عبدالرحمن السديس
New member
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على الهادي النذير والسراج المنير محمد وعلى آله ، وصحبه أما بعد:
فهذه حكاية فيها عبرة ، وعظة ، ودرس لمن أراد لنفسه الخير والنجاة ذكرها الشيخ يوسف بن عبد الهادي في ذيله على ذيل ابن رجب على طبقات الحنابلة قال في ص 39:
أخبرت عن القاضي علاء الدين ابن اللحام [البعلي المشهور صاحب الاختيارات والقواعد ] أنه قال: ذكرَ لنا مرة الشيخُ [ابن رجب] مسألة فأطنب فيها ، فعجبت من ذلك ، ومن إتقانه لها ، فوقعت بعد ذلك في محضر من أرباب المذاهب ، وغيرهم فلم يتكلم فيها الكلمة الواحدة !
فلما قام قلتُ له: أليس قد تكلمت فيها بذلك الكلام ؟!
قال : إنما أتكلم بما أرجو ثوابه ، وقد خفتُ من الكلام في هذا المجلس ، أو ما هذا معناه .اهـ.
قلت: رحم الله ابن رجب فقد كان مدرسة في الإخلاص ، وفي التيقظ للنفس ، وحظوظها ، وهذا نتيجة لتعظيم الله عز وجل في قلبه ، وعدم الالتفات لغيره ، وهو كما لا يخفى من أكثر المتأخرين عناية بعلم السلف ، ونقل كلامهم فلعل هذا من نتاجه .
وأين فعله من فعلٍ آخر عكسه تماما ! فترى بعض المتعالمين ـ خصوصا في المنتديات ـ يرى سؤالا ، أو كلاما في مسألة ما ، هو خالي الذهن منها ، فينطلق إلى أحد المراجع فيها ، فينظر فيها من كل جانب ، بل قد ينقل نصه ، وربما توسع ، وذكر الخلاف أيضا ، ولا يشير إلى مرجع ، ولا كتاب ، وهو بهذا يشعر القاري أنها من معلومه ، ومحفوظه ! وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :" المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور".
فلينظر العاقل لنفسه خلاصها ، فلن ينفعك مدح كاذب لست أهلا له ، ولو كنتَ تعقل لعلمت أن من مدحك بما ليس فيك فقد نبه على نقصك ، كما ذكر ذلك العلامة ابن حزم في مداوة النفوس ص14، هذا من جهة ، ومن أخرى تكون قد وقعت في حبائل إبليس ، ويوم البعث ستسأل عن هذا التدليس ، ولا يقال تَعلمت ليقال عالم وقد قيل ، بل يقال تعالمت ليقال عالم !
فإذا بطل سعي من تكبد مشقة التعلم لذاك الغرض ، فكيف بمن تعالم ؟!
اللهم جنبنا الخزي والخسارة .
ولو تبع المسلم ما أرشده نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله :" من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ". ، وقوله صلى الله عليه وسلم :" احرص على ما ينفعك ".
لأراح ، واستراح .
فهذه حكاية فيها عبرة ، وعظة ، ودرس لمن أراد لنفسه الخير والنجاة ذكرها الشيخ يوسف بن عبد الهادي في ذيله على ذيل ابن رجب على طبقات الحنابلة قال في ص 39:
أخبرت عن القاضي علاء الدين ابن اللحام [البعلي المشهور صاحب الاختيارات والقواعد ] أنه قال: ذكرَ لنا مرة الشيخُ [ابن رجب] مسألة فأطنب فيها ، فعجبت من ذلك ، ومن إتقانه لها ، فوقعت بعد ذلك في محضر من أرباب المذاهب ، وغيرهم فلم يتكلم فيها الكلمة الواحدة !
فلما قام قلتُ له: أليس قد تكلمت فيها بذلك الكلام ؟!
قال : إنما أتكلم بما أرجو ثوابه ، وقد خفتُ من الكلام في هذا المجلس ، أو ما هذا معناه .اهـ.
قلت: رحم الله ابن رجب فقد كان مدرسة في الإخلاص ، وفي التيقظ للنفس ، وحظوظها ، وهذا نتيجة لتعظيم الله عز وجل في قلبه ، وعدم الالتفات لغيره ، وهو كما لا يخفى من أكثر المتأخرين عناية بعلم السلف ، ونقل كلامهم فلعل هذا من نتاجه .
وأين فعله من فعلٍ آخر عكسه تماما ! فترى بعض المتعالمين ـ خصوصا في المنتديات ـ يرى سؤالا ، أو كلاما في مسألة ما ، هو خالي الذهن منها ، فينطلق إلى أحد المراجع فيها ، فينظر فيها من كل جانب ، بل قد ينقل نصه ، وربما توسع ، وذكر الخلاف أيضا ، ولا يشير إلى مرجع ، ولا كتاب ، وهو بهذا يشعر القاري أنها من معلومه ، ومحفوظه ! وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :" المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور".
فلينظر العاقل لنفسه خلاصها ، فلن ينفعك مدح كاذب لست أهلا له ، ولو كنتَ تعقل لعلمت أن من مدحك بما ليس فيك فقد نبه على نقصك ، كما ذكر ذلك العلامة ابن حزم في مداوة النفوس ص14، هذا من جهة ، ومن أخرى تكون قد وقعت في حبائل إبليس ، ويوم البعث ستسأل عن هذا التدليس ، ولا يقال تَعلمت ليقال عالم وقد قيل ، بل يقال تعالمت ليقال عالم !
فإذا بطل سعي من تكبد مشقة التعلم لذاك الغرض ، فكيف بمن تعالم ؟!
اللهم جنبنا الخزي والخسارة .
ولو تبع المسلم ما أرشده نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله :" من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ". ، وقوله صلى الله عليه وسلم :" احرص على ما ينفعك ".
لأراح ، واستراح .