جعفر الذوادي
New member
- إنضم
- 25/10/2008
- المشاركات
- 5
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم [/align]
مما لاشك فيه ،ولا ريب يعتريه،أن أفضل ما شغلت فيه الأوقات،وصرفت فيه الطاقات،تلكم الجهود المباركة لخدمة كتاب الله تعالى وإن مما بذلت فيه الجهود أكثر، واعتني به بقدر أوفر مجال دلالة اللفظ على المعنى _أي تفسير مدلولات الألفاظ_حيث انتهج علماء السلف هذاالمنهج في تفسيراتهم ، إلا أن هناك من عكس الآية ،وحول القصد ،وأتى الدار من غير بابها، وذلك أن لكثرة المعاني للفظ الواحدأسبابا وطرقا وفوائد، وهذا ماعمد إليه مؤلف الرسالة الموسومة بـ :
[align=center]ثراء المعنى في القرآن الكريم[/align]
لصاحبه الدكتورمحمد خليل جيجك .
أجزل الله له المثوبة ،فقد صال وجال،وبيَّن أسباب ثراء المعنى من الحروف المقطعة، والمتشابه، وتراكيب القرآن، وتنوع الموضوعات إلى غير ذلك من الأسباب مما تجده مدونا في بابه، وقبل ذلك جعل مدخلا للكتاب بين فيه معنى ثراء المعنى وأن المقصود به: كثرة المعاني للفظ، بأن يكون صالحا لأن يدل في الإطلاق الواحد على أكثر من معنى ومغزى على سبيل البدل، ولا يكون إلا بأمورمنها :
- اختيار حكيم للألفاظ .
- وسياسة رشيدة في التراكيب.
-وتنسيق متقن بين الجمل.
-وتنظيم كامل في تسلسل المعاني وترابط المفاهيم.
ثم أردفه بتمهيد بين فيه خصائص اللغة العربية.
فالكتاب نافع وماتع، فقد أجاد فيه مؤلفه وأفاد، ولما كان هذاالعمل من فعل البشر فقد يعتريه ما يعتريه من النقص والخلل لذاأردت التنبيه على بعض الأمور التي لاتنقص من قيمة الكتاب ،وإنما هي إشارات ولفتات من قارئ الكتاب يريد بها النصح والثواب .
قال المؤلف _حفظه الله_في وصفه لأسلوب القرآن: تبنى أسلوبا بديعا في حسنه وجماله، وتركيبا فائقا في غنجه ودلاله" والأولى عدم وصف ذلك بالغنج والدلال لما يحمله هذا اللفظ من معاني غير لائقة.
- الإكثار من السجع في أغلب الكتاب وربما أثر على المعنى والانسياق وراء اللفظة ،كقوله:(له أسلوب يأخذ الألباب ويسخر من الأرباب) وقوله :(عباراته خميصة من الألفاظ بطينة من المعاني حوى على جميع وجوه المحاسن ونظف أذياله المقدسة عن جميع الأدناس( انظر ص:15.
- قوله بالمجاز في القرآن وجعله من بين أسباب ثراء المعنى : والذي قرره شيخ الإسلام وذهب إليه صاحب أضواء البيان وغيرهما من أئمة الإسلام نفي المجاز عن القرآن .
- استدلاله على ثراء المعنى باستدلال الفرق الكلامية على باطلها ص21 لكن الذي ينبغي التنبيه عليه أن تلك الفرق إنما تستدل بالمتشابه وتدع المحكم هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن أي مستدل يستدل بباطله من القرآن إلا كان في استدلاله ماهو حجة عليه كما أن ذكرهم لتلك المعاني إنما هو من باب التكلف والتعنت ولا شيئ يشهد له من نصوص الشرع ولا قواعده،ولا من اللغة ومناحيها...
- قوله في عدة مواطن "الغيرالمألوفة" ولعله من الطابع والصحيح غير المألوفة بدون "ال".
- قوله في وصف الله جل وعز"لا يلابس بزمان ولا يتحيز في مكان" ص44 وطريقة السلف في باب الأسماء والصفات تجنب الألفاظ المجملة والمحدثة وكذا الألفاظ المحتملة وإلا فمن عقيدة أهل السنة والجماعة أن الله فوق سماواته مستو على عرشه...
- جعله آيات الصفات من المتشابه في القرآن الذي لا يفهم معناه إلا بتأويل وقد يدل لفظه على أكثر من معنى .
والصحيح أنها ليست كذلك ،بل هي معلومة المعنى من كلام العرب مجهولة الكنه من حيث الكيف .
- تفسيره للاستواء بالاستيلاء دون التنبيه على ضعفه من حيث المعنى ؛لأنه لا يكون إلا عن مغالبة والله منزه عن ذلك،ثم إن استدل ببيت منسوب للأخطل النصراني ،فكان عليه الاقتصار على ماورد عن السلف في معنى الاستواء.
- قوله "إن تلك الملابسة الربانية بالعرش المنزهة عن الجهة والتحيز والمماسة..."ص46وهذه أيضا من العبارات المجملة المحتملة.
_ خطأ _لعله مطبعي_حيث قال في تفسيره للاستواء"أو أقبل على خالق العرش وعمد إلى خلقه"ص46
_تأويله للنفس وعدم ذكره للمعنى الصحيح لهاص46_47.
_قوله:"علمنا جزما أن سبب تلاوة القرآن _أو قل نزول القرآن_ بالأحرف الكثيرة التي تنيف على السبعة إنما هو تيسير للأمة"وفرق بين الأحرف فهي لاتزيد على سبعة وبين أوجه التلاوة والقراءة.
_قوله إن تفسير الألفاظ وما تحتمله من المعاني العديدة راجع إلى تنوع الموضوعات في القرآن وضرب مثالا على ذلك بلفظ الزور في القرآن وأن معانيه تزيد على العشرة لكن يقال إلى جنب ذلك لا بد من مراعاة السياق والسباق فليس كل ماتحتمله اللفظة من معان يكون صحيحا،ولأن لفظة الظلم مثلا جاء تفسيرها عن الصادق المصدوق بالشرك مع أنها تحتمل معان كثيرة منها ماخطر على أفهام بعض الصحابة.
_تعبيره عن أسلوب القرآن ووصفه بالإطناب ،وهذا الأسلوب لايحبذ في سائر الكلام فكيف بالقرآن .ص59
_خطأ مطبعي "اسمع منها،ولا نسمع منك"ولعل المراد"اسمع منا ولا نسمع منك"ص62
_وآخر "حسب صلته بموضعنا" والمراد بموضوعنا ص97
_التعبير عن أسلوب القرآن بعبارات لها علاقة بالمعازف كقوله:"ولكن لما أسند "فاقتلوا"إسنادا إيقاعيا إلى "أنفسكم"وكونتا جملة تامة...ص71.
_قوله في تفسير القتل بأنه يجوز أن يكون المراد به التذليل وقهر النفس كما استعملت في قول بجيربن زهير، ومن ذلك قولهم :"خمر مقتلة أو مقتولة"أي مذللة ...في حين أن هذا المعنى هنا في الآية بعيد ثم لماذا نترك المعنى الواضح إلى غيره وهل هذا إلا التكلف ؟
_وفي الختام فإن لثراء المعنى في القرآن أسبابا سواء مما ذكره المؤلف أو غيره إلا أن الذي ينبغي الحرص عليه أكثر هو الوصول إلى المعنى المراد للآية بدون تكلف مع الرجوع إلى أقوال السلف ،ولما كان هذا الموضوع له أهميته فلا بد من أن يقيد بقيود ،ويضبط بضوابط حتى لا يدخل في التفسير ما ليس منه،ويلتبس الحق بالباطل ،فيجد أهل البدع في هذا ملاذا آمنا لبث سمومهم ونشر بدعهم باسم ثراء المعنى...
قال شيخ لإسلام :وقوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ أن يريده من كان من الناطقين بلغة العرب بكلام من غير نظر إلى المتكلم به والمنزل عليه والمخاطب به وكان نظرهم إلى اللفظ أسبق" مقدمة في أصول التفسير.
والله أسأل أن يوفق مؤلف الرسالة لكل خير ،وأن أن يرزقنا وإياه الفقه في الدين ،فهو بكل خير كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
مما لاشك فيه ،ولا ريب يعتريه،أن أفضل ما شغلت فيه الأوقات،وصرفت فيه الطاقات،تلكم الجهود المباركة لخدمة كتاب الله تعالى وإن مما بذلت فيه الجهود أكثر، واعتني به بقدر أوفر مجال دلالة اللفظ على المعنى _أي تفسير مدلولات الألفاظ_حيث انتهج علماء السلف هذاالمنهج في تفسيراتهم ، إلا أن هناك من عكس الآية ،وحول القصد ،وأتى الدار من غير بابها، وذلك أن لكثرة المعاني للفظ الواحدأسبابا وطرقا وفوائد، وهذا ماعمد إليه مؤلف الرسالة الموسومة بـ :
[align=center]ثراء المعنى في القرآن الكريم[/align]
لصاحبه الدكتورمحمد خليل جيجك .
أجزل الله له المثوبة ،فقد صال وجال،وبيَّن أسباب ثراء المعنى من الحروف المقطعة، والمتشابه، وتراكيب القرآن، وتنوع الموضوعات إلى غير ذلك من الأسباب مما تجده مدونا في بابه، وقبل ذلك جعل مدخلا للكتاب بين فيه معنى ثراء المعنى وأن المقصود به: كثرة المعاني للفظ، بأن يكون صالحا لأن يدل في الإطلاق الواحد على أكثر من معنى ومغزى على سبيل البدل، ولا يكون إلا بأمورمنها :
- اختيار حكيم للألفاظ .
- وسياسة رشيدة في التراكيب.
-وتنسيق متقن بين الجمل.
-وتنظيم كامل في تسلسل المعاني وترابط المفاهيم.
ثم أردفه بتمهيد بين فيه خصائص اللغة العربية.
فالكتاب نافع وماتع، فقد أجاد فيه مؤلفه وأفاد، ولما كان هذاالعمل من فعل البشر فقد يعتريه ما يعتريه من النقص والخلل لذاأردت التنبيه على بعض الأمور التي لاتنقص من قيمة الكتاب ،وإنما هي إشارات ولفتات من قارئ الكتاب يريد بها النصح والثواب .
قال المؤلف _حفظه الله_في وصفه لأسلوب القرآن: تبنى أسلوبا بديعا في حسنه وجماله، وتركيبا فائقا في غنجه ودلاله" والأولى عدم وصف ذلك بالغنج والدلال لما يحمله هذا اللفظ من معاني غير لائقة.
- الإكثار من السجع في أغلب الكتاب وربما أثر على المعنى والانسياق وراء اللفظة ،كقوله:(له أسلوب يأخذ الألباب ويسخر من الأرباب) وقوله :(عباراته خميصة من الألفاظ بطينة من المعاني حوى على جميع وجوه المحاسن ونظف أذياله المقدسة عن جميع الأدناس( انظر ص:15.
- قوله بالمجاز في القرآن وجعله من بين أسباب ثراء المعنى : والذي قرره شيخ الإسلام وذهب إليه صاحب أضواء البيان وغيرهما من أئمة الإسلام نفي المجاز عن القرآن .
- استدلاله على ثراء المعنى باستدلال الفرق الكلامية على باطلها ص21 لكن الذي ينبغي التنبيه عليه أن تلك الفرق إنما تستدل بالمتشابه وتدع المحكم هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن أي مستدل يستدل بباطله من القرآن إلا كان في استدلاله ماهو حجة عليه كما أن ذكرهم لتلك المعاني إنما هو من باب التكلف والتعنت ولا شيئ يشهد له من نصوص الشرع ولا قواعده،ولا من اللغة ومناحيها...
- قوله في عدة مواطن "الغيرالمألوفة" ولعله من الطابع والصحيح غير المألوفة بدون "ال".
- قوله في وصف الله جل وعز"لا يلابس بزمان ولا يتحيز في مكان" ص44 وطريقة السلف في باب الأسماء والصفات تجنب الألفاظ المجملة والمحدثة وكذا الألفاظ المحتملة وإلا فمن عقيدة أهل السنة والجماعة أن الله فوق سماواته مستو على عرشه...
- جعله آيات الصفات من المتشابه في القرآن الذي لا يفهم معناه إلا بتأويل وقد يدل لفظه على أكثر من معنى .
والصحيح أنها ليست كذلك ،بل هي معلومة المعنى من كلام العرب مجهولة الكنه من حيث الكيف .
- تفسيره للاستواء بالاستيلاء دون التنبيه على ضعفه من حيث المعنى ؛لأنه لا يكون إلا عن مغالبة والله منزه عن ذلك،ثم إن استدل ببيت منسوب للأخطل النصراني ،فكان عليه الاقتصار على ماورد عن السلف في معنى الاستواء.
- قوله "إن تلك الملابسة الربانية بالعرش المنزهة عن الجهة والتحيز والمماسة..."ص46وهذه أيضا من العبارات المجملة المحتملة.
_ خطأ _لعله مطبعي_حيث قال في تفسيره للاستواء"أو أقبل على خالق العرش وعمد إلى خلقه"ص46
_تأويله للنفس وعدم ذكره للمعنى الصحيح لهاص46_47.
_قوله:"علمنا جزما أن سبب تلاوة القرآن _أو قل نزول القرآن_ بالأحرف الكثيرة التي تنيف على السبعة إنما هو تيسير للأمة"وفرق بين الأحرف فهي لاتزيد على سبعة وبين أوجه التلاوة والقراءة.
_قوله إن تفسير الألفاظ وما تحتمله من المعاني العديدة راجع إلى تنوع الموضوعات في القرآن وضرب مثالا على ذلك بلفظ الزور في القرآن وأن معانيه تزيد على العشرة لكن يقال إلى جنب ذلك لا بد من مراعاة السياق والسباق فليس كل ماتحتمله اللفظة من معان يكون صحيحا،ولأن لفظة الظلم مثلا جاء تفسيرها عن الصادق المصدوق بالشرك مع أنها تحتمل معان كثيرة منها ماخطر على أفهام بعض الصحابة.
_تعبيره عن أسلوب القرآن ووصفه بالإطناب ،وهذا الأسلوب لايحبذ في سائر الكلام فكيف بالقرآن .ص59
_خطأ مطبعي "اسمع منها،ولا نسمع منك"ولعل المراد"اسمع منا ولا نسمع منك"ص62
_وآخر "حسب صلته بموضعنا" والمراد بموضوعنا ص97
_التعبير عن أسلوب القرآن بعبارات لها علاقة بالمعازف كقوله:"ولكن لما أسند "فاقتلوا"إسنادا إيقاعيا إلى "أنفسكم"وكونتا جملة تامة...ص71.
_قوله في تفسير القتل بأنه يجوز أن يكون المراد به التذليل وقهر النفس كما استعملت في قول بجيربن زهير، ومن ذلك قولهم :"خمر مقتلة أو مقتولة"أي مذللة ...في حين أن هذا المعنى هنا في الآية بعيد ثم لماذا نترك المعنى الواضح إلى غيره وهل هذا إلا التكلف ؟
_وفي الختام فإن لثراء المعنى في القرآن أسبابا سواء مما ذكره المؤلف أو غيره إلا أن الذي ينبغي الحرص عليه أكثر هو الوصول إلى المعنى المراد للآية بدون تكلف مع الرجوع إلى أقوال السلف ،ولما كان هذا الموضوع له أهميته فلا بد من أن يقيد بقيود ،ويضبط بضوابط حتى لا يدخل في التفسير ما ليس منه،ويلتبس الحق بالباطل ،فيجد أهل البدع في هذا ملاذا آمنا لبث سمومهم ونشر بدعهم باسم ثراء المعنى...
قال شيخ لإسلام :وقوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ أن يريده من كان من الناطقين بلغة العرب بكلام من غير نظر إلى المتكلم به والمنزل عليه والمخاطب به وكان نظرهم إلى اللفظ أسبق" مقدمة في أصول التفسير.
والله أسأل أن يوفق مؤلف الرسالة لكل خير ،وأن أن يرزقنا وإياه الفقه في الدين ،فهو بكل خير كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .