قوله تعالى {إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحدٍ من بعده} قال القرطبي رحمه الله في "تفسير ه" 14/356ـ 357 وأن: في موضع نصب بمعنى كراهة أن تزولا أو لئلا تزولا أو يحمل على المعنى لأن المعنى أن الله يمنع السماوات والأرض أن تزولا فلا حاجة على هذا إلى إضمار وهذا قول الزجاج …إلى أن قال وقيل المراد بزوالهما يوم القيامة وعن إبراهيم قال دخل رجل من أصحاب بن مسعود إلى كعب الأحبار يتعلم منه العلم فلما رجع قال له بن مسعود ما الذي أصبت من كعب قال سمعت كعبا يقول إن السماء تدور على قطب مثل قطب الرحى في عمود على منكب ملك فقال له عبد الله وددت أنك انقلبت براحلتك ورحلها كذب كعب ما ترك يهوديته إن الله تعالى يقول إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا إن السماوات لا تدور ولو كانت تدور لكانت قد زالت وعن بن عباس نحوه وأنه قال لرجل مقبل من الشام من لقيت به قال كعبا قال وما سمعته يقول قال سمعته يقول إن السماوات على منكب ملك قال كذب كعب أما ترك يهوديته بعد إن الله تعالى يقول إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا والسماوات سبع والأرضون سبع ولكن لما ذكرهما أجراهما مجرى شيئين فعادت الكناية إليهما وهو كقوله تعالى أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما ثم ختم الآية بقوله إنه كان حليما غفورا لأن المعنى فيما ذكره بعض أهل التأويل أن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا من كفر الكافرين وقولهم اتخذ الله ولدا. ا.هـ ما قاله القرطبي رحمه الله تعالى.