاني في الملل و النحل أن الصابئة هم عبدة الكواكب، و ان لأبراهيم و من اتبعه من الحنفاء صحفا ذكرها الله و لم يذكر مثلها للصابئة. و ذكر رأي هورفيتز أن الصابئة هم طائفة المعمدين، و رأي كارادي فو أن الصابئة هم عباد الكواكب و عنهم تلقى النبي صلى الله عليه و سلم تطور مذهب النبوة و أساطير الأنبياء و عادات الوضوء، و بين بدوي الخلط الكبير عنده.
في الجزء الثاني حاول بدوي البحث في معنى الصابئة مستعينا بالمعنى اللغوي ل صبأ التي تعني التحول من دين لآخر، و بين ان القرآن يميز بينهم و بين المجوس و بالتالي فليسوا متأثرين بالديانة الفارسية، وهل هم على دين نوح؟ و شئ عن كتابهم الجنزا ( الكنز بالعربية) ، و خلص إلى أن كل الأقوال في تحديد الصابئة ضعيفة و بالتالي فلا يمكن الوصول إلى معرفة حقيقتهم.

الفصل السابع : الرسل في القرآن. [8]
يقع هذا الفصل في 3 صفحات ، وفيه يناقش رأي فنسنك ان النبي صلى الله عليه و سلم أخذ فكرة الرسل الواردة في القرآن من المسيحية و رسل المسيح الاثني عشر، و يرد عليه بدوي أن الفكرة موجودة في اليهودية أيضا، كما أن فكرة الرسول في القرآن مختلفة عن حواريي المسيح الاثني عشر من حيث أنهم مرسلون من الله لا من المسيح وإلى أمة لا إلى شخص بعينه و أن معهم كتابا .

الفصل الثامن : قراءة هللينية خيالية للقرآن. [9]
يقع هذا الفصل في 3 صفحات ، و فيه يحاول أن يسخر من قراءات المستشرقين اليهودية و المسيحية للقرآن بتخيل قراءة هيلينية للقرآن تقوم على أن القرآن اقتبس من الفلسفة اليونانية التالي:
1- في القرآن (و كذلك جعلناكم أمة وسطا) وهي نفس فكرة أرسطو أن الفضيلة وسط بين طرفين.
2- تمجيد القرآن لذي القرنين وهو الاسكندر فهو مثال الملك العادل.
3- اقتبس القرآن قوله تعالى: (سأرهقه صعودا) من أسطورة سيزيف الذي ورد في الأوديسا أنه معذب بنقل صخرة إلى قمة جبل فأذا وصلته سقطت و عاد ليصعد بها بشكل سرمدي.
4- في القرآن (وجعلنا من الماء كل شئ حي) وهي نفس فكرة طاليس.
5- في القرآن (الله نور السموات و الأرض) و هي نفس فكرة أفلوطين أن النور هو المبدأ الأول.
6- في القرىن ( وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا) وهي نفس فكرة أبيقور الذين يهتمون بملذاتهم في الدنيا لأن لا وجود بعد الموت.

الفصل التاسع : هل للبسملة مصدر في العهد القديم؟[10]
و يقع هذا الفصل في صفحتين، وفيه يكشف كذب و مغالطة نودلكة و شفالي أن البسملة كان اقتباسها من العهدين القديم ( باسم باوا) و الجديد (باسم الرب يسوع).

الفصل العاشر : فشل كل محاولة لترتيب زماني للقرآن. ؟[11]
و يقع هذا الفصل في 19 صفحة، و يمكن تقسيمه إلى أجزاء، الأول: فيه ترتيب علماء المسلمين للسور حسب نزولها إلى مكي و مدني و اختلافهم اليسير في ذلك و الغاية منه وهي معرفة الناسخ و المنسوخ.
الثاني: فيه ترتيب المستشرقين و اولهم نودلكه الذي اتبع تقسيم علماء المسلمين و لكنه زاد تقسيم المكي إلى ثلاث مراحل و قد سبقه فايل إلى هذا، و يرد بدوي على تقسيمه هذا و الادعاءات التي قدمها لإثباته و يصف بدوي هذه المحاولة بأنها كذب و شطط. ثم ناقش تقسيم جريم حسب تطور المواضيع الدينية الذي قسم المرحلة المكية كذلك إلى ثلاث مراحل مع اختلاف يسير مع نودلكه. ثم تقسيم مويير إلى خمس مراحل و زعمه تحديد الترتيب لكل السور في كل مرحلة. ثم تقسيم بلاشير الذي اعتمد تقسيم نودلكه مع بعض التغيير و ناقش بدوي بعض عبثه مثل أن كلمة نبي و إسلام و مسلم كلمات مدنية ، ورد عليه بوجودها في السور المكية.
في الجزء الثالث: وضع بدوي خاتمة قرر فيها أن هذه المحاولات جميعا فيها خلل و إن كانت محاولات المسلمين أقلل شططا، و ان القرآن كله قد جمع في عهد النبي صلى الله عليه و سلم على الجلود، و أن أول من قسم المرحلة المكية قسمة ثلاثية هو أبو القاسم النيسابوري قبل ويل و نودلكه، وأنه ليس للمستشرقين أفكار جديدة في ترتيب نزول سور القرآن خاتما هذا الفصل بإعجابه بتواضع الإمام الزركشي في أحد النقول عنه.

الفصل الحادي عشر : مشكلة الألفاظ الأعجمية في القرآن. ؟[12]
و يقع هذا الفصل في 18 صفحة، و يمكن تقسيمه إلى خمسة أجزاء، الأول: ذكر فيها الأقوال الثلاثة في مسألة اللفظ الأعجمي في القرآن و مال إلى القول الثالث بأن هذه الكلمات أصولها لكن العرب أدخلوها في لغتهم مغيرين عليها ما يجعلها موافقة لنسق اللفظ العربي.
و في الجزء الثاني ذكر بعض الكلمات التي أوردها الزركشي موضحا أصولها غير العربية و طرح بعض التساؤلات حولها، مثل:
1- كيف انتقلت اللغة البربرية إلى جزيرة العرب؟ وهذا نقله عن جيفري.
2- هل ابن عباس و عكرمة كانوا يعرفون الألفاظ غير العربية التي اشتق منها اللفظ القرآني ؟ أم استعانوا بأصحاب تلك اللغة؟ ورجح الثاني مستدلا بجذور تلك الكلمات في لغاتها الأصلية، و بعض الكلمات لم يجد لها جذورا.
3- لماذا لم يذكروا بعض الكلمات الأخرى ذات الأصل غير العربي؟ مثل الدرهم و الدينار و القنطار و إبليس و سيما وقرطاس و صراط.
4- انه من السهل الرد على من زعم وجود كلمات اعجمية في القرآن بأن هذه الكلمات القرآنية غير مستخدمة في اللغات الأخرى؟ خصوصا و تلك اللغات كانت معروفة عند العرب و المسلمين في القرون الأولى.
و في الجزء الثالث ذكر 119 كلمة أوردها السيوطي موضحا أصولها غير العربية، وفي الجزء الرابع سرد بعض أبحاث المستشرقين حول ذلك، و ختم الفصل ببعض الكلمات القرآنية التي توصل إلى أن أصولها لاتينية ككلمة قسطاس و برج و كهف و قنطار و صراط.

الفصل الثاني عشر : حول النداء القرآنية: يا أخت هارون .
[13]
و يقع هذا الفصل في 38 صفحة وهو أطول فصول هذا الكتاب، و يمكن تقسيمه إلى خمسة أجزاء، في الجزء الأول يعرض بدوي ثلاثة أنواع من المقارنات بدأها بأوجه الشبه التي ذكرها فيفالدو بين المسلمين و البروتستانت و يقره بدوي عليها في الجملة. ثم يثني بسخرية رولاند بتكلف فيفالدو وجود شبه بين المسلمين و البروتستانت حين يعدد أوجه الشبه المتكلفة بين المسلمين و الكاثوليك أيضا. و يتعقب بدوي فيفالدو ببعض الملاحظات على مقارنته. ثم يثلث بمقارنة مراكشي بين القرآن و الإنجيل و كيف أن القرآن أوضح شريعة و أدعى للقبول.
في الجزء الثاني تحدث عن كتاب رولاند الذي بدأه بتحقيق نص عربي يتحدث عن أركان الإسلام و الإيمان ثم أتبعه بأربعين سؤالا و توضيحا عن الإسلام ينتقد فيها بعض المفاهيم الخاطئة عند الغرب عن الإسلام و مقارنتها بما كتبه ايرهارت و يعزوان سبب هذه الأخطاء الفادحة إلى الحقد الغربي بعد سيطرة الترك على القسطنطينية والجهل باللغة العربية.
في الجزء الثالث ذكر أحد تلك الأسئلة وهو عن صحة ما جاء به القرآن أن مريم أخت هارون؟ و أجاب رولاند أنه من المحتمل أن لمريم أخ يقال له هارون غير النبي خصوصا و أن المسلمين لا يزعمون أن مريم ظلت حية من عهد موسى إلى عيسى، و يحتمل أن هناك عمرانان ، و يحتمل أن مريم تنحدر من عائلة عمران والد موسى و هارون ، و يناقش بدوي هذه الافتراضات و خصوصا الأخير الذي زعم يوحنا الدمشقي و من بعده المستشرقون جيريم و هورفيتز و باريت و غيرهم أن القرآن يخلط بين العمرانين ويرد عليهم بدوي بذكر آراء المفسرين في الآية، و يرجح بدوي أن المقصود بالنداء مثل نداء العرب لبعضهم يا أخا همذان يقصد اسم القبيلة. ويرد بدوي حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه و يصفه بانه منتحل مختلق لأنه يفهم منه التالي:
1- أن القضية مثارة منذ زمن النبي صلى الله عليه و سلم.
2- أن المفسرين لم يلتزموا الرد النبوي و اختلفوا في تفسير الآية.
3- أن يهود و نصارى المدينة لم يثيروا هذه القضية .
4- أن القرآن لم يرد على هذا الاعتراض مع كثرة ردوده على اليهود و النصارى.
في الجزء الرابع يناقش بدوي رأي محمد بن كعب القرظي أن مريم أخت لموسى و هارون و رد ابن كثير عليه. و في الجزء الخامس ختم بدوي هذا الفصل بما يشبه الملخص له مستغربا موقف المستشرقين اللاموضوعي.

الفصل الثالث عشر : قضية هامان. [14]
و يقع هذا الفصل في 6 صفحات ، و يمكن تقسيمه إلى خمسة أجزاء، الأول سرد فيه الآيات عن هامان و ذكر انه لم يثر أحد من القدامى أي شبهات حول هذه القضية. و في الجزء الثاني ذكر كلام نودلكه أن القرآن اقتبس قصته من هامان الوزير أحشويرش مع أن اليهود يفرقون بين هذين. و رد عليه بدوي أن هذا ادعاء كاذب فكيف يمكن إثبات اقتباس القرآن وهو يتكلم عن شخصية أخرى تماما لمجرد تشابه الأسماء؟
وفي الجزء الثالث رجح بدوي أن اسم هامان يطلق على الكاهن المصري الأعظم بدلالة قربه من اللفظ أمون كما يطلق فرعون على الملك. و في الجزء الرابع انتقل بدوي بعيدا عن الموضوع لمناقشة ادعاء نودلكه جهل القرآن بأي شئ خارج الجزيرة في قصة يوسف و خصوبة أرض مصر و رد عليه بدوي مبينا جهله باللغة العربية و بطبيعة مصر حيث أنه لم يغادر أوروبا في حياته و أنه كلامه هذا هذيان لا يقول به طفل مصري.
وهكذا انتهى الكتاب و تلاه فهرس المحتويات.


الملاحظات العامة:
1- امتاز الكتاب بسهولة العرض والاختصار.
2- يخرج القارئ بانطباع عن ضعف المستشرقين و عدم أهليتهم للبحث في القرآن الكريم و ضعف موضوعيتهم، وأن هدفهم تضليل الناس حول القرآن ، و هذا مناسب لمن اغتر بهم كالقارئ الأوربي و غيره.
3- أنصف بعض المستشرقين كرولاند و أثنى على أعمالهم التي تستحق ذلك من وجهة نظره كجهودهم في الألفاظ المعربة.
4- بعض الشبه التي ساقها ضعيفة لا تستحق الرد، و ربما أنه أوردها لرواجها على القارئ الأوربي الموجه له الكتاب.
5- الشبهات التي تعرض لها عشوائية فليست في موضوع محدد حول القرآن ، و ليست هي أبرز الشبه و أشهرها.
6- الشبهات التي ساقها ليست مرتبة على منهج معين.
7- ذكر 21 شبهة بشكل متداخل، 14 منها عن مصدر القرآن و أنه مأخوذ من اليهودية بشكل رئيس و من النصرانية. و 3 شبه عن وجود أخطاء في القرآن، و 3 عن تفسيرات خاطئة للنص القرآني، وواحدة عن ترتيب المكي و المدني.
8- بعض القضايا لا يمكن تصنيفها تحت عنوان الدفاع عن القرآن إذ بدوي نفسه لم يترجح عنده شئ كما في الصابئة و المكي و المدني، أو أنه لم يذكر شبهة المستشرقين بوضوح كما في حديثه عن الألفاظ المعربة.
9- لم يوفق في الرد على بعض الشبهات كما في تفسيره لمعنى أمي و أخت هارون.
10- غالب اعتماده على الآيات القرآنية مع قلة الاستشهاد بالأحاديث النبوية التي جاءت مفسرة للقرآن و مبينة له.
11- اضطرابه في التعامل مع الأحاديث النبوية فتارة يستشهد بها و تاره يردها وفقا للعقل.
12- ضعف اعتماده على المراجع العربية الأصيلة و خصوصا كتب التفسير .
13- يعرض الشبهات بتوسع في الغالب و يرد عليها باختصار.
14- الضعف في الرد على الشبهات و نقضها.

الملاحظات التفصيلية:

1- يرجح بدوي ص 18 أن معنى أمي أممي عالمي و ليس الذي لا يقرأ و لا يكتب مع أن الحديث رواه الشيخان و صريح في تفسير معناها : (إنا أمة أمية لا نقرأ و لا نكتب) وهو الذي عليه كتب اللغة و التفسير.
2- تشكيكه في الشعر الجاهلي ص 39 ، و هو أمر خطير يقود إلى التشكيك بالقرآن نفسه و من ثم برسالة محمد صلى الله عليه و سلم. و إن كان الظاهر أن الدكتور بدوي لا يدرك مآلات هذا القول إذ من المستبعد أن يشكك في كتاب يحتاج فيه إلى إثبات استخدام ألفاظ عربية قبل القرآن وقد فعل اكثر من مرة.
3- أنكر بدوي في ص 53 أن يكون النبي مصدقا لما قبله من الرسل بدعوى أنه كيف يصدق لكتب مختلفة و رسل متباينين، مع ان القرآن نص على هذا في قوله تعالى: (و مصدقا لما بين يديه من التوراة و الإنجيل).
4- خلط بين مسألة ترتيب النزول (المكي و المدني ) و بين جمع المصحف ثم ادعى أن المصحف قد جمع في عهد النبي صلى الله عليه و سلم على الجلود لوجود آيات مدنية في سور مكية و العكس. وادعى أن جمع أبي بكر و زيد كان مجرد إضافة و زيادة للتحقق و الضبط.
5- رد حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه ص 180 المخرج في مسلم بدعوى واهية و التزامات غير ملزمة ، فلا يلزم أن يهود المدينة يسألون النبي صلى الله عليه عن كل شئ فكانوا يتخوفون من سؤاله عن أمور خوف فضيحتهم أن ينزل فيها شئ عنهم خصوصا و الموضوع يتعلق بمريم عليها لاسلام يتهمون بأمور شنيعة باطلة، ويدل عليه حديث الروح أنه بعضهم قال لبعض سلوه عن الروح فقالوا ما رابكم إليه لا يستقبلكم بشيء تكرهونه .
وحديث المغيرة يفيد أنهم كانوا يسمون بأسماء الأنبياء و الصالحين قبلهم و أن مريم ليست أختا للنبيين موسى و هارون عليهم السلام، و هذا لا ينافي الأقوال التي ذكرها المفسرون في الآية و هي:
1- أن لمريم أخ يسمى هارون (صالحا كان أو فاسقا) سمي على أسماء الأنبياء و الصالحين قبله.
2- يا أخت هارون أي يا أخت بني هارون، كما قال الله عزوجل ( واذكر أخا عاد ) ، وكما تقول العرب يا أخا تميم أي يا أخا بني تميم .
3- يا أخت هارون أي يا شبيهة هارون في الصلاح، سواء كان هارون المقصود هو النبي أو رجل صالح من قومها سمي على أسماء الأنبياء و الصالحين قبله.


و الله أعلم و صلى الله و سلم على نبينا محمد و آله و صحبه .




[1] دفاع عن القرآن ضد منتقديه، عبدالرحمن بدوي، ترجمة كمال جاد الله، الدار العالمية للكتب و النشر،ص 5.

[2] المرجع السابق،ص 11.

[3] المرجع السابق،ص 23.

[4] المرجع السابق،ص 57.

[5] المرجع السابق،ص 65.

[6] المرجع السابق،ص 75.

[7] المرجع السابق،ص 85.

[8] المرجع السابق،ص 95.

[9] المرجع السابق،ص 101.

[10] المرجع السابق ص 107.

[11] المرجع السابق،ص 111.

[12] المرجع السابق،ص 133.

[13]المرجع السابق،ص 153.

[14] المرجع السابق،ص 193.
 
الملاحظات التفصيلية
الملاحظة 4: لم أفهم هذه الملاحظة أستاذنا نادر؛ القرآن جمع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم الجمع البكري العمري، ثم الجمع العثماني، ثم الجمع التسبيعي التعشيري الذي تتبع مناهج الرواية و القراءة و الاختيار (جمع قواعد جمهورية إجماعية لتدشين علم القراءات و أصوله). المهمة ملقاة على عاتق علم ”تاريخ القرآن“ لدراسة نوعية و كيفية هذه المشاريع التجميعية العظمى و الفريدة قصد تحديد معالم و مميزات كل مرحلة ...
 
حياك الله أخي شايب.

يرى الدكتور بدوي أن القرآن قد جمع في عهد النبي صلى الله عليه و سلم :
1- كاملا في كتاب واحد.
2- على الجلود فقط، و أن جمع أبي بكر و زيد رضي الله عنهما القرآن من الأحجار و الجريد لمطابقتها على النسخة الكاملة من الجلد التي جمعت في عهد النبي صلى الله عليه و سلم، أي لزيادة الضبط و التحقق.
واستدل على الأول بأن الآيات المدنية أدخلت في السور المكية و العكس بأمر النبي صلى الله عليه و سلم، وهذا موطن الخلط الذي أشرت إليه.
و استدل على الثاني بأن القرآن تكلم عن الرق و أنه يحكى أن المعلقات كتبت على الجلود فهو مشهور عند العرب فلا بد أن القرآن كتب به. وهذا تكلف ظاهر لا دليل عليه كما ترى .

والرد على كلا الادعاءين : قول زيد رضي الله عنه : فتتبعت القرآن أجمعه من العسب و الرقاع و اللخاف. أي:
1- أنه لم يكن مجموعا قبل في كتاب واحد.
2- و لم يكن من الجلد فقط.
 
عودة
أعلى