طلب من الكرام

إنضم
24/11/2012
المشاركات
10
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
35
الإقامة
عمان
اريد من اساتذتي ان يشرح لي احدهم هذا النص للامام الطبري :

وقد زعم أيضا بعض من ضعفت معرفته بتأويل أهل التأويل ، وقلت روايته لأقوال السلف من أهل التفسير ، أن "الرحمن " مجازه : ذو الرحمة ، و "الرحيم " مجازه : الراحم ، ثم قال : قد يقدرون اللفظين من لفظ والمعنى واحد ، وذلك لاتساع الكلام عندهم . قال : وقد فعلوا مثل ذلك فقالوا : ندمان ونديم ، ثم استشهد ببيت برج بن مسهر الطائي :


وندمان يزيد الكأس طيبا ، سقيت وقد تغورت النجوم


واستشهد بأبيات نظائره في النديم والندمان ، ففرق بين معنى الرحمن والرحيم في التأويل لقوله : الرحمن ذو الرحمة ، والرحيم الراحم ، وإن كان قد ترك بيان تأويل معنييهما على صحته . ثم مثل ذلك باللفظين يأتيان بمعنى واحد ، فعاد إلى ما قد جعله بمعنيين ، فجعله مثال ما هو بمعنى واحد مع اختلاف الألفاظ .

ولا شك أن ذا الرحمة هو الذي ثبت أن له الرحمة ، وصح أنها له صفة; وأن الراحم هو الموصوف بأنه سيرحم ، أو قد رحم فانقضى ذلك منه ، أو هو فيه .

ولا دلالة له فيه حينئذ أن الرحمة له صفة ، كالدلالة على أنها له صفة ، إذا وصف بأنه ذو الرحمة . فأين معنى "الرحمن الرحيم " على تأويله ، من معنى الكلمتين تأتيان مقدرتين من لفظ واحد باختلاف الألفاظ واتفاق المعاني ؟ ولكن القول إذا كان غير أصل معتمد عليه ، كان واضحا عواره .
 
الفاضل حمزة
الذي عناه الطبري في هذا النص هو أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه "مجاز القرآن"
وقبل مناقشة النص أضع بين يديك هذا المقتطف للتعريف بالكتاب تعميما للفائدة :
" مجاز القرآن " المؤلف : معمر بن المثنى التيمي أبو عبيدة النحوي البصري توفي سنة مائتين وعشر هـ الموافق 826 مـ
كتاب لغوي يتتبع المفردات والمركبات الجملية تتبعاً لغوياً جدياً، وان كان الكتاب لا يخلو من لمسات بلاغية، ولكنه يقصد بالمجاز المعنى اللغوي، وقد يقصد به الميزان الصرفي للكلمة، وقد يعني به نحو العرب وطريقتهم في التفسير أو التعبير، إلا أنه على أية حال يمثل التيار اللغوي في التفسير وإن أكد على فنون التعبير عند العرب، فهو يبدأ بالسور ثم الآيات ويتناولها بالشرح اللغوي بحسب ورودها على ترتيب المصحف، مستشهداً بالفصيح من كلام العرب على إرادة المعنى المطلوب من خطب وأقوال وأشعار.
فكتاب مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى كتاب لغة وتفسير مفردات ، لا كتاب بلاغة وبيان ، والدليل على ذلك أنه قد يسمى « غريب القرآن » باعتباره ترادف الغريب والمجاز عندهم ، كترادف الغريب والمعاني ، وقد نص على تسميته بهذا الاسم « غريب القرآن » ابن النديم.[الفهرست : 52]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
ولم يعرف لفظ المجاز في كلام أحد من الأئمة إلا فى كلام الإمام أحمد فانه قال فيما كتبه من الرد على الزنادقة والجهمية هذا من مجاز القرآن وأول من قال ذلك مطلقا أبو عبيدة معمر بن المثنى فى كتابه الذي صنفه في مجاز القرآن ثم أن هذا كان معناه عند الأولين مما يجوز في اللغة ويسوغ فهو مشتق عندهم من الجواز كما يقول الفقهاء عقد لازم وجائز . وكثير من المتأخرين جعله من الجواز الذي هو العبور من معنى الحقيقة إلى معنى المجاز.
وقال الشيخ مساعد الطيار حفظه الله في التفسيراللغوي :
(وإذا تأملت كتاب مجاز القرآن وجدته كتابا في تفسير ألفاظ القرآن ، أي غريب القرآن ) .
ثم قال في موضع آخر من الكتاب :
(والمجاز عند أبي عبيدة : ما يجوز في لغة العرب من التعبير عن الألفاظ والأساليب ، وليس المجاز الاصطلاحي عند البلاغيين ، وهذا ظاهر من كتابه ) "
المرجع : هنا
 
يقول أبو عبيدة معمر بن المثنى (ت:209هـ) في كتابه (مجاز القرآن) :
" «الرّحمن» مجازه ذو الرحمة ، و«الرّحيم» مجازه الراحم ، وقد يقدّرون اللفظين من لفظ واحد والمعنى واحد ، وذلك لاتّساع الكلام عندهم ، وقد فعلوا مثل ذلك فقالوا : ندمان ونديم "
 
يقول الطبري (ت:310هـ) في تفسيره :
" واستشهد [يعني أبا عبيدة معمر بن المثنى ] بأبياتٍ نظائره في النَّديم والنَّدمان، ففرق بين معنى الرحمن والرحيم في التأويل لقوله: الرحمن ذو الرحمة، والرحيم الراحم، وإن كان قد ترك بيان تأويل معنيَيْهما على صحته. ثم مثّل ذلك باللَّفظين يأتيان بمعنى واحد، فعاد إلى ما قد جعله بمعنيين، فجعله مثال ما هو بمعنى واحد مع اختلاف الألفاظ."
يلاحظ الطبري أن في تحليل ابن المثنى تناقضاً :
1 ـ يجزم في الأول على أن الرحمن والرحيم مشتقان من الرحمة . وهذا ما أكده من بعده الجوهري (ت:393هـ) : " الرَّحْمن والرَّحيم اسمان مشتقان من الرَّحْمة، ونظيرهما في اللغة نَديمٌ ونَدْمان، وهما بمعنى، ويجوز تكرير الاسمين إِذا اختلف اشتقاقهما على جهة التوكيد كما يقال فلان جادٌّ مُجِدٌّ "
2 ـ فرق بين معنى الرحمن والرحيم بصفة خاطئة بقوله : الرحمن ذو الرحمة ، والرحيم الراحم .
3 ـ بهذا الصنيع مثّل ذلك باللَّفظين يأتيان بمعنى واحد، فعاد إلى ما قد جعله بمعنيين، فجعله مثال ما هو بمعنى واحد مع اختلاف الألفاظ .فسقط في التناقض .
فتكون الخلاصة المنطقية التي صاغها على شكل سؤال منهجي :
فأين معنى "الرحمن الرحيم" على تأويله، من معنى الكلمتين يأتيان مقدَّرتين من لفظ واحد باختلاف الألفاظ واتفاق المعاني؟
وتكون الملاحظة العلمية :
" ولكن القول إذا كان غير أصل معتمد عليه، كان واضحًا عوارُه ".
 
جزاك الله عني خيرا استاذي لكن (فعاد إلى ما قد جعله بمعنيين، فجعله مثال ما هو بمعنى واحد مع اختلاف الألفاظ

Read more: http://vb.tafsir.net/tafsir34120/#post189591#ixzz2Ds1CDPUh )
اين جعل ابو عبيدة التفريق بين المعنيين ؟ اليس الراحم و ذو الرحمة متقاربا المعنى كما الكلمات في الابيات التي ساقها ...
 
أخي حمزة
في الأول ذكر معمر بن المثنى أن : " «الرّحمن» مجازه ذو الرحمة ، و«الرّحيم» مجازه الراحم ، وقد يقدّرون اللفظين من لفظ واحد والمعنى واحد ، وذلك لاتّساع الكلام عندهم ، وقد فعلوا مثل ذلك فقالوا : ندمان ونديم " بمعنى أن الرحمن والرحيم اسمان مختلفان وهما بمعنى واحد .
لكن عند التحليل نستنتج العكس :
إذا كان (الرحمن ذو الرحمة) ، فإن : (ذو الرحمة هو الذي ثَبت أن له الرحمة، وصحَّ أنها له صفة) . أي أن الرحمة صفة للرحمن
وإذا كان (الرحيم الراحم) فإن (الراحم) أصبح هو الموصوف بأنه سيرحم، أو قد رحم فانقضى ذلك منه، أو هو فيه. أي أن الرحمة ليست صفة للرحيم .
بمعنى : هناك دلالة على أن الرحمة صفة للرحمن ، ولا دلالة على أنها صفة للرحيم .
من ذلك نستنتج : أن الرحمة والرحيم مفردتان مختلفتان في المعنى .
وإذا كان ذلك كذلك فإنه نقض للكلام الأول الذي يقول إن معناهما واحد .لذلك طرح الطبري السؤال وهو حجة على معمر : فأين معنى "الرحمن الرحيم" على تأويله، من معنى الكلمتين يأتيان مقدَّرتين من لفظ واحد باختلاف الألفاظ واتفاق المعاني؟
والحمد لله رب العالمين
 
عودة
أعلى