عربي اللسان ، عالمي الثقافة؟ (الرد من نوبل في الآداب)

إنضم
18/12/2011
المشاركات
1,302
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
الإقامة
أنتويرب
قبل عرض الشبهة السخيفة، مقتبس من التقرير الذي قدمته الأستاذة الدكتورة خديجة إيكر في مستهل دفاعها عن أطروحتها لنيل دكتوراه الدولة في الآداب، الدراسات الإسلامية، تخصص علوم القرآن والتفسير:

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين (سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) سورة البقرة، الآية: 31.

تنتظم القرآن الكريم وحدة نسقية يتطلب الكشف عنها البحث في الأبعاد القرآنية التالية:

1. البعد المعرفي: ويتضمن المبادئ العقدية التي تشكل مرجعية الإنسان المسلم في الوجود، فتحدد علاقته بالله تعالى، وبأخيه الإنسان وبالكون من حوله، كما يتضمن العبادات والمعاملات، والأخلاق والسلوك.

2. البعد اللغوي: إن القرآن الكريم عمل على صياغة مبادئه وتعاليمه الربانية صياغة لغوية عربية ، وقد نص على ذلك أحد عشر مرة في القرآن الكريم .

وانطلاقا من هذين البعدين يمكننا القول أن القرآن الكريم عربي اللسان ، عالمي الثقافة انطلاقا من قوله تعالى: (بلسان عربي مبين).

لسانيات الخطاب القرآني: مظاهر الاتساق والانسجام
 
يقول المعترضون : عن أي شمولية ، ولازمنية ، وكونية تتحدثون ؟ أبو لهب، لإيلاف قريش، قصة زينب وزيد بن حارثة، حادثة الإفك .. أين تلك العالمية ؟

والكلام ليس مع الجوقة من المهرجين لأنهم لا يعرفون معنى العالمية ناهيك عن معرفة المعيار الذي به نحدد العالمية، ولكن الكلام مع كبرائهم الذين نسألهم: كيف تفسرون منح جائزة نوبل في الآداب هذا العام (2017) لكازوو إيشيغورو ومن قبله لغابرييل غارثيا ماركيث (1982)؟

كازوو ولد في ناغاساكي بعد الهجوم النووي ببضع سنين ثم بعد ست سنوات انتقل الى بريطانيا وتموطن فيها بعد عشرين سنة. يكتب بلغتهم، لكن بروح شرقية ومخيال شرقي بل حتى القصص أغلبها متجذرة في حكايات وأساطير شرقية، وكل ذلك انعكس على فكره وتأليفه.

وأما روايات غابرييل غارثيا ماركيث فمغرقة حد النخاع في المحلية الكولومبية، في رموزه الأدبية السياسية، والقصص والمعتقدات والفلكلوريات، وكل شيء تقريبا كولومبي. ولم يمنعه السياج الكولومبي الأمريكي الجنوبي، والمغلق في بيئته، من تحويل محليته إلى نوع من النظارات صالحة لجميع القراء في العالم، لتقريب الأزمة المحلية والإقليمية.
 
عودة
أعلى