سالم سرور عالي
New member
- إنضم
- 15/04/2006
- المشاركات
- 161
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
طرق مُبتكرة للتفرُّغ للعبادة في عصر العولمة
قابلتُ صديقاً لي قبل أيام في الأربعينيات من عُمره ، فأسرَّ لي برغبته في التقاعد من عمله ، لا للراحة ، ولا للعمل الحُر، بل للتفرغ للعبادة ! .
في بيئة العمل والوظيفة – في الغالب - قد لا يستطيع الإنسان قرآءة جزءٍ من القرآن ، ولا قرآءة صفحاتٍ من كتاب مُشوِّق ، ولا مدارسة مسألة علمية ، ولا كفِّ اللسان عن الخوض فيما لا يعنيه من عثرات اللسان ومزالق المنطق ، إلا على ثُلَّة من الناس وهم قلائل ، كما تدلُّ عليه شواهد الحال .
وشواغل الزمان اليوم في العمل وخارجه لا يمكن حصرها ، فتشويش الذِّهن وتفرق الفِكر والبال وهموم الحياة ، قد لا تُساعد المسلم على السلامة في دينه وصفاء ذهنه والقيام بواجباته .
فكيف يتفرغ الإنسان لعبادة ربه في ظل العولمة التي لعبت بعقول الناس اليوم وشتت قلوبهم واختلست أوقاتهم ، فتبلَّدت أحاسيسهم وطبائعهم ؟! ، فخلت الأفئدة من المناجاة والتضرُّع ، وأضحت العبادات حركات لا روح فيها ، فلم ينتفع أصحابها بالمواعظ ولا بزواجر النصوص الشرعية ، إلا من رحم الله ، وإلى الله المشتكى .
فالتفرُّغ للعبادة مطلبٌ لازم للتزود من الخيرات ، في عصر العولمة وقبلها وبعدها ، للتخلص من أدران الدنيا وأوساخ القلوب التي تُهلك المرء إن غفل عن الإلتفات لها والقيام بحقوق النفس فيها .
وقد ورد في الحديث القدسي : " يا ابن آدم تفرَّغ لعبادتي ، املأُ صدرك غِنىً وأسدُّ فقرك ، وإن لا تفعل ملأتُ يديك شُغلاً ، ولم أسُدَّ فقرك " أخرجه الترمذي بإسناد صحيح .
وقد تقرر عند الأصوليين أن دلالة الأمر في ألفاظ الشرع المقصود بها المبادرة والفور لإبراء الذمة ولحصول السلامة وتحقيق مناط الأحكام .
لو رجعنا إلى معاجم اللغة والاصطلاح للوقوف على مفاهيم التفرُّغ لتبيَّنت لنا المعاني الآتية : الخَلوة ، الإتمام ، القصد والتوجُّه إلى العمل بعزيمة .
*ونستطيع توضيح معاني وأحكام التفرُّغ في النقاط الآتية :
1- يجب على المسلم التجرد لله بالإخلاص والعمل الصالح بعيدًا عن الناس إن أمكن له ذلك ، ولو في الأسبوع مرة واحدة لمزيد ابتهال وخشوع .
قال محمد بن واسع (ت: 123هـ ) رحمه الله تعالى : " إن الرجل ليبكي عشرين سنة و امرأته معه لا تعلم . " ويحصل ذلك بصلاةِ ليلٍ أوبعمرةٍ أو بصيامٍ أو نفقةٍ خالصة بعيدًا عن الرياء والثناء على النفس .
فإن تعذَّر التجرد والخلوة بالله لمزيد تضرع وانكسار فلا لوم عليه ولا إثم ، وليلزم الاستغفار ليله ونهاره ، عسى الله أن يفتح له أبواب الفرج ، لينجو مع مَن دبَّ ودرج . وقد قال الله تعالى :" ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيثُ لا يحتسب " ( الطلاق : 2-3 ) .
2- يجب على المسلم إتمام واجباته الدينية كما أوجب الله تعالى ولو كان في ذلك مخالفة لرغبات النفس ونزعاتها الفطرية ، فإن النفس كما قيل : كالطفل إن تُهمله شبَّ على حُبِّ الرَّضاع وإن تفطمه ينفطمِ
ويلحق بذلك وجوب تفقد المسلم لنواقص الواجبات التي فرَّط فيها فيستدركها بقضاء ، ومزيد نافلة ، وردِّ لحقوق الناس، والتحلُّل منهم أو الدعاء لهم ، والتصدق عنهم إن تعذَّر ذلك . وهذه من العبادات المنسية اليوم في واقع الناس . ومن كُسر شِراعه في هذا الباب ، فليتق الله ولينوي الخير للناس في قوله وعمله وسلوكه ، فهي عبادة دائمة أجرها لا ينقطع حتى بعد وفاة صاحبها .
3- العبادة لا تُسعد فؤاد صاحبها ولا تشرح صدره إن لم يتوجَّه إليها ويقصدها بعزيمة وصدق ، بلا عجلة ولا تسويف .لأن لُبَّها في معانيها ، وقد تقرر عند الأصوليين أن العبرة في الأحكام بالحقائق والمعاني لا بالألفاظ والمباني .
وقد بيَّن الله تعالى في كتابه أن العَجَلة وقعت لموسى عليه السلام ابتغاء رضوان الله ، لكنها كانت سببًا لعبادة قومه العجل ،وقد عاتبه الله في ذلك ، قال تعالى :" وما أعجلك عن قومك يا موسى ،قال هم أُولاء على أثري وعجلتُ إليك ربي لترضى ، قال فإنا قد فتنَّا قومك من بعدك وأضلَّهم السامريُّ" ( طه : 83- 85 ) . ويتضح ذلك بالمبادرة إلى الأعمال الصالحات في أول أوقاتها حسمًا لنزغات الشيطان ، وقطعًا لوساوس النفس في تأخير الواجبات .وقد ثبت في المرفوع : " أفضل الأعمال أو العمل: الصلاة لوقتها، وبر الوالدين ". متفق عليه .
4- عند فتور النفس عن العبادة والتفرغ لها، يجب النظر في عبادات الأنبياء والملائكة عليهم السلام وخشيتهم من الله . فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :" إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله كأنه سلسلة على صفوان ، فإذا فُزِّع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير " . أخرجه البخاري .
وعن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مررتُ ليلة أُسري بي بالملأ الأعلى، وجبريل كالحِلس البالي من خشية الله تعالى " . أخرجه الطبراني بإسنادٍ حسن .
ومما يعين على ذلك الدعاء وتفقد أعمال القلوب ، فقد ثبت بالشرع والتجربة أنها سلاح لكل من غلبه أعداؤه وتشتت أُموره وأحواله .
5- من جاهد نفسه وضعفت به عن كل ما تقدَّم من : خلوة وإتمام وقصدٍ بعزيمة صادقة ، وأيقن فتور همته وبدنه ، إما بمرض نفسي أو بدني ، أو بلاء يتعذَّر به الترقِّي في الدرجات ، فليكثر ذكر الله آناء الليل وأطراف النهار ، فبه تُستجلب الخيرات وتُدفع النَّقمات . وهو الحصن الحصين ، والزاد الذي لا ينفد والسلاح الذي لا يُثلب .
وليجمع العبد مع ذلك صدقة جارية أو وقف له بعد مماته ، مهما كان يسيرا كتوزيع مصاحف ، وتسبيل كُتبِ علمٍ نافع ، ونحوها من القربات .
والعلماء يقولون للذِّكر مئة فائدة ، والصحيح أن فوائده لا يُحيط بها إلا الله تعالى ، فلا يجوز حصرها .
وقد قال الله تعالى : " فاذكروني أذكركم " ( البقرة: 152 )، فهذه الآية الكريمة جَمعت كل خير يرجوه العبد ،وتضمَّنت دفع كل مكروبٍ يخافه ، فأين المشمِّرون ؟! .
والمأمول أن من جاهد نفسه واتَّقى ، سواء فُتح له الباب أو لم يُفتح ، فلا خوف عليه ولا حزن ، سواء مات في البِحار أو في القِفار ، أو أكلته السِّباع ، وقد قال الله تعالى : " فمن اتَّبع هُداي فلا يَضلُّ ولا يَشقى" ( طه :123 ) .
بهذه الطرق والأسباب – بعون الله تعالى – في ظِل العولمة والضرب في الأرض والإنشغال بالأولاد وهموم الحياة ، يصل العبد إلى مولاه ويحصد جناه.
ومن فرائد ابن القيم (ت : 751هـ ) رحمه الله تعالى الُأصولية قوله :" إن الله تعالى لم يُجر أحكام الدُّنيا على عِلمه في عباده ، بل على الأسباب التي نَصَبها أدلة عليها " . فتلمس هذه الأسباب مما يُعين على قطع المسافات ورفع الهمم وبلوغ المرام مهما كانت العوائق .
اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئا وأنا أعلم ، وأستغفرك من الذنب الذي لا أعلم .
هذا ما تيسره تحريره ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
أ/أحمد بن مسفر بن معجب العتيبي
عضو هيئة التدريس بقوات الأمن الخاصة
(منقول)
قابلتُ صديقاً لي قبل أيام في الأربعينيات من عُمره ، فأسرَّ لي برغبته في التقاعد من عمله ، لا للراحة ، ولا للعمل الحُر، بل للتفرغ للعبادة ! .
في بيئة العمل والوظيفة – في الغالب - قد لا يستطيع الإنسان قرآءة جزءٍ من القرآن ، ولا قرآءة صفحاتٍ من كتاب مُشوِّق ، ولا مدارسة مسألة علمية ، ولا كفِّ اللسان عن الخوض فيما لا يعنيه من عثرات اللسان ومزالق المنطق ، إلا على ثُلَّة من الناس وهم قلائل ، كما تدلُّ عليه شواهد الحال .
وشواغل الزمان اليوم في العمل وخارجه لا يمكن حصرها ، فتشويش الذِّهن وتفرق الفِكر والبال وهموم الحياة ، قد لا تُساعد المسلم على السلامة في دينه وصفاء ذهنه والقيام بواجباته .
فكيف يتفرغ الإنسان لعبادة ربه في ظل العولمة التي لعبت بعقول الناس اليوم وشتت قلوبهم واختلست أوقاتهم ، فتبلَّدت أحاسيسهم وطبائعهم ؟! ، فخلت الأفئدة من المناجاة والتضرُّع ، وأضحت العبادات حركات لا روح فيها ، فلم ينتفع أصحابها بالمواعظ ولا بزواجر النصوص الشرعية ، إلا من رحم الله ، وإلى الله المشتكى .
فالتفرُّغ للعبادة مطلبٌ لازم للتزود من الخيرات ، في عصر العولمة وقبلها وبعدها ، للتخلص من أدران الدنيا وأوساخ القلوب التي تُهلك المرء إن غفل عن الإلتفات لها والقيام بحقوق النفس فيها .
وقد ورد في الحديث القدسي : " يا ابن آدم تفرَّغ لعبادتي ، املأُ صدرك غِنىً وأسدُّ فقرك ، وإن لا تفعل ملأتُ يديك شُغلاً ، ولم أسُدَّ فقرك " أخرجه الترمذي بإسناد صحيح .
وقد تقرر عند الأصوليين أن دلالة الأمر في ألفاظ الشرع المقصود بها المبادرة والفور لإبراء الذمة ولحصول السلامة وتحقيق مناط الأحكام .
لو رجعنا إلى معاجم اللغة والاصطلاح للوقوف على مفاهيم التفرُّغ لتبيَّنت لنا المعاني الآتية : الخَلوة ، الإتمام ، القصد والتوجُّه إلى العمل بعزيمة .
*ونستطيع توضيح معاني وأحكام التفرُّغ في النقاط الآتية :
1- يجب على المسلم التجرد لله بالإخلاص والعمل الصالح بعيدًا عن الناس إن أمكن له ذلك ، ولو في الأسبوع مرة واحدة لمزيد ابتهال وخشوع .
قال محمد بن واسع (ت: 123هـ ) رحمه الله تعالى : " إن الرجل ليبكي عشرين سنة و امرأته معه لا تعلم . " ويحصل ذلك بصلاةِ ليلٍ أوبعمرةٍ أو بصيامٍ أو نفقةٍ خالصة بعيدًا عن الرياء والثناء على النفس .
فإن تعذَّر التجرد والخلوة بالله لمزيد تضرع وانكسار فلا لوم عليه ولا إثم ، وليلزم الاستغفار ليله ونهاره ، عسى الله أن يفتح له أبواب الفرج ، لينجو مع مَن دبَّ ودرج . وقد قال الله تعالى :" ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيثُ لا يحتسب " ( الطلاق : 2-3 ) .
2- يجب على المسلم إتمام واجباته الدينية كما أوجب الله تعالى ولو كان في ذلك مخالفة لرغبات النفس ونزعاتها الفطرية ، فإن النفس كما قيل : كالطفل إن تُهمله شبَّ على حُبِّ الرَّضاع وإن تفطمه ينفطمِ
ويلحق بذلك وجوب تفقد المسلم لنواقص الواجبات التي فرَّط فيها فيستدركها بقضاء ، ومزيد نافلة ، وردِّ لحقوق الناس، والتحلُّل منهم أو الدعاء لهم ، والتصدق عنهم إن تعذَّر ذلك . وهذه من العبادات المنسية اليوم في واقع الناس . ومن كُسر شِراعه في هذا الباب ، فليتق الله ولينوي الخير للناس في قوله وعمله وسلوكه ، فهي عبادة دائمة أجرها لا ينقطع حتى بعد وفاة صاحبها .
3- العبادة لا تُسعد فؤاد صاحبها ولا تشرح صدره إن لم يتوجَّه إليها ويقصدها بعزيمة وصدق ، بلا عجلة ولا تسويف .لأن لُبَّها في معانيها ، وقد تقرر عند الأصوليين أن العبرة في الأحكام بالحقائق والمعاني لا بالألفاظ والمباني .
وقد بيَّن الله تعالى في كتابه أن العَجَلة وقعت لموسى عليه السلام ابتغاء رضوان الله ، لكنها كانت سببًا لعبادة قومه العجل ،وقد عاتبه الله في ذلك ، قال تعالى :" وما أعجلك عن قومك يا موسى ،قال هم أُولاء على أثري وعجلتُ إليك ربي لترضى ، قال فإنا قد فتنَّا قومك من بعدك وأضلَّهم السامريُّ" ( طه : 83- 85 ) . ويتضح ذلك بالمبادرة إلى الأعمال الصالحات في أول أوقاتها حسمًا لنزغات الشيطان ، وقطعًا لوساوس النفس في تأخير الواجبات .وقد ثبت في المرفوع : " أفضل الأعمال أو العمل: الصلاة لوقتها، وبر الوالدين ". متفق عليه .
4- عند فتور النفس عن العبادة والتفرغ لها، يجب النظر في عبادات الأنبياء والملائكة عليهم السلام وخشيتهم من الله . فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :" إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله كأنه سلسلة على صفوان ، فإذا فُزِّع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير " . أخرجه البخاري .
وعن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مررتُ ليلة أُسري بي بالملأ الأعلى، وجبريل كالحِلس البالي من خشية الله تعالى " . أخرجه الطبراني بإسنادٍ حسن .
ومما يعين على ذلك الدعاء وتفقد أعمال القلوب ، فقد ثبت بالشرع والتجربة أنها سلاح لكل من غلبه أعداؤه وتشتت أُموره وأحواله .
5- من جاهد نفسه وضعفت به عن كل ما تقدَّم من : خلوة وإتمام وقصدٍ بعزيمة صادقة ، وأيقن فتور همته وبدنه ، إما بمرض نفسي أو بدني ، أو بلاء يتعذَّر به الترقِّي في الدرجات ، فليكثر ذكر الله آناء الليل وأطراف النهار ، فبه تُستجلب الخيرات وتُدفع النَّقمات . وهو الحصن الحصين ، والزاد الذي لا ينفد والسلاح الذي لا يُثلب .
وليجمع العبد مع ذلك صدقة جارية أو وقف له بعد مماته ، مهما كان يسيرا كتوزيع مصاحف ، وتسبيل كُتبِ علمٍ نافع ، ونحوها من القربات .
والعلماء يقولون للذِّكر مئة فائدة ، والصحيح أن فوائده لا يُحيط بها إلا الله تعالى ، فلا يجوز حصرها .
وقد قال الله تعالى : " فاذكروني أذكركم " ( البقرة: 152 )، فهذه الآية الكريمة جَمعت كل خير يرجوه العبد ،وتضمَّنت دفع كل مكروبٍ يخافه ، فأين المشمِّرون ؟! .
والمأمول أن من جاهد نفسه واتَّقى ، سواء فُتح له الباب أو لم يُفتح ، فلا خوف عليه ولا حزن ، سواء مات في البِحار أو في القِفار ، أو أكلته السِّباع ، وقد قال الله تعالى : " فمن اتَّبع هُداي فلا يَضلُّ ولا يَشقى" ( طه :123 ) .
بهذه الطرق والأسباب – بعون الله تعالى – في ظِل العولمة والضرب في الأرض والإنشغال بالأولاد وهموم الحياة ، يصل العبد إلى مولاه ويحصد جناه.
ومن فرائد ابن القيم (ت : 751هـ ) رحمه الله تعالى الُأصولية قوله :" إن الله تعالى لم يُجر أحكام الدُّنيا على عِلمه في عباده ، بل على الأسباب التي نَصَبها أدلة عليها " . فتلمس هذه الأسباب مما يُعين على قطع المسافات ورفع الهمم وبلوغ المرام مهما كانت العوائق .
اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئا وأنا أعلم ، وأستغفرك من الذنب الذي لا أعلم .
هذا ما تيسره تحريره ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
أ/أحمد بن مسفر بن معجب العتيبي
عضو هيئة التدريس بقوات الأمن الخاصة
(منقول)