عبارة في كتب التفسير وفي النفس منها شيء

إنضم
26/02/2005
المشاركات
1,331
مستوى التفاعل
3
النقاط
38
الإقامة
مصر


عبارة طالما طالعتها ووجدتُ فيها خروجا عما ينبغي مراعاته عندما نذكر أصلنا الطاهر الذكي نصف المجتمع الذي يربي النصف الثاني:{ المرأة}.
هذه القيمة الثمينة التي حملت بنا وبالأنبياء من قبلنا وكانت السبب الرئيس في عمارة الكون برمته .
هل من المقبول وصفها بأنها أصل الفجور ومنبع العهر ؟
العبارة من نسيج شيخ البلغاء جار الله الزمخشري وتناقلتها كتب التفسير وتناقلها البعض عن البعض وهي:
ـــ قال جار الله : إنما خصت الملاعنة بأن تخمس بغضب الله تغليظاً عليها ـ أي المرأة ـ لأنها أصل الفجور ومنبعه بخلابتها وإطماعها ولذلك كانت متقدمة في آية الجلد .{الكشاف}

ــــ ونقلها الرازي :{ إنما خصت الملاعنة بأن تخمس بغضب الله تغليظاً عليها ـ أي المرأة ـــ لأنها هي أصل الفجور ومنبعه بخيلائها وإطماعها ولذلك كانت مقدمة في آية الجلد}

ــــونقلها أبو حيان: فإن قلت: لم خصت الملاعنة بأن تخمس بغضب الله؟ قلت: تغليظاً عليها لأنها هي أصل الفجور ومنبعة .
ــــ وقالها النيسابوري :" قال جار الله : إنما خصت الملاعنة بأن تخمس بغضب الله تغليظاً عليها لأنها أصل الفجور ومنبعه بخلابتها وإطماعها ولذلك كانت متقدمة في آية الجلد }
ـــ قال الشوكاني :" وتخصيص الغضب بالمرأة للتغليظ عليها لكونها أصل الفجور ومادّته
ـــ في معجم العين : العَهْرُ: الفُجُور، عَهَرَ إليها يَعْهَرُ عَهْراً: أتاها ليلاً للفُجُور ويُعَاُهِرها: يُزَانِيهَا. وكُلَّ منهما عاهِرٌ
قال: لا تْلْجَأَنّ سِرّاً إلى خائِنٍ ... يوما ولا تَدْنُ إلى عاهِر
وعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم: " الولدُ للفِرَاشِ وللعَاهِرِ الحَجَرُ " .
ـــ وعند الجرجاني: الفجور هو: هيئة حاصلة للنفس بها يباشر أمور على خلاف الشرع والمروءة.{ التعريفات}
ـــ وأصْلُ الفُجُوْرِ: المَيْلُ عن الحَقِّ إلى الباطِلِ.{المحيط في اللغة}
ـــ الفجور من الإنسان، إنما هو انبعاثه في المعاصي {جمهرة اللغة}
ــ كثر إستعمال الفجور حتى خص بالزنا واللواط وما أشبه ذلك {الفروق}
ـــ والفجور: الريبة، والكذب من الفجور.{العين}
ـــ اللسان: " والبِغاء: الفُجُور"
ـــ اللسان: قال ابنُ شُمَيْل : الفُجُور : الرُّكُوب إِلى ما لا يَحِلُّ .
ـــ الخَانِعُ : المُرِيبُ الَفاجِرُ كما في الصّحاح . وقال اللَّيْثُ : الخَنْع : الفُجُورُ {التاج}
ـــ النهاية : - ومنه حديث أبي بكر [ إيَّاكُم والكَذِبَ فإنه مع الفُجُور وهما في النار ]
ــــ ( وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ ) أَيْ : مَالَ عَنْ الْحَقِّ وَقَالَ الْبَاطِلَ وَالْكَذِبَ قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ : أَصْلُ الْفُجُورِ الْمَيْلُ عَنْ الْقَصْدِ { قَالَهُ النَّوَوِيُّ}

ـــ أَنَّ الصِّدْقَ هُوَ أَصْلُ الْبِرِّ وَالْكَذِبَ أَصْلُ الْفُجُورِ كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إلَى الْجَنَّةِ وَلَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إلَى النَّارِ وَلايَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا } .

نعم المقام الذي قيلت فيه مقام رزيلة وارتكاب محرم وكبيرة والعلة تدور مع المعلول وجودا وعدما ، لكن الصياغة لو كانت هكذا :" والمرأة التى تزني أو... تُأصِّل للفجور أو تتسبب في الفجور هي .....لقُبِلتُ العبارة واستسيغت، وما وجد أعداء الإسلام مغمزا يشغبون من خلاله على وضع المرأة بيننا في هذا الزمان مستدلين ببعض ما جاء في تراثنا العظيم .
والمشاركة تفتح ذراعيها للمعلقين تأييدا ومعارضة على السوية.
 
صحيح يا شيخنا و دكتورنا الفاضل أن في العبارة شيئاً ، فينبغي التنبيه عليها ولا شك، لكن ألا ترون شيخنا أن علينا أن نعرض دين ربنا على حقيقته الصافية النقية بغض النظر عن رضى الشرق أو الغرب؟ أقول هذا لأن الكثير من الحقائق الأساسية في الإسلام لا ترضي الأعداء بل وتعد فرصة لهم للشغب والخلط لكن كل هذا لا يضيرنا في أن نظهر ديننا كما هو ولو كره الكافرون، أما تنقية اجتهادات العلماء وعبارتهم التي جانبت الصواب فهي مطلوبة، كما أنهم لو اجتهدوا فخالفوا الصواب في مسألة وكانت مخالفتهم للصواب سترضي كل البشر فإن علينا أن ننبه على الخطأ وبنفس الدرجة من الحماس في معالجة الأخطاء على حد سواء لأن غايتنا الأولى ليست حماية دين الله من الشبه التي بدأت من أبي لهب وأبي جهل وستسمر إلى أن يشاء الله- وعلينا أن نرد عليها بما يناسب-، بل غايتنا أن نفهم ديننا - بقر الطاقة، ونفهمه لغيرنا -مع مراعاة التدرج في الدعوة...إلخ- ، والله سبحانه وتعالى وعد المؤمنين أنه سيمكن لهم دينهم الذي ارتضى لهم لا الدين الذي يرتضونه هم أو يرتضيه غيرهم.
والله المستعان.
 
لا شك أن أصل الشر مترسخ في المرأة أكثر من الرجل ؛ وهذا أمر ثابت في جميع الشرائع ؛ ولا أدل على ذلك من كونهن أكثر أهل النار .
ولا يعني هذا أنه لا يوجد فيهن صالحات قانتات ولكن هذا من حيث العموم .
وأما محاولة التسوية بين الرجل والمرأة بدعوى حقوق الإنسان تارة ، وبدعوى حرية المرأة تارة أخرى ؛ فتلك أكاذيب القرن الرابع عشر وقد صارت مضحكة للأطفال ..
 
الأستاذة الأكاريم؛
شكر الله سعيكم، وأنار دربكم بنوره المبين؛
أتساءل لم نثير جدالا جنسيا على شاكلة الذين لا يعلمون؟ فهل نخوض الغمار بغير مجداف يقينا وعورات الطريق؛ إذ الكلام بغير علم وبال على صاحبه؟
فإذا نظرنا إلى الأعلى واعتمدنا أصح دليل وجدنا الزوجين معا في قفص الاتهام :
{إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} [إبراهيم : 34]
{وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً } [الأحزاب : 72]؛
{إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ }[الزخرف : 15][/؛COLOR]
{كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى } [العلق : 6]؛

تلك هي بعض مواصفات الإنسان؛ والحمد لله أن جاء الاستثناء في قوله تعالى:
{إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ [العصر : 2]إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ }[العصر : 3]؛ وهو خطاب عام شمل المؤمنين والمؤمنات.
وفي قوله تعالى أيضا {إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً [المعارج : 19]إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً [المعارج : 20]وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً [المعارج : 21]إِلَّا الْمُصَلِّينَ [المعارج : 22]....}
حياة الهلع والجزع تأخذ الأفئدة وتصيب بالأزمات النفسية،فتضيق الصدور، ويعيش المرء حياة الضنك والشقاء وما يستثنى منها إلا المصلين - طبعا ذكورا وإناثا.

فإذا نظرنا إلى وسام الشرف الأول والتكريم الرباني بعد أن تكرم الله بإنزال الوحي، كان شرف الوسام الإلهي من الله سبحانه وتعالى ومن جبريل عليه السلام في حلة بشرى لأمنا خديجة رضي الله عنها:

[أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، هذه خديجة قد أتت ، معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب ، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني ، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب ].
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3820 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

فإذا نظرنا إلى الصحابيات وجدنا ثناء جميلا من رب العزة:
{عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً }[التحريم : 5].

كيف ارتفع الإسلام بالمرأة من حضيض تبرج الجاهلية الأولى إلى أن أصبحت ملاك يمشي على وجه الأرض؟

وهل من الإنصاف للمرء أن يحشر هاته القانتات العابدات السائحات مع من تلوثن بداء الجاهلية ليعمم الحكم على النساء؟ أم أن الاسلام خص أهل الصلاح دون غيرهن وبه ميز المكانة لديه.
{ وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ [الرعد : 22] جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ[الرعد : 23]سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ [الرعد : 24]}
أبعد هذا نولي القهقرى، لنثور الجدال حول العامل الجنسي؛ بدل عامل الصلاح والفساد؟
 
صحيح يا شيخنا و دكتورنا الفاضل أن في العبارة شيئاً ، فينبغي التنبيه عليها ولا شك، لكن ألا ترون شيخنا أن علينا أن نعرض دين ربنا على حقيقته الصافية النقية بغض النظر عن رضى الشرق أو الغرب؟ أقول هذا لأن الكثير من الحقائق الأساسية في الإسلام لا ترضي الأعداء بل وتعد فرصة لهم للشغب والخلط لكن كل هذا لا يضيرنا في أن نظهر ديننا كما هو ولو كره الكافرون، أما تنقية اجتهادات العلماء وعبارتهم التي جانبت الصواب فهي مطلوبة، كما أنهم لو اجتهدوا فخالفوا الصواب في مسألة وكانت مخالفتهم للصواب سترضي كل البشر فإن علينا أن ننبه على الخطأ وبنفس الدرجة من الحماس في معالجة الأخطاء على حد سواء لأن غايتنا الأولى ليست حماية دين الله من الشبه التي بدأت من أبي لهب وأبي جهل وستستمر إلى أن يشاء الله- وعلينا أن نرد عليها بما يناسب-، بل غايتنا أن نفهم ديننا - بقدر الطاقة، ونفهمه لغيرنا -مع مراعاة التدرج في الدعوة...إلخ- ، والله سبحانه وتعالى وعد المؤمنين أنه سيمكن لهم دينهم الذي ارتضى لهم لا الدين الذي يرتضونه هم أو يرتضيه غيرهم.
والله المستعان.
لا فض فوك ولا بر من يجفوك ! هذا هو الحق المبين، والصواب الرصين. هذا هو منهج العقل ومناط الحكمة. وجزى الله أبا الهند خيرا على طرحه للموضوع وفتح ذراعه لتقبُّلِ أية إضافة.
 
فجور النساء

فجور النساء

جزاك الله أبا مهند خيراً على طرح هذه المسألة
وفي الحقيقة أن في ملاحظتك جانب من الصحة من حيث أن المرأة مخلوق مكرم.
ولكن كون أن هذه الجملة قد تداولها كبار العلماء فإن فيها نظر خاص لا بد من مدارسته.
فمن بين الذين تداولوها هو ابن حزم صاحب المذهب الظاهر. وكما هو معلوم فإن أهل الظاهر يعتبرون باللفظ الظاهر أكثر من غيرهم . ومعنى ذلك . لو كان مقصود الكلمة ليس فيه إلا الإساءة لما استخدمه أهل الظاهر. ولذلك فإن المرأة مخلوق مركب كما هو الرجل فيه خير وفيه شر . وحينما يُذكر شر المرأة فإن خيرها معلوم لا يخفى.
ومثال ذلك ثمرة العنب . فإن قلنا أن العنب هو أصل الخمر وأم الخبائث فهذا لا يعني ذم جميع فوائد العنب؟؟ . بل إن السياق اتجه الى مقصود واحد وهو ما خلقه الله تعالى في العنب من صفة يسهل لأهل الصناعة أن يعملوا منه خمراً. وكذلك المرأة فهي أصل الفجور ومنبعه ولا فجور إلا من خلالها .الم يقل النبي عليه الصلاة والسلام :ما رَأَيْتُ مِنْ ناقِصاتٍ عَقْلٍ وَدينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحازِمِ مِنْ إِحْداكُنَّ .ألم يقل النبي عليه الصلاة والسلام أيضاً: ماتركت بعدي فتنة أضر من فتنة النساء للرجال
وقال أيضاً عليه السلام: فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء .
فهل يعني ذلك أنهن فعلاً ناقصات عقل ودين بالصيغة المذمومة المعروفة؟؟ وهل المرأة كلها فتنة أم أن جمالها وشهوتها هي الفتنة؟؟ وهل فعلاً أمرنا النبي أن نتقي النساء فلا نقربهن؟ أم أن المقصود يتجه الى ما يضر من مخالطتهن والفتنة بهن؟؟؟.
 
صحيح يا شيخنا و دكتورنا الفاضل أن في العبارة شيئاً ، فينبغي التنبيه عليها ولا شك، لكن ألا ترون شيخنا أن علينا أن نعرض دين ربنا على حقيقته الصافية النقية بغض النظر عن رضى الشرق أو الغرب؟
شكر الله لكم وجزاكم الله خيرا على هذا الرد الطيب وبالفعل نحن لا ننظر إلى غمز الآخر أو لمزه بقدر ما ننظر إلى تراثنا .
وعندما يضم تراثنا وموروثنا العلمي ما يقض مضاجع الآخر مع صوابه وقبوله وانضباطه فلا علينا منه .
تحياتي لكم أخي الكريم
 
لا شك أن أصل الشر مترسخ في المرأة أكثر من الرجل ؛ وهذا أمر ثابت في جميع الشرائع ؛ ولا أدل على ذلك من كونهن أكثر أهل النار .
شكر الله لكم أخى الفاضل وقولك ـ رعاك الله ـ إن الشر مترسخ في المرأة أكثر من الرجل وأن هذا من ثوابت جميع الشرائع
لست معك فيه فالمرأة عند اليهود وعند الرومان وعند الهندوس و....هي أصل الشر وهي التي أخرجت آدم من الجنة ، ويجب حرقها أو اعتزالها لشريريتها.

ـــــ أما الإسلام فلم يذكر هذا ، بل إن نبينا ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ أحبها ووصى بإكرامها " ففي مصنف عبد الرزاق : قال رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ : حبب إلي الطيب والنساء ، وجعلت قرة عيني في الصلاة ".ولا يعقل أن يحب نبينا صلى الله عليه وسلم الشر المترسخ على حد قولكم ـ رعاكم الله ـ ولا يمكن أن يوصي نبينا بالشر خيرا كما جاء في حديث البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ"
ولا يمكن أن تكون في القرآن سورة تسمي باسم جانب الشر من أولاد آدم ـــ النساء ـ الصغرى والكبري ـ والكلام في هذا الباب يطول .
ومناط الاعتراض يكمن في وسم المرأة بأنها أصل الفجور ومادته، ولا يعني أجاباتي هذه رفعهن إلى درجة الملائكية أو أو بل منهن الصالحات ومنهن الطالحات لكن الأصل في المرأة والرجل على السواء الفطرة ، فطرة الله التى فطر الناس عليها ، أخرج مسام في صحيحه من حديث عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"...وإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمْ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا" إذن أصل المرأة التوحيد والطهر والطاعة شأنها شأن الرجل لا كما تفضلت .
أما عن كونهن أكثر أهل النار فلابن حجر وغيره من شراح الحديث الصحيح كلام جيد ينتهي إلى أنهن أكثر أهل الجنة وهن هن أكثر أهل النار لكثرتهن العددية عن الرجال بصفة عامة فتدبر.
مع تحياتي
 
شكر الله لكم أخى الفاضل وقولك ـ رعاك الله ـ إن الشر مترسخ في المرأة أكثر من الرجل وأن هذا من ثوابت جميع الشرائع
لست معك فيه فالمرأة عند اليهود وعند الرومان وعند الهندوس و....هي أصل الشر وهي التي أخرجت آدم من الجنة ، ويجب حرقها أو اعتزالها لشريريتها أما الإسلام فلم يذكر هذا بل إن نبينا صلى الله عليه وسلم أحبها ووصى بإكرامها " ففي مصنف عبد الرزاق : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حبب إلي الطيب والنساء ، وجعلت قرة عيني في الصلاة ".ولا يعقل أن يحب نبينا صلى الله عليه وسلم أصل الشر على حد قولكم ـ رعاكم الله ـ ولا يمكن أن يوصي نبينا بالشر خيرا ، أخرج البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ"
ولا يمكن أن تكون في القرآن سورة تسمي باسم جانب الشر من أولاد آدم والكلام في هذا الباب يطول .
ومناط الاعتراض يكمن في وسم المرأة بأنها أصل الفجور ومادته، ولا يعني هذا رفعهن إلى درجة الملائكية أو أو بل منهن الصالحات ومنهن الطالحات لكن الأصل في المرأة والرجل على السواء الفطرة ، فطرة الله التى فطر الناس عليها ، أخرج مسام في صحيحه من حديث عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"...وإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمْ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا" إذن أصل المرأة التوحيد والطهر والطاعة شأنها شأن الرجل لا كما تفضلت .
أما عن كونهن أكثر أهل النار فلابن حجر وغيره من شراح الحديث الصحيح كلام جيد ينتهي إلى أنهن أكثر أهل الجنة وهن أكثر أهل النار لكثرتهن العددية عن الرجال بصفة عامة فتدبر.
مع تحياتي
أخي الفاضل : هذا جدال معروف والنقاش فيه متداول والشبه حوله مكررة .
أنا لم أقل إن المرأة أصل الشر بل قلت إنه مترسخ فيها بمقتضى جميع الشرائع ؛ وقد وافقت على ذلك واستثنيت الإسلام فهو محل خلافي معك ..
وقد بينت في مشاركتي أن جنس النساء يترسخ فيه الشر أكثر من جنس الرجال ؛ والاستدلال ببعض الأحاديث دون بعض أو ببعض الآيات دون الأخرى هو - كما تعلم - من الإيمان ببعض الكتاب ...
فلماذا تستدل بوصية النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء وتترك حديث الصحيحين بكونهن أكثر أهل النار ؛ أو تعتقد أن أكثر أهل النار لا يتسامح في وصفه بترسخ الشر فيه ؟
أم أن من وصف بنقصان العقل والدين على لسان المعصوم صلى الله عليه وسلم يمكن أن يكمل عقله ودينه .
الخلاصة : إن جنس المرأة بالمقارنة مع جنس الرجل يترسخ الشر فيه أكثر من الرجل ؛ ودينه وعقله ناقصان بالمقارنة مع دين الرجل وعقله ؛ هذا من حيث الجملة .
والجدال في هذا لا يتعدى أن يكون من غبار الإعلام الغربي الذي لبد سماء شرعنا وصرنا نبحث عن توجيه لأي فكرة يظنها الغرب تعديا على ما يسميه حقوق الإنسان ؟
فإذا قال الغرب إن الرق يخالف حقوق الإنسان قلنا الإسلام حارب الرق وبحثنا عن نصوص نلوي رقابها حتى توافق ذلك ولا شك أننا سنجدها لا محالة .
وإذا قال العلمانيون القصاص وقطع اليد يخالف التقدم الحضاري للإنسان قلبنا الكتب بحثا عن رواية أو قول فقهي شاذ وتعلقنا به وقلنا: انظروا الإسلام يحارب إقامة الحدود ..وهكذا .
مع تقديري واحترامي.
 
[=محمد جابري;132880]أتساءل لم نثير جدالا جنسيا على شاكلة الذين لا يعلمون؟
ماذا تريد من عبارتك يا أخانا الفاضل " الجدال الجنسي" ؟
ـــ من الذي أثار هذا الجدال ؟
ـــ ومن شاكلته أنه لا يعلم وبالرغم من هذا يحشر نفسه ويظلمها بإثارة هذا الجدل؟
فهل نخوض الغمار بغير مجداف يقينا وعورات الطريق؛ إذ الكلام بغير علم وبال على صاحبه؟
[/QUOTE]
ـــ إشرح هذه العبارة مبينا محتوى المجاديف المفقودة التى يعرض فقدُها الفاعلَ لهلاك في طريق وعر ؟
ـــ " الكلام بغير علم وبال على صاحبه " بين من ممن تقدمك قال بغير علم لننتصح بنصحك ونصدر عن رأيك .



فإذا نظرنا إلى الأعلى واعتمدنا أصح دليل وجدنا الزوجين معا في قفص الاتهام :
{إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} [إبراهيم : 34]
{وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً } [الأحزاب : 72]؛
{إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ }[الزخرف : 15][/؛COLOR]
{كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى } [العلق : 6]؛

تلك هي بعض مواصفات الإنسان؛ والحمد لله أن جاء الاستثناء في قوله تعالى:
{إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ [العصر : 2]إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ }[العصر : 3]؛ وهو خطاب عام شمل المؤمنين والمؤمنات.
وفي قوله تعالى أيضا {إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً [المعارج : 19]إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً [المعارج : 20]وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً [المعارج : 21]إِلَّا الْمُصَلِّينَ [المعارج : 22]....}
حياة الهلع والجزع تأخذ الأفئدة وتصيب بالأزمات النفسية،فتضيق الصدور، ويعيش المرء حياة الضنك والشقاء وما يستثنى منها إلا المصلين - طبعا ذكورا وإناثا.

فإذا نظرنا إلى وسام الشرف الأول والتكريم الرباني بعد أن تكرم الله بإنزال الوحي، كان شرف الوسام الإلهي من الله سبحانه وتعالى ومن جبريل عليه السلام في حلة بشرى لأمنا خديجة رضي الله عنها:

[أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، هذه خديجة قد أتت ، معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب ، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني ، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب ].
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3820 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

فإذا نظرنا إلى الصحابيات وجدنا ثناء جميلا من رب العزة:
{عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً }[التحريم : 5].

كيف ارتفع الإسلام بالمرأة من حضيض تبرج الجاهلية الأولى إلى أن أصبحت ملاك يمشي على وجه الأرض؟

وهل من الإنصاف للمرء أن يحشر هاته القانتات العابدات السائحات مع من تلوثن بداء الجاهلية ليعمم الحكم على النساء؟ أم أن الاسلام خص أهل الصلاح دون غيرهن وبه ميز المكانة لديه.
{ وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ [الرعد : 22] جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ[الرعد : 23]سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ [الرعد : 24]}

كل ما تفضلت به خارج نطاق الخدمه ، وليس في موضوعنا من قبيل ولا دبير

أبعد هذا نولي القهقرى، لنثور الجدال حول العامل الجنسي؛ بدل عامل الصلاح والفساد؟
[/QUOTE] ؟؟؟؟
نتيجه غير موفقه لمقدمه افترضت فرضية غير موجودة قامت على سراب" بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39){النور}
أنتظر جوابك أيها الأكاريم .
 
أنا لم أقل إن المرأة أصل الشر بل قلت إنه مترسخ فيها بمقتضى جميع الشرائع ؛ وقد وافقت على ذلك واستثنيت الإسلام فهو محل خلافي معك ..
هل أفهم أخي إبراهيم أننا على توافق في أن الإسلام ينظر إلى المرأة على أنها لاهي أصل الفجور ولا هي مترسخة في الشر ؟
إن كان هذا فهمك فهو فهمي وبذا اتفقنا .

وقد بينت في مشاركتي أن جنس النساء يترسخ فيه الشر أكثر من جنس الرجال ؛ والاستدلال ببعض الأحاديث دون بعض أو ببعض الآيات دون الأخرى هو - كما تعلم - من الإيمان ببعض الكتاب ...
فلماذا تستدل بوصية النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء وتترك حديث الصحيحين بكونهن أكثر أهل النار ؛ أو تعتقد أن أكثر أهل النار لا يتسامح في وصفه بترسخ الشر فيه ؟
أخي رعاه الله قلت لكم إن أئمة الحديث وصيارفته انتهوا إلى أن النساء أكثر أهل الجنة وأكثر أهل النار لكثرتهن في الجملة عن الرجال .
ــ وقد أفاض شراح السنة وحفاظها كابن حجر والنووي ....في شرح قوله صلى الله عليه وسلم ـ" مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ " وقالوا ما خلاصة : إن نقص العقل والدين لا يلمن عليه البتة بل هو شيء ليس في أيديهن بل مما فطرهن الله عليه ، وعلى هذا لا يجوز مطلقا تحميل لفظ الحديث أوزارا من زينة القوم كقولنا إن الشر مترسخ فيهن معتمدين على الاستدلال بحديث الصحيحين السالف .فالحديث لا يمكن أن يكون معتمدك في الرد لانفكاك الجهة .

وأحب أن أذكِّر بأننا نضع مادة للنقاش المجرد فلا شرقية ولا غربية ولا علمانية ولا لادينية وإنما الولاء المطلق لله وحده لا شريك له لذا وجب التنبيه والتنويه.
ولست مع من يضع الإسلام في قفص الاتهام من أجل حفنة من المارقين أو المتسولين أو غير الفاهمين فتأمل .
 
جزاك الله أبا مهند خيراً على طرح هذه المسألة
وجزيت الخير كله .
وفي الحقيقة أن في ملاحظتك جانب من الصحة من حيث أن المرأة مخلوق مكرم.
ولكن كون أن هذه الجملة قد تداولها كبار العلماء فإن فيها نظر خاص لا بد من مدارسته.
فمن بين الذين تداولوها هو ابن حزم صاحب المذهب الظاهر. وكما هو معلوم فإن أهل الظاهر يعتبرون باللفظ الظاهر أكثر من غيرهم . ومعنى ذلك . لو كان مقصود الكلمة ليس فيه إلا الإساءة لما استخدمه أهل الظاهر. ولذلك فإن المرأة مخلوق مركب كما هو الرجل فيه خير وفيه شر . وحينما يُذكر شر المرأة فإن خيرها معلوم لا يخفى.
ومثال ذلك ثمرة العنب . فإن قلنا أن العنب هو أصل الخمر وأم الخبائث فهذا لا يعني ذم جميع فوائد العنب؟؟ . بل إن السياق اتجه الى مقصود واحد وهو ما خلقه الله تعالى في العنب من صفة يسهل لأهل الصناعة أن يعملوا منه خمراً. وكذلك المرأة فهي أصل الفجور ومنبعه ولا فجور إلا من خلالها .الم يقل النبي عليه الصلاة والسلام :ما رَأَيْتُ مِنْ ناقِصاتٍ عَقْلٍ وَدينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحازِمِ مِنْ إِحْداكُنَّ .ألم يقل النبي عليه الصلاة والسلام أيضاً: ماتركت بعدي فتنة أضر من فتنة النساء للرجال
وقال أيضاً عليه السلام: فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء .
فهل يعني ذلك أنهن فعلاً ناقصات عقل ودين بالصيغة المذمومة المعروفة؟؟ وهل المرأة كلها فتنة أم أن جمالها وشهوتها هي الفتنة؟؟ وهل فعلاً أمرنا النبي أن نتقي النساء فلا نقربهن؟ أم أن المقصود يتجه الى ما يضر من مخالطتهن والفتنة بهن؟؟؟.
أخي المكرم الأستاذ تيسير أرجو منك التفضل بالخروج من هذا الكلام الفلسفي البحت أو الجدلي إلى كلام " على أدنا " كلام مفهوم يبين مرادك لأنني فعلا لم أفهم ما تصبو إليه مع تحياتي
 
هل أفهم أخي إبراهيم أننا على توافق في أن الإسلام ينظر إلى المرأة على أنها لاهي أصل الفجور ولا هي مترسخة في الشر ؟
إن كان هذا فهمك فهو فهمي وبذا اتفقنا .

أخي رعاه الله قلت لكم إن أئمة الحديث وصيارفته انتهوا إلى أن النساء أكثر أهل الجنة وأكثر أهل النار لكثرتهن في الجملة عن الرجال .
ــ وقد أفاض شراح السنة وحفاظها كابن حجر والنووي ....في شرح قوله صلى الله عليه وسلم ـ" مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ " وقالوا ما خلاصة : إن نقص العقل والدين لا يلمن عليه البتة بل هو شيء ليس في أيديهن بل مما فطرهن الله عليه ، وعلى هذا لا يجوز مطلقا تحميل لفظ الحديث أوزارا من زينة القوم كقولنا إن الشر مترسخ فيهن معتمدين على الاستدلال بحديث الصحيحين السالف .فالحديث لا يمكن أن يكون معتمدك في الرد لانفكاك الجهة .

وأحب أن أذكِّر بأننا نضع مادة للنقاش المجرد فلا شرقية ولا غربية ولا علمانية ولا لادينية وإنما الولاء المطلق لله وحده لا شريك له لذا وجب التنبيه والتنويه.
ولست مع من يضع الإسلام في قفص الاتهام من أجل حفنة من المارقين أو المتسولين أو غير الفاهمين فتأمل .
لست معك في أن الشر غير مترسخ في المرأة .
وأوافقك على أنها ناقصة عقل ودين ؛ وأما لومها على نقصان عقلها ودينها فلا قائل به ، ولست هنا في معرض اللوم وعدمه ؛ بل لإظهار حقائق متعلقة بهذا الموضوع .
وأما كثرتهن في النار ؛ فالمهم أنهن أكثر في النار من الرجال ؛ وأما كثرتهن في الجنة فقد يقول معترض إنه بسبب إكرام الرجل حيث إنهن يكن زوجات للرجال ؛ وقد وردت الأحاديث في ذلك بما يؤكد أنه شبه صريح في أن العلة في ذلك هي المبالغة في إكرام الرجل ولذلك زيد على زوجتيه الآدميتين بالحور العين ..
يلخص من ذلك كله :
1 - الاتفاق على أن المرأة ناقصة عقل ودين .
2 - أنها غير ملامة على ذلك ؛ بل هو بطبيعة خلقتها .
3 - أنهن أكثر في النار من الرجال .
4 - أنهن - على التحقيق وخروجا من الخلاف - أكثر أهل الجنة .
وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
 
خلاصة من مُخلِص يريد الحق ويتغياه أحييك على ما تفضلت به واتفق معك فيها .
تحياتي لكم واشكرك جزيل الشكر .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد .
أما بعد :
إشارة مهمة من فضيلة الدكتور أبا المهند جزاه الله خيرا .
شعور بعض الرجال بأن المرأة منبع الفساد أمر لا مفر منه ، وذلك لتراكمات وظروف شتى .
وأيضا شعور بعض الرجال بقيمة المرأة وبفضلها عليه شخصيا وعلى الأسرة أمر واضح عبر عنه واقع حياته .
إننا أمام اتهام وأمام براءة .
والحكم كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
إن المرأة لا شك ستكون منبع فساد عظيم إذا فسدت لأنها المربية والزوجة ..
والمرأة لا شك ستكون مدرسة إذا تحلت بالفضيلة والخير لأنها الأم وربة الأسرة ...
ولكن كيف تكلم القرآن عن المرأة .
سأذكر ما توارد على الخاطر ليحكي لنفسي التي تبحث عن حل لما وقر فيها من هذا الكلام
ذكرت أن القرآن ذكر أن السيدة مريم كانت طاهرة وكذلك أمها ، وأن مجتمعها كان يفرق بين الطاهرة وغيرها ولا يعمم.
وذكرت قصة بلقيس وكيف أنها بحكمتها وثقة قومها بها وبأنها تريد لهم الخير أوصلتهم بإذن الله تعالى إلى ما يرضي الله سبحانه.
وذكرت قصة زوجة فرعون وكيف أنها بإذن الله الذي حباها بالحنان والرحمة أنقذت عيسى عليه السلام وربته ، وكيف أن أمه أطاعة ربها ورمت وليدها ليرجع إليها بإذن ربها .
ولم أنسى ثناء القرآن على أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أجمعين وكيف أثبت القرآن طهارة أم المؤمنين عائشة وارتفاعها عما يقوله المنافقون .
ذكرت بنات الرجل الصالح أو شعيب عليه السلام وكيف كانتا تتقيان الرجال وتساعدان أباهما الشيخ الكبير رحمة به .
يا ترى هل هذه الأمثلة تدل على أن المرأة منبع الشر ، أم أن الناس منهم شقي وسعيد ؟ .
والله أعلم وأحكم.
 
أخي المكرم الأستاذ تيسير أرجو منك التفضل بالخروج من هذا الكلام الفلسفي البحت أو الجدلي إلى كلام " على أدنا " كلام مفهوم يبين مرادك لأنني فعلا لم أفهم ما تصبو إليه مع تحياتي
سأفعل إن شاء الله
 
بارك الله فيكم

بارك الله فيكم

إخواني الكرام بعد دراسة لهذا الموضوع وبعد قراءة للمشاركات القيمة أود أن أكون قد أجبت على نقطتين هما أصل المناقشة لماذا تكلم الزمخشري بهذه الطريقة التي تغضب أخواتنا الفاضلات وما السر في هذا التعبير القرآنى
أولا إن مذهب الزمخشري الاعتزالي يقول بفسق مرتكب الكبيرة وبخلوده في النارفتجد أسلوب الزمخشري في تفسيره من الترهيب من ارتكاب الكبائر بهذه الصورة الشديدة التي لها ما لها وعليها ما عليها ولكل مقام مقال
وهل هذا الوصف للنساء بسبب تلك الأخبار والقصص العجيبة المنقولة في التراث الأدبي – فقد امتلأت تلك الكتب بما يفيد وصف النساء بما وصفهن الزمخشري - فقد كان الزمخشري إماما في ا البلاغة والأدب
هل أثرت مثل تلك القصص ؟ لعل
أما السر في تخصيص القرآن كل بما ذكر
فقد بدأت الآية بذكر لعان الرجل فناسب ذكر الأخف أولاً ليكون الزجر تصاعدياً فيكون الترهيب من الكذب أشد
كما أنه من المستبعد أن يجترئ الرجل على الكذب لأن العار سيمسه والفضيحة ستلحقه أيضا فالغالب عدم اقتحام الرجل تلك العقبة إلا لأجل مصيبة أعظم...والرجل لو كذب لكان الأمر أهون من كذبها هي فهي تنسب ولدا ليس من صلبه وتثبت الولاية و المحرمية لمن لا يستحقها وتلوث فراشه وتجلب العار والشنار على أهلها والحد عليه هو حد القذف وحدها هي الرجم وهو أشد
ونظرا لأن النساء يكثرن اللعن فلكثرة جريان الكلمة على لسانهن قد يهون عليها ذكر الكلمة أما إجراء صيغة جديدة ففيه تخويف لها تنبيه إلى معناها وترهيب من ذكرها لأنها لم تذكرها من قبل ولم تتعود عليها
وبالنسبة للنساء فعندنا معشر المسلمين فنسل النبي من السيدة فاطمة وأول من آمن وصلى مع النبي السيدة خديجة وأول شهيد السيدة سمية....
فلو كـان النسـاء كمن ذكرن لفضلت النساء علـى الـرجال
فما التأنيث لاسم الشمس عيبٌ ومـا التذكير فخــرٌ للهـلال
 
الأخ الفاضل : عبد الحميد البطاوي
أشكر لك بحثك في هذا الموضوع, ثم عودتك الحميدة المباركة للتعليق عليه, كما لو أنك تعلم كم أدمى قلوبنا ـ معشر النساء _ ذلك النقاش, وما فيه من تقاذفٍ للأقوال, حتى إنني وقتها قد هممتُ بردٍ شديد عنيف , فيه من التوبيخ مالا يعلمه إلا الله, بعد أن سالتْ دموع القهر من عيني , ووالله ما أسالها في هذ الملتقى إلا هذا الموضوع. ولما أمسكتُ نفسي عن التهور في الرد , وحبستُ صوتي عن التعبير والبوح , رأيتُ أن أراسل بعض المشرفين , أوضح له غضبي لترك هذه المسألة دون حسم , فإما قولٌ بدليل على أننا أصل الشر ومنبعه, وأن دخولنا الجنة إنما هو لإكرام الرجال؛ وإما أن يحذف الموضوع برمته من الملتقى, فهو لا يعدو استفزازا لمشاعر المسلمات, ولا شك أن إدخال الحزن على قلب المسلم حرام !.
ثم ما كان من أمري بعد ذلك إلا أن حاربتُ تلك العاطفة الثائرة داخلي لكي أحسن الكلام الذي سأخطه في شكواي تلك التي عزمتُ رفعها للمشرفين, فأعانني الله فحاصرتُ العاطفة حتى أودعتها حبيسةَ قفصٍ في أعماق أعماقي, لأطلق العقل فأُعْمِله وأحكَّمه, فلما أعملتُ عقلي ... أعرضتُ عن الأمر برمته, رغم أني لم أزل أسمع أنينها المكبوت لا زال يشكو ويعترض.
ثم لما رأيتُ اليوم جوابكم هذا, عمدتُ إلى سجينتي فأخرجتها, لتعبر عما جاش في صدورنا ـ معشر النساء ـ ولكن بتعقل وأدب. وإني لأرجو أن تتسع صدور الإخوة الأفاضل الذين شاركوا في هذا الموضوع وغيرهم لسماع هذا الاعتراض . فأنا لا أوجه لهم اتهاما بقدر ما ألومهم لتبنيهم نقلا يضيق به الصدر . فإن كان فلان أو فلان قد أثار هذا القول في الملتقى فأنا حين أرد عليه لأرجو منه أن يتفهم أني إنما أدافع عن قضية تمسني وتهمني, وكما جرتْ على لسانه قد تجري على لسان آخرين, وهو حين يردّ ليثبتها علينا فرجائي أن يكون ذلك بالرفق واللين, لأنه لا يتحدث عن أصل واحد من ألد أعدائه, أو نوع مهين من الحيوانات التي يكرهها, أو حشرة تافهة لا يراها ولا يبصرها, وإنما هو يتحدث عن مخلوق خلق من ضلعه, هي أمه وأخته وزوجه وابنته, ولا أظنه قد آتاه الله عقلا وعلما ليمجد أصله ويدافع عنه دون أن يبذل أدنى جهد في تبرئة المرأة التي خلقتْ من ضلعه من تهمةٍ قد تكون هي بالفعل منها براء ـ إن أعمل نفسه في القليل من البحث والتأمل في هذه المسألة الهامة ـ.
وأتساءل: أفيرضيك أخي الكريم أن يقول قائل ـ مع فائق احترامي للقائل, لكن ذلك لا يعني تسليما مني بقوله إلا إذا عُزّز بدليل ـ أفيرضيك قوله : أن المرأة أصل الفجور ومنبعه, وأنها أصل الشر وموطنه, وأن سبب كثرة النساء في الجنة إنما هو إكراما للرجل ؟؟!!!!.
فكأنما الرجل قد ضمن مقعده من الجنة بكمال عقله وحسن عمله وعبادته, والمرأة التي هي أصل الشر دخولها ليس إلا تكريما لهذا الرجل . وهنا سؤال يطرح نفسه: هل تدخل المرأة المؤمنة الجنة رغم أن أباها وأخاها وزوجها من أهل النار؟ فإذا كانت ستدخلها فدخولها إكراما لأي رجل من هؤلاء ؟ أم أنها تدخلها إكراما لرجل آخر؟!
وهل يجوز أن تدخل المرأة الجنة برحمة من الله يكرمها بها وليس تكريما منه لأي أحد آخر غيرها ؟؟!!.
أما يدري الناقل أوالقائل أومتبني هذا القول أنه لو شاء الله لأدخله الجنة إكراما لامرأة, إما أمه أو زوجه أو ابنته, كان قد أحسن إليها في حياته فدعتْ له دعاءً صادقا , فأصاب دعاءها ساعة استجابة , فنالته رحمة الله وجنته, حين قَصُرَ عن ذلك عمله الذي يتباهى به وعبادته ؟!!!.
ألم يقل الحبيب صلى الله عليه وسلم : ( من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين وضم أصابعه) ؟؟ . رواه مسلم
وعن جابر قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( من كان له ثلاث بنات يؤويهن ويكفيهن ويرحمهن فقد وجبت له الجنة البتة، فقال رجل: وثنتين يا رسول الله، قال: وثنتين ) رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد.
ووالله لئن كان ما قيل عنّا قد قال به كتاب الله أو أتتْ به سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم لرضينا به على أنفسنا ولسلمنا لله دونما اعتراض . فوالله ما نرجو سوى رضى الله .
وإن كان ليس ثمَّة دليل , وإنما بُني ذلك على فهم فهمه الصحابة والتابعون والسلف الصالح , وارتضته أمهات المؤمنين والصحابيات والتابعيات على أنفسهن فلا يسعنا إلا ما وسعهم من التسليم وترك الجدل في هذا الأمر. وإلا فــــــلا !.

واللَّـهَ نسألُ أن يجعلنا برحمته وكرمه من أهل الجنة, وأن يجعلنا ـ نحن معشر النساء ـ بركة على آبائنا وإخواننا وأزواجنا وأبنائنا فنكون سببا مباشرا أو غير مباشر في دخولهم إلى أعلى جنات الخلد .
وأخيرا أكرر شكري لك أيها الأخ الكريم على تعقيبك الشافي ...فجزاك الله خيرا وزادك علما وخشية.
 
الألف واللام للعهد لا للجنس

الألف واللام للعهد لا للجنس

عبارة طالما طالعتها ووجدتُ فيها خروجا عما ينبغي مراعاته عندما نذكر أصلنا الطاهر الذكي نصف المجتمع الذي يربي النصف الثاني:{ المرأة}.
هذه القيمة الثمينة التي حملت بنا وبالأنبياء من قبلنا وكانت السبب الرئيس في عمارة الكون برمته .
هل من المقبول وصفها بأنها أصل الفجور ومنبع العهر ؟
العبارة من نسيج شيخ البلغاء جار الله الزمخشري وتناقلتها كتب التفسير وتناقلها البعض عن البعض وهي:
ـــ قال جار الله : إنما خصت الملاعنة بأن تخمس بغضب الله تغليظاً عليها ـ أي المرأة ـ لأنها أصل الفجور ومنبعه بخلابتها وإطماعها ولذلك كانت متقدمة في آية الجلد .{الكشاف}

ــــ ونقلها الرازي :{ إنما خصت الملاعنة بأن تخمس بغضب الله تغليظاً عليها ـ أي المرأة ـــ لأنها هي أصل الفجور ومنبعه بخيلائها وإطماعها ولذلك كانت مقدمة في آية الجلد}

ــــونقلها أبو حيان: فإن قلت: لم خصت الملاعنة بأن تخمس بغضب الله؟ قلت: تغليظاً عليها لأنها هي أصل الفجور ومنبعة .
ــــ وقالها النيسابوري :" قال جار الله : إنما خصت الملاعنة بأن تخمس بغضب الله تغليظاً عليها لأنها أصل الفجور ومنبعه بخلابتها وإطماعها ولذلك كانت متقدمة في آية الجلد }
ـــ قال الشوكاني :" وتخصيص الغضب بالمرأة للتغليظ عليها لكونها أصل الفجور ومادّته
ـــ في معجم العين : العَهْرُ: الفُجُور، عَهَرَ إليها يَعْهَرُ عَهْراً: أتاها ليلاً للفُجُور ويُعَاُهِرها: يُزَانِيهَا. وكُلَّ منهما عاهِرٌ
قال: لا تْلْجَأَنّ سِرّاً إلى خائِنٍ ... يوما ولا تَدْنُ إلى عاهِر
وعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم: " الولدُ للفِرَاشِ وللعَاهِرِ الحَجَرُ " .
ـــ وعند الجرجاني: الفجور هو: هيئة حاصلة للنفس بها يباشر أمور على خلاف الشرع والمروءة.{ التعريفات}
ـــ وأصْلُ الفُجُوْرِ: المَيْلُ عن الحَقِّ إلى الباطِلِ.{المحيط في اللغة}
ـــ الفجور من الإنسان، إنما هو انبعاثه في المعاصي {جمهرة اللغة}
ــ كثر إستعمال الفجور حتى خص بالزنا واللواط وما أشبه ذلك {الفروق}
ـــ والفجور: الريبة، والكذب من الفجور.{العين}
ـــ اللسان: " والبِغاء: الفُجُور"
ـــ اللسان: قال ابنُ شُمَيْل : الفُجُور : الرُّكُوب إِلى ما لا يَحِلُّ .
ـــ الخَانِعُ : المُرِيبُ الَفاجِرُ كما في الصّحاح . وقال اللَّيْثُ : الخَنْع : الفُجُورُ {التاج}
ـــ النهاية : - ومنه حديث أبي بكر [ إيَّاكُم والكَذِبَ فإنه مع الفُجُور وهما في النار ]
ــــ ( وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ ) أَيْ : مَالَ عَنْ الْحَقِّ وَقَالَ الْبَاطِلَ وَالْكَذِبَ قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ : أَصْلُ الْفُجُورِ الْمَيْلُ عَنْ الْقَصْدِ { قَالَهُ النَّوَوِيُّ}

ـــ أَنَّ الصِّدْقَ هُوَ أَصْلُ الْبِرِّ وَالْكَذِبَ أَصْلُ الْفُجُورِ كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إلَى الْجَنَّةِ وَلَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إلَى النَّارِ وَلايَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا } .


اللام في المرأة هنا ليست للجنس بل للعهد.
أي للـ(ـمرأة التي لوعنت) ومعلوم أنه لا يوجد رجل في الدنيا وخاصة في المجتمعات النقية في عصر نزول القرآن يضحي بشرفه وسمعته ويلاعن زوجته لو لم يكن متأكدا ومع ذلك فالشريعة على العين والرأس أن قررت أنه ما دام الزوج إنسانا فردا لا يمتلك ثمانية عيون رأت العضو في العضو كما ترى المرود في المكحلة فقد أعطت الشريعة فسحة نجاة من عذاب الدنيا للمرأة المتهمة بخيانة الله ورسوله وشرف زوجها ، فهذه المرأة الملاعنة المتهمة المرجح إدانتها هي التي وصفها العلامة جار الله الزمخشري فخر خوارزم بقوله الذي نقله عنه المفسرون بحق
أصل الإشكال هو من الألف واللام هل هي للجنس أم للعهد وهذه اللام هي أحد الأسباب الموضوعية لاختلاف الفقهاء
وكثيرا ما تجعل هذه الألـ الكلمة مجملة لا يقطع بظاهر او محتمل فيها إلا بقرينة من رواية او تاريخ.
حين استقبلت نساء المدينة المسلمينالعائدين من معركة أحد وقد وردت أنباء خسارتهم الحرب في المعركة كان من بين النساء حمنة بنت جحش
فحين نعي اليها خالها حمزة بن عبدالمطلب استغفرت واسترجعت
ثم نعي إليها أخوها عبدالله بن جحش فاستغفرت واسترجعت
ثم نعي إليها زوجها مصعب بن عمير فـ(ـصاحت وولولت)
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن زوج الــمرأة منها لبمكان
فالألف واللام إن كانت للعهد فهي في حمنة بنت حجش فقط
وإن كانت للجنس فهي في كل امرأة
ولا يستطيع أي إنسان في العالم ولا أي فقيه أو أستاذ أن يقرر أي اللامين هي هنا؟
إلا بقرينة من خارج النص ترجح أحد المعنيين على الآخر.
نعم المقام الذي قيلت فيه مقام رزيلة وارتكاب محرم وكبيرة والعلة تدور مع المعلول وجودا وعدما ، لكن الصياغة لو كانت هكذا :" والمرأة التى تزني أو... تُأصِّل للفجور أو تتسبب في الفجور هي .....لقُبِلتُ العبارة واستسيغت، وما وجد أعداء الإسلام مغمزا يشغبون من خلاله على وضع المرأة بيننا في هذا الزمان مستدلين ببعض ما جاء في تراثنا العظيم .
والمشاركة تفتح ذراعيها للمعلقين تأييدا ومعارضة على السوية.
هي بالضبط المرأة التي تزني لأن الألف واللام للعهد لا للجنس
أما أعداء الإسلام إن اختاروا أن الألف واللام للجنس لا للعهد بدون قرينة من نص نرد عليهم برد أبي تمام حين قال له أحدهم لماذا لا تقول ما يفهم فقال له وأنت لماذا لا تفهم ما يقال.
أما قضية المرأة والرجل بين الثقافة التي حافظت على الأسرة[الثقافة الإسلامية] والثقافة التي بنت الدولة وعاملت كلا منهما على انه مواطن [الثقافة الغربية]فبين الثقافتين محاسن ومساوئ ليس بإمكاننا مناقشت الأمر هنا ولا الآن.
لكني أروي أني ناقشت أوربيا في الأمر ذات أصيل فقال نحن نبني قضية العلاقة بين الرجل والمرأة على أسس سايكولوجية فردية فقط، فقلت له ونحن لا نستطيع أن نتخلى عن الجانب الاجتماعي في القضية ، ثم لما عدت الى البيت اكتشفت ان السبب في حفاظنا على الأسرة هو هذا الشيء أي وجود جانب اجتماعي في اختيار الزوجين لبعضهما والسبب في تفكك الأسرة في الغرب هو بناء العلاقة على اسس فردية فقط. ولكل من الخيارين محاسنه ومساوئه والمحظوظة من النساء عندنا من ترزق بتوفيق اجتماعي فيكون لديها اسرة متفهمة تحترم خيارها وتباركه او تقدم لها اسس موضوعية مقنعة ان لا تقع في الحب المصادم لثوابتها الإجتماعية فتقع بين أمرين أحلاهما مر بين قلبها وكرامة أسرتها!
وجود الركن الاجتماعي يحد من خيار المرأة فتظن بعض النساء أنها مقيدة وأنها مظلومة ولكنه يعوضها بانتماء اسري متماسك ، بأخ يموت في سبيل شرفها ،ولذلك رأيت غربيات يصفن المرأة المسلمة بأنها ملكة ، ولكنه يحمِّلها مسؤولية جسيمة أيضا وهي أن ينظر إليها على أنها مصدر الشرف والعار معا. فقد رأيت من يتجنب الزواج من امرأة صالحة وفاضلة لأن أمها قد أخلت بالمسؤولية قبل ثلاثين سنة!
هذه هي رؤية جميع الحضارات القديمة الى المرأة.
وهو معنى قول ماني المرأة مصدر العار


فأنا معجب بجمال عبارة أبي القاسم التي بهرت المفسرين من بعده فقلدوه بها لأني فهمت اللام فيها للعهد لا للجنس.
ودمتم بودّ
 
أريد أن أقول كلاماً عاماً لا أقصد به أحد بعينه:
البعض يفسر كلام الزمخشري وكأنه كلام مقدس لا يُعلى عليه كلام. وقد نسيتم مذهبه وعقيدته وأقوال الفقهاء فيه ومدى قبول روايته. ثم أنتم توبخون من أردتم توبيخه بمنطق أو بغير منطق . وتخطئون وتستدركون على بعض الناس عقولها وقلوبها ونياتها.فما الطائل من ذلك كله. دعونا من تلك الجملة واجعلوها في رحالها. ودعونا من فهمها واستفهامها فهي لم تصدر من ثقة ولا من عدل .
 
أريد أن أقول كلاماً عاماً لا أقصد به أحد بعينه:
البعض يفسر كلام الزمخشري وكأنه كلام مقدس لا يُعلى عليه كلام. وقد نسيتم مذهبه وعقيدته وأقوال الفقهاء فيه ومدى قبول روايته. ثم أنتم توبخون من أردتم توبيخه بمنطق أو بغير منطق . وتخطئون وتستدركون على بعض الناس عقولها وقلوبها ونياتها.فما الطائل من ذلك كله. دعونا من تلك الجملة واجعلوها في رحالها. ودعونا من فهمها واستفهامها فهي لم تصدر من ثقة ولا من عدل .

اهلا اخي الأستاذ تيسير

هو عندي مرضي العقيدة والدين وقد سبق أن رويت قول الشافعي رحمه الله "إذا سلم القدري العلم خصم" وفسرها ابن حجر أنه إن سلم بشمول علم الله فقد وافق مذهب اهل السنة. كانت كلمة الشافعي وتفسير ابن حجر له حاملا لي على تتبع الكشاف من أوله إلى آخره فما وجدته إلا مسلِّما العلم. أي أنه كل قول في القدرية لا يصح إطلاقه عليه بل هو من الظلم والتجني.
فالزمخشري عندي مرضي العقيدة لا بمعنى أنه مرضي العقيدة عند من يسألون المسلم أين الله ويحتجون أن النبي صل1 سأل جارية لا يدري أمسلمة هي أم كافرة أين الله فقالت في السماء فقال دعها فإنها مؤمنة ويغفلون أن أحدا من المسلمين منذ الصحابة لم يسأل مسلما أين الله. أوليس "فهم السلف الصالح" يقتضي أن لا تسأل مسلما أين الله وإلا لفعل ذلك السلف!
فالذي يسأل مسلما أي مسلم أين الله ليس عندنا بمرضي العقل ولا الأخلاق.
وجار الله الزمخشري رحمه الله مرضي العقيدة في ثوابتها وهو على ذلك واجب النصرة إن استنصرك في الدين إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق.
 
ـــ قال جار الله : إنما خصت الملاعنة بأن تخمس بغضب الله تغليظاً عليها ـ أي المرأة ـ لأنها أصل الفجور ومنبعه بخلابتها وإطماعها ولذلك كانت متقدمة في آية الجلد .{الكشاف}
سبحان الله ثم عدت بعد أن علق الأخ تيسير فرأيت العلامة الزمخشري لم يقل المرأة بل قال
وإنما خصت الملاعنة
فصار جزما قاطعا أنه يتكلم عن المرأة الملاعنة
لم يعد كبير داع لتعليقي السابق وسببه ظني أنه قال وإنما خصت المرأة وتوهم الأخ أبا المهند أنه في جنس المرأة
أما والحال هذه فالموضوع برمته افتيات على أبي القاسم ، رحمه الله وسامح منتقديه
ولكن فائدة الموضوع هو هذا الحوار المثمر
 
سبحان الله ثم عدت بعد أن علق الأخ تيسير فرأيت العلامة الزمخشري لم يقل المرأة بل قال
وإنما خصت الملاعنة
فصار جزما قاطعا أنه يتكلم عن المرأة الملاعنة
لم يعد كبير داع لتعليقي السابق وسببه ظني أنه قال وإنما خصت المرأة وتوهم الأخ أبا المهند أنه في جنس المرأة
أما والحال هذه فالموضوع برمته افتيات على أبي القاسم ، رحمه الله وسامح منتقديه
ولكن فائدة الموضوع هو هذا الحوار المثمر
هل تقصد يا دكتور عبد الرحمن أن الزمخشري لم يقصد المرأة بشكل عام في كلامه ذاك؟؟ وهل المرأة الملاعنة هي فقط أصل الفجور ومنبعه؟؟؟ وما قولكم بتعليق الشوكاني وفهمه لهذه العبارة حينما قال :" وتخصيص الغضب بالمرأة للتغليظ عليها لكونها أصل الفجور ومادّته.ألا ترى التعميم في هذه الجملة الذي يقصد فيه كل مرأة وخاصة في كلمة(مادته)؟؟ وجزاكم الله خيراً
 
استغراب الأخ أبي المهند جاء من تغير الدلالة لكلمة الفجور عندنا عرب اليوم وكانت تعني ارتكاب خطيئة الزنا ومنه في قصة اساف ونائلة أنهما "فجرا في الحرم" أي زنيا في الحرم.
وعبارة أبي القاسم يحاول فيها تعليل تقديم الله تعالى للمرأة على الرجل في قوله تعالى(الزانية والزاني) وتأخيرها عنه في قوله تعالى "والسارق والسارقة". فالتقديم لعلة هي أنها المتسببة في الزنا "أصل الفجور" والدليل على ذلك أن الله تعالى قد خصها بالغضب وهو أشد من اللعنة لهذه العلة.
في هذا السياق تدور كلمة الزمخشري ولا علاقة لها بموضوع جنس المرأة البتة.
والسي بالسيّ يُذَكّر هو ما قاله الأستاذ علي عزة بغوفج أن الإسلام طريقة في العيش أكثر منه طريقة في التفكير، بمعنى أنه قواعد ربانية توصل من سار عليها إلى سعادة الدارين.
نعم ثقافتنا الإسلامية وحضارتنا وضعت قواعد لسلوك المرأة تقيد من حريتها أحيانا وإذا قارنت المرأة المسلمة نفسها بالرجل أو بالمرأة الغربية في هذه المسائل ترتكب خطأ كبيرا في حق نفسها ودينها وثقافتها وكينونتها. لأن ثقافتنا الإسلامية قد عوضت المرأة بأن جعلتها أما مقدسة وأختا مصانة وزوجة تقوم عليها الأسرة والحقيقة أن ثقافتنا تجعلنا ندور حول المرأة مقابل أن تراعي سمعتنا فيها.
وهذا كان من أيام ما قبل الإسلام فحين قسم صخر بن عمرو بن الشريد ماله ثلاث مرات بينه وبين أخته وزوجته تلومه وتقول فأعطها شرار مالك فقال
والله لن أعطيها شرارها * وهي حصانٌ قد كفتني عارها​
فعد صون أخته لنفسها فضلا كبيرا عليه.
وهي التي قالت عنه في موته ديوانا كاملا من روائعه

يذكّرني طلوع الشمس صخرا * وأذكره لكل غروب شمس
ولولا كثرة الباكين حولــــــــــــــــي * على إخوانهم لقتلت نفسي​



فمعالجة مسألة المرأة ترتكب فيها اخطاء لأنها يغفل فيها عما يلي
  1. الأصل في الدين هو الإنسان بما هو إنسان من ذكر وأنثى. فالله يكلف كل نفس ما آتاها. فمن خلق أعمى أو مقعدا كلف بحسب استطاعته، وكذلك من خلق أنثى أو ذكرا كلف بالتقوى في دويرة وجوده لا خارجها، فلم يخلق أحد نفسه أو يختر جنسه، والله تعالى قد علم أن هذه المسائل ستحصل فقال تعالى صراحة للنساء والرجال ولا تتمنوا ما فضل [ليس من التفضيل بل من التفريق في الخصائص ]الله به بعضكم على بعض.
  2. كان صديقي الدكتور زهير مختاري يقول أليس عجيبا أن رئيسات الجمعيات النسوية في الوطن العربي قد طلقن ثلاثا أو أربع مرات؟ كيف تحل مشاكل المرأة على مستوى القطر من عجزت عن حل مشاكل أسرة واحدة وأن تحافظ على زوجها أو تنجح في اختيارها؟
  3. (((بعضكم من بعض))) كل امرأة في الكون تحارب جميع نساء العالم من أجل ابنها الذكر. وكل رجل يحارب كل رجال الدنيا من أجل ابنته الأنثى. أين الجنس في خلد امرأة ترى امرأة أخرى تظلم ولدها او تسيء إليه.
هذه القاعدة وحدها دليل على أن ثمة سوء فهم واصطناع للمسألة النسوية
  1. ثمة من يقول إن المجتمع السعودي يضيق على المرأة . وهذا إذا حصل فهو ليس مسألة رجل وامرأة بل مسألة توعية إنسان لأنها قصية مجتمع وإدارة وسياسة لا قضية جنس ونوع.
  2. بقيت مسألة أخيرة لا بد من ذكرها لتعلقها بالتفسير وهي أن الله تعالى خاطب حضارة ذكورية بمعنى أن المرأة فيها عرض يجب أن يصان فكان من غير الممكن مثلا أن يتحدث عن لذة المرأة لا في النيا ولا في الآخرة لأن هذا مما ينافي البلاغة وقواعد اللحظة التاريخية للنظم الأخلاقية إبان نزول القرآن.
أما قول الشوكاني فينطبق عليه ما ما سبق ذكره من معنى الألف واللام فهو أيضا يقصد الملاعنة أو الزانية، فلا يوجد أصل فجور إلا حين يوجد فجور ، فالكلام ليس على إطلاقه البتة.
والله أعلم
 
الأخت الكريمة بصراحة لما تحدث الشيخ الدكتور أبو المهند في القسم معنا قال أحد الأساتذة الكبار إن زوجه تغضب من مثل هذا الكلام الذي تقرأه في الكتب ! فكان غرض د عبدالفتاح الدفاع عن الأخوات
أما عن تكريم الله للنساء فلا يعد وأنا لا أحب تكرا الكلام
عندما يتحدث القرآن عن الأبوين يغلب المرأة بالوالدين إحسانا فالوالدة هي التي تلد ثم انظري إفلى عقاب اليهود كان من سببه "قولهم على مريم..."
ثم ثم
أما كلام الأخوة الأفاضل فهو كلام نظري حيث إنهم يعرفون فضل الصالحات القانتات...
إنهم يعرفون كريمة المروزية راوية البخاري
ويعرفون الآلاف المؤلفة من حافظات القرآن في زماننا
إنما كانوا يتحدثون فقط ولا يضرك حديثهم فهم ممن يعرف الفضل لأهله بارك الله في الجميع
 
لله الحمد أننا على يقين تام في أصل قضيتنا وأن الأصل في المرأة الصلاح والشرف ولكن الإخفاقات العقدية قد تؤدي إلى تسويد العبارة بلون داكن كما فعل شيخ البلغاء الزمخشري المعتزلي الذي عكس مذهبه الاعتزالي على الملاعِنة كما قال زميلنا الدكتور البطاوي ، ولا يوجد من هو فوق المناقشة حتى ولو كان الزمخشري يا أخانا الأستاذ تيسير وأخانا الدكتور الصالح الذي أثمن له شرحه .
والمشاركة في أصلها ومنبعها تفيض خوفا على المرأة وتحيطها بسياج متين من الأخلاق الفاضلة وتذب عنها أي عبارة تخدش شيئا من كرامتها .

لكننا يا دكتور عبد الحميد أمام إشكال هو:

عندما نعذر الزمخشري في عبارته كمعتزلي له حكمه على مرتكب الكبيرة
كيف نعذر غيره من أهل السنة في نقلهم لهذه العبارة كما بينتُ في المشاركة الأم ؟
مع تحياتي لكل المشاركين .
 
أنا أدرك أن الموضوع إنما أريد به الذبُّ عن المرأة في الأساس , وهذا لم يخفى علينا من نص العنوان , بل إني سعدتُ بمناقشة مثل هذا الموضوع لأنه مُثارٌ أصلا , وسعدتُ لما رأيتُ مرافعةَ دفاعٍ مستميتة عن المرأة , لكن ما ضايقني عدم حسمه , وأنه حين احتدم ..تمَّ لملمته عن المزيد من النقاشات الحادة بإعلان اتفاق صوريٍّ في وجهات النظر التي ـ ومن تتبعنا للنقاشات التي دارت ـ ندرك أنها لم تتفق أصلا . بل هذا ما أعلنه المتفقون أنفسهم من تمسك كل برأيه رغم مصافحة توافق الآراء المزعومة .
وقد لمحتُ من كلام الأخ عبد الحميد البطاوي ومنكم ـ د. عبد الفتاح ـ أنكم فهمتم أني ألومكم لطرح الموضوع كما لو أني لم أبصر دفاعكم فيه عن المرأة , وليس لومكم هو ما أردتُ إيصاله ولكنه قد تراءى لي حينها أن الصواب أن أجمل في اتهامي ولا أحدد .. اعترافا مني بما تستحقونه جميعا من الإحترام والتقدير .
وعموما ...
لازلتُ أوجه شكري للدكتور عبد الحميد على رده المنطقي في هذا الأمر , كما أن احتمال كون ( الـ ) التي قالها الزمخشري ليست للجنس وإنما للعهد كان لفتة طيبة من د. عبد الرحمن الصالح .
ورغم أننا لازلنا نرى اضطراب المركبة التي خاضتْ غمار هذا الموضوع حتى أنها تكاد تنحرف عن مسارها , إلا أن الوصول إلى الهدف هو الثمرة التي نراها قد لاحت في الأفق .
فجزاكم الله خيرا .. وبارك في جهدكم واجتهادكم ..
 
كلام الزمخشري و مَن تابَعَه إنما هو في المتلاعنة الزانية ،وتعليل تقديم ذكرها في آية الجَلد

كلام الزمخشري و مَن تابَعَه إنما هو في المتلاعنة الزانية ،وتعليل تقديم ذكرها في آية الجَلد

لله الحمد أننا على يقين تام في أصل قضيتنا وأن الأصل في المرأة الصلاح والشرف ولكن الإخفاقات العقدية قد تؤدي إلى تسويد العبارة بلون داكن كما فعل شيخ البلغاء الزمخشري المعتزلي الذي عكس مذهبه الاعتزالي على الملاعِنة كما قال زميلنا الدكتور البطاوي ، ولا يوجد من هو فوق المناقشة حتى ولو كان الزمخشري يا أخانا الأستاذ تيسير وأخانا الدكتور الصالح الذي أثمن له شرحه .
والمشاركة في أصلها ومنبعها تفيض خوفا على المرأة وتحيطها بسياج متين من الأخلاق الفاضلة وتذب عنها أي عبارة تخدش شيئا من كرامتها .

لكننا يا دكتور عبد الحميد أمام إشكال هو:

عندما نعذر الزمخشري في عبارته كمعتزلي له حكمه على مرتكب الكبيرة
كيف نعذر غيره من أهل السنة في نقلهم لهذه العبارة كما بينتُ في المشاركة الأم ؟
مع تحياتي لكل المشاركين .

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على خاتم الأنبياء و المرسلين ، سيدنا محمد ، و على آله و صحبه أجمعين .
أمّا بعد ،،
فبادئ ذي بدء ، أعتذر عن هذا التدخل في الجواب عما دار بين الأخوين الكبيرين .
--------------------
يقول الله تعالى :
{ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6) وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (7) وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (8) وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9)} . [النور: 6 - 9]
صدق الله العظيم
* * *
في هذه الآيات البَيِّنات من سورة النور - المعروفة بآيات اللِعان - قضى الله في الزوجة التي يرميها زوجها بالزنى – درءاً للعذاب الدنيوي عنها و دفعاً لإقامة الحَد عليها - : ( { أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ باللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الكَاذِبِينَ } ثم تقول في الخامسة : وأن عليّ غضب الله إن كان زوجي من الصادقين فيما رماني به من الزنى ، وهو تأويل قوله تعالى : { وَالْخَامِسَةُ أَنَّ غَضَبَ اللَّه عَلَيَهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ } . ذكره الإمام الماوردي في تفسيره " النكت و العيون " ، و قال :
والغضب في لعانها بدلاً من اللعنة في لعان زوجها ) . اهـ
يعني بذلك قوله تعالى : {وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ}.
قال العلاّمة الزمخشري - في تفسيره " الكشّاف " - فإن قلت : لِمَ خُصَّت الملاعنة بأن تخمّس بغضب الله ؟ قلت : تغليظاً عليها ؛ لأنها هي أصل الفجور ومنبعه بخلابتها وإطماعها ، ولذلك كانت مقدَّمة في آية الجلد . ويشهد لذلك قوله ( صلى الله عليه وسلم ) لخولة : ( فالرجمُ أهونُ عليكِ من غضبِ اللَّهِ ) . اهـ
* * *
و في كلامه هذا عبارة استوقفت الأخ الفاضل الشيخ ( أبا المهند ) ؛ فقال - في المشاركة رقم (1) - : ( عبارة طالما طالعتها ووجدتُ فيها خروجا عما ينبغي مراعاته عندما نذكر أصلنا الطاهر الذكي نصف المجتمع الذي يربي النصف الثاني : ( المرأة ) .
هذه القيمة الثمينة التي حملت بنا وبالأنبياء من قبلنا وكانت السبب الرئيس في عمارة
الكون برمته .
هل من المقبول وصفها بأنها أصل الفجور ومنبع العهر ؟
العبارة من نسيج شيخ البلغاء جار الله الزمخشري وتناقلتها كتب التفسير وتناقلها البعض عن البعض ) ، و حكى كلام الزمخشري المذكور آنفا ، و حمل قوله ( تغليظاً عليها ) على المرأة . و قال إنَّ في النفس منها شيء .
* * *
- و لو كان كلام الزمخشري هذا محمولاً على ( المرأة ) – بإطلاق – لكان في النفس منه أشياء و أشياء ، و لكان من غير المقبول وصفها بأنها أصل الفجور ، لا عقلاً و لا شرعاً . و لكن الأمر لم يكن كذلك ، و إنماكان كلامه مُقَيَّداً بالمتلاعنة الزانية ، و لم يكن محمولاً على ( المرأة ) بإطلاق . و سياتي بيانه بعد بإذن الله
كلام الزمخشري و مَن تابَعه إنما هو في المتلاعنة الزانية
في تفسيره لآيات اللعان ، ذكر الزمخشري بعض وجوه القراءة ، و قال : وقُرِىء : ( أن غضب الله ) على فعل الغضب . وقُرىء : بنصب الخامستين ، على معنى : وتشهد الخامسة – ثم قال : - فإن قلت : لم خُصَّت الملاعنة بأن تخمّس بغضب الله ؟ قلت : تغليظاً عليها ؛ لأنها هي أصل الفجور ومنبعه بخلابتها وإطماعها ، ولذلك كانت مقدَّمة في آية الجلد . اهـ
فكلام الزمخشري هذا إنما هو في ( الملاعنة ) ؛ تصريحاً منه و تنصيصاً – و هي الزوجة المتلاعنة - إذا كانت زانية ؛ بدلالة قوله تعالى فيها : { وَالْخَامِسَةُ أَنَّ غَضَبَ اللَّه عَلَيَهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ } . أيّ فَعَليها غضب الله إن كان زوجها صادقا فيما رماها به من الزنى .
بيان تعليل الزمخشري للمتسبب الأصل في واقعة الفجور
و قد عَلّل الزمخشري التغليظ على تلك الزانية – بتخصيصها بغضب الله – ( لأنها هي أصل الفجور ومنبعه ، بخلابتها وإطماعها ) . بمعنى أن المرأة الزانية هي الأصل و المنبع في واقعة الزنا ( الفجور ) ؛ بإغرائها الزاني بها و إطماعه في نفسها .
والخِلابَةُ – في اللغة - : أن تَخْلُبَ المرأة قلب الرجل بألطف القول وأخْلَبِهِ . [ العين ، و المحيط في اللغة ]
هذا رأيه ، و هو ما صرّح به و أوضحه من قبل في تفسيره للآيات الأولى من تلك السورة الكريمة ، و هي قوله تعالى : { الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2) الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3) } .
قال الزمخشري – رحمه الله - :
فإن قلت : كيف قُدِّمَتْ الزانية على الزاني أولاً، ثم قُدِّم عليها ثانياً ؟
قال الزمخشري : قلت : سِيقت تلك الآية لعقوبتهما على ما جنيا، والمرأة هي المادة التي منها نشأت الجناية ؛ لأنها لو لم تُطمِع الرجل ولم تومِض له ولم تمكِّنه ، لم يطمع ولم يتمكن ، فلما كانت أصلاً وأولاً في ذلك بدأ بذكرها. وأمّا الثانية فمسوقة لذكر النكاح ، والرجل أصلٌ فيه، لأنه هو الراغب والخاطب، و منه يبدأ الطلب . انتهى كلام الزمخشري .
هذا رأيه في المتسبب الأصل في وقائع الزنا ؛ ( لأنها لو لم تُطمِع الرجل ولم تومِض له ولم تمكِّنه ، لم يطمع ولم يتمكن ) من الزنا بها .
و هذا في غير حال الإكراه و في غير حال التغرير ، لا سيما في غير حال الفتاة القاصر ، و في حال المرأة المتزوجة .
و هو رأيٌّ يمكن تفهمه ، و له اعتباره و شواهده الواقعة في حياة الناس ، و لا أثر فيه ( للاعتزال ) .
و لذا حكى عبارة الزمخشري تلك و ذكرها - بغير تعقّب - عددٌ من المفسرين في تفاسيرهم ، كالرازي و ابن حيان و الشوكاني .
و لعل في هذا البيان جواب عن التساؤل المطروح عن ذكر هؤلاء الأئمة من غير المعتزلة لتلك العبارة في تفاسيرهم .
و كذا ذكرها بعض المعاصرين في تفاسيرهم ، كالشيخ المراغي ؛ قال : وخصّت الملاعنة بأن تخمّس بغضب الله عليها تغليظا عليها، لأنها هى سبب الفجور ومنبعه ، بخديعتها وإطماعها الرجل فى نفسها.
فقول الزمخشري و غيره في المتلاعنة الزانية إنها الأصل في واقعة الفجور ، معناه أنها في واقعة الزنا هي المتسببة بالأصل فيه حال وقوعه ؛ بالإغراء و الإطماع في نفسها ، و التمكين منها ، و ليس معناه أنَّ الفجور أصلٌ في المرأة ، لا خُلُقاً فيها و لا خِلْقة متأصلّة فيها . معاذ الله
{ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} . [النساء: 34]
و لعل هذا المعنى قريبٌ مما ذكره الأخ الفاضل ( أبو المهند ) ؛ قال : نعَم المقام الذي قيلت فيه مقام رزيلة و ارتكاب محرم و كبيرة ، و العلة تدور مع المعلول وجوداً و عدَما ، لكن الصياغة لو كانت هكذا : " و المرأة التي تزني أو ... تُأصِّل للفجور أو تتسبب في الفجور هي ... لقُبِلتُ العبارة واستسيغت . اهـ
* * *
و كيفما كانت الصياغة ، فليس المقام مقام تبرئة أحد طرفيِّ الفجور ، أو تبرير فعلته الآثمة ، أو التماس الأعذار له و إلقاء التبعة على غيره ؛ فكلاهما آثم و معاقب .
و إذا كانت المتلاعنة الكاذبة قد خُصَّت بغضب الله – في لعانها – فكذلك خُصَّ المتلاعن الكاذب بلعنة الله .
و لعنة الله و غضب الله كلاهما من أشد الدلالات على الترهيب و التغليظ و التحريم ، بصرف النظر عن أيهما أَشدّ في ذلك ؛ فلا أثر معتبر في التخصيص بأحدهما و القول بأنه للتغليظ ، فكلاهما للتغليظ . و إنما المقام مقام تعليل تقديم ذكر أحدهما في آية الجلد ، و هو ما صرّح به الإمام الزمخشري نفسه . و قد تقدّم .
القول في تعليل تخصيصها بغضب الله
هناك أقوال أخرى لأئمة التفسير غير ما ذكره الزمخشري في تعليل التخصيص الوارد في آيات اللعان في سورة النور :
1 – قال ابن عطية في تفسيره " المحرر الوجيز " :
وجُعِلت «اللعنة» للرجل الكاذب لأنه مفتر مباهت بالقول فأبعد باللعنة ، وجُعِل «الغضب» - الذي هو أشد - على المرأة التي باشرت المعصية بالفعل ثم كذبت وباهتت بالقول . فهذا معنى هذه الألفاظ والله أعلم . اهـ
2 – و قال ابن كثير في تفسيره للآية :
{ وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْها إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ } فَخَصَّهَا بِالْغَضَبِ ، كَمَا أَنَّ الْغَالِبَ أَنَّ الرَّجُلَ لا يتجشم فضيحة أهله ورميها بالزنا إِلَّا وَهُوَ صَادِقٌ مَعْذُورٌ ، وَهِيَ تَعْلَمُ صِدْقَهُ فِيمَا رَمَاهَا بِهِ ، وَلِهَذَا كَانَتِ الْخَامِسَةُ فِي حَقِّهَا أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا، وَالْمَغْضُوبُ عَلَيْهِ هُوَ الَّذِي يَعْلَمُ الْحَقَّ ثُمَّ يَحِيدُ عَنْهُ . اهـ
أقوال لأئمة التفسير في تعليل ذلك التقديم
و كذلك هناك أقوال أخرى لأئمة التفسير في تقديم ذكر الزانية ، مقاربة أو مغايرة لما قاله الزمخشري :
1 - قال البيضاوي في تفسيره " أنوار التنزيل " : وإنما قدَّم الزَّانِيَةُ لأن الزنا في الأغلب يكون بتعرضها للرجل وعرض نفسها عليه ، ولأن مفسدته تتحقق بالإِضافة إليها. اهـ
2 – و قال القرطبي في تفسيره " الجامع لأحكام القرآن " : قُدِّمت" الزانية" في الآية من حيث كان في ذلك الزمان زنى النساء فاش ، وكان لإماء العرب وبغايا الوقت رايات ، وكن مجاهرات بذلك . وقيل: لأن الزنى في النساء أَعرّ وهو لأجل الحبل أَضرّ. وقيل : لأن الشهوة في المرأة أكثر وعليها أغلب ، فصدّرها تغليظا لتردع شهوتها، وإن كان قد رُكِّب فيها حياء لكنها إذا زنت ذهب الحياء كله. وأيضا فإن العار بالنساء ألحق إذ موضوعهن الحجب والصيانة ، فقدّم ذكرهن تغليظا واهتماما. اهـ
* * *
و أَيَّا كانت الأقوال في ذلك ، فمحلها حالات خاصة شاذة ، هي حالات الزنا و القذف به ، و لعل فيما تقدم بيانه ما يزيل الالتباس و الإشكال بإذن الله تعالى .
و أمّا في العموم فيكفينا قول الله تعالى في كتابه الكريم : { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا } . [ الشمس : 7-10]
و المراد بالنفس هنا آدم عليه السلام ، أو كل نفس ؛ فتشمل الذكور و الإناث .
و قوله تعالى : فألهمها أي عرَّفها، كذا روى ابن أبي نجيح عن مجاهد. أي عرفها طريق الفجور والتقوى ، وقال ابن عباس. وعن مجاهد أيضا: عرفها الطاعة والمعصية . ذكره القرطبي .
و في النساء قال تعالى : {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}. [النساء: 34]
نسأل الله الهُدى و التُقى و العفاف و الغنى .
اللهم آمين
و آخر دعوانا أن الحمد له رب العالمين
 
1 – قال ابن عطية في تفسيره " المحرر الوجيز " :
وجُعِلت «اللعنة» للرجل الكاذب لأنه مفتر مباهت بالقول فأبعد باللعنة
أحييك أخي الدكتور أبو بكر على تفضلك وتفصيلك ولا شك في عموم نفع كل كلمة سطرتها في مشاركتك فجزاك الله عنا خيرا .
ويقيني أخي الكريم أنك طالعت كل المشاركات ورأيت شبه إجماع على أن عبارة الزمخشري لم تبرح مناسبتها " اللعان" أو المرأة " الملاعِنة " .

لكنني في ضوء عبارة الإمام عبد الحق بن عطية ــــ والتى تفضلتَ بإيرادها وقمتُ باقتباسها في هذه المشاركة ـــــ استهجنتُ عدمَ إيراد الزمخشري لمثلها في حق المرأة " وجُعِلت «اللعنة» للرجل الكاذب...." انظر إلى القيد " للرجل الكاذب " تمنيت على العلامة الزمخشري شيخ المفسرين ــ بلا شك ـــ أن يُقَيِّد ذكره للمرأة الموسومة بقوله "فالمرأة أصل الفجور ومنبعه لـ......كذا وكذا " كما قال ابن عطية في عين المناسبة ـ اللعان ـ في الرجل حيث قيده بالكاذب ، فيقول: " إذ المرأة الزانية ...أو التي تُمَكِّن منها كيت وكيت.... أو غير العفيفة ...الخ أصل الفجور ومنبعه .وعلى هذا يكون عدم تقييد كلمة المرأة بأي قيد يليق بالمقام لا يخرج العبارة من حيز الاستغراب أو الحيرة لصدورها من واحد من صيارفة العربية الذين ألان الله لهم العربية كما ألان لداود الحديد.
وأعتقد أن ملمح الزميل أ.د.البطاوي له من الوجاهة ما له في ضوء أصول المعتزلة .
ويبقى للزمخشري سطوته العلمية على أغلب المفسرين من أهل السنة وغيرهم الذين نقدوه قليلا كالرازي وأبي حيان وامتدحوه كثيرا طويلا بالقول تارة وبالفعل تارة أخري عن طريق إثبات عباراته بنصها وفصها .
والله الموفق والمستعان.

 
أشكركم أخي الحبيب إلى نفسي الدكتور عبد الفتاح على ما تفضلتم بكتابته ، و أنتم أهل العلم و الفضل ،
و أحسب أن الزمخشري و هو إمام في البلاغة ، قد اكتفي بما قاله و أوضحه - قبل قليل في تفسيره للآية الثانية من تلك السورة - في شأن { الزانية} ، و هي غير مقَيَّدة هاهنا بقيد الكذب ، بل بوصفها ( زانية ) فَحَسْب ، و بهذه الصفة قدَّم الله ذكرها في آية الجَلد ، و في تعليل ذلك التقديم قال الزمخشري ما قال .
و في تعليله لتخصيص ( الملاعنة ) بغضب الله – إذا كانت زانية – استدل الزمخشري بذلك التقديم ، و أعاد ما ذكره في تعليله له من قبل ، بعبارة موجزة على عادة البلغاء ، اكتفاءً منه بما سبق توضيحه ، متحاشياً التكرار ، على عادة البلغاء أيضا .

و هذه العبارة الموجزة ظاهرها موُهِم لأول وهلة ، و لكن سياق الكلام و مناسبته توضحان المراد .
و ما دمنا في مجال الاستئناس بكلام الإمام ابن عطية - في عين المناسبة - و طريقته في الصياغة ، فنراه أتى بقيد ( الكاذب ) للرجل المستحق " اللعنة " في اللعان ، بينما أغفل ذكر قيد " الزانية " في المرأة المستحقة " الغضب " ، مكتفياً بما في معنى القيد ، و هو قوله : التي باشرت المعصية بالفعل ؛ حيث قال :
( وجُعِلت «اللعنة» للرجل الكاذب لأنه مفتر مباهت بالقول فأبعد باللعنة ، وجُعِل «الغضب» - الذي هو أشد - على المرأة التي باشرت المعصية بالفعل ثم كذبت وباهتت بالقول . فهذا معنى هذه الألفاظ والله أعلم ). اهـ
و كذا صنيع الزمخشري في عدم ذكر ذلك القيد فيها .
* * *
هذا و الله وَلِيّ التوفيق
{وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}. [هود: 88]
 
جزاكم الله تعالى أخى المفضال الدكتور أبو بكر خليل خيرا على ما تفضلتم به من تصميم على الانتصار لعَلَم من أعلام الفكر الإسلامي كلنا ندين له بالعلم والفضل والسبق، ويبقى ودُّنا ما بقيت كلمة العلم بمفهومها الواسع الذي يسع الخلاف بمفهومه المعتبر قبل الاتفاق.
والله الموفق والمستعان.
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته :
إخوتي الفضلاء : أعلم أن هذا الموضوع نوقش مرات عديدة ؛ ولم أكن أريد زيادة مشاركاتي فيه ؛ بعد اتفاقي مع الأخ أبي مهند على أهم النقاط المتعلقة به ؛ ولكن بعد قراءتي لبعض المشاركات التي جدت عليه وجدت أن البعض يريد أن يجعله أمرا محسوما ، وربما يشير بعضهم إلى أن المرأة مساوية للرجل في أصل الخلقة ، أعني أنه لا شيء يميزها عن الرجل من حيث استعدادها - بطبيعة الخلقة - للشر ، وأنها غير ناقصة عقل ولا دين بل هي مساوية للرجل في العقل والدين ..
ولم أرد أن أتجاوز هذا الكلام ، وأتركه يمر ؛ لأنه وبحسب النصوص فإن المرأة ناقصة عقل ودين عن الرجل وأنها أصل كثير من الفتن وهذا ما نص عليه أهل العلم قديما وحديثا ..
ومحاولة البعض حصر هذا القول في الزمخشري وحده هو مخالف لنصوص أهل العلم المبثوثة في كتبهم ..
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
 
عودة
أعلى