عبارة (إن دلَّ فإنما يدل على) شائعةٌ , ولكن هل هي تشعر بتردد دلالة الدليل أو المستدل.

إنضم
20/01/2006
المشاركات
1,245
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
المدينة المنورة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد/

فكثيرا ما نسمع هذه العبارة ونقرأها , ولكن نبهني أحد المشايخ الكرام عليها ذات مرة ,وقال لي إنها من الخطأ الشائع لأنها تشعر بالتردد في الدلالة أو استدلال المستدل نفسه , فهل هذا واقع بالنسبة للمشايخ الفضلاء هنا في الملتقى أم أنهم يرون اتساع الأمر واحتماله لهذا التعبير , وان الشعور بالتردد غير وارد, لأني في حقيقة الأمر لم أراجع الشيخ حياءاً منه , وهل من معاني إن الشرطية في اللغة الترددُ..؟؟
 
هو الشك وليس التردد

هو الشك وليس التردد



( إن ) الشرطية تفيد الشك

لذلك منعوا أن يقول أحدنا : ( إن قامت القيامة يكن كذا ) ؛

لأن القيامة آتية لا محالة بعلم يقين تلقاه البشر عن رب العالمين ،

وقد يكون في الناس شاك في أمر القيامة فهو غير مؤمن بربه - أعاذنا الله من خلل الاعتقاد -

ولا بأس من قولنا : ( إذا قامت القيامة .... ) ؛ لأن ( إذا ) لا تفيد شكا .

وفي العبارة التي يسأل عنا أخي الفاضل محمود الشنقيطي خلل معنوي ؛

ذلك أن الشك يتعارض مع التأكيد المستفاد من ( إنّ ) الواردة بعد الاستثناء ،

وكنت سمعت أشياخنا ينهون عن هذا الاستعمال لهذا السبب ،

وتراءى لي سبب آخر الآن فمثل هذا الاسلوب تبدو في نزعة التهكم وسلب القيمة عن كلام الطرف الآخر ،

وليس ذلك من شيم أهل العلم .

والله أعلم .
 
أستاذنا القدير , وشيخنا الكريم / منصور مهران بلغك الله مُناك
شكر الله لكم على حسن البيان ,ولكن هل إفادة (إن) للشك مطَّردةٌ في كل استعمال , فإن كان ذلك كذلك ,فقد أشكل علي الجمع بينه وبين قول الله (وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا..)الآية, مع أن الحاصل في هذه الآية هو إيمان طائفةٍ وعدم إيمان أخرى..
 
أخي الكريم الشيخ / محمود الشنقيطي – حفظه الله تعالى - :
أرجو أن تقبل جواب التلميذ حتى يحضر الأستاذ القدير منصور – حفظه الله -.

ما ذكره الأستاذ منصور مهران – حفظه الله تعالى – في جوابه بخصوص أنّ
" إنْ " الشّرطية تختص بالمشكوك فيه هو عينُ الصواب إن شاء الله ، لكن الأمر
ليس على إطلاقه..فقد تأتي مع الأمر المُحَقّق...ومثال هذا الآية التي ذكرتَها بارك
الله فيك...وأيضا – على سبيل المثال-
قوله تعالى على لسان عيسى – عليه السلام - : " إنْ كنتُ قلتُه فقد علمتَه "
(سورة المائدة ، آية رقم :116)
ومثل هذا قول النابغة :
لئن كنتَ قد بُلّغت عني وشاية ** لمبلغك الواشي أغش وأكذب
وتأتي كذلك مع الأمر الذي يستحيل وقوعه...كقوله تعالى : " قل إن كان للرحمن ولد
فأنا أول العابدين " (سورة الزخرف ، آية رقم :81)
وكل هذا يكون لأغراض ونكت بلاغية...والله أعلم.
وأنتظر معك أستاذنا الكريم منصور ليصحح أو يضيف وله كل الشكر والتقدير.
 
الشك : هو الأصل

الشك : هو الأصل




هذا هو الأصل الذي وُضعت له ( إنْ )

وعلماء البلاغة يتخذون من مقامات الكلام معانيَ أخرى تتحدد حسب السياق ،

و في هذه الآية السابعة والثمانين من سورة الأعراف ، قال أبو حيان :

(( هذا الكلام من أحسن ما تلطف به في المحاورة ؛

إذ برز المُتحقق في صورة المشكوك فيه ؛

وذلك أنه قد آمن به طائفة بدليل قول المستكبرين عن الإيمان : ( لنخرجنك ياشعيب والذين معك )

وهو أيضا من بارع التقسيم ؛ إذ لا يخلو قومه من القسمين . ))


هذا ، وبالله التوفيق .
 
أذكر أنني استعملت هذا الأسلوب مرةً ،فقال لي عمي ـ الشيخ صالح بن محمد المقبل حفظه الله (وهو عالم بالفرائض ،معتن بعلم التجويد خاصة) وله اهتمام بالسيرة ،وهو أحد شيوخي الذين تلقيت عنهم بعض مبادئ التجويد ـ قال لي باللهجة العامية : (طيب يا ولدي وإذا ما دلّ ؟!)
فناقشته ، فأفهمني أن الصحيح أن يقال مباشرة : وهذا يدل على كذا وكذا ، لأن قولك : إن دلّ ،فهي توحي بأن دلالاته محتملة ،كما تفضل بذلك صاحب الموضوع ومن عقّب عليه.
 
عندي لها "تخريج " آخر أضعه بين يدي أهل اللغة والنحو ،وهو أن هذا الأسلوب نستخدمه "غالباً للتأكيد ،فإذا صح لي ذلك فيكون وجه "إنْ " هنا هو أنها بمعنى "إذ" وهذا الوجه صرح به ابن هشام رحمه الله في "مغني اللبيب " قال رحمه الله :زعم الكوفيون أنها - إنْ- تكون بمعنى :إذ" انتهى 0
قال الأمير في حاشيته : (قوله بمعنى إذ) أي لتعليل ما قبلها 0
هذا وجه آمل تصحيحه أو بيان خطأه 0
 
لا أراها في هذا المقام

لا أراها في هذا المقام



الأخ الحبيب الجكني له لفتات رائعة في توجيه أنظار القراء إلى جهات مختلفة ليزدادوا تمحيصا وتأملا قبل القطع بالقول،

ومن هذا المُنْطَلَق أقول :

الوجه الذي حكاه ابن هشام مسبوقا بقوله : ( زعم الكوفيون ...) يجعلني أسقط عليه ما نحن بصدده فأقول :

( إن صح زعمهم فلا أرى له وجها في المثال الذي نبحث فيه )

لأن شرط كون ( إنْ ) بمعنى ( إذ ) أن يكون الفعل بعدها محقق الوقوع ؛ كما في قوله تعالى :

( وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين ) البقرة / 278

وقوله تعالى :

( واتقوا الله إن كنتم مؤمنين ) المائدة / 57

وقوله تعالى :

( لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين ) الفتح / 27

والبصريون يعدونها شرطية في جميع ذلك ، ولهم تبيان وتعليل ؛

ففي آية الربا قالوا : ( إن ) حرف شرط يأتي لتهييج دواعي الإيمان في النفوس وإلهاب الإذعان .

وفي آية الفتح ليعلمنا ربنا عز وجل التعلق بمشيئة الله وهو سبحانه القائل :

( ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله )

ويُلاحظ أنها إذا صارت بمعنى ( إذ ) - على مذهب الكوفيين - فهي ظرف لمتحقق الوقوع ،

بينما المثال الذي بصدده النقاش يُرادُ منه التشكيك والتوهين - في نظري الكليل - فأنى يجتمعان ؟

وبالله التوفيق .
 
تعقيباً على توجيهات الأشياخ الأفاضل
أقول: إن العرب تستملح الإتيان بصورة الشرط من غير إرادة معناه على سبيل تأكيد الكلام مع التنبيه على العلة

قال سويد اليشكري يمدح قومه:
حسنوا الأوجه بيض سادة = ومراجيح إذا جدَّ الفزع
بُسُطُ الأيدي إذا ما سئلوا = نُفُعُ النائل إن شيء نفع

وفي التنزيل والكلام النبوي لذلك أمثلة
قال تعالى: (وخافون إن كنتم مؤمنين)
وقال: (وذكر إن نفعت الذكرى)

وقال النبي صلى الله عليه وسلم لما رآى في المنام أنه يتزوج عائشة : (إن يك هذا من عند الله يمضه)، والحديث في الصحيحين.
 
الأخوة الكرام،

كأن المعنى هكذا: إن دل: وهو حتماً يدل. فإنما يدل: أي عندها تنحصر دلالته في كذا. والمقصود أن النص إذا احتمل دلالات فلا ينبغي أن نغفل أن كذا هي المقصودة وإلا لم يعد للكلام أية دلالة.
 
أذكر أنني استعملت هذا الأسلوب مرةً ،فقال لي عمي ـ الشيخ صالح بن محمد المقبل حفظه الله (وهو عالم بالفرائض ،معتن بعلم التجويد خاصة) وله اهتمام بالسيرة ،وهو أحد شيوخي الذين تلقيت عنهم بعض مبادئ التجويد ـ قال لي باللهجة العامية : (طيب يا ولدي وإذا ما دلّ ؟!)
فناقشته ، فأفهمني أن الصحيح أن يقال مباشرة : وهذا يدل على كذا وكذا ، لأن قولك : إن دلّ ،فهي توحي بأن دلالاته محتملة ،كما تفضل بذلك صاحب الموضوع ومن عقّب عليه.

أقول والله أعلم
إن الاحتمال في هذه الصيغة : "إنْ والفعل" يحددها سياق وقد وردت كثيرا في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها:
" أريتك في المنام ثلاث ليال يجيء بك الملك في سرقة من حرير فقال لي : هذه امرأتك فكشفت عن وجهك الثوب فإذا أنت هي . فقلت : إن يكن هذا من عند الله يمضه " . متفق عليه

وكقوله صلى الله عليه وسلم "إِنْ يَكُنْ مِنْ الشُّؤْمِ شَيْءٌ حَقٌّ فَفِي الْفَرَسِ وَالْمَرْأَةِ وَالدَّارِ." مسلم عن بن عمر رضي الله عنهما
وكقوله صلى الله عليه وسلم "إِنْ يَكُنْ فِي الْقَوْمِ أَحَدٌ يَأْمُرُ بِخَيْرٍ فَعَسَى أَنْ يَكُونَ صَاحِبَ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ فَجَاءَ حَمْزَةُ فَقَالَ هُوَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ وَهُوَ يَنْهَى عَنْ الْقِتَالِ." أحمد عن علي رضي الله عنه
وكقوله صلى الله عليه وسلم "إِنْ كَانَ أَوْ إِنْ يَكُنْ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ أَوْ لَذْعَةٍ بِنَارٍ تُوَافِقُ دَاءً وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ." أحمد عن جابر رضي الله عنه
وكقوله صلى الله عليه وسلم « إنه كان في الأمم محدثون فإن يكن في هذه الأمة فهو عمر بن الخطاب » مسلم عن عائشة رضي الله عنها.

فالملاحظ على الأحاديث الأربعة الأخيرة إن الاحتمال وارد لكن السياق يغلب وجود الشيء لا نفيه ، بينما الحديث الأول لم يتعرض لنفي قضية أو إثباتها.
فالأسلوب يستخدم للتأكيد كم ذكر الإخوة عبد العزيز الداخل والبيراوي والجكني والعبارة : " إن دل على شيء فإنما يدل " عبارة صحيحة ولا غبار عليها .
 
جزاكم الله خيرا

وقال: (فذكر إن نفعت الذكرى)

آمل ممن يملك الصلاحية تصويب الخطأ في نقل الآية، وفقكم الله.



قال تعالى: (وخافون إن كنتم مؤمنين)

وجه الدلالة من هذه الآية أن الخطاب عند التنزيل موجه لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين جاهدوا معه في غزوة أحد، وهم أئمة المؤمنين.
ولذلك ذهب بعض أهل العلم إلى أن (إن) هنا بمعنى (إذ)
وبعضهم أشار إلى هذا السبب بعبارة مقاربة وهي أن المخاطِب هو الله جل وعلا الذي لا يخفى عليه إيمانهم.
ووجه آخر: أن الأمر بالخوف من الله أمر واجب على جميع المكلفين مؤمنهم وكافرهم.
 
تعقيباً على توجيهات الأشياخ الأفاضل
أقول: إن العرب تستملح الإتيان بصورة الشرط من غير إرادة معناه على سبيل تأكيد الكلام مع التنبيه على العلة
قال سويد اليشكري يمدح قومه:
حسنوا الأوجه بيض سادة = ومراجيح إذا جدَّ الفزع
بُسُطُ الأيدي إذا ما سئلوا = نُفُعُ النائل إن شيء نفع
ومنه قول المرار بن منقذ التميمي:
أنا من خندف في صُيَّابها..حيث طاب القبص منهم وكثر
وأنا المذكور من فتيانها..بفعال الخير إن فعل ذُكِر

[علقته هنا خشية النسيان]
 
تحيتي للجهابذة ويسأل الطويلب عن تردد المتكلم عن أصل الدلالة في الكلام وأن كذا لا يدل على شيئ في حال عدم دلالته على الشيئ المعين فكأن هناك تقليلا في مدلوله ‏
أرجو تصحيح المغزى‎ ‎
 
عودة
أعلى