طلب مشاركة حول قوله تعالى :(ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب إليم).

إنضم
03/09/2008
المشاركات
221
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
يقول السعدي رحمه الله:فمجرد إرادة الظلم والإلحاد في الحرم موجب للعذاب،وإن كان غيره لايعاقب العبد عليه إلا بعمل الظلم .أهـ.
وفي صحيح البخاري رحمه الله:(أبغض الناس إلى الله ثلاثة :ملحد في الحرم......الحديث).
فحبذا لويفيدنا أحد الإخوة بمبحث حول مسألة الإلحاد، وهل يشمل الصغيرة والكبيرة؟
وأقوال المحققين في ذلك.
 
الحمد لله , وبعد:

فالإلحادُ في هذه الآية يرادُ به الشركُ بالله والكفر به إرادةً أوليةً لا شك فيها لأنَّ الكفر والشرك هما أصل الإلحاد الذي هو الميلُ عن الطريق الذي شرع الله لعباده سلوكه.

ومما ينبغي التنبه له أنــه لا إشكال (شرعاً) في تفاوت المؤاخذة على السيئات , بين مكانين , أو زمانين , أو مذنبَـيْن.

فالمعصية في الحرم ليست كغيـره , والمعصية ليلة القدر ليست كغيرها , والمعصية من الأنبياء ليست كغيرهم , وهذا مما وردت به نصوص الكتاب والسنة.

وهذه الآية مما خصَّ الله به حرمه الشريف دون سائر بقاع الأرض , وهي مخصصة لعموم قوله صلى الله عليه وسلم (ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة) أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

والعلماء -رحمهم الله - يقولون إن فعل الصغائر في الحرم الشريف أشنع وأفظع من فعل الكبائر خارج الحرم.

وبالنـسبة للإلحاد في الآية ففيه خلاف بين العلماء وأقوالهم تتجاوز الثلاثة , وأحد هذه الأقوال أنه يشمل الصغيرة والكبيرة , ويستدل القائلون به بـالمعنى اللغوي للإلحاد والذي هو العدول عن الطريقة فقالوا إن هذ المعنى متمثل فيهما يعنس فس الصغيرة والكبيرة داخل الحرم, وفي كل شر.

والله أعـلم
 
أخي محمود /وفقك الله.
قولك إن العلماء رحمهم الله يقولون إن الصغيرة في الحرم أشد من الكبيرة في غيره ،ذكرابن حجر رحمه الله أنه ظاهر سياق الحديث ،لكن عقّب عليه بقوله : وهو مشكل ،فيتعين أن المراد بالإلحاد فعل الكبيرة ،وقد يؤخذ ذلك من سياق الآية فإن الإتيان بالجملة الإسمية في قوله :(ومن يرد فيه بإلحاد بظلم)الآية يفيد ثبوت الإلحاد ودوامه،والتنوين للتعظيم أي من يكون إلحاده عظيما والله أعلم.
 
السلام عليكم ،،
لدي سؤال :
هل (بظلم) في الآية يقصد به : الشرك ، أم جميع أنواع الظلم ؟
أفيدونا .

تنبيه : أقصد معنى الظلم لا الإلحاد .
 
الألحاد في الحرم بظلم

المعنى الأصلى والله أعلم هو إرادة القتال، لأن فيه استباحة لخصوصية هذا البلد وهي تحريم القتال فيه وقيده بالظلم حتى يخرج الضرورة من دفع معتدي أوباغ ، لقوله تعالى"(....وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ) من الآية(191)من سورة البقرة
 
جزاك الله خيراً .

قال أبو جعفر (الطبري): وأولـى الأقوال التـي ذكرناها فـي تأويـل ذلك بـالصواب القول الذي ذكرناه عن ابن مسعود وابن عبـاس، من أنه معنـيّ بـالظلـم فـي هذا الـموضع كلّ معصية لله وذلك أن الله عمّ بقوله: { وَمَنْ يُرِدْ فِـيهِ بإلـحْادٍ بِظُلْـمٍ } ولـم يخصص به ظلـم دون ظلـم فـي خبر ولا عقل، فهو علـى عمومه. اهـ .

بقي لدي سؤال :
هل الباء في (بظلم) للسببية أم للملابسة ؟
 
جزاك الله خيراً .

قال أبو جعفر (الطبري): وأولـى الأقوال التـي ذكرناها فـي تأويـل ذلك بـالصواب القول الذي ذكرناه عن ابن مسعود وابن عبـاس، من أنه معنـيّ بـالظلـم فـي هذا الـموضع كلّ معصية لله وذلك أن الله عمّ بقوله: { وَمَنْ يُرِدْ فِـيهِ بإلـحْادٍ بِظُلْـمٍ } ولـم يخصص به ظلـم دون ظلـم فـي خبر ولا عقل، فهو علـى عمومه. اهـ .

[/COLOR]

هذا القول الذي رجحه الطبري رحمه الله تعالى غير صحيح.
لأن معنى هذا أن أهل مكة يجب أن يكونوا من الملائكة الذين لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
وهذا غير ممكن لأنهم كغيرهم من المسلمين يذنبون ويستغفرون ويتوبون ، وصغائرهم تكفر باجتناب الكبائر ، وكبائرهم تكفرها التوبة أو إقامة الحد ، وإن مات أحدهم على كبيرة دون الشرك من غير توبة فهو تحت مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له.
ولو كان المعنى كما رجحه كثير من المفسرين ، لما نجا من سكان مكة أحد من عذاب الآخرة.

الآية واردة في سياق الكفر والصد عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعله الله آمناً وجعله للناس كلهم ، فالوعيد هو في حق من يخرج به عن هذا الآمن وهذه الخصوصية .
 
عودة
أعلى