عبارات صعبة في تفسير ابن كثير

إنضم
24/07/2011
المشاركات
107
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني أهل التفسير ، بعض العبارات في تفسير ابن كثير صعبة عليّ فاشرحوها لي جزاكم الله خيراً
وسأجعلها كلها في هذا الموضوع إن شاء الله حتى لا أكثر عليكم
منها :
1- عند قوله تعالى (( قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمّا يَأْتِيَنّكُم مّنّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ )) قال : وذكر هذا الإهباط الثاني لما تعلق به ما بعده من المعنى المغاير للأول . اهـ
2- عند قوله تعالى (( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ )) قال قال أبو الدرداء : لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس في ذات الله ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أشد مقتا . اهـ

انتظر منكم الشرح حتى أسألكم عن غيرها
وجزاكم الله خيراً
 
1- عند قوله تعالى (( قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمّا يَأْتِيَنّكُم مّنّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ )) قال : وذكر هذا الإهباط الثاني لما تعلق به ما بعده من المعنى المغاير للأول . اهـ
يشير ابن كثير في كلامه هذا إلى أن بعض العلماء ذهب إلى أن الله أهبط آدم وحواء أولاً من الجنة إلى السماء الدنيا ، ثم أهبطهم ثانياً من السماء الدنيا إلى الأرض . فيكون إهباطهم إلى الأرض مرحلة ثانية لإهباطهم ، وبعض إهباطهم للأرض ناسب أن يكلفهم بالتكاليف التي ذكرها في الآية وهي (فَإِمّا يَأْتِيَنّكُم مّنّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ... الخ) . وهذا معنى قول ابن كثير:(وذكر هذا الإهباط الثاني لما تعلق به ما بعده من المعنى المغاير للأول) ، حيث إن إهباطهم للسماء الدنيا - على افتراض صحته - لا يتعلق به التكليف في رأي ابن كثير بخلاف إهباطهم للأرض فإنه يتعلق به التكليف .
هذا معنى ، وقد يكون مقصود ابن كثير بالإهباط الثاني أنه تقدم في الآية التي قبلها رقم 36 قوله تعالى :(وقنلا اهبطوا بعضهكم لبعض عدو....) فيكون هذا ذكر الإهباط الأول ، ثم جاء الإهباط الثاني في الآية التي سألتم عنها .
والله أعلم .
 
عند قوله تعالى (( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ )) قال قال أبو الدرداء : لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس في ذات الله ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أشد مقتا. أ.هـ
إيراد ابن كثير لهذا الأثر عن الصحابي الجليل أبي الدرداء رضي الله عنه يريد منه أن يبين معنى قوله تعالى :(وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ) بمعنى تنسونها من المحاسبة والمؤاخذة والتهذيب ، وتشتغلون بالآخرين . وأبو الدرداء يقصد بكلامه أنه لا بد للمؤمن الحق أن يكون مقته للآخرين بسبب ما فيهم من المعاصي ويكون ذلك ابتغاء وجه الله لا لأي غرضٍ من أغراض الدنيا ، وهو البغض في الله وفي ذات الله. ويكون في الوقت نفسه أشد مقتاً لما يأتيه هو من المعاصي بنفسه ، فيكون اشتغاله بإصلاح عيوب نفسه أوكد من اشتغاله بإصلاح الآخرين ، ولا تعارض بينهما على كل حال ، والكمال عزيز ، ومثل هذه العبارات عن السلف رضي الله عنهم تدل على علو همتهم، وصفاء نفوسهم، ودقة فهمهم لأوامر الله سبحانه وتعالى . وقد ذكر ابن كثير بعد نقله لعبارة أبي الدرداء عبارة مهمة ، حيث قال :
والغرض أن الله تعالى ذمهم على هذا الصنيع ، ونبههم على خطئهم في حق أنفسهم حيث كانوا يأمرون بالخير ولا يفعلونه ، وليس المراد ذمهم على أمرهم بالبر مع تركهم له ، بل على تركهم له ، فإن الأمر بالمعروف معروف ، وهو واجب على العالم ، ولكن الواجب والأولى بالعالم أن يفعله مع من أمرهم به ، ولا يتخلف عنهم ... الخ .
 
جزاك الله خير يا شيخنا، وهناك سؤالٌ آخر:
قال ابن كثير: وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا الحكم بن هشام الثقفي ، حدثني يحيى بن أبي طالب يعني يحيى بن يعقوب في قوله تعالى : ( وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار ) قال : هو كثرة البكاء ( وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء ) قال : قليل البكاء ( وإن منها لما يهبط من خشية الله ) قال : بكاء القلب ، من غير دموع العين .
فما معنى ذلك؟ وكيف تَوصَّل إليه؟
 
عودة
أعلى