بسم الله الرحمن الرحيم طبق آخر من أسرار الرسم القرآني في أسماء الأنبياء وغيرهم
بعد تقديم الطبق الأول، والذي ذكرنا فيه؛ أسماء الله تعالى وصفاته في أقسامها الثلاثة؛ التي نال الألف فيها الحذف، أو الإثبات، أو الحذف والإثبات ...
نقدم طبق ثان من أسماء الأنبياء عليهم السلام وأسماء غيرهم.
والقاعدة في حذف الألف في أسماء الأنبياء وغيرهم؛ أنها إذا كانت أسماء خاصة بهم لا يشاركهم فيها أحد تحذف الألف لأنها علم عليهم وحدهم؛
وإذا كانت تفيد صفة سلب لا امتداد وزيادة.
أو تدل على الوقوف عند حد لا يخرج منه ولا يعداه،
في هذه الأحوال تحذف الألف من الاسم.
وإذا أفاد الاسم صفة امتداد وزيادة، وتميز لصاحبه فيها عن غيره، تثبت فيه الألف.
ومعظم هذه الأسماء لرجال من أقوام أعاجم، إلا أن هذه الأسماء لها جذور في العربية، ومنها تعرف سبب تسميتهم بها، والواقع يدل على توافق التسمية مع حياة وسيرة المسمى بها.
أسماء حذفت فيها الألف
1- إبراهيم : 69
قال تعالى : (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37) النجم
جاء اسم إبراهيم عليه السلام من مادة "برهم" وهي في المعنى " البرعم"؛ وقد ساد الظن بأن "تارح" والد إبراهيم عليه السلام قد مات، ولم يترك من خلفه ذرية له، فكان كالشجرة الميتة؛ فإذا بهذه الشجرة يخرج لها برعمة وتحيى من جديد؛ هو إبراهيم عليه السلام، الذي رباه عمه "آزر" والعم يسمى أبًا وخاصة إذا ربى ابن أخيه، كما سمي إسماعيل أبًا ليعقوب عليهما السلام، ثم ليكون بعد ذلك برعمة تمتد عبر الزمان، ليكون إمامًا للناس، وفي ذريته انحصرت النبوة والكتاب. 2- إسحاق : 16
قال تعالى : (وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَـاـهَا بِإِسْحَـاـقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَـاـقَ يَعْقُوبَ (71) هود
إسحاق عليه السلام جاء اسمه من مادة "سحق" وهي في البعد الشديد؛ يقال أسحقت المرأة إذا بلغت من الكبر عتيًا؛ فكانت أبعد ما تكون عن الحمل والولادة؛ فلما أسحقت أم إسحاق ولدت إسحاق؛ فكان آية خاصة من آيات الله تعالى، وأصبح هذا الوصف له اسمًا علمًا عليه لا يشاركه أحد فيه؛ فأسقطت لذلك الألف من اسمه. 3- إسرائيل : 43
قال تعالى : (إِنَّ هَذَا الْقُرْءانَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَاءِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) النمل.
إسرائيل هو اسم آخر ليعقوب عليه السلام، واسمه جاء من السرء وهو بيض الجراد، ومعلوم أن بيض الجراد عدده في كل وضع للجرادة ما بين (400) إلى (500) بيضة، وتضعه الجرادة بيضها في خفاء في داخل الرمل. ولذلك سمي بهذا الاسم.
والستر والخفاء مشترك في استعمال كل الجذور التي فيها حرفان صحيحان؛ السين والراء، وكانت السين متقدمة على الراء، ومعهما أحد حروف العلة أو الهمزة؛
1. أسر: الأسير يظل بعيدًا عن أهله ويحصر في مكان يستره.
2. سأر: السؤر ما بقي من الشراب الذي ذهب وخفي، وسائر الناس؛ بقيتهم التي غابت ولم تحضر، أو لم تذكر.
3. سرأ: السرء بيض الجراد المدفون في الرمل ومستور فيه.
4. وسر: جذر مهمل لم يستعمل.
5. سور: السور يستر ما خلفه ويحفظه.
6. سرو: شجر يختفي الساق بين أغصانه الملتفة عليه، وسراة القوم رؤساؤهم الذين لا يصل إليهم ويخالطهم إلا الخاصة من الناس.
7. يسر: اليسر يغني عن الخروج على الناس ومزاحمتهم في طلب الرزق.
8. سير: السير التواصل في المشي على الطريق يجعل السائر يختفي فيه.
9. سري: السري المشي متسلحًا بستر الليل له.
10. سرر: السر كلام خفي يستر عن الناس ولا يعلمه إلا عدد قليل.
11. سرسر: السُّرْسُور الفطن العالم الدخَّال في الأمور؛ أي أنه يكشف الغامض منها والمستور.
12. سسر: مهمل
هذه شجرة من اثني عشر فرعًا ؛ تجتمع على معنى واحد، ويخصص الحرف الثالث والترتيب فيها؛ ما يميز كل جذر منها عن البقية.
ومن أراد معرفة سبب التسمية في الجذور التي فيها حروف العلة؛ عليه مراجعة كل الجذور التي فيها نفس الحرفين الصحيحين مع أحد حروف العلة، أو التي ضوعف فيها أحد الحرفين أو كلاهما.
وقيام هذه الجذور على معنى التفلت للسين والالتزام للراء؛ فالتفلت يغيب الشيء، وقد ينشره ويبعثره، لكن الالتزام يجعله متماسًا مع بعضه.
وعيش بني إسرائيل في كل زمان ومكان؛ قلة بين كثرة، لكنهم يظلون مجتمعين ولا يذوبون في المجتمعات التي يعيشون فيها.
ولذلك؛ فالمواضع التي ذكر فيها إسرائيل هي مواضع المنة على بني إسرائيل بما أنعهم الله عليهم وأبقاهم على شدة ما يقع عليهم.
فكان هذا الأمر خاصًا لم يكن إلا لبني إسرائيل لذلك سقطت الألف من الاسم .. بالإضافة إلى فيه من السلبية عليهم. 4- إسماعيل : 12
قال تعالى : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَـاـبِ إِسْمَـاـعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا (54) مريم.
إسماعيل عليه السلام اسمه من مادة "سمع" والسمع هو الاستجابة لما يصله من علم وأمر، فاستجاب لوالده (إبراهيم عليه السلام)؛ الذي أخبره أن رأى في المنام أنه يذبحه، من غير ذنب اقترفه؛ ولم تكن هذه الرؤيا اختبار لإبراهيم عليه السلام بقدر ما كانت بداية عهد لأمة في أعلى درجات الاستماع لأمر الله عز وجل، لتكون محل فخر واقتداء لذريتهما؛ ففي ذرية إسماعيل عليه السلام ستكون الأمة التي تحمل آخر الرسالات للبشرية جمعاء، وستتحمل هذا الأمة طواعية تنفيذ أمر ربها، وستقدم أبنائها طواعية للذبح في ميادين الجهاد في سبيل الله، كما فعل الصحابة رضي الله عنهم، وكما فعلت الخنساء رحمها الله تعالى، وكما فعل رجال هذه الأمة في المواقع الكثيرة في تاريخها الذي امتد عصورًا طويلة، وسيستجيب الأبناء لهذا الأمر طواعية ورغبة في تنفيذ أمر الله تعالى، ويتسابقون فيه... غير عابئين بتحقيق مكاسب الدنيا ... فكان لا بد من أن يكون أبوهم أول المضحين فيه من غير تردد. فحملت ذريته هذه الأمانة من بعده وعملت بها، واستحق أبو عبيدة بن الجراح لقب أمين هذه الأمة؛ لقتله أباه المشرك الذي وقف في سبيل نشر دعوة الله.
فكان اسم إسماعيل عليه السلام من حدث لم يفتن فيه غيره، وبلاء استمر على مدى السنين؛ فسقطت لذلك الألف من اسمه. 5- سليمان : 17
قال تعالى : (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَـاـنَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (34) ص.
سليمان عليه السلام من مادة "سلم"؛ وهي في العلو والعزة ؛ فشجر السلم لا يستطيع أحد أن يعلوه بسبب شوكه، والسُّلَّم يمكنك من العلو على أعلى البيوت وأسطحها، والسلام اسم لله تعالى لعزته وعلوه، والسلام اسم للجنة لعلو مكانها ومنزلتها، والإسلام هو دين العزة والعلو لله بالعزة والعلو على شياطين الإنس والجن، وسليمان عليه السلام أخضع الله له الإنس والجن والطير، وجعله يعلو في السماء بالريح التي سخرها له، فاتصف سليمان عليه السلام بما لم يتصف به غيره وتعلق بسبب تسميته؛ لذلك سقط رسم الألف من اسمه. 6- صالح : 9
قال تعالى : (كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَـاـلِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142) الشعراء.
الصالح هو من يعمل العمل الصالحات ويبثبت عليها؛ أي يبقى على ما يحبه الله وتعالى ويرضاه من طاعته، ولا يخرج عن طاعته إلى معصيته، وكانت ثمود هي ذرية الناجين من عاد قوم هود عليه السلام، ثم تحولوا تدريجيًا إلى الكفر والشرك، وبقي صالح عليه السلام لم يخرج عن الإيمان فبعثه الله تعالى رسولا إلى قومه.
وسقطت الألف من اسم صالح عليه السلام، ومن كل وصف لشيء بأنه صالح؛ لأن الصلاح هو الثبات على ما هو خير وما فيه رضا الله تعالى، وعدم الامتداد إلى ما بعده من المحرمات والمعاصي والشرك والفتن والمغريات. 7- عمران : 3
قال تعالى : (إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى ءادَمَ وَنُوحًا وَءالَ إِبْرَاهِيمَ وَءالَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَـاـلَمِينَ (33) آل عمران.
عمران هو اسم علم لوالد مريم عليها السلام، ومعنى عمران: الرجل التقي الخفي الذي لا يفطن له أحد، ولا يأبه به، لدرجة أن زوجه نذرت ما في بطنها لله دون الرجوع إليه، ولولا ما حدث من قدر الله تعالى لابنته مريم؛ ما سمع به أحد، ولما نال هذه الشهرة لارتباط اسم ابنته مريم به وهي أشهر امرأت عرفت في التاريخ؛ يكاد لا يجهل اسمها في الأرض إلا المجهول فيها... فهو حالة لا مثيل لها في التاريخ لذلك سقطت الألف من اسمه... فوق ما يدل عليه اسمه. 8 - لقمان : 2
قال تعالى : (وَلَقَدْ ءاتَيْنَا لُقْمَـاـنَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) لقمان.
لقمان اسم علم لرجل صالح وقف عند حدود ما يحبه الله ويرضاه، وهي عين الحكمة التي فيها صلاح أمره في الدنيا والآخرة ؛ ولذلك سقطت الألف من اسمه لأنه لم يمتد ولم يتجاوز عما لزم من الحكمة التي آتاها الله تعالى له، واستوعبها، وامتلأ قلبه بها. 9 - هارون : 20 (وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَـاـرُونَ نَبِيًّا (53) مريم.
هارون اسم يدل على الرجل الذي يكون أهلا لما يكلف به، ولذلك جاء اسم هارون عليه السلام ليدل على نظرة أخيه إليه بأنه أهل للنبوة ولوزارته، ومع أنه نبي إلا أنه لم يخرج عن طوع موسى عليه السلام، ولم يفعل من نفسه شيء دون الرجوع إلى موسى؛ فقد توفي قبل موسى عليهما السلام؛ ولذلك سقطت الألف من الاسم لوقوف صاحبه على ما يكلف به، ولم ينفرد بالأمر وحده.
وكذلك كانت النظرة لمريم بأنها أهل للطهارة والصلاح، ولن تخرج عن ذلك؛ فخاطبها قومها (يا أخت هـاـرون)، وحذفت ألف هارون كذلك لنفس السبب.
أسماء لملائكة
وردت أربعة أسماء في القرآن الكريم لملائكة فيها حرف الألف؛ ولم يخبرنا تعالى عن غيرهم، فهي أسماء علم عليهم ولا تمتد لغيرهم؛ لذلك سقطت الألف منها؛ 1 – مالك : 1 (وَنَادَوْا يَـاـمَـاـلِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّـاـكِثُونَ (77) الزخرف. 2 - ميكال 1 قال تعالى : (مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ وَمَلـاـئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَـاـلَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَـاـفِرِينَ (98) البقرة. 3 – ماروت : 1 4 – هاروت : 1
قال تعالى : (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَـاـنُ وَلَـكِنَّ الشَّيْـاـطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَـاـرُوتَ وَمَـاـرُوتَ (102) البقرة.
ومع أنها أسماء خاصة بملائكة إلا أن عملهم كان فيه سلب وليس زيادة؛
فخازن النار مالك يسلب أهلها الراحة والهناء، بما يصب عليهم بمن معه؛ من أنواع العذاب، إلى أن تكون غاية مطلبهم الهلاك للخلاص من العذاب.
وميكال المخصص بالأرزاق؛ ينقص لكل واحد نصيبه من الرزق من جملة الأرزاق التي لا عمل له في وجودها.
وهاروت من هرت العرض والثوب؛ أي مزقه، وعمله هو التفريق بين الزوجين، وهرت العلاقة التي بينهما.
وماروت عمله مثل هاروت، وهو من المرت؛ وهو القفر الذي لا نبات فيه، والإفساد والتفريق بين الزوجين مانع لإنبات الذرية منهما.
أسماء أشقياء حذفت فيها الألف
1 – الشيطان : 70
الشيطان اسم علم لإبليس خاصة، وهو اسم من مادة "شطن" وهي مادة تبعد الشيء عن الاعتماد على غيره؛ ولذلك سمي الحبل الثاني للدلو بالشطن لأنه يبعد الدلو من الاعتماد على جوانب البئر، لئلا يتمزق عند رفعه على جوانب البئر، وكذلك يثبت الشطن الفرس مكانه مع الحبل الآخر، وعمل الشيطان هو إبعاد الإنسان عن الاعتماد على الله تعالى، فلا يجد الإنسان بعد الله تعالى أحدًا يعتمد عليه، وكل من يعمل عمل الشيطان من الإنس والجن هو شيطان مثله، وإسقاط الألف ليس لعدم وجود المثيل؛ ولكن لأن عملهم سلبي في التراجع عن عبادة الله تعالى وتوحيد، ففيه نقص وليس زيادة وامتداد؛ ولا مفاضلة في صفات النقص، فلأجل ذلك سقطت الألف.
قال تعالى : (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَـاـبَنِي ءادَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَـاـنَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (60) يس. 2 - الطاغوت : 8
قال تعالى : (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّـاـغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الزمر.
الطاغوت اسم لكل ما يعبد من دون الله عز وجل، وعمل في الصد عن سبيل الله، وإبعادهم عن طاعة الله تعالى والإخلاص له بالعبادة؛ فدوره سلبي في السوء كالشيطان، والشياطين من رؤوس الطواغيت؛ لذلك كتب الاسم بإسقاط الألف. لأنهم لا يزيدون من يتبعهم خيرًا، بل يسلبوهم نعمة الإيمان وإخلاص الطاعة لله والأجر الثواب. 3 - قارون : 4
قال تعالى : (إِنَّ قَـاـرُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَءاتَيْنَـاـهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ (76) القصص.
قارون اسم رجل من بني إسرائيل قريب لموسى عليه السلام؛ اختار أن يكون بجانب فرعون.
اسم قارون جاء من مادة قرن؛ وهي مادة تستعمل في اجتماع اثنين على خلاف، فهو يجتمع مع موسى عليه السلام في كونهما من بني إسرائيل، ولكنه خالف بني إسرائيل فاتبع فرعون بدل اتباع موسى عليه السلام، وقد سقطت الألف لعلمية الاسم عليه وحده ولسلبيته.
ومن نفس المادة؛ قرنا الثور وغير؛ لاجتماعهما في الرأس واختلافهما في الاتجاه.
وكل نبي يرسل إلى قومه ينقسم قومه إلى قسمين؛ قسم معه ويؤمن به، وقسم يخالفه ويكفر به؛ وقد خص الله تعالى القسم المخالف بالتسمية؛ لأنهم هم سبب الخلاف كما في قوله: (وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ(36) ق.
وقوله تعالى: (وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ (17) الإسراء.
وكل هذه المادة مبنية على نفس الاستعمال، وقد شاع القول عن عقد الزواج بعقد القران؛ وهي تسمية خاطئة مخالفة لاستعمال الجذر. 4 – هامان : 6
قال تعالى : (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَـاـهَـاـمَـاـنُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَـاـبَ (36) غافر.
هامان هو وزير فرعون وقد كان على نفس السلبية التي كان عليها فرعون؛ لذلك سقطت الألف من اسمه لتلك السلبية، ولكون الاسم علم عليه وحده.
ومن اسمه يدل على أنه مهيمن على رأي فرعون، وكان يعتمد عليه كثيرًا، فكان شريك له في الوزر والإثم، وفي الهلاك.
أسماء ثبتت فيها الألف
1 - إلياس : 3
قال تعالى : (وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّـاـلِحِينَ (85) الأنعام.
وقال تعالى : (وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ (123) ، (سَلَـاـمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) الصافات.
إلياس من مادة "لَيَسَ" وهي للالتصاق في المكان وعدم التحول عنه؛ فالأَلْيَسِ: الّذي لا يَبْرَحُ بَيْتَه أو مَنْزِلَهُ، وإِبِلٌ لِيسٌ على الحَوْضِ، إِذا أَقَامَتْ عليه فَلَمْ تَبْرَحْه والأَلْيَسُ: مَن لا يُبَالي الحَرْبَ ولا يَرُوعُه. واللِّيسُ واللُّوسُ: الأَشِدَّاءُ. والأَلْيَسُ: الأَسَدُ، لِشِدَّتِه. لأنهم لا يبرحون أماكنهم عن جبن أو خوف.
ولَيْسَ كلمة دالَّة على نفي الحال، وتنفي غيرهُ بالقرينة نحو ليس خلق اللَّه مثلهُ . وبمعنى إلا كما في الحَدِيثِ: أَنّهُ قالَ لِزَيْدِ الخَيْلِ: ما وُصِفَ لِي أَحَدٌ في الجَاهِلِيَّةِ فَرَأَيْتُه في الإِسْلامِ إِلاّ رَأَيْتُه دُونَ الصِّفَةِ لَيْسَكَ أَي إِلاّ أَنْتَ.والنفي والاستثناء بليس؛ فيه بقاء الشيء المنفي المتروك، والمستثنى على حاله.
ودلالة اسم إلياس عليه السلام على أنه الثابت على موقفه من الإيمان أمام قومه، الممتد على حاله في رسالته، لذلك ثبتت الألف فيه لأنه موقف في الامتداد والإيجاب، وليس فيه السلب والتراجع. 2 - داود : 16
قال تعالى : (فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَءاتَـاـهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء (251) البقرة
داود عليه السلام من مادة "دود" وهي مادة للانحصار في الشيء وإتلاف داخله،
والدود من نفس المادة، والتسمية له كانت من فعله العجيب، على ضآلته، فقد تجلت فيه قدرة الله تعالى؛ وكان من فعله:
- الدخول إلى لب النبات وإتلافه فينهار النبات من ذلك ويهلك.
- نسج شبكة لتكون شرنقة له تحميه في فترة تحوله، وانفراده فيها.
- تحوله مرة بعد مرة ليخرج منه فراشة تطير بدلا من أن تزحف على الأرض.
أما بالنسبة لداود عليه السلام؛
- فقد سمي بداود في القرآن الكريم بعد قتله لجالوت، وهو يمثل اللب بالنسبة لجيشه، فبدخوله إلى قلب الجيش وقتله لجالوت انهار جيشه وهزم.
- وصوته وصل إلى بواطن الجبال والطير؛ فرددت معه التسبيح.
- وهو تعلم صنع الدروع ونسجها، وهي تقابل صنع الشرنقة.
- وعند انفراده للعبادة يكون في معزل على الناس، فلم يصل إليه الشاكيان إلى بعد تسلق المحراب.
- وخرج منه الذي ورثه من بعده، وهو سليمان عليه السلام؛ الذي يسر الله له الريح تجري بأمره حيث أراد وأصاب، فكان تنقله بالريح بعد أن كان على ظهور الخيل.
فناسب هذا الامتداد الذي كان من داود عليه السلام ثبات الألف في اسمه، ووصف كذلك بذي الأيد لما نالت يداه جالوت وغيره.
قال تعالى : (اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) ص. 3 - جالوت3
قال تعالى : (وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَـاـفِرِينَ (250) البقرة.
جالوت أحد جنود إبليس الذي جال في الأرض بالفساد فيها، ولطول يده في الأرض؛ سمي لذلك بجالوت من مادة "جول" ؛ ولذلك ثبت الألف في اسمه لهذا الامتداد الدال عليه اسمه. وكذلك له أمثال في الوجود على مر العصور؛ من هم فوقه، ومن هم دونه. 4 - طالوت 2
قال تعالى : (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَـاـهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247) البقرة.
طالوت رجل صالح أمده الله تعالى بالعلم والبسطة في الجسم؛ لذلك سمي طالوت من مادة "طول"، ولهذا الامتداد الذي كان فيه ثبتت الألف في اسمه .وكذلك ليس هو الوحيد الذي اتصف بهذا الوصف.
أسماء فيها ألفان متجاوران
1- آدم : 25
قال تعالى : (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى ءادَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115) طه. 2 - آزر : 1
قال تعالى : (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ ءازَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا ءالِهَةً إِنِّي أَرَـاـكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلـاَـلٍ مُّبِينٍ (74) الأنعام.
القاعدة في ذلك لا اجتماع في الرسم لألفين أو واوين أو ياءين متجاورة.
ذلك الألف تفيد الامتداد وحصول مدين متتاليين يعد مدًا واحدًا.
وكذلك الواو تشير إلى الباطن فإن كان في داخل الجزء الباطن باطن آخر؛ فكلاهما يعد باطن واحد.
والياء تشير إلى التحول؛ فإن حصل للشيء تحول آخر، بعد التحول الأول؛ فيعد التحولان تحول واحد.
لذلك كانت القاعدة رسم الألفين ألف واحدة،
ورسم الواوين واو واحدة، إلا إذا كانت إحدى الواوين مدية والأخرى حرف صحيح،
ورسم الياءين ياء واحدة؛ إلا في حالات خاصة وكان التحول الثاني لا يلغي الأول.
أخي الكريم .... جزاكُمُ اللهُ خيْرَ الجزاءِ على بحْثِكَ الكريم ... فأعظَمُ البحوثُ هي ما تعلّقت بعلمِ كِتابِ الله , وإن كُنْتُ مُتوقِّفاً فيهِ برأي ... حيْثُ أحتاجُ إلى قراءتِهِ مرّة أخرى قِراءة مُتأنِّيَة فعسى يخْرُجُ لي من بيْنِ السطورِ دُرراً خفِيَت عني ...
لكِن هناك ما أردْتُ أن أعلِّقَ عليْهِ على عُجالةٍ , حيثُ لفَتَ نظري , فأردْتُ أن أنْصَحُ فيهِ وأتباحَثَ فيهِ مع أخي في الله , وقد قال تعالى " كُنْتُم خيْرَ أمةٍ أخْرِجَت للناس تأمرونَ بالمعْروفِ وتنْهوْنَ عن المُنْكَر"
أما القاعِدةُ الأولى : فهِي هيْمَنةُ كِتابِ اللهِ على كُتُبِ السابقين
فقال تعالى ... {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ...}
وقال تعالى .... {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}
وقال تعالى ... {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
وقال تعالى .... {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ}
كُلُّ ما سبَقَ مِن آباتٍ أخي الكريم "العرابلي" لهِيَ حُجّة وبيِّنَة نوقِنُ ونجْزِمُ بِها أنهُ حينَ يقولُ اللهُ تعالى في كِتابِهِ المنقول نقلاً مُتّصِلاً متواتراً والمحْفوظِ بحِفْظِ الله في السطورِ وفي الصُّدور .. أن إسْمَ أبا إبْراهيمَ "آَزر" , فإنّ هذا لهُو الحقُّ والصِّدْقُ واليقين ...
وأن يقولَ القرآن ذلِكَ , فلا أحتاج أن اسْتَبْدِلَ هذا القوْلَ بِغيْرِه , ولأجْلِ غيْرِهِ أؤوِّلَ الآية , وأْزعُمُ صِحّةَ ان أباهُ إسْمُهُ تارِح كما يقول كتبة التوراةِ المُحرّفَة , والنسّابَة الذين ما نقلوا الإسْم إلا عنْهُم ... ثم بعْدَ أن أزعُم صِحّةَ الإسْمِ في التوْراةِ , أعرُجُ إلى كِتاب الله فأْْزْعُمُ أن المُرادَ بالأب هو العم .. ولِذا فتقول أن "آزر " في الحقيقةِ عمُّهُ لا أبوه ... سُبْحان الله ...
بل هو كما قال اللهُ عزّ وجلّ أبوهُ لا عمُّه ... وتارِح رُبما يكونُ اسْماً آخَرَ لهُ إن صحّ , ومعْلومٌ أن الأسْماء في كتاب اليهود قد تحرّفت وتأوّلت وتغيّرَت ... ولم يبقى إلا أسماءُ الأنْبياءِ وحْدَهُم سليمة لتواتُرِ نقْلِها بيْنَهُم !!!
إذاً قوْلُكُم يحْتاجُ مِنْكُم إعادةُ النَّظَر .. والصواب الذي لا خِلاف فيهِ ولا جِدالَ عليْهِ : هيْمَنَة الكِتاب الخاتَم ... والقوْلُ هو ما قالهُ اللهُ عزّ وجل .... لا ماقالهُ عِِزْرا الكاتِب وأتْباعُه ... ولعلّ بعضاً مِنَ السلفِ - رحِمَهُم الله - من قال بِذلِكَ ... ولا أظُنُّ من قالَ بِذلِكَ كان يعْلَمُ أن عُمْدَةَ القوْلِ في ذلِك هو كِتاب التوْراةِ المقطوعُ السّنَدِ , ولكان توقّف بنقْلِ هذا القوْلِ ,وإن كانوا قد قالوه جميعاً بصيغَةِ "قيل" و "يُقال" , وجميعُها غير منسوبةٍ للهِ ولا لِرَسولِهِ !!!, ولِذا فكان أولى القوْل بالصوابِ عِنْدَ جميعِ مُفسِّرينا هو ماقالهُ اللهُ عزّ وجلّ "لأبيهِ آزر"
جاء اسم إبراهيم عليه السلام من مادة "برهم" وهي في المعنى " البرعم"؛ وقد ساد الظن بأن "تارح" والد إبراهيم عليه السلام قد مات، ولم يترك من خلفه ذرية له، فكان كالشجرة الميتة؛ فإذا بهذه الشجرة يخرج لها برعمة وتحيى من جديد؛ هو إبراهيم عليه السلام، الذي رباه عمه "آزر" والعم يسمى أبًا وخاصة إذا ربى ابن أخيه، كما سمي إسماعيل أبًا ليعقوب عليهما السلام، ثم ليكون بعد ذلك برعمة تمتد عبر الزمان، ليكون إمامًا للناس، وفي ذريته انحصرت النبوة والكتاب.
أخيراً لو كان المُرادُ بآَزرَ هو عمُّهُ , لكان قد وصَلنا عِلْمُ ذلِكَ عن رسولِ الله صلّى اللهُ عليْهِ وسلّمَ , لكِن جاءَ في الحديث .. الذي رواهُ البُخاري «يلقى إبراهيم عليه الصلاة والسلام أباه آزر يوم القيامة على وجهه» فسماه النبيّ صلى الله عليه وسلم آزر أيضاً ولم يقل أباه تارح كما نقل عن النسابين والمؤرخين فثبت بهذا أنّ اسمه الأصلي آزر لا تارح.
الأخ الكريم ... قرأتُ موْضوعَكَ ولم أقِف على أساسٍ عِلْمِيٍّ تسْتَنِدُ عليْهِ إلا الظن والنظْرَة الخاصّة ... فوجَب القاعِدةُ الثانِيَة .
أما القاعِدةُ الثانِيَة: فهي الأمْرُ باتِّباعُ العِلْمِ لا الظن
الأخ الكريم أرى أنّكَ في بحْثِكَ هذا اعْتَمَدْتَ على تأمُّلِكَ الذاتي , ولم تعْتمِد على أساس يُعضِّدًُهُ حقائِقُ العلم ومعرفة تاريخِ الكِتابةِ العربيّةِ , أو تاريخُ رسْمِ القرآن الكريم ... وان نتيجة واحدة صحيحة يقود إليها الدليل العلمي الواضح خير وأجدى مِن تأمُّلٍ يخْتَلِفُ مِنْ شخْصٍ لِآخَر , ولو تركْنا الأمر الآن لكُل أهل المُنْتدى ليضعوا نظرياتٍ يُعلِّلون بِها حذْفَ حرْفِ الألِف لخرج المنتدى بنظرِيّاتٍ تُساوِي عدد أعْضائِهِ ... ولن يكونَ في أيِّ نظريّة مِنْهُم الحُجّة والعلْمِ والبُرْهان , بل جميعاً عُمْدَتُهُم الظن والرجْم بالغيْبِ ومات ارْتأتْهُ نفْسُه ... وينْطبِقُ على جميعِكُم قوْلَهُ تعالى " {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ} .... فهذا كُلُّهُ مِن بابِ الظنِّ المرْجوحِ الذي لا يقْوم عليْهِ دليل..
وكان كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقول في المسألة إذا سئل عنها فاجتهد: " أقول فيها برأيي، فإن كان صواباً فمن فضل الله ورحمته، وإن كان خطأ فمن نفسي ومن الشيطان".. فما بالُكَ وأنتَ تُسمِّي هذا عِلْماً والعلْمُ لا يُفيدُ إلا اليقين؟!!!! , فمن أيْنَ جاءكَ اليقينُ يرْحمنا ويرْحمُكَ الله؟!!!!!!!
إن أعْظَم وأخْطَر مافي الظنِّ أن يُوجّهَ نحْوَ كِتابِ الله ...!!!! ... " ولا حوْلَ ولا قُوّةَ إلا بالله " ....!!
أخي الكريم .. يقولًُُ اللهٌ تعالى : " إَنَّ الظن لاَ يُغْنِى عَنْ الحق شَيْئاً " , ويقولُ تعالى {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} ... ويقول تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [49/12]، وبقولُ تعالى {قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ} , ويقول تعالى {وَإِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِى مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً} , ويقولُ تعالى " {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ} .... وفي الحديث: يقولُ صلّى اللهُ عليْهِ وسلّمَ "إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث".
أسْأل الله تعالى أن يتّسِعَ صدْرُكَ لما نقول , فقد تكونُ عِنْدَ الله أفضلُ مني ألْفَ مرّة , فخُذ ما يقولُهُ أخوكَ يَزْدادُ إن شاء اللهُ فضْلُك .. ولا يغُرّنّكَ ثناءُ من أثْنى , أو يُثْْنِيِكَ عن ترْكِ أمرٍ للهِ ولوجْهِ اللهِ "الخشْيَةُ مِن ضياعِ جُهْدِ سِنين " , ونحنُ واللهِ أحْوَجُ ما يكونُ إلى أخٍ باحِثٍ مِثْلِكَ يُفيدُ بِعِلْمِهِ , لكِن نشْدُدُ على يديْهِ أن يكونَ عُمْدَتُهُ العلم واليقين وليْسَ الظن وتغليبُ ما ارْتأتتهُ النفس , وتطويع كتاب اللهِ للنظرةِ الخاصّة , بدلاً من تطويعِ نظرتِكَ أنت ومنْهجِكَ لكِتابِ الله .
أخي الكريم .... جزاكُمُ اللهُ خيْرَ الجزاءِ على بحْثِكَ الكريم ... فأعظَمُ البحوثُ هي ما تعلّقت بعلمِ كِتابِ الله , وإن كُنْتُ مُتوقِّفاً فيهِ برأي ... حيْثُ أحتاجُ إلى قراءتِهِ مرّة أخرى قِراءة مُتأنِّيَة فعسى يخْرُجُ لي من بيْنِ السطورِ دُرراً خفِيَت عني ...
لكِن هناك ما أردْتُ أن أعلِّقَ عليْهِ على عُجالةٍ , حيثُ لفَتَ نظري , فأردْتُ أن أنْصَحُ فيهِ وأتباحَثَ فيهِ مع أخي في الله , وقد قال تعالى " كُنْتُم خيْرَ أمةٍ أخْرِجَت للناس تأمرونَ بالمعْروفِ وتنْهوْنَ عن المُنْكَر"
أما القاعِدةُ الأولى : فهِي هيْمَنةُ كِتابِ اللهِ على كُتُبِ السابقين
فقال تعالى ... {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ...}
وقال تعالى .... {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}
وقال تعالى ... {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
وقال تعالى .... {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ}
كُلُّ ما سبَقَ مِن آباتٍ أخي الكريم "العرابلي" لهِيَ حُجّة وبيِّنَة نوقِنُ ونجْزِمُ بِها أنهُ حينَ يقولُ اللهُ تعالى في كِتابِهِ المنقول نقلاً مُتّصِلاً متواتراً والمحْفوظِ بحِفْظِ الله في السطورِ وفي الصُّدور .. أن إسْمَ أبا إبْراهيمَ "آَزر" , فإنّ هذا لهُو الحقُّ والصِّدْقُ واليقين ...
وأن يقولَ القرآن ذلِكَ , فلا أحتاج أن اسْتَبْدِلَ هذا القوْلَ بِغيْرِه , ولأجْلِ غيْرِهِ أؤوِّلَ الآية , وأْزعُمُ صِحّةَ ان أباهُ إسْمُهُ تارِح كما يقول كتبة التوراةِ المُحرّفَة , والنسّابَة الذين ما نقلوا الإسْم إلا عنْهُم ... ثم بعْدَ أن أزعُم صِحّةَ الإسْمِ في التوْراةِ , أعرُجُ إلى كِتاب الله فأْْزْعُمُ أن المُرادَ بالأب هو العم .. ولِذا فتقول أن "آزر " في الحقيقةِ عمُّهُ لا أبوه ... سُبْحان الله ...
بل هو كما قال اللهُ عزّ وجلّ أبوهُ لا عمُّه ... وتارِح رُبما يكونُ اسْماً آخَرَ لهُ إن صحّ , ومعْلومٌ أن الأسْماء في كتاب اليهود قد تحرّفت وتأوّلت وتغيّرَت ... ولم يبقى إلا أسماءُ الأنْبياءِ وحْدَهُم سليمة لتواتُرِ نقْلِها بيْنَهُم !!!
إذاً قوْلُكُم يحْتاجُ مِنْكُم إعادةُ النَّظَر .. والصواب الذي لا خِلاف فيهِ ولا جِدالَ عليْهِ : هيْمَنَة الكِتاب الخاتَم ... والقوْلُ هو ما قالهُ اللهُ عزّ وجل .... لا ماقالهُ عِِزْرا الكاتِب وأتْباعُه ... ولعلّ بعضاً مِنَ السلفِ - رحِمَهُم الله - من قال بِذلِكَ ... ولا أظُنُّ من قالَ بِذلِكَ كان يعْلَمُ أن عُمْدَةَ القوْلِ في ذلِك هو كِتاب التوْراةِ المقطوعُ السّنَدِ , ولكان توقّف بنقْلِ هذا القوْلِ ,وإن كانوا قد قالوه جميعاً بصيغَةِ "قيل" و "يُقال" , وجميعُها غير منسوبةٍ للهِ ولا لِرَسولِهِ !!!, ولِذا فكان أولى القوْل بالصوابِ عِنْدَ جميعِ مُفسِّرينا هو ماقالهُ اللهُ عزّ وجلّ "لأبيهِ آزر"
أخيراً لو كان المُرادُ بآَزرَ هو عمُّهُ , لكان قد وصَلنا عِلْمُ ذلِكَ عن رسولِ الله صلّى اللهُ عليْهِ وسلّمَ , لكِن جاءَ في الحديث .. الذي رواهُ البُخاري «يلقى إبراهيم عليه الصلاة والسلام أباه آزر يوم القيامة على وجهه» فسماه النبيّ صلى الله عليه وسلم آزر أيضاً ولم يقل أباه تارح كما نقل عن النسابين والمؤرخين فثبت بهذا أنّ اسمه الأصلي آزر لا تارح.
وجزاك الله بكل خير يا أخي الكريم
أحب ان أطمئنك أني لا أعتمد على التوراة والإنجيل
ولم أقرأهما في حياتي
وأرجو أن تتدبر هذه الآيات
قال تعالى: (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114) التوبة
وكان هذا في بداية حياة إبراهيم عليه السلام وشبابه وأنه تبرأ من آزر وهو حي بعد خلفه للوعد وبعد أن تبين له أنه عدو لله
فهل سيستغفر له بعد ذلك؟!
فانظر ماذا كان دعاء إبراهيم عليه السلام على الكبر في آخر عمره، والذي يغلب الظن فيه أن يكون أبيه آزر قد فارق الدنيا قبل ذلك بزمن طويل؛
قال تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41) إبراهيم.
في هذه الآية يستغفر لوالده وليس لأبيه
فاختلفت التسمية من أبيه إلى والده
والأول تبرأ منه في شبابه والأخير يدعو له آخر عمره ليغفر الله يوم الحساب
فهل يكون الاثنان شخص واحد ؟!
وإنما رجحت أن يكون آزر عمه لعدة أسباب:
أن القرآن الكريم يراعي سبب تسمية المسميات بأسمائها
فسمى أبيه بآزر ليفرق بين أبيه والده وأبيه الذي آزره ورباه، وأقرب الناس ليتولى تربية الإبن بعد الوالد هو العم
أن العرب تسمي العم "أب" وما زالت قبائل من العرب تفعل ذلك إلى يومنا هذا وتقول لابن العم أخي
أن القرآن الكريم وصف إسماعيل بأنه أب ليعقوب في قول أنباء يعقوب، وهو عمه في الحقيقة في الآية التي ذكرتها من قبل ونقلتها في ردك
أنه ذكر أخبار منقوله عن بني إسرائيل ذكرها أهل التفسير بأن والد إبراهيم عليه السلام هو تارح .. وصحة هذا الخبر لم تأت من بني إسرائيل؛ إنما أتت من بيان القرآن الذي وافقهم، ولولا ذلك لما كان له أي قيمة.
وحتى اسم إبراهيم عليه السلام يدل على وفاة والده وهو صغير
وهناك من أهل العلم من قال بهذا الرأي منهم الشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى
وأشكرك يا أخي على نصائحك
ولو كان ما أكتبه ظنًا عندي لكنت في غنى عن نشره
والله تعالى أعلم
وأسأل الله تعالى أن يشرح صدرك له
وان تراجع كل المواضيع التي كتبتها عن الرسم القرآني في هذا المنتدي أو غيره أو مدونتي التي جمعت كل ما نشرته
وبارك الله فيك
وبارك الله لك في مرورك
وزادك الله من علمه وفضله وإحسانك .
أخوكم أبومسلم العرابلي
جُمْلَتُك الخبرية , هذهِ والتي تعني أنه أمْرُ مفروغ ومُسلّمٌ بِهِ ... لا تُفيدُ إلا عِلْمَكَ بالمسْألةِ وإحاطَتَكَ بِها ... فأيْنَ النص الإلهي الذي قال فيهِ اللهُ عزّ وجلّ .." أن ابا إبْراهيمَ اسْمُهُ تارِح " ..!!
سواءاً نظَرْتَ في كُتُبِ أهل الكِتابِ أم لم تنْظُر , سواءاً اقتبَست أم لم تقْتبِس , فقد صِرْتَ مُطالباً بالتثبُّتِ والتبيُّنِ من المسْألةِ ..
فأين دليلُكَ يا كريم ... وكيف عرفت , أن والِدَ إبْراهيم اسْمُهُ تارِح؟!!!....
لو عِِنْدَ سعادتَك نص من الله ورسولِه يقول أن والِد إبْراهيم اسمُهُ تارِح فآتِنا بِهِ , أما إن لا , فمن إعطاكَ الحق أن توقِن وتجِْزمَ بهذا الأمر , حتى تُضعهُ للقارىء هكذا كخبر مُسلّم بِِه ؟!!....
إن لا يوجَد عِنْدَك دليل من اللهِ ورسولِه , ولن يوجَد .. فأنا أحْسَبُكَ واللهُ حسيبُكَ لا ترْضى إلا منهج اللهِ ورسولِه , فطالِبْ أهل المُنْتدى وهم أغْيَرُ على المنهَج , بأن يحْذِفوا هذا الخبر التقْريري ... وإلا فآتِنا بالدليل وأفدنا بما وقفْتَ عليْهِ - يرْحمُنا ويرْحمُكَ الله - ولا تقول لي قال الشعرواي - رحِمَه الله- ولا قال زيْد ...
قال الله: أن أباهُ آزر وأنت تقول : أنّ أباهُ تارِح ..!!!!
أينَ النص الذي قال فيهِ اللهُ ورسولُه أن والد إبراهيم هو تارِح
هذه هي النُّقطَة الأولى , ولا نتعدّاها لغيْرها , إلى أن ننتهِيَ مِنْها .!!
أخي الكريم د. أمير عبد الله
لم أعاتبك على كتابة الرد في أكثر من موقع
مع أنه كان يكفي وضعه في منتدى واحد وتنتظر ردي عليك
وتعطيني فرصة لأراجع نفسي لعلي أغير وأبدل
لكن ظنك أن ردك سيكون له الأثر الكبير على ما كتبت
ولم أسئ بأي قول لك
وقد بينت لك الأمر وأرجو أن تراجعه
فأنا لم أنكر أنا آزر أبا إبراهيم
فهناك أب والد
وأب عم
فآزر إن كان والد إبراهيم عليه السلام أو كان عمه فهو أب له في الحالتين
لكن لما قال تعالى : (لأبيه آزر) فيفهم منه أن هناك أكثر من أب والمراد منهما آزر
ولو كان آزر والده ولا يكون للإنسان إلا والد واحد؛ لما كان ذكر آزر فيه نفع كبير
ووضح الله تعالى ذلك بذكر استغفار إبراهيم لوالده في آخر عمره بعد هلاك آزر مما دل على أن آزر ليس هو والده مع أنه جعله أب لإبراهيم عليه السلام
وقد ذهب المفسرون إلى أشد من ذلك بوصف آزر صنمًا وليس أبًا ولا رجلاً
ولم يسأل أحدهم وهم أعلم منا (أين الوحي الذي تلقيته .. وأين حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يخبرك بهذا )
وهذه نقولات من بعض التفاسير
تفسير الطبري ج7/ص242- 244
ثم اختلف أهل العلم في المعني بآزر وما هو اسم أم صفة وإن كان اسما فمن المسمى به فقال بعضهم هو اسم أبيه
ذكر من قال ذلك حدثني محمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن المفضل قال ثنا أسباط عن السدي وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر قال اسم أبيه آزر
حدثنا بن حميد قال ثنا سلمة بن الفضل قال ثني محمد بن إسحاق قال آزر أبو إبراهيم
وكان فيما ذكر لنا والله أعلم رجلا من أهل كوثى من قرية بالسواد سواد الكوفة
حدثني بن البرقي قال ثنا عمرو بن أبي سلمة قال سمعت سعيد بن عبد العزيز يذكر قال هو آزر وهو تارح مثل إسرائيل ويعقوب
وقال آخرون إنه ليس أبا إبراهيم
ذكر من قال ذلك حدثنا محمد بن حميد وسفيان بن وكيع قالا ثنا جرير عن ليث عن مجاهد قال ليس آزر أبا إبراهيم
حدثني الحرث قال ثني عبد العزيز قال ثنا الثوري قال أخبرني رجل عن بن أبي نجيح عن مجاهد وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر قال آزر لم يكن بأبيه إنما هو صنم
حدثنا بن وكيع قال ثنا يحيىبن يمان عن سفيان عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال آزر اسم صنم
حدثنا محمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن المفضل قال ثنا أسباط عن السدي قال وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر قال اسم أبيه
ويقال لا بل اسمه تارح واسم الصنم آزر يقول أتتخذ آزر أصناما آلهة
وقال آخرون هو سب وعيب بكلامهم ومعناه معوج
كأنه تأول أنه عابه بزيغه واعوجاجه عن الحق
فإن قال قائل فإن أهل الأنساب إنما ينسبون إبراهيم إلى تارح فكيف يكون آزر اسما له والمعروف به من الاسم تارح قيل له غير محال أن يكون له اسمان كما لكثير من الناس في دهرنا هذا وكان ذلك فيما مضى لكثير منهم
وجائز أن يكون لقبا والله تعالى أعلم
تفسير ابن أبي حاتم ج4/ص1324
7489حدثنا احمد بن عمرو بن ابي عاصم النبيل ثنا ابي ثنا ابو عاصم انا شبيب ثنا عكرمة عن ابن عباس في قوله واذ قال ابراهيم لابيه ازر يعني بازر الصنم وابو ابراهيم اسمه يازر وامه اسمها مثانى وامراته اسمها سارة وام اسماعيل اسمها هاجر وهي سرية ابراهيم
7490اخبرنا احمد بن عثمان بن حكيم فيما كتب الي ثنا احمد بن مفضل ثنا اسباط عن السدى قوله واذ قال ابراهيم لابيه ازر قال اسم ابيه ازر فقال بل اسمه تارح واسم الصنم ازر فقال اتتخذ اصناما
والوجه الثاني
7491 حدثنا ابو زرعة ثنا منجاب انا بشر بن عمارة عن ابي روق عن الضحاك عن ابن عباس قوله واذا قال ابراهيم لابيه ازر قال ان ابا ابراهيم لم يكن اسمه ازر انما كان اسمه تارح
7492 حدثنا ابي ثنا يحيى بن المغيرة انا جرير عن ليث عن جاهد قال ليس ازر ابا ابراهيم
الدر المنثور ج2/ص748
قد كان سام بن نوح نبيا ثم انقطعت الرسل حتى بعث الله إبراهيم نبيا وهو إبراهيم بن تارح وتارح هو آزر بن ناحور بن شاروخ بن ارغو بن فالغ وفالغ هو فالخ وهو الذي قسم الأرض ابن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح ثم إسماعيل بن إبراهيم فمات بمكة ودفن بها ثم إسحاق بن إبراهيم مات بالشام ولوط بن هاران بن تارح وإبراهيم عمه هو ابن أخي إبراهيم
الدر المنثور ج3/ص300
وأخرج ابن أبي شيبة عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال آزر لم يكن بأبيه ولكنه اسم صنم
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال اسم أبيه تارح واسم الصنم آزر
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر قال ليس آزر بأبيه ولكن وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر وهن الآلهة وهذا من تقديم القرآن إنما هو إبراهيم بن تيرح
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن سليمان التيمي أنه قرأ وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر قال بلغني أنها أعوج وأنها أشد كلمة قالها إبراهيم لأبيه
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة قال كان يقول أعضد أتعتضد بالآلهة من دون الله لا تفعل ويقول إن أبا إبراهيم لم يكن اسمه آزر وإنما اسمه تارح
قال أبو زرعة بهمزتين أءزر
تفسير ابن كثير ج2/ص150
6 74 79
قال الضحاك عن بن عباس إن أبا إبراهيم لم يكن اسمه آزر وإنما كان اسمه تارح رواه بن أبي حاتم وقال أيضا حدثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل حدثنا أبي حدثنا أبو عاصم شبيب حدثنا عكرمة عن بن عباس في قوله وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر يعني بآزر الصنم وأبو إبراهيم إسمه تارخ وأمه اسمها شاني وامرأته اسمها سارة وأم إسماعيل اسمها هاجر وهي سرية إبراهيم وهكذا قال غير واحد من علماء النسب أن اسمه تارح وقال مجاهد والسدي آزر اسم صنم قلت كأنه غلب عليه آزر لخدمته ذلك الصنم فالله أعلم وقال بن جرير وقال آخرون هو سب وعيب بكلامهم ومعناه
معوج ولم يسنده ولاحكاه عن أحد وقد قال بن أبي حاتم ذكر عن معتمر بن سليمان سمعت أبي يقرأ ( وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر ) قال بلغني أنها أعوج وأنها أشد كلمة قالها إبراهيم عليه السلام ثم قال بن جرير والصواب أن اسم أبيه آزر ثم أورد على نفسه قول النسابين أن اسمه تارخ ثم أجاب بأنه قد يكون له اسمان كما لكثير من الناس أو يكون أحدهما لقبا وهذا الذي قاله جيد قوي والله أعلم
عمدة القاري ج1/ص114
الكلام فيه على أنواع الأول إبراهيم هو ابن آزر وهو تارح بفتح الراء المهملة وفي آخره حاء مهملة فآزر اسم وتارح لقب له وقيل عكسه قال ابن هشام هو إبراهيم بن تارح وهو آزر بن ناحور بن ساروح بن أرعو بن فالخ بن عيبر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح
عمدة القاري ج15/ص240
واختلفوا في نسبه فقيل إنه إبراهيم بن تارح بن ناحور بن ساروح بن راعو بن فالح بن عابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ بن سام بن نوح صلى الله عليه وسلم حكاه السدي عن أشياخه وقد أسقط ذكر قينان من عمود النسب بسبب أنه كان ساحرا وقيل إبراهيم بن تارخ بن أسوع بن أرغو بن فالغ بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح صلى الله عليه وسلم وقيل إبراهيم بن آزر بن الناجر بن سارغ بن والغ بن القاسم الذي قسم الأرض ابن عبير بن شالخ بن واقد بن فالخ وهو سام وقيل آزر بن صاروج بن راغو بن فالغ بن إرفخشذ وقال الثعلبي كان اسم أب إبراهيم الذي سماه أبوه تارخ فلما صار مع نمرود قيما على خزانة آلهته سماه آزر وقيل آزر اسم صنم وقال ابن إسحاق إنه لقب له عيب به ومعناه معوج وقيل هو بالقبطية الشيخ الهرم وقال الجوهري آزر اسم أعجمي وقال البلاذري عن الشرفي بن القطامي إن معنى آزر السيد المعين
عمدة القاري ج16/ص303
والذي عليه أئمة هذا الشأن في نسب عدنان قالوا عدنان بن أدد بن مقوم بن ناحور بن تيرح بن يعرب ابن يشجب بن نبت بن قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن بن تارح وهو آزر بن ناحور بن ساروح بن راعو بن فالخ بن عيبر بن شالخ بن إرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام
فتح الباري ج6/ص389
وإبراهيم هو بن آزر واسمه تارح بمثناة وراء مفتوحة وآخره حاء مهملة
هذه الروايات بعضها عن ابن عباس رضي الله عنهما
أيًا كان اسم والد إبراهيم عليه السلام تارح أو غيره
إنما آزر أبيه الذي تبرأ منه وليس والده الذي استغفر له آخر عمره
والله تعالى أعلم
وبارك الله فيك يا أخي الكريم
وأشكر لك غيرتك
ونحن بشر نخطئ ونصيب
وهذا القول قاله من هم أعلم منا
ولم يأت الشعراوي إلا ببيان لهذا الاختلاف
فغفر الله لنا ولكم
وجعل الأخوة بيننا لله تعالى
أخوكم أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي
الأخ الفاضل أبو عمار المليباري
أشكر لكم مروركم الكريم
هذه القاعدة قال بها أحد العلماء أو لم يقل فواقع الرسم القرآني دال عليها
فيما بيناه أعلاه
فإن ذكر خلافها يؤتى به للنظر فيه
ولا أعلم أن اسمًا خرج عن هذه القاعدة
وإجمالا فإن الرسم القرآني لم ينل خظًا يذكر في العلوم الشرعية
وكل ما ألف فيه كتابان؛
"عنوان الدليل في معرفة مرسوم التنزيل" لأبي العباس المراكشي
ودرس فيه مساءل محدوده وضعها في كتاب صغير .
و"رسم المصحف دراسة تاريخية ولغوية" وهو رسالة الماجستير للدكتور غانم قوري الحمد.