حاتم القرشي
New member
عنوان البحث / القرآن والمستشرقون
للدكتور التهامي نقرة (1)
يقع في 35 صفحة
منشور في كتاب (مناهج المستشرقين في الدراسات العربية الإسلامية الجزء الأول)
الصادر عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ومكتب التربية العربي لدول الخليج
الهدف من البحث:
أن يكون مدخلاً إلى نقد الدراسات الاستشراقية للقرآن وعلومه . (ص 25 و 54)
فكرة البحث :
تسليط الضوء على أبرز الشبهات لدى المستشرقين في القرآن الكريم والرد عليها .
ودار البحث في الرد على نقطتين أساسيتين مما ذكره المستشرقون هما:
* مصدر القرآن (القول ببشرية القرآن)
* الوثوق بصحة نص القرآن وفيها جانبان : جمع القرآن ونسخه، واختلاف القرآء والقراءات.
عرض البحث :
سأسرد هنا نقاطاً متفرقة كعرض لأبرز أفكار الموضوع وليس لاستيعابه :
بدأ الدكتور بحثه بلمحة ذكر فيها عوامل اهتمام رجال الفكر الإسلامي بما كتبه المستشرقون عن الإسلام،وذكر منها(ص 21-23):
1- حب الاطلاع على آراء المفكرين غير المسلمين في الإسلام وفي كتابه ونبيه، ولاسيما المستشرقون الذين نظروا إليه من عدة زوايا بحسب ثقافة كل باحث وتخصصه .
2- الرد على مطاعن المتعصبين منهم على الإسلام وعلى القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم والكشف عن حقيقة ما يخفون وراء المسوح الدينية أو العلمية من أغراض استعمارية أو نزعات صليبية، لتوهين التعاليم الإسلامية.
3- التنبيه إلى ما وقع فيه بعضهم من أخطاء لغوية أو علمية أو تاريخية عن جهل أو عن سوء فهم وضيق نظر أو عن شطط في الافتراضات .
4- الإفادة من بحوث المستشرقين، وبالأخص التي يلمس فيها التحرر من ضغوط الايدلوجية الكنسية الاستعمارية، ويغلب عليها الطابع العلمي المجرد من الأهواء والأحكام المسبقة.
- ومن إيجابيات البحث حكمه وإنصافه للاستشراق والمستشرقين، فذكر أن الاستشراق قد لعب دوراً فكرياً خطيراً في التمهيد للاستعمار السياسي والثقافي والعسكري، ولم يخلو من جوانب إيجابية، كتنظيم الكتب العربية في مكتبات أوربا ووضع الفهارس والتنقيب عن المخطوطات.
وعلى مستوى الأفراد ذكر أن المستشرقين منهم المتعصب الحاقد على الإسلام كالمستشرق كولي، وهم مَن تسبب في نظرة غيرهم إليهم بالحذر والريبة . (ص 23)
وممن وصفه بالاعتدال المستشرق الفرنسي بلاشير وقال عنه في أحد المواضع: "يعد من أكثر المستشرقين موضوعية واعتدلاً ... رغم إثارته مختلف الشبهات في كتابه مدخل إلى القرآن ". (ص 31 و 40)
وقال في موضع آخر: " إن من المستشرقين النزهاء من تركوا أثرا عميقا في الرأي العام الإسلامي والرأي العام الأوربي كالمستشرق الفرنسي كلود اتيان سافاري... وشبيه به المستشرق الإنجليزي توماس كارلايل". (ص 24)
وفي الجملة ذكر أن سلامة الدراسات الاستشراقية من الأخطاء الفكرية والميول الذاتية المتوارثة منذ قرون، ليس من السهل تجاوزها أو السيطرة عليها كلياً. (ص 24)
وذكر الجانب الآخر من علماء ومفكري الإسلام وأشار إلى فئتين واختلاف اتجاهاتهم من الإعجاب والتقدير للمستشرقين، أو السخط والتحقير . (ص 21)
- واعتبر الدكتور من اشتهر بدراسة القرآن وعلومه من المستشرقين هم أربعة: نولدكه، وبلاشير، وجيفري، وجولد تزيهر .
* مصدر القرآن:
- أكثر المستشرقون يكادون يتفقون على أن القرآن ليس من عند الله، وعلى أن محمداً صلى الله عليه وسلم استقى مادته من الأحبار والرهبان من كتب العهدين .
- أصل فكرة المستشرقين في بشرية القرآن تعود إلى إنكار نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
- من المستشرقين من يتحدث عن الوحي والنبوة كما يتحدث الناس عن الدروشة والدراويش، أو كما يتحدث علماء النفس عن أبطال وعظماء التاريخ وقادة الثورات .
وعندنا نحن المسلمين أن الوحي له مفهومه الديني الصحيح، وأنه ظاهرة روحية خصَّ الله بها من اصطفاهم للنبوة وبه يكون اتصالهم بالله من غير حلول ولا اتحاد .
- فالمستشرقون لا يفهمون الوحي خارج الطرق الكسبية للعلم !
أقول ولدي هنا استفسار :
هل مفهوم الوحي عند المستشرقين _ غير الملحدين _ مطرد في كل أنبياء الله أم هم يتناقضون في ذلك فيثبتونه لعيسى عليه السلام وينكرونه لمحمد صلى الله عليه وسلم ؟
- منشأ الخلاف بين المؤمنين بالرسالات السماوية وغير المؤمنين ترجع أساساً إلى مفهوم الوحي عندهم .
واستطرد الكاتب في دفع الشبهات عن الوحي كمن وصف حالات الوحي بالهوس أو الصرح بأدلة متنوعة ومنها الأدلة العقلية .
- من المميز في البحث ما لفت الانتباه إليه الكاتب في وجه الشبه بين شبهات المشركين في الجاهلية وشبهات المستشرقين في تفسيرهم لظاهرة الوحي (الجنون/الهوس ...)
- وبعد ذلك ساق عدداً من نصوص المستشرقين التي تشير إلى جهلهم بحقيقة الوحي .
- ثم ذكرالحجج التي فيها رد على مقولة المستشرقين في القول ببشرية القرآن، ومنها على وجه الاختصار:
1- كيف يفهم اتحاد مصدر القرآن والحديث مع وجود الفرق الشاسع بين القرآن والسنة في أسلوب العرض وطريقة الأداء .
2- مخالفة القرآن للرأي الشخصي لمحمد صلى الله عليه وسلم، كقضية أسرى بدر، ووجود آيات العتاب للنبي صلى الله عليه وسلم في القرآن، فلو كان هو القائل لم أوردها ؟!
- ومن لطيف ما ذُكر تناقض المستشرقين، فمنهم من يُنْكر السيرة المحمدية وهو في ذات الوقت يقف موقف المطمئن من شعر أمية بن أبي الصلت، مع أن أخبار أمية ليست أدنى إلى الصدق ولا أبلغ في الصحة من أخبار السيرة .
* الوثوق بصحة النص القرآني :
ترجع شكوك المستشرقين في نصل القرآن إلى عنصرين :
جمع القرآن ونسخه، اختلاف القراء والقراءات .
وذكر أن شبههم قائمة على مجرد افتراضات فطعنوا في تدوين القرآن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وفي جمع أبي بكر وعثمان.
وأما في القراءات:
فأساس الخلل لديهم عدم معرفتهم بحقيقة القراءات، وعدم تميزيهم بين القراءة المتواترة والشاذةكما وقع لجولدتسيهر .
وقال في خاتمة بحثه :
وكم أثار المستشرقون في القرآن من شبهات بقصد التشكيك والتضليل يضيق النطاق عنا لعرضها والرد عليها، لأني اعتبر هذا البحث كمدخل لموضوع يتطلب مجلداً ضخماً لاستيعاب الموضوع من كل جوانبه ..
وبعد فهذا عرض أرجو أن يكون باعثاً للاطلاع على البحث والاستفادة منه ونقده لما يعود بالمصلحة على مواجهة المستشرقين ورد كيدهم . والله الموفق
===========
1) التهامي نقرة رحمه الله من علماء تونس ومن خريجي جامع الزيتونة، وحصل على الدكتوراه في رسالة بعنوان سيكلوجية القصة في القرآن الكريم بجامعة الجزائر، وعمل رئيساً لجامعة الزيتونة، وفي هذا الرابط شيء من سيرته [التهامي نقرة ]
للدكتور التهامي نقرة (1)
يقع في 35 صفحة
منشور في كتاب (مناهج المستشرقين في الدراسات العربية الإسلامية الجزء الأول)
الصادر عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ومكتب التربية العربي لدول الخليج
الهدف من البحث:
أن يكون مدخلاً إلى نقد الدراسات الاستشراقية للقرآن وعلومه . (ص 25 و 54)
فكرة البحث :
تسليط الضوء على أبرز الشبهات لدى المستشرقين في القرآن الكريم والرد عليها .
ودار البحث في الرد على نقطتين أساسيتين مما ذكره المستشرقون هما:
* مصدر القرآن (القول ببشرية القرآن)
* الوثوق بصحة نص القرآن وفيها جانبان : جمع القرآن ونسخه، واختلاف القرآء والقراءات.
عرض البحث :
سأسرد هنا نقاطاً متفرقة كعرض لأبرز أفكار الموضوع وليس لاستيعابه :
بدأ الدكتور بحثه بلمحة ذكر فيها عوامل اهتمام رجال الفكر الإسلامي بما كتبه المستشرقون عن الإسلام،وذكر منها(ص 21-23):
1- حب الاطلاع على آراء المفكرين غير المسلمين في الإسلام وفي كتابه ونبيه، ولاسيما المستشرقون الذين نظروا إليه من عدة زوايا بحسب ثقافة كل باحث وتخصصه .
2- الرد على مطاعن المتعصبين منهم على الإسلام وعلى القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم والكشف عن حقيقة ما يخفون وراء المسوح الدينية أو العلمية من أغراض استعمارية أو نزعات صليبية، لتوهين التعاليم الإسلامية.
3- التنبيه إلى ما وقع فيه بعضهم من أخطاء لغوية أو علمية أو تاريخية عن جهل أو عن سوء فهم وضيق نظر أو عن شطط في الافتراضات .
4- الإفادة من بحوث المستشرقين، وبالأخص التي يلمس فيها التحرر من ضغوط الايدلوجية الكنسية الاستعمارية، ويغلب عليها الطابع العلمي المجرد من الأهواء والأحكام المسبقة.
- ومن إيجابيات البحث حكمه وإنصافه للاستشراق والمستشرقين، فذكر أن الاستشراق قد لعب دوراً فكرياً خطيراً في التمهيد للاستعمار السياسي والثقافي والعسكري، ولم يخلو من جوانب إيجابية، كتنظيم الكتب العربية في مكتبات أوربا ووضع الفهارس والتنقيب عن المخطوطات.
وعلى مستوى الأفراد ذكر أن المستشرقين منهم المتعصب الحاقد على الإسلام كالمستشرق كولي، وهم مَن تسبب في نظرة غيرهم إليهم بالحذر والريبة . (ص 23)
وممن وصفه بالاعتدال المستشرق الفرنسي بلاشير وقال عنه في أحد المواضع: "يعد من أكثر المستشرقين موضوعية واعتدلاً ... رغم إثارته مختلف الشبهات في كتابه مدخل إلى القرآن ". (ص 31 و 40)
وقال في موضع آخر: " إن من المستشرقين النزهاء من تركوا أثرا عميقا في الرأي العام الإسلامي والرأي العام الأوربي كالمستشرق الفرنسي كلود اتيان سافاري... وشبيه به المستشرق الإنجليزي توماس كارلايل". (ص 24)
وفي الجملة ذكر أن سلامة الدراسات الاستشراقية من الأخطاء الفكرية والميول الذاتية المتوارثة منذ قرون، ليس من السهل تجاوزها أو السيطرة عليها كلياً. (ص 24)
وذكر الجانب الآخر من علماء ومفكري الإسلام وأشار إلى فئتين واختلاف اتجاهاتهم من الإعجاب والتقدير للمستشرقين، أو السخط والتحقير . (ص 21)
- واعتبر الدكتور من اشتهر بدراسة القرآن وعلومه من المستشرقين هم أربعة: نولدكه، وبلاشير، وجيفري، وجولد تزيهر .
* مصدر القرآن:
- أكثر المستشرقون يكادون يتفقون على أن القرآن ليس من عند الله، وعلى أن محمداً صلى الله عليه وسلم استقى مادته من الأحبار والرهبان من كتب العهدين .
- أصل فكرة المستشرقين في بشرية القرآن تعود إلى إنكار نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
- من المستشرقين من يتحدث عن الوحي والنبوة كما يتحدث الناس عن الدروشة والدراويش، أو كما يتحدث علماء النفس عن أبطال وعظماء التاريخ وقادة الثورات .
وعندنا نحن المسلمين أن الوحي له مفهومه الديني الصحيح، وأنه ظاهرة روحية خصَّ الله بها من اصطفاهم للنبوة وبه يكون اتصالهم بالله من غير حلول ولا اتحاد .
- فالمستشرقون لا يفهمون الوحي خارج الطرق الكسبية للعلم !
أقول ولدي هنا استفسار :
هل مفهوم الوحي عند المستشرقين _ غير الملحدين _ مطرد في كل أنبياء الله أم هم يتناقضون في ذلك فيثبتونه لعيسى عليه السلام وينكرونه لمحمد صلى الله عليه وسلم ؟
- منشأ الخلاف بين المؤمنين بالرسالات السماوية وغير المؤمنين ترجع أساساً إلى مفهوم الوحي عندهم .
واستطرد الكاتب في دفع الشبهات عن الوحي كمن وصف حالات الوحي بالهوس أو الصرح بأدلة متنوعة ومنها الأدلة العقلية .
- من المميز في البحث ما لفت الانتباه إليه الكاتب في وجه الشبه بين شبهات المشركين في الجاهلية وشبهات المستشرقين في تفسيرهم لظاهرة الوحي (الجنون/الهوس ...)
- وبعد ذلك ساق عدداً من نصوص المستشرقين التي تشير إلى جهلهم بحقيقة الوحي .
- ثم ذكرالحجج التي فيها رد على مقولة المستشرقين في القول ببشرية القرآن، ومنها على وجه الاختصار:
1- كيف يفهم اتحاد مصدر القرآن والحديث مع وجود الفرق الشاسع بين القرآن والسنة في أسلوب العرض وطريقة الأداء .
2- مخالفة القرآن للرأي الشخصي لمحمد صلى الله عليه وسلم، كقضية أسرى بدر، ووجود آيات العتاب للنبي صلى الله عليه وسلم في القرآن، فلو كان هو القائل لم أوردها ؟!
- ومن لطيف ما ذُكر تناقض المستشرقين، فمنهم من يُنْكر السيرة المحمدية وهو في ذات الوقت يقف موقف المطمئن من شعر أمية بن أبي الصلت، مع أن أخبار أمية ليست أدنى إلى الصدق ولا أبلغ في الصحة من أخبار السيرة .
* الوثوق بصحة النص القرآني :
ترجع شكوك المستشرقين في نصل القرآن إلى عنصرين :
جمع القرآن ونسخه، اختلاف القراء والقراءات .
وذكر أن شبههم قائمة على مجرد افتراضات فطعنوا في تدوين القرآن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وفي جمع أبي بكر وعثمان.
وأما في القراءات:
فأساس الخلل لديهم عدم معرفتهم بحقيقة القراءات، وعدم تميزيهم بين القراءة المتواترة والشاذةكما وقع لجولدتسيهر .
وقال في خاتمة بحثه :
وكم أثار المستشرقون في القرآن من شبهات بقصد التشكيك والتضليل يضيق النطاق عنا لعرضها والرد عليها، لأني اعتبر هذا البحث كمدخل لموضوع يتطلب مجلداً ضخماً لاستيعاب الموضوع من كل جوانبه ..
وبعد فهذا عرض أرجو أن يكون باعثاً للاطلاع على البحث والاستفادة منه ونقده لما يعود بالمصلحة على مواجهة المستشرقين ورد كيدهم . والله الموفق
===========
1) التهامي نقرة رحمه الله من علماء تونس ومن خريجي جامع الزيتونة، وحصل على الدكتوراه في رسالة بعنوان سيكلوجية القصة في القرآن الكريم بجامعة الجزائر، وعمل رئيساً لجامعة الزيتونة، وفي هذا الرابط شيء من سيرته [التهامي نقرة ]