أبومجاهدالعبيدي1
New member
- إنضم
- 02/04/2003
- المشاركات
- 1,760
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 36
- الإقامة
- السعودية
- الموقع الالكتروني
- www.tafsir.org
قال النووي رحمه الله في المجموع : ( يسن تحسين الصوت بالقراءة , للأحاديث الصحيحة المشهورة فيه ... ويسن طلب القراءة من حسن الصوت والإصغاء إليها ; وهذا متفق على استحبابه , وهو عادة الأخيار والمتعبدين وعباد الله الصالحين . وفي الصحيحين { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن مسعود , اقرأ علي القرآن فإني أحب أن أسمعه من غيري , فقرأ عليه من سورة النساء حتى بلغ { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } . والآثار فيه كثيرة مشهورة ) .
قال ابن العربي المالكي رحمه الله عند ذكره للمسائل التي دل عليها قول الله تعالى : ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ﴾ (سـبأ:10) :
( المسألة الثانية : وفيه دليل الإعجاب بحسن الصوت , وقد روى عبد الله بن مغفل قال : { رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته أو جمله وهي تسير به , وهو يقرأ سورة الفتح أو من سورة الفتح قراءة لينة وهو يرجع , ويقول آه } , واستحسن كثير من فقهاء الأمصار القراءة بالألحان والترجيع , وكرهه مالك . وهو جائز { لقول أبي موسى للنبي عليه السلام : لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيرا } ; يريد لجعلته لك أنواعا حسانا , وهو التلحين , مأخوذ من الثوب المحبر , وهو المخطط بالألوان . وقد سمعت تاج القراء ابن لفتة بجامع عمرو يقرأ : { ومن الليل فتهجد به نافلة لك } . فكأني ما سمعت الآية قط . وسمعت ابن الرفاء وكان من القراء العظام يقرأ , وأنا حاضر بالقرافة : فكأني ما سمعتها قط . وسمعت بمدينة السلام شيخ القراء البصريين يقرأ في دار بها الملك : { والسماء ذات البروج } فكأني ما سمعتها قط حتى بلغ إلى قوله تعالى : { فعال لما يريد } فكأن الإيوان قد سقط علينا . والقلوب تخشع بالصوت الحسن كما تخضع للوجه الحسن , وما تتأثر به القلوب في التقوى فهو أعظم في الأجر وأقرب إلى لين القلوب وذهاب القسوة منها . وكان ابن الكازروني يأوي إلى المسجد الأقصى , ثم تمتعنا به ثلاث سنوات , ولقد كان يقرأ في مهد عيسى فيسمع من الطور , فلا يقدر أحد أن يصنع شيئا طول قراءته إلا الاستماع إليه . وكان صاحب مصر الملقب بالأفضل قد دخلها في المحرم سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة وحولها عن أيدي العباسية , وهو حنق عليها وعلى أهلها بحصاره لهم وقتالهم له , فلما صار فيها , وتدانى بالمسجد الأقصى منها , وصلى ركعتين تصدى له ابن الكازروني , وقرأ : { قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير } فما ملك نفسه حين سمعه أن قال للناس على عظم ذنبهم عنده , وكثرة حقده عليهم : { لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين } . والأصوات الحسنة نعمة من الله تعالى , وزيادة في الخلق ومنة . وأحق ما لبست هذه الحلة النفيسة والموهبة الكريمة كتاب الله ; فنعم الله إذا صرفت في الطاعة فقد قضي بها حق النعمة . )
قال ابن العربي المالكي رحمه الله عند ذكره للمسائل التي دل عليها قول الله تعالى : ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ﴾ (سـبأ:10) :
( المسألة الثانية : وفيه دليل الإعجاب بحسن الصوت , وقد روى عبد الله بن مغفل قال : { رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته أو جمله وهي تسير به , وهو يقرأ سورة الفتح أو من سورة الفتح قراءة لينة وهو يرجع , ويقول آه } , واستحسن كثير من فقهاء الأمصار القراءة بالألحان والترجيع , وكرهه مالك . وهو جائز { لقول أبي موسى للنبي عليه السلام : لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيرا } ; يريد لجعلته لك أنواعا حسانا , وهو التلحين , مأخوذ من الثوب المحبر , وهو المخطط بالألوان . وقد سمعت تاج القراء ابن لفتة بجامع عمرو يقرأ : { ومن الليل فتهجد به نافلة لك } . فكأني ما سمعت الآية قط . وسمعت ابن الرفاء وكان من القراء العظام يقرأ , وأنا حاضر بالقرافة : فكأني ما سمعتها قط . وسمعت بمدينة السلام شيخ القراء البصريين يقرأ في دار بها الملك : { والسماء ذات البروج } فكأني ما سمعتها قط حتى بلغ إلى قوله تعالى : { فعال لما يريد } فكأن الإيوان قد سقط علينا . والقلوب تخشع بالصوت الحسن كما تخضع للوجه الحسن , وما تتأثر به القلوب في التقوى فهو أعظم في الأجر وأقرب إلى لين القلوب وذهاب القسوة منها . وكان ابن الكازروني يأوي إلى المسجد الأقصى , ثم تمتعنا به ثلاث سنوات , ولقد كان يقرأ في مهد عيسى فيسمع من الطور , فلا يقدر أحد أن يصنع شيئا طول قراءته إلا الاستماع إليه . وكان صاحب مصر الملقب بالأفضل قد دخلها في المحرم سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة وحولها عن أيدي العباسية , وهو حنق عليها وعلى أهلها بحصاره لهم وقتالهم له , فلما صار فيها , وتدانى بالمسجد الأقصى منها , وصلى ركعتين تصدى له ابن الكازروني , وقرأ : { قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير } فما ملك نفسه حين سمعه أن قال للناس على عظم ذنبهم عنده , وكثرة حقده عليهم : { لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين } . والأصوات الحسنة نعمة من الله تعالى , وزيادة في الخلق ومنة . وأحق ما لبست هذه الحلة النفيسة والموهبة الكريمة كتاب الله ; فنعم الله إذا صرفت في الطاعة فقد قضي بها حق النعمة . )