عبدالرحمن النور
New member
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ثم أما بعد:-
ظهرت في السنوات الأخيرة ظاهرة حيرت خبراء علم الجريمة والجنايات وهي رصد حالات مختلفة يحترق فيها جسد الإنسان حتى يتفحم أو يصبح كومة من رماد وذلك الجسد في وضع الجلوس على أريكة مثلا أو في وضع النوم والاستلقاء في الفراش دون أن يكون هناك مصدرا للنار في ذلك المكان؛ بل لا يكاد يوجد أثر للنار في الفراش أو الأريكة ؛ مما جعل بعض علماء الجريمة يعتقدون أن احتراق تلك الأجساد هو بفعل شربهم لمادة كالكحول مثلا أو بعض المواد المشتعلة التي أشعلت النار في أجسادهم ؛ إلا أن ذلك التفسير لم يكن مقنعا للمحققين وبقي الموضوع في دائرة الألغاز؛ وكنت أظن حين أطلعت على البرنامج الخاص بهذه الظاهرة، أن في الأمر مبالغة ؛ إلا أنني بدأت أفكر بهذا الموضوع على نحو آخر حين مررت على قول العزيز الحكيم في سورة التحريم:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)" ؛ وقد ورد في تفسير بن كثير في تفسير هذه الآية مايلي:" وقوله تعالى" وقودها الناس والحجارة " وقودها أي حطبها الذي يلقى فيه جثث بني آدم " والحجارة " قيل المراد بها الأصنام التي تعبد لقوله تعالى " إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم ".
وكذلك الآية التالية في سورة البقرة في قوله تبارك وتعالى:
"فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)"
وجاء في تفسير بن كثير :
(وقوله تعالى " فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين " أما الوقود بفتح الواو فهو ما يلقى في النار لإضرامها كالحطب ونحوه كما قال تعالى " وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا " وقال تعالى " إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون" والمراد بالحجارة هي هاهنا حجارة الكبريت العظيمة السوداء الصلبة المنتنة وهي أشد الأحجار حرا إذا حميت أجارنا الله منها) .
وقد كنت أظن عند قراءة تلك الآيات أن قول الله سبحانه وتعالى:" وقودها الناس والحجارة" هو من "المجاز" والمبالغة في وصف جحيم تلك النار بجعل الناس وقود للنار، أعاذنا الله جميعا من النار؛ ولكن ربط ظاهرة الاحتراق الذاتي لتلك الأجساد مع هذه الآية يشير إلى أن جسم الإنسان هو في حقيقته "وقود " بكل معنى كلمة وقود وأن اشتعال جسم الإنسان يمكن أن يكون ذاتيا متى ما توفرت الأسباب الداعية للاشتعال؛ وهذا لعمري، أشد أنواع الجحيم أن يكون وقود النار الذي يعذب بها الإنسان هو جسم الإنسان نفسه ؛ فالنار تبدأ من داخل جسم الإنسان ثم تأتيه من خارج جسمه؛ وهذه صورة مفزعة لهذا الجحيم لا يوازيها إلا صورة تلك الأجساد التي رأيتها وقد تحولت إلى كومة من رماد أو فحم وقد احترقت بشكل عجيب مخيف ينبأ عن قدرة ذلك الوقود البشري وسرعته في حرق الأجساد، وفي ذلك آية لأولى الأبصار ، والله تعالى أعلم.
ظهرت في السنوات الأخيرة ظاهرة حيرت خبراء علم الجريمة والجنايات وهي رصد حالات مختلفة يحترق فيها جسد الإنسان حتى يتفحم أو يصبح كومة من رماد وذلك الجسد في وضع الجلوس على أريكة مثلا أو في وضع النوم والاستلقاء في الفراش دون أن يكون هناك مصدرا للنار في ذلك المكان؛ بل لا يكاد يوجد أثر للنار في الفراش أو الأريكة ؛ مما جعل بعض علماء الجريمة يعتقدون أن احتراق تلك الأجساد هو بفعل شربهم لمادة كالكحول مثلا أو بعض المواد المشتعلة التي أشعلت النار في أجسادهم ؛ إلا أن ذلك التفسير لم يكن مقنعا للمحققين وبقي الموضوع في دائرة الألغاز؛ وكنت أظن حين أطلعت على البرنامج الخاص بهذه الظاهرة، أن في الأمر مبالغة ؛ إلا أنني بدأت أفكر بهذا الموضوع على نحو آخر حين مررت على قول العزيز الحكيم في سورة التحريم:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)" ؛ وقد ورد في تفسير بن كثير في تفسير هذه الآية مايلي:" وقوله تعالى" وقودها الناس والحجارة " وقودها أي حطبها الذي يلقى فيه جثث بني آدم " والحجارة " قيل المراد بها الأصنام التي تعبد لقوله تعالى " إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم ".
وكذلك الآية التالية في سورة البقرة في قوله تبارك وتعالى:
"فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)"
وجاء في تفسير بن كثير :
(وقوله تعالى " فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين " أما الوقود بفتح الواو فهو ما يلقى في النار لإضرامها كالحطب ونحوه كما قال تعالى " وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا " وقال تعالى " إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون" والمراد بالحجارة هي هاهنا حجارة الكبريت العظيمة السوداء الصلبة المنتنة وهي أشد الأحجار حرا إذا حميت أجارنا الله منها) .
وقد كنت أظن عند قراءة تلك الآيات أن قول الله سبحانه وتعالى:" وقودها الناس والحجارة" هو من "المجاز" والمبالغة في وصف جحيم تلك النار بجعل الناس وقود للنار، أعاذنا الله جميعا من النار؛ ولكن ربط ظاهرة الاحتراق الذاتي لتلك الأجساد مع هذه الآية يشير إلى أن جسم الإنسان هو في حقيقته "وقود " بكل معنى كلمة وقود وأن اشتعال جسم الإنسان يمكن أن يكون ذاتيا متى ما توفرت الأسباب الداعية للاشتعال؛ وهذا لعمري، أشد أنواع الجحيم أن يكون وقود النار الذي يعذب بها الإنسان هو جسم الإنسان نفسه ؛ فالنار تبدأ من داخل جسم الإنسان ثم تأتيه من خارج جسمه؛ وهذه صورة مفزعة لهذا الجحيم لا يوازيها إلا صورة تلك الأجساد التي رأيتها وقد تحولت إلى كومة من رماد أو فحم وقد احترقت بشكل عجيب مخيف ينبأ عن قدرة ذلك الوقود البشري وسرعته في حرق الأجساد، وفي ذلك آية لأولى الأبصار ، والله تعالى أعلم.