السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد إلي الأخوة الكرام أود الحصول علي ترجمة مؤلف التفسير والمفسرون الدكتور محمد حسين الذهبي ، لقد بحثت عن هذه الترجمة كثيرا ولم أجد عنه شياء ، غير أنه قد ترجم له محمد رجب البيومي في كتابه من أعلام العصر وفي كتابه النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين ، ولم استطع الحصول علي هذين الكتابين فأرجوا ممن لديه ترجمه لهذا المؤلف أن يسعفني بها .
والشكر الجزيل
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
صحيح أن رد السلام جاء متأخراً كثيراً، -بعد سنة ونصف تقريباً- ولكني كنت سأكتب طلياً من الأخوة في الملتقى مثل طلب الأخ الشيخ الحضرمي، ذلك بعدما أعياني البحث عن ترجمة للشيخ الذهبي رحمه الله ولم أجد ذلك حتى في الموسوعة الميسرة للأئمة التفسير المطبوعة في دار الحكمة، مع أنها ترجمت لمن دونه في الأهمية، فقلت أبحث في الملتقى لعلي أجد بغيتي، علماً أنه وقد ألمح الدكتور مصطفى الذهبي ولد الشيخ الذهبي بشيء عن حياته بأسلوب خطابي أدبي، بصفحة واحدة ولم يذكر مولده ولا وفاته، وذلك في مقدمة مجموعة البحوث التي كتبها الشيخ الذهبي في علوم التفسير والقرآن والفقه والدعوة، طبعت بدار الحديث 2005م.
فأجدد هنا وبعد مرور سنة ونصف تقريباً على طلب الشيخ الحضرمي الطلب لترجمته ولو لوفاته على الأقل ولعل أهل كنانة يسعفونا بذلك.
وجزاكم الله خيراً..
ترجم له الدكتور محمد رجب البيومي في اكثر من كتاب كما ذكر الاخ الاول وترجم له الزركلي في الاعلام على ما اذكر او في احد الذيول التابعة له ويمكن الدخول على موقع اخوان اون لاين ففيهم المهتم بهذا الجانب وكان وقع تحت يدي كتاب قديم بعنوان من قتل الشيخ الذهبي وهو ضائع وسط الكتب في مكتبتي ولولا اني الان اعد للسفر الى الحج لصورت الترجمة من الكتب وارسلتها هنا لكن ان انسا الله تعالى في الاجل وعدت من الحج ساضع ترجمته هنا بحول الله فادعوا لنا اكرمكم الله
هو الدكتور الشيخ محمد حسين الذهبي العالم المفسر ، صاحب التآليف النافعة ، ووزير الأوقاف في مصر سابقاً ، توفي في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي "رحمه الله" ..
وهو من علماء مصر والأزهر ، وتولى وزارة الأوقاف المصرية
ومن أهم كتبه كتاب : "التفسير والمفسرون"
الذهبي
وفاة الذهبي كانت سنة 1977 م إثر اختطاف وقتله في خبر مشهور ، واقترن مقتله بظهور جماعة أطلقوا عليها : التكفير والهجرة .
ولا تزال خلفيات القضية مجهولة بدعاوى مختلفة تحتاج إلى يقين .
وانظر : إتمام الأعلام ، الطبعة الثانية ، ص 352 .
في قناة " الجزيرة "الأخبارية والوثائقية" برنامج بعنوان : الجريمة السياسية " عرضت في حلقتين لحياة الشيخ الذهبي رحمه الله مع تحليل لكل ملابسات اغتياله .
وشكراً للشيخ " أبوصفوت " على مداخلته فهي في محلها .
ترجم له ابنه الدكتور مصطفى محمد الذهبي وهذه ترجمته مع تصرف بسيط :
في قرية مطوبس كان مولد الشيخ محمد حسين الذهبي وهي قرية تقع على الشاطئ الشرقي للنيل تابعة لمحافظة كفر الشيخ إحدى محافظات الوجه البحري المصرية وهو ينتمي إلى أسرة تعمل بالزراعة والتجارة
وكان مولده عام 1915م وتوفي أبوه وتركه صغيرا فعني بتربيته وتعليمه شقيقع الأكبر حسين فحفظ القرآن وأتقنه وتلقى مبادئ القراءة والكتابة في قريته ثم انتقل إلى معهد دسوق الديني حيث أتم دراسته الثانوية ورحل بعد ذلك إلى القاهرة والتحق بالأزهر الشريف وتلقى العلم على يد جلة علماء عصره أمثال : الشيخ محمد مصطفى المراغي وعيسى منون ومحمد زاهد الكوثري ومحمد حبيب الشنقيطي ومحمد الخضر حسين ـ وكلاهما كان أثيرا عنده ـ ومأمون الشناوي وغيرهم .
وحصل الشيخ الذهبي على الشهادة العالية من كلية الشريعة عام 1936م وكان أول الناجحين وعددهم مائة واثنا عشر من المنتسبين المبصرين ثم نال شهادة العالمية من درجة أستاذ في علوم القرآن الكريم في 15 فبراير 1947م
قال فيه الدكتور إبراهيم أبو الخشب :
لم يخط للمجد إلا مؤمنا كلفا يحدوه حاد من الأخلاق والأدب
ولم يكن أبدا إلا على ثقة من ربه وهو مولى كل ذي أرب
موكل بمعاني النبل تقرؤها في وجهه من قديم الدهر والحقب
وسافر ـ رحمه الله ـ في كوكبة من علماء الأزهر في أول بعثة إلى مدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية للتدريس في دار التوحيد والتي كان يديرها آنذاك الشيخ محمد بن مانع ـ رحمه الله ـ وصحبه في تلك الفترة 1948 ـ 1951م خيرة الشيوخ أمثال : الشيخ عبد الرزاق عفيفي والشيخ محمد نايل عميد كلية اللغة العربية أمد الله في عمره والشيخ محمد عبد الوهاب بحيري صاحب كتاب الحيل في الشريعة الإسلامية والشيخ محمد أبو زهو صاحب كتاب الحديث والمحدثون
والشيخ زكي غيث والشيخ سيد الحكيم .
ثم ندب للتدريس في المدينة المنورة لمدة عام وذلك سنة 1951م حيث كان أول لقاء له مع العالم الرباني الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله .
ثم عاد إلى القاهرة للعمل بالمعاهد الأزهرية من 1952 ـ 1954م ثم انتقل عام 1955م للتدريس بكلية الشريعة.
كما انتدب ـ رحمه الله ـ للتدريس بالعراق في كليتي الحقوق 1955م والشريعة ببغداد 1961 ـ 1963م وصارت إليه رئاسة قسم الشريع فيها .
ولما كان ـ رحمه الله ـ ملما بالمذهب الشيعي عقيدة وفقها فقد أسند إليه تأليف وتدريس الأحوال الشخصية بين أهل السنة والجعفرية وهو كتاب يدل على تبحره في أصول الفقه وفروعه وإحاطته بالمذاهب كما تدل اختياراته ترجيحاته الفقهية على عدم تعصبه لمذهبه الحنفي .
وصحبه في تلك الفترة لفيف من علماء الأزهر منهم الشيخ بدر المتولي عبد الباسط صاحب كتاب تيسير أصول الفقه ورئيس لجنة الفتوى بالكويت فيما بعد والشيخ عبد الحميد المسلوت صاحب كتاب نقد كتاب الشعر الجاهلي والدكتور عبد الحميد طلب صاحب كتاب غريب القرآن من عهد ابن عباس إلى عهد ابن أبي حيان .
وتصدر ـ رحمه الله ـ للخطابة مرات عديدة في مسجد الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان وكانت له صاقات مع كبار علماء العراق أمثال : الشيخ كمال الطائي خطيب مسجد المرادية والشيخ عبد الله القاضي قاضي بغداد فيما بعد .
وبعد عودته من العراق إلى مصر أسهم ـ رحمه الله ـ في إنشاء كلية البنات الإسلامية والتدريس بها من 1963 ـ 1964م وتتلمذ على يديه الكثير من النابغات .
وندب بعد للتدريس في جامعة الكويت من 1968 ـ 1971م ونعم في تلك الفترة بصحبة الشيخ علي حسب الله رئيس قسم الشريعة بكلية دار العلوم والشيخ زكريا البري رئيس قسم الشريعة بكلية الحقوق جامعة القاهرة والشيخ بدر المتولي عبد الباسط والدكتور عبد الحميد طلب وغيرهم .
واختير ـ رحمه الله ـ أمينا مساعدا لمجمع البحوث الإسلامية في 16/1/1972م ثم عميدا لكلية الشريعة وأصول الدين في 17/ 9/ 1973م ثم أمينا عاما للمجمع في 1/6/1974م .
وله ـ رحمه الله ـ إشرافات كثيرة على رسائل الماجستير والدكتوراه ومناقشات لها في الأزهر وخارجه .
وكان ـ رحمه الله ـ عصامي النفس عالي الهمة صداعا بالحق حربا على البدع والمنكرات حنفي المذهب غير متعصب له داعيا إلى نبذ الخلاف وفتح باب الاجتهاد .
وكان مفسرا نابغا ولم يكن الشيخ أبو زهرة ـ رحمه الله ـ يلقبه أو يناديه إلا بإمام المفسرين وكان أيضا محدثا متقنا وخطيبا مفوها تهتز له أعواد المنابر غيورا على دينه ومربيا ومعلما يروم الإصلاح ويبغي التقدم للأمة .
وكان عفيف اللسان والقلم ذا أدب رفيع وفقه في الدين تملكته خشية الله وزانته طمأنينة المؤمن وإخبات الصالحين وأوتي نصيبا موفورا من الحكمة التي أثرت إنتاجه وأذاعت فضله وأضاءت أفقه وشهرت سيرته وباعدت بينه وبين شطط الأقوال وزلل الآراء وخطل الأفكار .
وقد بارك الله الله تعالى في عمره وفي وقته رغم انشغاله بالتدريس معظم حياته وهي بلاشك أعظم أعماله وترك مؤلفات كثيرة من أشهرها : التفسير والمفسرون الذي سار مسير الشمس وله أيضا : الإسرائيليات في التفسير والحديث ، الاتجاهات المنحرفة في التفسير ، ابن عربي وتفسير القرآن ، الوحي ، مقدمة في علوم القرآن ، مقدمة في علم الحديث
، تفسير سور النساء والنور والأحزاب ، أثر إقامة الحدود في استقرار المجتمع ، مالية الدولة الإسلامية ، موقف المسلم من الديانات السماوية ، شرح أحاديث العقيدة في الصحيحين ، الأحوال الشخصية بين أهل السنة والجعفرية ، وغيرها من المؤلفات .
وفي 16 ابريل 1975م وأثناء رحاته إلى العراق لحضور أحد المؤتمرات فوجئ ـ رحمه الله ـ كما فوجئ الجميع ، من وسائل الإعلام بنبأ اختياره وزيرا للأوقاف وشؤون الأزهر فصار مشرفا على شؤون الدعوة الإسلامية في أعز جبهاتها وأفسح ميادينها وأبر أجنادها الذين تقر بإخلاصهم عين الملة السمحاء .
ولاعجب أن يكون له ـ رحمه الله ـ في هذه الوزارة كلمات صدق وتوجيهات حق وحسن اختيار للدعاة والعمل على أن يكونوا مثلا عالية وألسنة صادقة وهداة إلى الحق وأساة للأدواء وأعوانا على البر والتقوى ومغاليق للشرور والآثام ونماذج لسماحة الإسلام وعزة الإيمان .
ولم يمكث في الوزارة كثيرا وخرج منها في 9 / 11 / 1976م وظفرت به كلية أصول الدين مرة أخرى أستاذا للتفسير وعلوم القرآن حتى لقي ربه شهيدا في 3 / 7 / 1977م .
ومما قاله الدكتور إبراهيم أبو الخشب في رثائه :
في ذمة الله والإسلام والعرب ما سال من دمك المسفوك ياذهبي
خطفت في ليلة مانام حارسها وذقت فيها الذي قد ذقت من وصب
قتلت ياداعي الرحمن في غسق وللردى سبب لابد من سبب
سيان من مات في أمن وفي دعة ومن يموت صريع الجهل والشغب
لكنما لشهيد الحق منزلة يحيا بها رغم ما للموت من حجب
وصلي عليه في الجامع الأزهر وأم المصلين الشيخ صالح الجعفري إمام وخطيب الجامع الأزهر آنذاك وحضر الصلاة عليه الآلاف من زملائه وتلاميذه ومحبيه وبكاه كل من اغترف من علمه أو ذاق حلاوة عشرته أو لمس صلابة دينه وصفاء سريرته وأكبر فيه عزة نفسه وعلو كرامته أو ناله بره من قريب أو بعيد .
وشيعت جنازته في مشهد مهيب ووري جثمانه الثرى في مدافن الأسرة بالإمام الشافعي طيب الله ثراه وأسكنه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.