عرض كتاب: (الإسلام في سبع آيات) أ.د. عبد السلام بن مقبل المجيدي

إنضم
18/06/2021
المشاركات
7
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
44
الإقامة
اليمن
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فإن هذا الملتقى الطيب ثماره يانعة، وفوائده كثيرة، ومشاركاته متنوعة ومتعددة.
ويطيب لي أن أشارك فيه بعرضٍ موجز لكتابٍ نافعٍ طيبٍ متميزٍ في مجال الدراسات القرآنية.
التعريف بمؤلِّف الكتاب:
  • أستاذ التفسير وعلوم القرآن في كلية الشريعة، جامعة قطر.
  • مؤسس مشروع (بصائر المعرفة القرآنية) وهو مشروع تفسيري، تدبري، علمي، تعليمي، إعلامي، بطابعٍ خاص، والمتوقع منه صدور نحو: (114) كتابًا مفصلًا، بعدد سور القرآن، إلا ما كان من السور القصيرة، فقد يدمج عدد منها في كتاب واحد، وذلك يعني إصدار نحو:(500) كتاب، تضم الأشكال الثلاثة لهذه الموسوعة: المفصل، والوسيط، والوجيز.
  • درَّس في عدد من الجامعات اليمنية، ثم في جامعة قطر للمرحلة الجامعية، والدراسات العليا.
  • عين مسؤولًا عن الشؤون الأكاديمية في معهد الدعوة والعلوم الإسلامية في وزارة الأوقاف القطرية سابقًا.
  • له مؤلفات وأبحاث علمية كثيرة، ومتنوعة.
  • حَكَّم العديد من بحوث الترقية إلى درجة أستاذ وأستاذ مشارك، وأشرف وناقش العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه.
  • شارك في إعداد مناهج العديد من الكليات الشرعية الجامعية.
  • خبير دولي في المسابقات والعلوم القرآنية، شارك في تحكيم نحو خمس وعشرين مسابقة دولية.
بيانات الكتاب:
عنوان الكتاب: التسوير المعنوي لسورة الفاتحة (الإسلام في سبع آيات)
المؤلِّف: أ.د. عبد السلام بن مقبل المجيدي
معلومات النشر: طبع هذا الكتاب عدة طبعات، منها طبعة المؤسسة العامة للحي الثقافي" كتارا"، الدوحة - قطر، الطبعة الأولى، سنة 2017م، باسم : (الإسلام) في سبع آيات "الفاتحة منهاج حياة"(دراسة تحليلية لمقاصد سورة الفاتحة)، وعدد صفحات هذه الطبعة (352) صفحة، ثم طبع حديثًا طبعة فاخرة، متميزة منقحة، طبعته دار الأصول العلمية - تركيا- إسطنبول، الطبعة الأولى، سنة 2021م، بعنوان: التسوير المعنوي لسورة الفاتحة (الإسلام في سبع آيات) عدد صفحاته (368) صفحة.
وهذا هو الكتاب المفصل لسورة الفاتحة، وهناك الكتاب الوسيط منه بعنوان: (مفاتح الفاتحة)، وهو مطبوع، طبعته جمعية البلاغ الثقافية، وهو عبارة عن شرائح عرض (بوربوينت)، عدد شرائحة (126) شريحة، وصدر منه الطبعة الأولى سنة 2017م، ويصلح للعرض في الدورات العلمية، والتربوية، والتدبرية، كما يصلح أن يكون محورًا للبرامج التلفزيونية، وهناك الوجيز منه، ولم يطبع بعد.

أهمية الكتاب:
  1. يعد هذا الكتاب باكورة المشروع المبارك (مشروع بصائر المعرفة القرآنية)، الذي أوقف له شيخنا حياته، ولعلنا سنتحدث عن هذا المشروع الضخم في موضوع مستقل إن شاء الله تعالى.
  2. يفصِّل هذا الكتاب الذي بين أيدينا بصائر المعرفة القرآنية التي حوتها كنوز الفاتحة، وتعامل مع السورة المباركة بنظرة جديدة، لقد تعامل معها على أنها تُقَدِّمُ تعريفًا مكثفًا بالإسلام بصورةٍ مدهشةٍ تخبر غير المسلم بالإسلام في صورةٍ مبسطة، وتهدي المسلم الضال ليعرف حقيقة الإسلام الذي ينتسب إليه بعيدًا عن الادعاءات والافتراءات.
  3. يعد هذا الكتاب محاولة تدبرية، بأسلوب جديد متميز، يجعل القارئ في انبهار شديد، وهو يقرأ هذه المقاصد التي تضمنتها هذه السورة الصغيرة التي تتكون من تسع وعشرين كلمة، وكيف لسورة بهذا الحجم أن تتحدث عن المقاصد الكبرى لهذا الدين، بأوجز لفظ، وأخصر عبارة؟! بل وترسي أسس التعامل الصحيح مع العالم الخارجي، وتحذِّر من الأخطار الاستراتيجية، التي تهدد الأمن والسلام العالميين، ولا عجب فإنه كلام ربنا الذي قال فيه ﴿وَإِنَّهُۥلَكِتَٰبٌ عَزِيزٞ ٤١ لَّا يَأۡتِيهِ ٱلۡبَٰطِلُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ تَنزِيلٞ مِّنۡ حَكِيمٍ حَمِيدٖ ٤٢ (فصلت:41، 42).
وصف الكتاب:
قسم المؤلف هذا الكتاب إلى مقدمة وتمهيد، ثم ذكر ما تحويه سورة الفاتحة من كنوز مقاصدية في عشرة مقاصد، كل مقصد منها يحتوي على عدة بصائر، بطريقة فريدة ماتعة، مع دقة وعمق، وجمال وروعة، وحسن انتقاء، ثم ختم بالخاتمة.
فأما المقدمة فقد تطرق فيها لبصائر القرآن المجيد، وكيف قدمت خريطة متكاملة للنجاح الإنساني، وذكر فيها ست بصائر، سأذكرها باختصار:
البصيرة الأولى: القرآن المجيد صانع السلام الحقيقي يبين برنامج الرحمة الحقيقية بالحياة الإنسانية.
البصيرة الثانية: شرف البشرية ومجدها مرتبط بتنمية الاعتزاز بالبصائر القرآنية باعتبارها أهم عوامل الفلاح والانتصار الفردي والجماعي.
وذكر في هذه البصيرة طريقة استنباط البصائر القرآنية، وذلك بالاعتماد على تدبر السورة وتقسيمها إلى محاور (مقاصد) مترابطة، ثم ينقسم كل محورٍ بدوره إلى أقسام، يحتوي كل قسم على عدة بصائر، ثم الرجوع إلى مصادر التفسير الأساسية، وخاصة تفسير القرآن بالقرآن للبحث عن حقيقة المراد الإلهي، مع عدم إغفال التفسير النبوي قولًا وفعلًا وسيرة وتقريرًا، والإفادة من ثمار علوم الوسائل ومقاصدها؛ لإظهار الاستنباطات الثرية التي تتضمنها الآيات.
البصيرة الثالثة: ذكر فيها أهم أهداف هذا الكتاب:
الهدف الأول: استنباط الرؤية القرآنية لتحدد للمسلمين -أفرادًا وأمة، وشعوبًا وحكومات- الأوليات الحيوية التي تشكل الأساس الفكري والثقافي الذي نبصر به كيفية التعامل مع الوجود.
الهدف الثاني: بيان الحكمة والإحكام في ترتيب آيات السورة الواحدة، بإظهار محاور السورة في صورة خطيةٍ متتابعةٍ مترابطة متكاملة تؤدي كل آية إلى الآية التي تليها، فيتجلى جمالُ الاتصال المحكم بين آيات السورة الواحدة.
البصيرة الرابعة: ذكر فيها الحكمة من ترتيب الآيات على هذه الشاكلة الفريدة دونما اعتمادٍ للمنهج التاريخي أو الموضوعي المباشر.
البصيرة الخامسة: منهج التدبر (أيها التالي: أَنْعِمِ النظر، وأعد التفكير والتمس العِبَر): فذكر أن (التدبر) يُوجِدُ (الخفيَّ الممتعَ من التفكر)، ويجلبُ (العظيمَ من صادق التأثر).
البصيرة السادسة: اعتماد البصائر القرآنية على المصدرية الإلهية للقرآن الكريم، وهي مصدرية لم تَطَلْها يد التحريف أو التزييف.

التمهيد: بعنوان: معراج (الفاتحة):
(الفاتحة) تُقدِّم الإسلام للعالم، وترسم خطة الإنقاذ للبشرية، وتقرر المقاصد المعرفية والسلوكية التي تحتاجها الإنسانية.
ذكر فيه نماذج لإدراك قيمة الفاتحة وعَظَمَتِها:
الأنموذج الأول: بين الحضارة العظيمة (حضارة الحِجْر) وسورة (الفاتحة):
حيث قارن فيه بين حضارة الحجر وسورة الفاتحة، وذكر أن الله U يريد أن يبين لنا أن كنز (الفاتحة) أعظم من تلك الحضارة.. وأن التمسك بعهد (الفاتحة) يعني إنشاء حضارات أعظم من تلك الحضارة.
الأنموذج الثاني: أسرار وراء البيان.. لماذا كانت الفاتحة (أمَّ القرآن)؟
أجاب عن هذه السؤال بما خلاصته:
أولًا: (الفاتحة) مُقدِّمةُ القرآن، فالقرآن يـُمَثِّل أساسَ المعرفةِ الكونيةِ، والفاتحةُ تُـمَثِّل: الخطة القرآنية المركزية لبناء الحياة العلمية والعملية التي يحتاجها الفرد.
ثانيًا: هي السورةُ الوحيدةُ التي نزلت كاملةً في وقتٍ مبكِّرٍ لتُقَدِّمَ – بصورةٍ متميزةٍ بين سور القرآن- للعالَـم التعريفَ الـمُكَثَّفَ الواضحَ للإسلام.
الأنموذج الثالث: (الفاتحة) تمثل اللسان الصادق للبشرية المؤمنة في الصلة برب العالمين والمناجاة المتلذذة.
ثم ذكر بعد ذلك نماذج لجهود العلماء في تحديد مقاصد سورة (الفاتحة)، مستلهمًا من البيان النبوي المعجز « قال اللَّه تعالى: قسمت الصَّلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل...» تحديد هذه المقاصد بصورةٍ مستقصية،ٍ تجذب التدبر، وتحرِّك نشاط التفكر.
ووضح أن هذا البيان النبوي يعد ركيزة لتقسيم مقاصد هذه السورة إلى مرتبتين من الناحية الإجمالية والتفصيلية:
فأما المرتبة الأولى فهي مرتبة التقسيم الإجمالي العام لمقاصد (الفاتحة) المباركة:
فبين أن أَوَّل من حدَّد البعدَ المقاصدي للفاتحة المباركة هو النبيُّ r؛ حيث ذكر أن الله U قَسَمَ الفاتحةَ قسمين، ويلمح الثالث بينهما، وهذه الأقسام الثلاثةُ جاءت مرتبةً ترتيبًا منطقيًّا أضفى الجمال البياني والواقعي بصورةٍ مدهشةٍ:
  1. القسم الأول: فلبيان صفات الحقِّ -تعالى ذكره- ويترتب عليها معرفة حقوقه.
  2. القسم الثاني: فلبيان حقوق الخلق، وتتفرع هذه الحقوق إلى غايتين:
  • الغاية الأولى: إصلاح الواقع الحاضر، أي إصلاح الأوضاع الحيوية التي فيها معاش الخلق بالعمران الفردي والجماعي.
  • والغاية الثانية: إصلاح المستقبل القادم، وهو المعاد (يوم الدين) الذي يكتمل فيه الاستقرار الحياتي النهائي، وتُـحَقق فيه العدالة الكاملة.
  1. القسم الثالث فيبين الحقوق المشتركة بين الحقِّ -جلَّ مجده- وبين الخلق، ويُعَبِّرُ عنها قوله تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ ٥ [الفاتحة:5]، فالإصلاح للواقعين (الحاضر والمستقبل) يتم بالعبادة التي تعني تطهير النفوس البشرية وتزكيتها.
وأما المرتبة الثانية فهي مرتبة المقاصد التعريفيّة بالإسلام في (الفاتحة) المباركة:
حيث ذكر عشرة مقاصد، يندرج تحت كل مقصد عدة بصائر:
المقصد الأول: التعريف باسم الإله الحق الأول والآخر (الله)-جلَّ مجدُه-، والتعريف بأساس صفاته (الرحمة) ﴿ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ١ ﴾[الفاتحة: 1].
المقصد الثاني: التعريف بالعالم (الوجود الكوني)، وأنه دليلٌ على أن الله U هو الإله الحق ﴿ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٢ [الفاتحة : 2].
المقصد الثالث: التعريف بأهم أهداف خلق العالمين: الرحمة بهم، وهو أهم أهداف الرسالة الإسلامية ﴿ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ٣ [الفاتحة :3].
المقصد الرابع: التعريف بقصة نهاية العالم الدنيوي، وتطبيق العدل الإلهي الكامل ﴿مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ ٤ [الفاتحة : 4].
المقصد الخامس: التعريف بوظيفة العالمين لتحقيق السعادة في الحياتين: الالتزام بأنظمة العبادة الموحدة لله ﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ [الفاتحة : 5].
المقصد السادس: الاستعانة بالله نظامٌ تعبدي يُظهِر الافتقار لقوة القادر القهار ليعين على بناء الحياة وتحقيق الانتصار وفق أنظمة العبادة ﴿وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ [الفاتحة : 5].
المقصد السابع: (الصراط المستقيم) هو الطريق الوحيد لاتخاذ القرارات الصائبة في التعامل مع الحياة وإقامة النظام العبادي ﴿ ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ٦ [الفاتحة : 6].
المقصد الثامن (الصراط المستقيم) الحقيقي هو الذي سار عليه الـمُنعَم عليهم من السابقين ﴿ صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ [الفاتحة : 7].
المقصد التاسع: حراسة الصراط المستقيم من الخطرين الاستراتيجيين الموجودين على جانبي الصراط: خطر الوقوع في الغضب الإلهي، وخطر الضلالة المهلكة ﴿عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ [الفاتحة: 7].
المقصد العاشر: مبدأ الأمة الواحدة هو وسيلة أصحاب الصراط المستقيم لتحقيق النصر الجماعي، والحماية لأفراد الأمة، ونستنبط هذا من التعبير الجماعي المميز في قوله {نعبد، نستعين، اهدنا}.
ثم ذكر (ختم سورة الفاتحة، وموجزٌ لما تبنيه في العقلية المسلمة)
فذكر أن لهذا الختام قسمين:
القسم الأول: الآلاء والعَظَمَة في ختم الفاتحة بـ(آمين).
القسم الثاني: (الفاتحةُ) المباركة تحوي أم المحكمات والأولويات الحيوية القرآنية.
ومن خلال هذا العرض الموجز تتبيَّن قيمةُ هذا الكتاب بحسن العرض، وجمال الأسلوب، وعمق الدراسة، وثراء المادة العلمية، وعرضها بأسلوب ممتع جذاب، يختلف عن المعهود، ويبتعد عن التقليد والجمود، ويفتح آفاقًا واسعة لتفسير القرآن الكريم بطريقة تتناسب مع لغة العصر، فيجمع بين الأصالة والتجديد، ولهذا فإنه فائدته لا تقتصر على المتخصصين فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى غير المتخصصين وعامّة المثقفين ممن يرغب في التعرّف على الكنوز العظيمة التي احتوتها سورة الفاتحة الجليلة.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم كثيرًا.
 
عودة
أعلى