عبير الأحمري
New member
عرض كتاب: تقاليد المخطوط العربي معجم (مصطلحات وببليوجرافية)
عرض وتقييم
إيناس عباس توفيق خضر
مدرس مساعد بقسم المكتبات والوثائق والمعلومات
كلية الآداب- جامعة القاهرة
مدرس مساعد بقسم المكتبات والوثائق والمعلومات
كلية الآداب- جامعة القاهرة
تقاليد المخطوط العربي: معجم مصطلحات وببليوجرافية الببليوجرافية / إعداد آدم جاسك؛ إعداد النسخة العربية محمود محمد زكي؛ تقديم ومراجعة فيصل الحفيان .
القاهرة : معهد المخطوطات العربية ، 2008 .- 376 ص.
العنوان الأصلي للكتاب:
The Arabic Manuscripts Tradition: A glossary of technical terms and bibliography
النسخة العربية إعادة بناء للأصل والملاحق.
• • • • •
كان التُّراث العربي - ولم يزل - أرضًا بِكرًا تركها السابقون للاحقين، أرضًا فَطِنَ إلى خُصوبتها وتُراثها كلُّ من وَطِئها، وأعمل فيها مَحاريثه، ولعلها لم تبخل يومًا بثمراتِها على من بذل حيالها الجهدَ والمال للرَّغبة الملحة في استصلاحِها، واستخراج أجود ما تَحويه، وإلى ذلك تُعزى تَسميةُ التُّراث بذلك الاسم المعبِّر ذي الدلالة الواضحة، فالتراث لغةً هو: الإرث، والإرث: هو كل ما وُرِّث من مادي ومعنوي، ولذلك يأتي التراث أيضًا بمعنى القيم الإنسانية المتوراثة.
ويَخرج من بطن هذا المفهوم اللُّغوي دلالة أخرى اصطلاحيَّة، فالتراثُ هو ما خلفتْه الأجيال السابقة من آثار فكرية دُوِّنَت في الألواح أو أوراق البَردِي، أو في كتب خطت بأيديهم قبل عصر الطباعة.
وقد أنتج المسلمون على مَرِّ العصور الإسلامية كمًّا ضخمًا من الكتب والمؤلفات التي وصلتْ إلينا في صورةِ مَلايين من المخطوطات، وهو ما أدَّى إلى نَشْأةِ علم جديد هو: علم المخطوطات العربية؛ كي يُعنى بدراسة هذا التُّراث وتحقيقه، ونشره وفهرسته، وصيانته وحفظه.
وأنتج الباحثون في علم المخطوطات العربية عددًا كبيرًا من الدِّراسات والبحوث في جميع فروعه وما يرتبطُ به من علوم، وهو ما استلزم إعداد مجموعة من القوائم لحصْر هذا النِّتاج وضبطه، والتعريف به وتيْسير الوُصُول إليه من قِبَل الباحثين في هذا المجال والمعنيِّين به، ومِنْ أجل ذلك كان إعدادُ هذا العمل الذي بين أيدينا، والحرص على ترجمته لتعميم الفائدة.
صدر هذا الكتاب عام 2001م باللغة الإنجليزية تحت عنوان:
The Arabic Manuscripts tradition: A glossary of technical terms and bibliography.
ثم بعد سبع سنوات - أي: عام 2008م - صدر الملحق الذي استكمل ما فات الأصل، وأضاف ما جدَّ من المؤلَّفات خلال تلك السنوات الفاصلة بينهما.
وقد قسَّم آدم جاسك عملَه، سواء في أصله أم ملحقه - قسمين:
الأول: معجم المصطلحات المرتبطة بالمخطوط العربي، صناعةً ونسقًا، وفَهْرَسة وتحقيقًا... إلى غير ذلك.
والثاني: قائمة ببلوجرافية قدمت بيانات لكَمٍّ كبير من الأوعية؛ كتبًا ومقالات دوريات وبُحوث مؤتمرات... وغير ذلك.
ثم توفَّر الأستاذ محمود محمد زكي على ترجمة قسم الببلوجرافية من هذا العمل إلى العربية، وهو باحث للماجستير بمعهد المخطوطات العربيَّة بالقاهرة، وأحد المعنيِّين بحقل المخطوطات والتراث العربي، فضلاً عن دراسته للدبلومة المتخصِّصة في مجال المكتبات بكلية الآداب بجامعة القاهرة، وقام بمراجعة الترجمة والتقديم للنسخة العربية الدكتور فيصل الحفيان مُنسِّق البرامج بمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة، وواحد من الأساتذة المتخصِّصين والمهتمين بحقل التراث العربي وعلم المخطوطات.
وقام معهد المخطوطات العربية التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) بدَوْره في طباعة ونشر هذا العمل، وهو مُؤسسة علميَّة مُتميزة في مجال دراسات علم المخطوطات العربية وما يرتبط به من علوم مُساعدة، ومَجالات ذات صلة، ويأتي اهتمامُ المعهد بنشر نسخة عربية لهذا العمل المهم خدمةً لمشروعه الذي تبنَّاه مُؤَخَّرًا، وهو موسوعة المخطوطات؛ حيث تُعَدُّ هذه الببلوجرافية بمثابة قائمة مرجعية بالمصادر التي تحتاجها الموسوعة.
وقد احتوت القائمةُ في نُسختها العربية على ما يتجاوز ألفًا وخمسمائة (1500) تسجيلة ببلوجرافية لكتب، ومقالات، وتقارير، وبحوث مؤتمرات في حقل المخطوطات العربية؛ تأريخًا وفَهْرسةً، وتحقيقًا وصيانةً وترميمًا.
ومن الجدير بالذكر أن موادَّ الببلوجرافية في النُّسخة الإنجليزية كانتْ مُوَزعة بين الأصل والملحق، ومِن ثَمَّ نَهض المترجم بمهمتين رئيسيتين في سياق إضافة للنسخة العربية:
المهمة الأولى: التعريب، وتمَّ فيها:
1 - ترجمة العناوين الرئيسيَّة والفرعية إلى العربية، بغَضِّ النظر عن لغة المواد التي وردت تحتها.
2 - إعادة المواد - التي نَقْحَرَها المؤلف من العربيَّة إلى الحرف اللاتيني - أي: نقلها نقلاً صوتيًّا إلى العربية لغةً وحرفًا.
ومن ثم كان لا بد من فصل المادة العربية عن المواد باللغات الأخرى (إنجليزية - فرنسية - ألمانية - إسبانية... إلخ) بعد أن كانتْ كلاًّ واحدًا، وذلك لاستحالة الجمع بين الحرف العربي واللاتيني في سياق هجائي واحد.
وكانت هناك بعضُ التبصُّرات أو المُلاحظات التي وضعها المؤلِّف في النسخة الإنجليزية بين معقوفتين، وقد تَمَّت ترجمة ما يرتبط منها بالمواد العربية فحسب.
المهمة الثانية: الدمج والجمع بين الأصل والملحق:
وقد تطلَّب ذلك إعادة ترتيب للمواد المتضمنة بالقائمة، عربية كانت أم أجنبيَّة.
وينقسم هذا العمل قسمين:
الأول: قائمة ببلوجرافيَّة مرَتبة ترتيبًا مَوْضُوعيًّا.
أما الثاني: فهو إعادة ترتيب للمواد هجائيًّا بالمدخل الرئيسي، وهو ما أسماه المُعِدُّ الأصلي (كشافًا) هجائيًّا، لولا أنه أثبت البيانات الببلوجرافية الكاملة دون الإحالة إلى جسم المرجع نفسه، ولذلك أطلق المترجم على هذا القسم (الببلوجرافية الهجائية)، وهو اسم أكثر دقة بالطبع.
وكما سلف فقد رتَّب القسم الأول من القائمة ترتيبًا موضوعيًّا على 12 موضوعًا عريضًا، هي:
1 - الدراسات العامة والتمهيدية.
2 - مواد الكتابة وأدواتها.
3 - مكونات المخطوط (الكراسات والملازم والترقيم).
4 - النص: تكوينه وتنْسيقه.
5 - انتقال المعرفة.
6 - الخطوط وعلم الخط العربي (الباليوجرافيا).
7 - فنون الكتاب.
8 - الدراسات القرآنية.
9 - التحقيق ونقد النصوص.
10 - الفهرسة.
11 - الصيانة والترميم.
12 - فهارس المخطوطات والمجموعات ونحوها.
وتحت كل موضوع عريض من هذه تفريعاتٌ موضوعية أضيق.
وقد أخذ المترجم على نفسه الالتزام - ما استطاع - بالنصِّ الأصلي، لكن دون غضِّ الطرف عن الأخطاء الواضحة؛ (كأخطاء النقل الصوتي، أو الإملاء)، واتَّخذ من الحواشي مُتنفسًا حُرًّا للتصحيح، والاستدراك، والاستكمال دون مُبالغة أو إفراط، كما حرص أيضًا على مُراعاة بعض الأمور التي منها:
استخدام المختصرة (Editing ed)؛ للتعبير عن كل أدوار التَّحقيق؛ كالضَّبط والعناية، والقراءة والتصحيح، بهدف التوحيد وتجنُّب الخطأ أو الخلْط.
بالنسبة للعناوين التي صدرتْ بأكثر من لغة، فقد تشتَّتَت في أرجاء القائمة، وهو ما دَفَع بالمترجم إلى الربط بينها باستخدام علامة (×)، مع استخدام علامة (...) للدلالة على مواطن الحذْف.
الالتزام بمنهج المؤلف الأصلي في ترتيب مداخل أسماء المؤلفين في الببلوجرافية الهجائية؛ حيث تم احتساب (أبو وابن) في الترتيب، مع اتِّباع نظام الترقيم نفسه، رغم مُخالفته لبعض تقنينات الفهرسة المعروفة.
وكعادة القوائم الحاصرة قَدَّم العملُ بيانات ببلوجرافية كاملة عن كل عنوان، مُتضمنًا (اسم المؤلف - عنوان العمل - بيانات النشر - عدد الصفحات أو المجلدات)، ويُضاف إلى ذلك بيانات المؤتَمر إن كان بحثًا في مؤتمر، وبيانات الدورية إن كان مقالاً في دورية، مع إضافة بعضِ الملاحظات الإضافية لبعض العناوين كـ: تبصرة (ترجمة لـ).
وقد اتسمت المعلومات بقدْر وافر من الدِّقة والاكتمال، وجاءت الترجمة على المستوى ذاته من الدِّقة والأمانة، وكان للحواشي التي أضافها المترجم - على قلَّتها - دورًا في توضيح ما غمض، واستكمال ما نقص، والإشارة إلى ذي صلة أو عَلاقة.
وخرج العمل في مجلد واحد جيد التجليد، وجاءت الصَّفحة على عمود واحد، مع تَمييز المداخل الموضوعية؛ العريضة والفرعية، ومُيِّزَت حروفُ الهجاء أيضًا في الببلوجرافية الهجائية، واتَّسَمت الطباعة عمومًا بالوضوح والجودة، وخلا العملُ من أخطاء الطباعة والإملاء وغيرها، وهو أمر يُحسب له.
وعلى ذلك يُمكن القول: إنَّ هذه القائمة في نسختها العربية المترجمة تُعَدُّ مرجعًا ذا أهمية وثِقَل لقطاع لا يُستهان به من الباحثين والمتخصصين في حقل من أكثرَ الحقول المعرفية ثراءً وجاذبية، وقد بَذَل مُعِدُّ العمل الأصلي جهدًا واضحًا في الحصر والتجميع، والضبط والفهرسة، وبذل المترجمُ جهدًا مماثلاً في نقله إلى العربية، وإعادة بنائه على نسق أكثر إحكامًا وإفادة.
واحتوى العمل أيضًا على كمٍّ لا بأس به من المواد بمختلف اللغات؛ عربية، وإنجليزية، وفرنسيَّة، وغير ذلك، فضلاً عن تنوُّع المواد المتضمنة؛ كتبًا، ومقالاتٍ، ومؤتمراتٍ، بجانب تقديم بيانات ببلوجرافية مُكتملة ودقيقة إلى حدٍّ بعيد، وكان الكتاب على المستوى الشَّكلي ممتازًا؛ طباعةً، وتنسيقًا، وتحريرًا.
وجاءتْ مُقدمة النُّسخة العربيَّة على نسق نهجي مُحكم، حاوية لكلِّ ما يتطلبه التقديم لهذا العمل والتعريف به وبمعالمه وطريقة تنظيمه، والصُّعوبات التي واجهها المترجم في إعداده وكيفية اجتيازه لها، وينبغي هنا التأكيد على أنَّ المقدمة العربية كانتْ أكثر وفاءً ومَنهجية من مُقدمة صاحب العمل الأصلي.
يبقى في هذا المقام الإشارةُ إلى بعض الملاحظات اليسيرة:
1 - لَم يكن استخدامُ كلمة "مصنفة" للتعبير من الببلوجرافية الرئيسية مناسبًا بما يكفي؛ إذ تنسحب هذه الكلمة لدى المتخصصين في حقل الببلوجرافيا على تلك الطَّريقة، التي تتخذ من إحدى خطط التصنيف أساسًا لها في الترتيب، وهو ما لَم يتوافر في هذا العمل؛ لذا كان من الأفضل استخدام كلمة "موضوعية"، فهي أكثر ملاءَمة وتعبيرًا عن المطلوب.
2 - كان من الأجدر أنْ يتم ترقيم التسجيلات الببلوجرافية داخلَ العمل؛ إذ أدَّى عدم الترقيم إلى إحداث تداخل بصري لدى المطَّلِع على القائمة والمستخدم لها، ولا أظنُّ أن الالتزام بنسق النص الأصلي كافٍ لتبرير ذلك؛ فهي مسألة شكلية لَم تكن لتضير العمل أو تخل بأمانة الترجمة، ويسري ذلك على علامات الترقيم المستخدمة في إعداد التسجيلات، إذا اختلفت بين عمل وآخر، ولَم تلتزم التوحيد.
3 - وردت في بعض التسجيلات تَبْصِرَة واحدة في صيغيتين: "ترجمة لـ"، و"مترجم عن"، وهما مصطلحان يُعبِّران عن ذات المفهوم، وكان من الأجدر اعتمادُ أحدهما بغرض التوحيد.
وأخيـــــــــــــــــــــــرًا، فإنَّ جودة هذا العمل وتَميُّزه في نسخته العربية يدعوان بالضرورة إلى اقتنائه في المكتبات المعنية بحقل التاريخ والتُّراث، والمخطوطات والوثائق العربية، فضلاً عن المكتبات العامة بالطبع؛ ليكون متاحًا للباحثين والمتخصصين في تلك المجالات وما يرتبط بها.
المصدر :شبكة الألوكة