خالد الباتلي
New member
- إنضم
- 04/04/2003
- المشاركات
- 172
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
رحل الشيخ عبد الله ابن جبرين رحمه الله، وفقده الناس الذين أحبوه وما أكثرهم، وقد داخلني بعد الحدث لوعة وحزن تذكرت خلالها ذكريات وصورا لذلك الرجل، طاهر القلب نقي النفس – كما أحسبه ولا أزكي على الله أحدا – اجتمعت وإياه في حي شبرا بالرياض أكثر من خمس عشرة سنة، وحججت معه قبل عشر سنوات تقريبا، وخلاصة ما أقوله وما أريد بثه إلى إخواني – فقد تكلم الكثير عن الشيخ – أن الفقيد رحمه الله تميز تميزا نادرا في خصلتين:
1. التواضع الذي فطر وجبل عليه دون أدنى تكلف.
2. الجلد العجيب، الذي لا أعرف له نظيرا في المتأخرين سوى ما ذكروه عن الشيخ الألباني رحمه الله.
وكل خصلة من هاتين الخصلتين تحتاج إلى حديث خاص، لكني أشير أولا إلى الأولى، فقد كان الشيخ مدرسة بل جامعة في هذا دون تردد، ولا أستطيع أن أذكر أمثلة على ذلك لأن حياته كلها تطبيق عملي على هذا الخلق، بل قد وقع للشيخ قصة غريبة يعرفها بعض مقربيه لولا أني أخشى أن تفهم على غير وجهها لذكرتها دلالة على ما نحن فيه.
وإني لأجزم لو أن الحافظ ابن أبي الدنيا كان معاصرا للشيخ لذكره في كتابه (التواضع والخمول).
كان الشيخ رحمه الله يرفض أن يقبل رأسه وله في هذا طريقة معروفة جربتها كما جربها غيري، لكنه غُلب على ذلك في السنوات الأخيرة بعدما كبرت سنه وحطمه الناس (ويقال إن أول من كسر هذا أحد الأفاضل في قصة طريفة الله أعلم بصحتها)، بل ذُكر لي أنه كان يقبل رأس بعض من يعد في طبقة تلاميذه.
كان الشيخ بسيطا قريبا هينا لينا موطأ الأكناف، يسهل الوصول إليه والحديث معه، يأسرك بهذا حينما تراه جليا في ممشاه وحديثه ومدخله ومخرجه.
أقول هذا – أيها الإخوة - لأننا اليوم أحوج ما نكون إلى هذا الدرس العملي في زمن غرتنا فيه الألقاب وخدعتنا الشهادات، فصار أحدنا يرى نفسه شيئا مذكورا، ويبدو ذلك في مشيته ومنطقه والتفاتته وأخذه وعطائه، وربما رأيت شابا يعين معيدا في الجامعة، ثم يخاطب بـ(فضيلة الشيخ) فينتفخ وينخدع المسكين بهذا، أو ربما يعقد البعض درسا في المسجد أو يطبع كتابا ثم يداخله ما يرى على صفحات وجهه وفلتات لسانه.
إن هذا الداء الذي لا يكاد يسلم منه أحد بين مستقل ومستكثر يداوى بسيرة الشيخ ابن جبرين وأمثاله، ليعرف كل واحد منزلته وقدره، ويبكي على نفسه، وجدير أن يراجع الكتاب المذكور آنفا، وقبل ذلك هدي النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك.
أسأل الله أن يرحم شيخنا ابن جبرين ويرفع درجته، ويجمعنا به في الفردوس الأعلى .. آمين
1. التواضع الذي فطر وجبل عليه دون أدنى تكلف.
2. الجلد العجيب، الذي لا أعرف له نظيرا في المتأخرين سوى ما ذكروه عن الشيخ الألباني رحمه الله.
وكل خصلة من هاتين الخصلتين تحتاج إلى حديث خاص، لكني أشير أولا إلى الأولى، فقد كان الشيخ مدرسة بل جامعة في هذا دون تردد، ولا أستطيع أن أذكر أمثلة على ذلك لأن حياته كلها تطبيق عملي على هذا الخلق، بل قد وقع للشيخ قصة غريبة يعرفها بعض مقربيه لولا أني أخشى أن تفهم على غير وجهها لذكرتها دلالة على ما نحن فيه.
وإني لأجزم لو أن الحافظ ابن أبي الدنيا كان معاصرا للشيخ لذكره في كتابه (التواضع والخمول).
كان الشيخ رحمه الله يرفض أن يقبل رأسه وله في هذا طريقة معروفة جربتها كما جربها غيري، لكنه غُلب على ذلك في السنوات الأخيرة بعدما كبرت سنه وحطمه الناس (ويقال إن أول من كسر هذا أحد الأفاضل في قصة طريفة الله أعلم بصحتها)، بل ذُكر لي أنه كان يقبل رأس بعض من يعد في طبقة تلاميذه.
كان الشيخ بسيطا قريبا هينا لينا موطأ الأكناف، يسهل الوصول إليه والحديث معه، يأسرك بهذا حينما تراه جليا في ممشاه وحديثه ومدخله ومخرجه.
أقول هذا – أيها الإخوة - لأننا اليوم أحوج ما نكون إلى هذا الدرس العملي في زمن غرتنا فيه الألقاب وخدعتنا الشهادات، فصار أحدنا يرى نفسه شيئا مذكورا، ويبدو ذلك في مشيته ومنطقه والتفاتته وأخذه وعطائه، وربما رأيت شابا يعين معيدا في الجامعة، ثم يخاطب بـ(فضيلة الشيخ) فينتفخ وينخدع المسكين بهذا، أو ربما يعقد البعض درسا في المسجد أو يطبع كتابا ثم يداخله ما يرى على صفحات وجهه وفلتات لسانه.
إن هذا الداء الذي لا يكاد يسلم منه أحد بين مستقل ومستكثر يداوى بسيرة الشيخ ابن جبرين وأمثاله، ليعرف كل واحد منزلته وقدره، ويبكي على نفسه، وجدير أن يراجع الكتاب المذكور آنفا، وقبل ذلك هدي النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك.
أسأل الله أن يرحم شيخنا ابن جبرين ويرفع درجته، ويجمعنا به في الفردوس الأعلى .. آمين