يوسف السناري
New member
خطوات جمع نصوص كتاب مفقود:
إذا فقد كتاب وأردنا أن نجمع نصوصا لهذا الكتاب المفقود ، فما هي القواعد العلمية المتبعة في هذا الصدد ؟
فأقول بعد الصلاة والسلام على رسول الله: الإجابة عن هذا السؤال تكون مبثوثة في بئيرة (ذخيرة) كتاب فذ لم أر مثله وأظنه فريدا في بابه ألاوهو كتاب «القواعد المنهجية في التنقيب عن المفقود من الكتب والأجزاء التراثية» للدكتور : حكمت بشير ياسين. ط مكتبة المؤيد، الرياض.
وقد قرأت هذا الكتاب وسوف ألخصه لك أخي القارئ مجملا ثم أشرع في التفصيل فإليك البيان:
1- البحث في كتب الإجازات والمسموعات الموجودة في كتب السماعات والأثبات والبرامج والمشيخات والفهارس.
2-البحث في الكتب الموجودة لمصنف الكتاب المفقود.
3- البحث في الكتب التلاميذ، وتلاميذ التلاميذ ، ومن بعدهم.
4- البحث في الكتب الخاصة بفن الكتاب المفقود.
5- البحث في الكتب التي صنفت في موضوع الكتاب المفقود.
6- البحث في الكتب التي استلت من الكتاب وهي (كتب المختصرات ، المنتخبات ، التهذيبات، المختارات ، العوالي، الأمالي ، الردود، الزوائد، الفوائد)
7-البحث في الكتب التي احتوت الكتاب بالكامل (( الشروح، الحواشي ، الترجمات ))
8- البحث في رواة الكتاب وفي كتبهم فغالبا ما يفتخر راوي الكتاب بروايته للكتاب فيذكر نصوصا له.
9- البحث في كتب أهل المؤلف إن وجد ،و في كتب أهل بلده وأهل مذهبه فغالبا ما تجد نصوصا له.
10-البحث في كتب التخريجات.
11- في كتب الموارد والمصادر والفهارس .
12- النظر في كتب الأطراف .
13-البحث في الكتب المسندة المتأخرة عن الكتاب المفقود.
انتهت القواعد من كتاب القواعد المنهجية في التنقيب عن المفقود من كتب التراث.
والآن يأتي التفصيل:
الخطوة الأولي: البحث في كتب الإجازات والمسموعات الموجودة في كتب السماعات والأثبات والبرامج والمشيخات والفهارس.
إذا بحثنا في كتب الإجازات والسماعات نجد الذي قد سمع الكتاب أو أجيز فيه غالبا ما يذكر نصوصا لهذا الكتاب الذي أجيز فيه يفتخر بذلك إذا كان من أهل التصنيف ، فنجمع هذه النصوص حينئذ في بطاقات مرتبة منظمة.
مثال : الحافظ ابن حجر في المعجم المفهرس قد روى كتبا كثرة قد أجيز فيها، فإذا رجعنا إلى مصنفاته نجد قد ذكر نصوصا كثيرة عن هذه الكتب التي أجيز فيها.
وفي هذه الطريقة فوائد منها: معرفة رواة كتب التراث فإن كل كتاب في الكتب القديمة له إسناد .
أهم الكتب(كتب البرامج والفهارس) التي تذكر الكتب بأسانيدها :
1- فهرس ابن خير الإشبيلي : من أوسع الكتب في ذلك .طبع عدة طبعات ،منها طبعة بيروت ، منشورات دار الآفاق الجديدة، وكذلك حققه :إبراهيم الأبياري ، طبعة :دار الكتاب المصري ودار الكتاب اللبناني
2- فهرس ابن عطية، صاحب التفسير ، حققه محمد أبو الأجفان ومحمد الزاهي ،ط دار الغرب الإسلامي ، بيروت.
3- فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات : للشيخ الكبير : عبد الحي الكتاني ،ط دار الغرب الإسلامي .
4- برنامج ابن جابر الوادي آشي:حققه محمد الحبيب الهيلة ، نشره مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى.
5- برنامج المجاري: للمجاري ، حققه :محمد أبو الأجفان ، ط دار الغرب الإسلامي
6- صلة الخلف بموصول السلف : للروداني ، حققه : محمد حجي.
7- التقييد لمعرفة رواة الكتب والسنن والمسانيد ، لابن نقطةـ 629ت.
وغيرهم كتب كثيرة فهذه الكتب تذكر رواة الكتب ، وبعد ذلك نبحث هل لهم مصنفات؟ فإذا كان له مصنفات فسوف تجد بإذن الله في كتبهم نصوصا عن الكتاب الذي أجيز فيه أو رواه.
الخطوة الثانية:
2-البحث في الكتب الموجودة لمصنف الكتاب المفقود.
وهذه الخطوة تجعلنا نستقرئ كل كتب المصنف ، ونبحث فيها عن نص لهذا الكتاب المفقود وترتب هذه النصوص .
الخطوة الثالثة:
3-البحث في الكتب التلاميذ، وتلاميذ التلاميذ ، ومن بعدهم.
هذه الحالة تجعلنا نرجع إلى ترجمة المؤلف والبحث عن تلاميذه الذين لهم مصنفات وهذه القاعدة تنفع كثيرة في الكتب المسندة ككتب التفسير والحديث ، وكذلك غيرها.
مثال : ابن القيم في كتبه كثيرا ما ينقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية ، وقد جمع الشيخ محمد بن القاسم المستدرك على مجموع الفتاوى بهذه الطريقة استقرأ كتب ابن القيم وقارن النصوص غير الموجودة في الفتاوى ،و كذلك الروايات الشفوية التي سمعها ابن القيم من شيخه في مجالسه فيقول مثلا : سمعت : شيخ الإسلام يقول : كذا ،أو قال لنا في مجلس، فجمعه الشيخ ابن القاسم.
وهذه طريقة من الطرق.
الخطوة الرابعة:
1- البحث في الكتب الخاصة بفن الكتاب المفقود.
وهذه القاعدة مهمة جدا التي إذا طبقت سيكون فيها نفع كثير وهي تنقسم إلى قسمين:
1- كتب الموسوعات: فتجرد الموسوعات ، وتدرس مواردها .
2- كتب غير موسوعية.
الطريقة الخامسة :
البحث في الكتب التي صنفت في موضوع الكتاب المفقود.
الطريقة السادسة:
البحث في الكتب التي استلت من الكتاب وهي (كتب المختصرات ، المنتخبات ، التهذيبات، المختارات ، العوالي، الأمالي ، الردود، الزوائد، الفوائد). هذه الطريقة تجعلنا نبحث عن مختصر للكتاب المفقود أو مهذب ، وهذا لابد لمن أراد جمع نصوص لكتاب مفقود.
الطريقة السابعة:
البحث في الكتب التي احتوت الكتاب بالكامل (( الشروح، الحواشي ، الترجمات))
هذه الطريقة تجعل الباحث ينظر في الكتب المترجمة والشروح والحواشي للكتاب المفقود وبعدها يأتي التنقيب.
الطريقة الثامنة:
البحث في رواة الكتاب وفي كتبهم فغالبا ما يفتخر راوي الكتاب بروايته له فيذكر نصوصا له.
لابد للباحث عن كتاب مفقود من النظر في ترجمة المؤلف،وخصوصا من أفرد للمصنف كتابا في سيرته وترجمته مثل: كتاب العقود الدرية، لابن عبد الهادي، فإن ابن عبد الهادي قد ذكر كلاما كثيرا في هذا الكتاب عن ابن تيمية بل قد ذكر فصولا من كتبه ،رحمه الله .
الخطوة التاسعة:
البحث في كتب أهل المؤلف إن وجد ،و في كتب أهل بلده وأهل مذهبه فغالبا ما تجد نصوصا لهذا الكتاب المفقود، في كتبهم.
الخطوة العاشرة:
البحث في كتب التخريجات.
فحينما يقوم المصنف بالتخريج فيحاول أن يستقصي الطرق ، وإذا كان العالم موسوعيا فغالبا فإنه ينقل عن كتب كثيرة ، قد يكون فيها شيء من نصوص كتابنا.
من أهم كتب التخريج:
1- تخريج أحاديث الأم للبيهقي.
2- نصب الراية، للزيلعي.
3- تخريج أحاديث الكشاف ، للزيلعي
4- المغني عن حمل الأسفار، للعراقي.
5- التلخيص الحبير لابن حجر.
كل هذه الكتب مشحونة بنصوص عن كتب مفقودة.
الخطوة الحادية عشرة:
البحث في كتب الموارد والمصادر والفهارس(أعني فهارس الكتب التي تكون في الكشافات).
النظر في كتب الموارد يوفر على الباحث الجهد ؛ لأنه ينص في المورد على أن الكتاب قد اقتبس عن الكتاب المفقود كذا وكذا موضعا ،
وبالتالي يأتي الباحث مقمشا هذه المواضع دون قرأت الكتاب كله.
كتب الموارد ما زالت بكرا تحتاج إلى جهد طلبة العلم فهي قليلة ،
ومن أهمها :
1- موارد الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد .د . أكرم ضياء العمري ، دار طيبة ، الرياض.
2- موارد السيوطي في الدر المنثور ، د. عامر حسن صبري ، وقد نشره في مجلة جامعة العين بالإمارات.
3- طبع حديثا موارد السيوطي في الإتقان.
4- موارد ابن القيم في كتبه ،د. بكر أبو زيد، دار العاصمة.
5- موارد ابن عساكر في تاريخ دمشق.
6- موارد البلاذري عن الأسرة الأموية في أنساب الأشراف ، د. د محمد جاسم، مكتبة الطالب الجامعي ، مكة.
7- موارد ابن حجر في الإصابة ، د. شاكر عبد المنعم.
وكذلك النظر في فهرس الكتب الذي يكون في الكشافات فهو يعد موردا صغيرا، فهو يغني الباحث عن قراءة الكتاب .
الخطوة الثانية عشرة:
النظر في كتب الأطراف .
فإن كتب الأطراف تذكر كتبا كثيرة لم تصل إلينا ، ومن أجمعها : كتاب السيوطي الجامع الكبير .
الخطوة الثالثة عشرة:
البحث في الكتب المسندة المتأخرة عن الكتاب المفقود.
ككتب التفسير، والعقيدة والحديث.
وبهذا يكون قد انتهيت من عرض هذه القواعد ، ملخصا إياها من كتاب((القواعد المنهجية في التنقيب عن المفقود من الكتب والأجزاء التراثية))للشيخ د. حكمت ياسين، فجزى الله مؤلفه خير الجزاء.
نصائح وتوجهات :
أتمن من إخواني بأن يوجهوا عنايتهم بهذا الأمر البكر الذي لو تبناه محقق أمين يحترق قلبه على المفقود من كتب التراث لكان أولى له من كتاب حقق ونشر بأكثر من نشرة ، فلو أنه طبق هذه القواعد على كتاب مفقود من كتب التراث فأحيا الله به كتابا كان معدودا في الموتى، لكان فيه نفع للمكتبة الإسلامية وللمسلمين ما الله به عليم.
وكذلك أنصح إخواني بالاشتغال بكتب الموارد أعني أنه يأخذ كتابا موسوعيا ويستقرأه ويخرج من مصادر المؤلف الكتب التي نص عليها، وينبه على المفقود منها، لكان هذا العمل عملا مباركا إن شاء الله له و شكره عليه العلماء من المسلمين فهذه الفكرة ما زالت بكرا لم يفتضها كثر من الناس، وكان هذا خدمة للمسلمين.
والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد المبلغ عن ربه كلام ربه ، وعلى أبوينا إبراهيم وإسماعيل.
يوسف السناري
إذا فقد كتاب وأردنا أن نجمع نصوصا لهذا الكتاب المفقود ، فما هي القواعد العلمية المتبعة في هذا الصدد ؟
فأقول بعد الصلاة والسلام على رسول الله: الإجابة عن هذا السؤال تكون مبثوثة في بئيرة (ذخيرة) كتاب فذ لم أر مثله وأظنه فريدا في بابه ألاوهو كتاب «القواعد المنهجية في التنقيب عن المفقود من الكتب والأجزاء التراثية» للدكتور : حكمت بشير ياسين. ط مكتبة المؤيد، الرياض.
وقد قرأت هذا الكتاب وسوف ألخصه لك أخي القارئ مجملا ثم أشرع في التفصيل فإليك البيان:
1- البحث في كتب الإجازات والمسموعات الموجودة في كتب السماعات والأثبات والبرامج والمشيخات والفهارس.
2-البحث في الكتب الموجودة لمصنف الكتاب المفقود.
3- البحث في الكتب التلاميذ، وتلاميذ التلاميذ ، ومن بعدهم.
4- البحث في الكتب الخاصة بفن الكتاب المفقود.
5- البحث في الكتب التي صنفت في موضوع الكتاب المفقود.
6- البحث في الكتب التي استلت من الكتاب وهي (كتب المختصرات ، المنتخبات ، التهذيبات، المختارات ، العوالي، الأمالي ، الردود، الزوائد، الفوائد)
7-البحث في الكتب التي احتوت الكتاب بالكامل (( الشروح، الحواشي ، الترجمات ))
8- البحث في رواة الكتاب وفي كتبهم فغالبا ما يفتخر راوي الكتاب بروايته للكتاب فيذكر نصوصا له.
9- البحث في كتب أهل المؤلف إن وجد ،و في كتب أهل بلده وأهل مذهبه فغالبا ما تجد نصوصا له.
10-البحث في كتب التخريجات.
11- في كتب الموارد والمصادر والفهارس .
12- النظر في كتب الأطراف .
13-البحث في الكتب المسندة المتأخرة عن الكتاب المفقود.
انتهت القواعد من كتاب القواعد المنهجية في التنقيب عن المفقود من كتب التراث.
والآن يأتي التفصيل:
الخطوة الأولي: البحث في كتب الإجازات والمسموعات الموجودة في كتب السماعات والأثبات والبرامج والمشيخات والفهارس.
إذا بحثنا في كتب الإجازات والسماعات نجد الذي قد سمع الكتاب أو أجيز فيه غالبا ما يذكر نصوصا لهذا الكتاب الذي أجيز فيه يفتخر بذلك إذا كان من أهل التصنيف ، فنجمع هذه النصوص حينئذ في بطاقات مرتبة منظمة.
مثال : الحافظ ابن حجر في المعجم المفهرس قد روى كتبا كثرة قد أجيز فيها، فإذا رجعنا إلى مصنفاته نجد قد ذكر نصوصا كثيرة عن هذه الكتب التي أجيز فيها.
وفي هذه الطريقة فوائد منها: معرفة رواة كتب التراث فإن كل كتاب في الكتب القديمة له إسناد .
أهم الكتب(كتب البرامج والفهارس) التي تذكر الكتب بأسانيدها :
1- فهرس ابن خير الإشبيلي : من أوسع الكتب في ذلك .طبع عدة طبعات ،منها طبعة بيروت ، منشورات دار الآفاق الجديدة، وكذلك حققه :إبراهيم الأبياري ، طبعة :دار الكتاب المصري ودار الكتاب اللبناني
2- فهرس ابن عطية، صاحب التفسير ، حققه محمد أبو الأجفان ومحمد الزاهي ،ط دار الغرب الإسلامي ، بيروت.
3- فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات : للشيخ الكبير : عبد الحي الكتاني ،ط دار الغرب الإسلامي .
4- برنامج ابن جابر الوادي آشي:حققه محمد الحبيب الهيلة ، نشره مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى.
5- برنامج المجاري: للمجاري ، حققه :محمد أبو الأجفان ، ط دار الغرب الإسلامي
6- صلة الخلف بموصول السلف : للروداني ، حققه : محمد حجي.
7- التقييد لمعرفة رواة الكتب والسنن والمسانيد ، لابن نقطةـ 629ت.
وغيرهم كتب كثيرة فهذه الكتب تذكر رواة الكتب ، وبعد ذلك نبحث هل لهم مصنفات؟ فإذا كان له مصنفات فسوف تجد بإذن الله في كتبهم نصوصا عن الكتاب الذي أجيز فيه أو رواه.
الخطوة الثانية:
2-البحث في الكتب الموجودة لمصنف الكتاب المفقود.
وهذه الخطوة تجعلنا نستقرئ كل كتب المصنف ، ونبحث فيها عن نص لهذا الكتاب المفقود وترتب هذه النصوص .
الخطوة الثالثة:
3-البحث في الكتب التلاميذ، وتلاميذ التلاميذ ، ومن بعدهم.
هذه الحالة تجعلنا نرجع إلى ترجمة المؤلف والبحث عن تلاميذه الذين لهم مصنفات وهذه القاعدة تنفع كثيرة في الكتب المسندة ككتب التفسير والحديث ، وكذلك غيرها.
مثال : ابن القيم في كتبه كثيرا ما ينقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية ، وقد جمع الشيخ محمد بن القاسم المستدرك على مجموع الفتاوى بهذه الطريقة استقرأ كتب ابن القيم وقارن النصوص غير الموجودة في الفتاوى ،و كذلك الروايات الشفوية التي سمعها ابن القيم من شيخه في مجالسه فيقول مثلا : سمعت : شيخ الإسلام يقول : كذا ،أو قال لنا في مجلس، فجمعه الشيخ ابن القاسم.
وهذه طريقة من الطرق.
الخطوة الرابعة:
1- البحث في الكتب الخاصة بفن الكتاب المفقود.
وهذه القاعدة مهمة جدا التي إذا طبقت سيكون فيها نفع كثير وهي تنقسم إلى قسمين:
1- كتب الموسوعات: فتجرد الموسوعات ، وتدرس مواردها .
2- كتب غير موسوعية.
الطريقة الخامسة :
البحث في الكتب التي صنفت في موضوع الكتاب المفقود.
الطريقة السادسة:
البحث في الكتب التي استلت من الكتاب وهي (كتب المختصرات ، المنتخبات ، التهذيبات، المختارات ، العوالي، الأمالي ، الردود، الزوائد، الفوائد). هذه الطريقة تجعلنا نبحث عن مختصر للكتاب المفقود أو مهذب ، وهذا لابد لمن أراد جمع نصوص لكتاب مفقود.
الطريقة السابعة:
البحث في الكتب التي احتوت الكتاب بالكامل (( الشروح، الحواشي ، الترجمات))
هذه الطريقة تجعل الباحث ينظر في الكتب المترجمة والشروح والحواشي للكتاب المفقود وبعدها يأتي التنقيب.
الطريقة الثامنة:
البحث في رواة الكتاب وفي كتبهم فغالبا ما يفتخر راوي الكتاب بروايته له فيذكر نصوصا له.
لابد للباحث عن كتاب مفقود من النظر في ترجمة المؤلف،وخصوصا من أفرد للمصنف كتابا في سيرته وترجمته مثل: كتاب العقود الدرية، لابن عبد الهادي، فإن ابن عبد الهادي قد ذكر كلاما كثيرا في هذا الكتاب عن ابن تيمية بل قد ذكر فصولا من كتبه ،رحمه الله .
الخطوة التاسعة:
البحث في كتب أهل المؤلف إن وجد ،و في كتب أهل بلده وأهل مذهبه فغالبا ما تجد نصوصا لهذا الكتاب المفقود، في كتبهم.
الخطوة العاشرة:
البحث في كتب التخريجات.
فحينما يقوم المصنف بالتخريج فيحاول أن يستقصي الطرق ، وإذا كان العالم موسوعيا فغالبا فإنه ينقل عن كتب كثيرة ، قد يكون فيها شيء من نصوص كتابنا.
من أهم كتب التخريج:
1- تخريج أحاديث الأم للبيهقي.
2- نصب الراية، للزيلعي.
3- تخريج أحاديث الكشاف ، للزيلعي
4- المغني عن حمل الأسفار، للعراقي.
5- التلخيص الحبير لابن حجر.
كل هذه الكتب مشحونة بنصوص عن كتب مفقودة.
الخطوة الحادية عشرة:
البحث في كتب الموارد والمصادر والفهارس(أعني فهارس الكتب التي تكون في الكشافات).
النظر في كتب الموارد يوفر على الباحث الجهد ؛ لأنه ينص في المورد على أن الكتاب قد اقتبس عن الكتاب المفقود كذا وكذا موضعا ،
وبالتالي يأتي الباحث مقمشا هذه المواضع دون قرأت الكتاب كله.
كتب الموارد ما زالت بكرا تحتاج إلى جهد طلبة العلم فهي قليلة ،
ومن أهمها :
1- موارد الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد .د . أكرم ضياء العمري ، دار طيبة ، الرياض.
2- موارد السيوطي في الدر المنثور ، د. عامر حسن صبري ، وقد نشره في مجلة جامعة العين بالإمارات.
3- طبع حديثا موارد السيوطي في الإتقان.
4- موارد ابن القيم في كتبه ،د. بكر أبو زيد، دار العاصمة.
5- موارد ابن عساكر في تاريخ دمشق.
6- موارد البلاذري عن الأسرة الأموية في أنساب الأشراف ، د. د محمد جاسم، مكتبة الطالب الجامعي ، مكة.
7- موارد ابن حجر في الإصابة ، د. شاكر عبد المنعم.
وكذلك النظر في فهرس الكتب الذي يكون في الكشافات فهو يعد موردا صغيرا، فهو يغني الباحث عن قراءة الكتاب .
الخطوة الثانية عشرة:
النظر في كتب الأطراف .
فإن كتب الأطراف تذكر كتبا كثيرة لم تصل إلينا ، ومن أجمعها : كتاب السيوطي الجامع الكبير .
الخطوة الثالثة عشرة:
البحث في الكتب المسندة المتأخرة عن الكتاب المفقود.
ككتب التفسير، والعقيدة والحديث.
وبهذا يكون قد انتهيت من عرض هذه القواعد ، ملخصا إياها من كتاب((القواعد المنهجية في التنقيب عن المفقود من الكتب والأجزاء التراثية))للشيخ د. حكمت ياسين، فجزى الله مؤلفه خير الجزاء.
نصائح وتوجهات :
أتمن من إخواني بأن يوجهوا عنايتهم بهذا الأمر البكر الذي لو تبناه محقق أمين يحترق قلبه على المفقود من كتب التراث لكان أولى له من كتاب حقق ونشر بأكثر من نشرة ، فلو أنه طبق هذه القواعد على كتاب مفقود من كتب التراث فأحيا الله به كتابا كان معدودا في الموتى، لكان فيه نفع للمكتبة الإسلامية وللمسلمين ما الله به عليم.
وكذلك أنصح إخواني بالاشتغال بكتب الموارد أعني أنه يأخذ كتابا موسوعيا ويستقرأه ويخرج من مصادر المؤلف الكتب التي نص عليها، وينبه على المفقود منها، لكان هذا العمل عملا مباركا إن شاء الله له و شكره عليه العلماء من المسلمين فهذه الفكرة ما زالت بكرا لم يفتضها كثر من الناس، وكان هذا خدمة للمسلمين.
والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد المبلغ عن ربه كلام ربه ، وعلى أبوينا إبراهيم وإسماعيل.
يوسف السناري