ظاهرة الإعلال في القرآن الكريم :الإعلال بالحذف

إنضم
09/07/2011
المشاركات
75
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
الجديدة ، المغرب
بسم الله الرحمن الرحيم
الإعلال تغيير صرفي يحدث في حرف من حروف العلة ( الألف أو الواو أو الياء ) الموجودة بالكلمة ، و يكون الإعلال إما بالحذف أو بالقلب أوبالتسكين .
فبالنسبة للإعلال بالحذف الذي يُصيب الحرف فيؤدي إلى حذفه ، قد يتعلق الحذف بفاء الكلمة ( الحرف الأول ) ، أو عينها ( الحرف الثاني ) ، أو لامها ( الحرف الثالث ).
و هذه بعض الشواهد القرآنية للإعلال بالحذف :
1 - فمما حذفت فيه فاء المِثال الواوي (و هو ما كانت فاؤه واواً ) :
أ- عندما يكون مضارعه مكسور العين : قوله تعالى : ( لم يلد و لم يولد )الإخلاص / 3 ، و قوله عز و جل : (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا )آل عمران /30 ، و قوله سبحانه : ( إنا نحن نرث الأرض و من عليها ) مريم / 40 ، وقوله جل و علا : ( إني أعظك أن تكون من الجاهلين ) هود / 46، و قوله سبحانه : ( ألا تزر وازرة وزر أخرى ) النجم / 38 ، إلى غير ذلك من الآيات الكريمة .
فأصل هذه الأفعال قبل أن يحدث فيها إعلال بالحذف : يَوْلِدُ ، تَوْجِدُ ، نَوْرِثُ ، أَوْعِظُ ، تَوْزِرُ .
إن الإعلال بجميع أنواعه يجمع بين كونه ظاهرة صوتية وصرفية في آن واحد . فأسبابه تتلخص في الاستثقال لصعوبة النطق ،كما هو الشأن في هذه الأفعال . فوقوع الواو الساكنة بين فتحة وكسرة نتج عنه ثقل في نطقها ، فحذفت تيسيرا على مستعمل اللغة ، إذ من خصائص اللغة التي تضمن لها البقاء و الاسمرارية قلةُ المجهود و خفةُ النطق ، لذلك اتصفت العربية بالإعجاز و المرونة .
مع ملاحظة وجود بعض الاستثناءات التي شَذَّت عن القاعدة كما هومعروف في اللغة ،مثل ( وقَعَ / يقَعُ ) ،و ( وَجِلَ / يَوْجَلُ ) إلا أنها قليلة .
ب- عندما يكون مصدره على وزن فِعْلة :قــــــوله تعالى : ( لا تأخذه سنة و لا نوم ) البقرة / 255 ،[ أصله وَسِنَ / يَوْسنُ/ وِسْنَةً ]
ت - عند إسناده للأمر قوله عز و جل : ( قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون ) الأنعام / 91 [ أصله اوْذَرْهم ] ، وقوله جل و علا : ( وزنوا بالقسطاس المستقيم ) الإسراء / 35 [ أصله اوْزِنوا ] ، إلى غير ذلك من الآيات الكريمة التي تجلت فيها هذه الظاهرة الصرفية .
 
2 - و مما حذفت فيه عين الفعل الأجوف ( وهو ما كانت عينُه حرف علة ) :
أ- عندما يكون مضارعا مجزوما :قولُه عز وجل : {قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا } الكهف / 75 ، و قوله جل وعلا : {قـــالوا لا تخف و بشروه بغلام عليم } الذاريات / 28 ، و قـــــــــولُه تبارك وتعالى : {فمن شهد منكم الشهر فليصمه }البقرة / 185 ... و غيرُ هذه الآيات كثيرٌ .
ب- إذا أسند إلى الماضي واتصل به ضمير رفع متحرك :قولُه جل جلاله : {وقلن حاش لله ما هذا بشرا }يوسف / 31 ، وقولُه سبحانه وتعالى : {قال سننظر أصدقت أم كنتَ من الكاذبين } النمل / 27 ، و قــــــــــــــــــــــــــــــــولُه جل وعلا : {إنا هُدنا إليك }الأعراف / 156 ، و غيرها من الشواهد القرآنية . فهذه الأفعال ( التي أصلها : قُولْنَ ، و كُونْتَ ، و هُودْنا ) التقى فيها الساكنان و صعُبَ النطق بها ، فحُذفت الواو .
ت- وإذا أسند إلى الأمر و كان مبنيا على السكون : قولُه عز وجل: {قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم }الزمر / 10 ، و قولُه تبارك وتعالى : {و كن من الشاكرين } الأعراف / 144 ، وغيرها من الآيات الكريمة .
ث- و إذا صيغ منه اسم المفعول : قولُه سبحانه وتعالى : {فتول عنهم فما أنت بملوم }. وأصلها ( مَلْوُوم ) فحذفت منها الواو لالتقاء الساكنين .
ج- و إذا أُسند مضارعه إلى نون النسوة : قــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــولُه جل جلاله : {و لا نساء من نساء عسى أن يكنَّ خيرا منهن } الحجرات / 11 ، و قولُه جل جلاله : {إن كنتن تُردن الحياة الدنيا و زينتها }الأحزاب / 28 .
 
بارك الله فيكم يا دكتوره خديجة على هذه الفوائد المركزة وبأسلوب واضح، ونفع الله بعلمك وتقبله منك .
 
3 - و مما حذف منه لام الناقص الواوي أو اليائي ( و الناقص هو ماكان آخره حرف علة ) :
أ‌- إذا كان ماضيا وأُسنِد إلى واو الجماعة ، قولُه تعالى : ( دَعَوا الله مخلصين له الدين ) يونس / 22 ، و قوله عز و جل : ( فإن أُعطوا منها رَضُوا ) المائدة / 119 ، و قوله سبحانه : ( ذلك بما عَصَوا و كانوا يعتدون ) البقرة / 61 ، وغيره .
ب‌- و إذا كان ماضيا و اتصلت به تاء التأنيث ، قولُه جــــــــــــــــــــل و علا : ( وأَلْقَتْ ما فيها و تخلَّت ) الانشقاق / 4 ، و قولُه جل جلاله : ( فلا جناح عليهما فيما افتَدَتْ به ) البقرة / 229 ، وقولُه : ( و كأين من قرية عَتَتْ عن أمر ربها و رسله ) الطلاق / 8 ، و غيره .
ت‌- إذا كان مضارعاً أو أمراً و أُسنِد إلى واو الجماعة ، قولُه سبحانه :( أفغيرَ دين الله يَبْغُون ) آل عمران / 83 ، و قولُه : ( بل إياه تَدْعُون ) الأنعام / 41 ، و قولُه : ( أنجينا الذين يَنْهَوْن عن السوء ) الأعراف / 156 ، و قــــولُه : ( و أَلْقُوه في غيابات الجب ) يوسف / 10 ، و قولُه : ( وارزقوهم فيها و اكْسُوهم ) و غيره . ]وأصلها : يَبْغُوُوْنَ – تَدْعُوُوْنَ – يَنْهَاوْنَ – أَلْقُوُوْهُ - اكْسُوُوْهم [
ث‌- إذا كان مضارعاً أو أمراً و أُسنِد إلى ياء المخاطبة ، قولُه : ( فإذا خِفت عليه فأَلْقِيه في اليم ) القصص / 7 .
 
جزاك الله خيرا ، ونفع بك الأمــــــــــــــة
سؤال يا فاضلة : هل بالإمكان إفادتي بأهم المراجع التي تكلمت بتوسع عن موضوع الحصر والقصر ؟
كتب الله أجركــــــــــــ ـ
ومضة
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ،،،
فجر الأمـــــــــــة
 
الأخت فجر الامة ، أشكرك على اطلاعك على الموضوع ، أما عن طلبك فجميع الكتب النحوية و البلاغية يمكن أن تفيدك في موضوع الحصر و القصر فهو متعلق بالنفي ، و الاستثناء ، و تقديم ما حقُّه التأخير .
أتمنى لك التوفيق
 
عودة
أعلى