ناصر عبد الغفور
Member
بسم1
يقول الدكتور الذهبي في كتابه التفسير و المفسرون- في معرض كلامه عن فتح القدير للإمام الشوكاني رحمه الله تعالى-:
"( التوسل )
ولكنه مع هذه الموافقة للجمهور-يريد المسألة الذي ذكرها آنفا و المتعلقة بثبوت حياة حقيقية للشهداء-، نراه يقف من مسألة التوسل بالأنبياء والأولياء موقف المعارضة، ويفيض فى الإنكار على مَن يفعل ذلك فى سورة يونس عند تفسيره لقوله تعالى فى الآية [49]: {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً إِلاَّ مَا شَآءَ اللَّهُ}... يقول ما نصه: "... وفى هذا أعظم واعظ، وأبلغ زاجر لمن صار دينه وهجيراه المناداة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والاستغاثة به عند نزول النوازل التى لا يقدر على دفعها إلا الله سبحانه، وكذلك مَن صار يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم ما لا يقدر على تحصيله إلا الله سبحانه، فإن هذا مقام رب العالمين، الذى خلق الأنبياء والصالحين وجميع المخلوقين، ورزقهم وأحياهم ويميتهم، فكيف يُطلب من نبى من الأنبياء، أو مَلَك من الملائكة، أو صالح من الصالحين، ما هو عاجز عنه غير قادر عليه ويترك الطلب لرب الأرباب، القادر على كل شىء، الخالق الرازق، المعطى المانع، وحسبك بما فى هذه الآية موعظة، فإن هذا سيد ولد آدم، وخاتم الرسل يأمره الله بأن يقول لعباده: {لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً}، فكيف يملكه لغيره؟..."اهـ
لا جرم أن كلام الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى هنا حق، و هو قول علماء السنة قديما و حديثا، و هو من مسائل الاعتقاد الثابتة و هو عدم جواز التوسل بالأنبياء و الصالحين بعد موتهم.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:" وكذلك ثبت في صحيح مسلم عن ابن عمر وأنس وغيرهما أنهم كانوا إذا أجدبوا إنما يتوسلون بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم واستسقائه لم ينقل عن أحد منهم أنه كان في حياته صلى الله عليه وسلم سأل الله تعالى بمخلوق لا به ولا بغيره لا في الاستسقاء ولا غيره ...؛ فلو كان السؤال به معروفا عند الصحابة لقالوا لعمر : إن السؤال والتوسل به أولى من السؤال والتوسل بالعباس...وكذلك من نقل عن مالك أنه جوز سؤال الرسول أو غيره بعد موتهم أو نقل ذلك عن إمام من أئمة المسلمين - غير مالك - كالشافعي وأحمد وغيرهما فقد كذب عليهم ولكن بعض الجهال ينقل هذا عن مالك ويستند إلى حكاية مكذوبة عن مالك ولو كانت صحيحة لم يكن التوسل الذي فيها هو هذا ؛ بل هو التوسل بشفاعته يوم القيامة ولكن من الناس من يحرف نقلها وأصلها ضعيف"اهـ.
إذن فما وجه المعارضة التي ذكرها الدكتور الذهبي عن الإمام الشوكاني في مسألة التوسل؟؟
أرجو التوضيح و جزاكم الله خيرا..
يقول الدكتور الذهبي في كتابه التفسير و المفسرون- في معرض كلامه عن فتح القدير للإمام الشوكاني رحمه الله تعالى-:
"( التوسل )
ولكنه مع هذه الموافقة للجمهور-يريد المسألة الذي ذكرها آنفا و المتعلقة بثبوت حياة حقيقية للشهداء-، نراه يقف من مسألة التوسل بالأنبياء والأولياء موقف المعارضة، ويفيض فى الإنكار على مَن يفعل ذلك فى سورة يونس عند تفسيره لقوله تعالى فى الآية [49]: {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً إِلاَّ مَا شَآءَ اللَّهُ}... يقول ما نصه: "... وفى هذا أعظم واعظ، وأبلغ زاجر لمن صار دينه وهجيراه المناداة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والاستغاثة به عند نزول النوازل التى لا يقدر على دفعها إلا الله سبحانه، وكذلك مَن صار يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم ما لا يقدر على تحصيله إلا الله سبحانه، فإن هذا مقام رب العالمين، الذى خلق الأنبياء والصالحين وجميع المخلوقين، ورزقهم وأحياهم ويميتهم، فكيف يُطلب من نبى من الأنبياء، أو مَلَك من الملائكة، أو صالح من الصالحين، ما هو عاجز عنه غير قادر عليه ويترك الطلب لرب الأرباب، القادر على كل شىء، الخالق الرازق، المعطى المانع، وحسبك بما فى هذه الآية موعظة، فإن هذا سيد ولد آدم، وخاتم الرسل يأمره الله بأن يقول لعباده: {لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً}، فكيف يملكه لغيره؟..."اهـ
لا جرم أن كلام الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى هنا حق، و هو قول علماء السنة قديما و حديثا، و هو من مسائل الاعتقاد الثابتة و هو عدم جواز التوسل بالأنبياء و الصالحين بعد موتهم.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:" وكذلك ثبت في صحيح مسلم عن ابن عمر وأنس وغيرهما أنهم كانوا إذا أجدبوا إنما يتوسلون بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم واستسقائه لم ينقل عن أحد منهم أنه كان في حياته صلى الله عليه وسلم سأل الله تعالى بمخلوق لا به ولا بغيره لا في الاستسقاء ولا غيره ...؛ فلو كان السؤال به معروفا عند الصحابة لقالوا لعمر : إن السؤال والتوسل به أولى من السؤال والتوسل بالعباس...وكذلك من نقل عن مالك أنه جوز سؤال الرسول أو غيره بعد موتهم أو نقل ذلك عن إمام من أئمة المسلمين - غير مالك - كالشافعي وأحمد وغيرهما فقد كذب عليهم ولكن بعض الجهال ينقل هذا عن مالك ويستند إلى حكاية مكذوبة عن مالك ولو كانت صحيحة لم يكن التوسل الذي فيها هو هذا ؛ بل هو التوسل بشفاعته يوم القيامة ولكن من الناس من يحرف نقلها وأصلها ضعيف"اهـ.
إذن فما وجه المعارضة التي ذكرها الدكتور الذهبي عن الإمام الشوكاني في مسألة التوسل؟؟
أرجو التوضيح و جزاكم الله خيرا..