عرض كتاب: (التناص القرآني دراسة في أشكال العلاقة بين الآيات القرآنية الكريمة)

محمد العبادي

مشارك فعال
إنضم
30/09/2003
المشاركات
2,157
مستوى التفاعل
2
النقاط
38
الإقامة
الخُبر
الموقع الالكتروني
www.tafsir.net
01.png



صدر قريبًا عن دار إفريقيا الشرق الطبعة الأولى 2013م من كتاب:​

التناص القرآني:
"دراسة في أشكال العلاقة بين الآيات القرآنية الكريمة"

د. ياسر رضوان


مصطلح "التَّنَاصّ" الذي برز مع الفكر الغربي، وانتقل إلى ثقافتنا العربية مع التطور والاتساع الثقافي، وازدهار الترجمة التي تشير فيما تشير إلى عدم تقوقع العقلية العربية الحديثة على التراث العربي وحده، وإنما أرادت مطالعة الثقافات الغربية وغيرها؛ راغبة في الأخذ بيد الثقافة العربية الحديثة إلى حيث المكانة التي تليق بها بين الثقافات العالمية المعاصرة.

وتعد قضية التناص واحدة من تلك القضايا التي التهبت حولها الساحة النقدية العربية، وتعالت حولها الأصوات، ما بين من ينادي باحتواء التراث العربي لنظائرها فيما عرف بالسرقات الشعرية، وما دار في فلكها من مصطلحات متعددة، حفلت بها كتب النقد والبلاغة العربية القديمة، ونافرتها أصوات أخرى تنفي عن السرقات الشعرية أية صلة بقضية التناص، رغم أن "جيرار جينيت" -وهو أحد المنظِّرين الكبار للتناص- يعد السرقات الأدبية واحدة من أشكال العلاقات التناصية، ويرى أن أكثر أشكال هذه العلاقة وضوحًا وحرفية، هي الممارسة العادية للاستشهاد، وأن أقل أشكالها وضوحًا وشرعية هي السرقة، وهي اقتراض غير معلن ولكنه حرفي. كما أن قضية التناص قد عرفتها الثقافة العربية القديمة في صورة قضية السرقات الشعرية؛ حيث تحدث "ابن فارس" في كتاب "الصاحبي" عن ظاهرة من ظواهر النظم القرآني سماها "الاقتصاص"، وعرَّفها بقوله: "أن يكون كلام في سورة مقتصًّا من كلام في سورة أخرى أو في السورة معها".

ولقد صدر حديثًا كتاب للباحث الدكتور ياسر عبد الحسيب رضوان تحت عنوان "التناص القرآني.. دراسة في أشكال العلاقة بين الآيات القرآنية الكريمة". ويعد هذا الكتاب من كتب الدراسات الأدبية المتعددة التي تناولت النص القرآني الكريم، وتنوعت مناهجها الإجرائية من بلاغية وفنية وجمالية ولغوية، وغيرها من المناهج التي حاول أصحابها أن يبحثوا عن بُغيتهم من النظر في القرآن الكريم من خلال الآليات الإجرائية التي انتهجوها في دراساتهم.

الآيات القرآنية وعلم لغة النص

ولقد عمد الباحث إلى دراسة العلاقة بين الآيات القرآنية الكريمة من خلال اللسانيات النصية، أو علم لغة النص؛ هذا المنهج الباحث عن نصية النص، تلك التي يرى تحققها من خلال اشتمال النص على سبعة معايير تحقق له نصيته وهي معايير: السبك أو الترابط النحوي، والحبك أو التلاحم الدلالي، والقصدية، والقبول، والإخبارية، والمقامية، ثم التناص، وهو المعيار الذي أدار الباحث كتابه حوله؛ ليكشف من خلاله عن العلاقة بين الآيات الكريمة.

وإذا كان التناص قد ارتبط بالنقاد الغربيين خاصة "جوليا كريستيفا" -المنظِّرة الأولى له- فإن الباحث يرى أن التناص بمفهومه الذي يدور حول حضور نص في نص آخر، إنما هو مفهوم وَعَتْه الذاكرة التراثية العربية في أمرين:

أولهما: يراه الباحث ماثلاً في ظاهرة من ظواهر النظم القرآني عند ابن فارس (ت395هـ) في كتابه "الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها"، وهي ظاهرة "الاقتصاص" الذي عرفه بقوله: "أن يكون كلام في سورة مقتصًّا من كلام في سورة أخرى أو في السورة معها"؛ فالاقتصاص بهذا المفهوم هو الصورة التراثية للتناص في اللسانيات النصية المعاصرة.

وثانيهما: ما عُرف في التراث العربي بالسرقات الشعرية، وما ارتبط بها من مصطلحات مثل: التضمين، والاقتباس، والمعارضة، وغيرها من المصطلحات التي دارت في فلك السرقات الشعرية، وهذا هو رأي الدكتور عبد الملك مرتاض في دراسته عن فكرة السرقات الأدبية ونظرية التناص، والدكتور محمد عبد المطلب في دراسته عن التناص عند عبد القاهر الجرجاني، والحسن بواجلابن في دراسته عن التناص من منظور حازم القرطاجني. وهو رأي جيرار جينيت كما سبق ذكره.

العلاقة بين الاقتصاص والتناص

وفي ضوء العلاقة بين "الاقتصاص" و"التناص" ذهب الباحث إلى أن القرآن الكريم قد اشتمل على ظاهرة التناص الداخلي بين آياته الكريمة عندما استحضر بعض نصوص الآيات الكريمة -كلمة أو جملة، أو بعض جملة- في نصوص آيات أخرى في السورة الواحدة، أو في سورة أخرى، وهو مفهوم الاقتصاص، أو ما يحتاج إلى بيان ويكون بيانه في السورة نفسها، أو في سورة أخرى لوجود علاقة ما بين النصين المقتص والمقتص منه، أو النص المحتاج إلى بيان والنص الذي يحقق هذا البيان.

وعند دراسة باب الاقتصاص والتناص عند ابن فارس -"الاقتصاص، وباب ما يحتاج إلى بيان ويكون بيانه في السورة نفسها أو في سورة أخرى"- توصل الباحث من خلال الإفادة من علوم المكي والمدني وأسباب النزول إلى أشكال العلاقة الرابطة بين هذه النصوص القرآنية الكريمة كعلاقات العموم والخصوص، والإجمال والتفصيل، والسبب والنتيجة، وغيرها من العلاقات التي ترتبط بالتراث البلاغي العربي عامة والقرآني خاصة، مما يعني عدم انفصال الباحث عن هذا التراث الذي يُعلي من شأنه وقيمته.

كما لم يَقصُر الباحث درس التناص وما ينتجه من علاقات بين الآيات القرآنية الكريمة على ما ذكره ابن فارس، وإنما رأى أن باب المتشابهات القرآنية يرتبط كذلك بموضوع التناص من حيث إن هذا الباب يشير إلى وجود تشابه وتناظر بين ألفاظ القرآن الكريم -كما يذهب الإمام الكسائي (ت 189هـ) في كتابه "متشابه القرآن"- أو أن المتشابه اللفظي في القرآن الكريم هو إيراد القصة الواحدة في صور شتى وفواصل مختلفة، ويكثر في إيراد القصص والأنباء -كما يقول الإمام الزركشي (ت 794هـ) في كتابه "البرهان في علوم القرآن"، وتابعه فيه الإمام السيوطي (ت911هـ) في كتابه "الإتقان في علوم القرآن"، وهذا التعريف الأخير أقرب الصور التراثية للتناص.

كذلك رأى الباحث أن علم "الوجوه والنظائر القرآنية" يتصل بصورة أو بأخرى بمفهوم "التناص"؛ لأن هذا العلم يدور حول مجيء الكلمة الواحدة في مواضع من القرآن الكريم في لفظ واحد وحركة واحدة مع اختلاف الدلالة في كل مرة، وهو آية من آيات الإعجاز القرآني؛ إذ لا يستطيع أيُّ إنسان مهما أُوتي من البلاغة والفصاحة أن يستخدم الكلمة في وجوه متعددة يزيد بعضها في أحيان كثيرة على عشرين وجهًا.

والكلمة الواحدة في اللسانيات النصية تشكل بذاتها نصًّا يتداخل مع نصوص أخرى، فسطح النص -عند "دوسوسير"- مكوكب تبنيه وتحركه نصوص أخرى حتى ولو كانت مجرد كلمة، وهو ما يعني ارتباطها بالتناص أو بالتداخل النصي الذي يشير إلى التواجد اللغوي لنصٍّ في نصٍّ آخر عند "جيرار جينيت"، هذا التواجد يستدعي -وبصورة أكثر وضوحًا- نظرية السياق؛ باعتباره واحدًا من معايير اللسانيات النصية، ورعايته في باب الوجوه والنظائر القرآنية يسهم في تشكل العلاقة بين الآيات الكريمة التي يرد فيها اللفظ بوجوهه ودلالاته المتعددة.

وعلى هذا النحو يرى الباحث أن من بين وجوه الإعجاز القرآني قدرته على استيعاب كل المناهج والمداخل البحثية التي يمكن أن يدرس من خلالها، وهو ما يؤكد عظمة هذا القرآن الكريم، وأن تعدد دراسته على هذا النحو، إنما هو صورة من صور حفظه الذي تكفل به ربنا تبارك وتعالى.

المؤلف

ومما يذكر أن المؤلف "ياسر عبد الحسيب رضوان" حاصل على دكتوراه في الأدب العربي من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة 2007م، وحاصل على جائزة الهيئة العامة لقصور الثقافة بمصر عامي 1999م ، 2001م.
ومن كتبه: الدكتور شكري عياد ودوره في النقد الأدبي، العناصر الذاتية في شعر أمل دنقل، التراث والتحديث في الشعر العربي الحديث، والتناص عند شعراء صنعة البديع العباسيين.​


المصدر :نوافذ
 
استخدام مصطلح التناص على كتاب الله أمر في رأيي خطير جداًولا يليق بكلام الله، ولا علاقة له بالمتشابه اللفظي والمعنوي والأشباه والنظائر، لا سيما حسب علمي ان مصطلح التناص يحمل معنى التراتبية الزمنية بين النصوص حتى لو كانت لنفس الكاتب ولا ينسحب هذا على كتاب الله بأي حال.
 
يقصد الكتاب العلمانيون بالتناص: بيان أن النص ليس ذاتاً مستقلة أو مادة موحدة، ولكنه سلسلة من العلاقات مع نصوص أخرى، ومقتطفات أخرى، يحتوي على كم هائل من الأفكار والمعتقدات والإرجاعات التي لا تتآلف، تشكلت من نصوص سابقة، وتسهم في تشكيل نصوص لاحقة.
أي: إثبات وجود علاقة للنص بالقارئ وبالنصوص الأخرى وبالثقافة.
الترجمة العملية لهذا التنظير:
حين تتأمل كتاب (مفهوم النص) لنصر حامد أبو زيد وبخاصة: ص 38 و ص 70 و ص 157 . تصل إلى نتيجة أنه يريد بالتناص: احتواء القرآن الكريم [بزعمه] على ((سرقات ادبية)) أخذت من مصادر ثلاثة: التوراة والإنجيل وشعر وسجع الكهان العرب قبل الإسلام.
حتى يختم بقوله، ص158: وبذلك يصبح النص القرآني لوحة تتمازج فيها ألوان مختلفة من النصوص، ويشكل القرآن في هـذه اللـوحة طفـرة جـدلية متطورة؛ فالقافية في الشعر صارت الفاصلة في القرآن، والآية بدلاً من البيت، والسورة بدلاً من القصيدة.
بينما أركون ــ المولع بالتلاعب بالمصطلحات ــ فيسميه (التداخلية النصانية) ويعني به: تأثر النص القرآني بالتاريخ القديم. ويضرب مثلاً بسورة الكهف التي تحتوي بنظره على قصة أهل الكهف المسيحية، وملحمة جلجامش الآشورية، ورواية الإسكندر الإغريقية؛ لتشكل ثلاث مرجعيات ثقافية، وبذلك يكون القرآن [بزعم أركون] مجموعة نصوص متداخلة وملفقة. انظر كتابه: القرآن من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني، ص 40.
 
يقصد الكتاب العلمانيون بالتناص: بيان أن النص ليس ذاتاً مستقلة أو مادة موحدة، ولكنه سلسلة من العلاقات مع نصوص أخرى، ومقتطفات أخرى، يحتوي على كم هائل من الأفكار والمعتقدات والإرجاعات التي لا تتآلف، تشكلت من نصوص سابقة، وتسهم في تشكيل نصوص لاحقة.
أي: إثبات وجود علاقة للنص بالقارئ وبالنصوص الأخرى وبالثقافة.
الترجمة العملية لهذا التنظير:
حين تتأمل كتاب (مفهوم النص) لنصر حامد أبو زيد وبخاصة: ص 38 و ص 70 و ص 157 . تصل إلى نتيجة أنه يريد بالتناص: احتواء القرآن الكريم [بزعمه] على ((سرقات ادبية)) أخذت من مصادر ثلاثة: التوراة والإنجيل وشعر وسجع الكهان العرب قبل الإسلام.
حتى يختم بقوله، ص158: وبذلك يصبح النص القرآني لوحة تتمازج فيها ألوان مختلفة من النصوص، ويشكل القرآن في هـذه اللـوحة طفـرة جـدلية متطورة؛ فالقافية في الشعر صارت الفاصلة في القرآن، والآية بدلاً من البيت، والسورة بدلاً من القصيدة.
بينما أركون ــ المولع بالتلاعب بالمصطلحات ــ فيسميه (التداخلية النصانية) ويعني به: تأثر النص القرآني بالتاريخ القديم. ويضرب مثلاً بسورة الكهف التي تحتوي بنظره على قصة أهل الكهف المسيحية، وملحمة جلجامش الآشورية، ورواية الإسكندر الإغريقية؛ لتشكل ثلاث مرجعيات ثقافية، وبذلك يكون القرآن [بزعم أركون] مجموعة نصوص متداخلة وملفقة. انظر كتابه: القرآن من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني، ص 40.
 
الدكتور عبد الرحيم الشريف:
حسب فهمي من التعريف بالكتاب السابق أن مفهوم التناص عند الكاتب لا يُقصد به التناص عند الحداثيين، فالحداثيون يحاولون إثبات التناص بين القرآن والتوراة والإنجيل أو النصوص السابقة للقرآن بينما الكاتب (الدكتور ياسر رضوان) يحاول التأصيل للتعالق النصي داخل النص القرآني نفسه وليس مع نصوص سابقة وهو في هذا يعتقد أنه يجلي الإعجاز القرآني والعلاقات بين الآيات، لكن مع هذا فنحن نتحفظ على استخدام مصطلح التناص بسبب مفهوم المصطلح الذي يأباه كتاب الله وبسبب الظلال التي يلقيها هذا المصطلح. وقد حاول المؤلف إقحام مصطلحات ابن فارس مثل (الاقتصاص) و(الأخذ)ليؤصل لمفهوم التناص داخل النص القرآني.
 
أحسنت أختي
وأنا أيدتك في الخوف من تسرب هذا المصطلح واستمرائه ومن ثم قبوله
فينسحب قبولنا له هنا .. على ظن بعض الناس قبولنا له هناك
 
عودة
أعلى