طاعون العصر (كوقيد 19) درسا للظالمين وموعظة للمتقين(2)

إنضم
22/10/2015
المشاركات
110
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
66
الإقامة
مصر
طاعون العصر (كوقيد 19) درسا للظالمين وموعظة للمتقين(2)
الحمد لله ، القوي العزيز ، ذو البطش الشديد ، الفعال لما يريد ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ارسله الله بشيرا ونذيرا صلى الله عليه واله واصحابه اجمعين ، كانوا اشداء على الكفار رحماء بينهم وبعد

مرد جميع الاحداث والاحوال لله

جاء على لسان الجن عندما وجدوا تغير احوال السماء بامتلائها حرسا شديد وشهبا {وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً }(10) [ الجن ] جمعوا بين جم الأَدب في نسبة الرشد لله ولم ينسبوا له الشر و بين حسن الاعتقاد. انه لا يعلم الغيب والعواقب الا الله جل وعلا. نقول لله الامر من قبل ومن بعد وان سائر ما وقع او سيقع في هذا الكون من أحداث , مرده كله إلى الله , له الملك وحده ، واليه يرجع الامر كله يصرف احوال الكون والخلق كيف شاء , وفق حكمتـه ومراده . وما الأحداث إلا آثارا لهذه الإرادة المطلقة ، قال قال جل وعلا في محكم التنزيل مخاطبا خير الخلق وسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم { ليس لك من الامر شيء }

سنة الله ماضية في عقاب الطغاة والظلمة

: قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14) } [الفجر ] . مضت سنة الله في المكذبين ; ولم تنفعهم قوتهم ; ولم يغن عنهم علمهم ولا حضارتهم ; ولقـوا جزاءهم العادل الذي يستحقونه: ، سنة الله في الانتقام من الظالمين ثابتة لا تتغير يمهلهم ثم يهلكهم قال جل وعلا {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ} [إبراهيم من الآية:42] وانما يعذبون بذنوبهم فإن الله تعالى لا يعذب أحدًا إلا بظلم اقترفه؛ ولذا قال سبحانه {هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ} [{الأنعام:47]، فلا هلاك إلا بظلم، ولا ظلم إلا وعاقبته هلاك. وكل الأمم التي عذبت وأهلكت انما بظلمها، قال جل وعلا {وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ} [الأنبياء:11] . وقال جل وعلا: {وكذلك أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود:102]. وقد دل القرآن على أن لعذاب الظالمين موعدًا مضروبًا، وأجلًا محتومًا، قد قدره الله تعالى، قال جل وعلا {وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا} [الكهف:59]. هكذا وعد الله رسله عليهم السلام بعد ان هددهم الكفار قال جل وعلا {فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ . وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ} [إبراهيم من الآيتين:13-14 ]

للمتقين موعظة وتثبيت

قال جل وعلا {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120) وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121) وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (122) وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123)} [ هود 120-123 ] تبين الآيات بأن ما يقصه جلا وعلا من أنباء الرسل وعاقبة المكذبين إنما هى تثبيتًا لفؤاد النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ومن ورائهم اهل التوحيد الى يوم القيامة ، ليعلموا أنهم المنصورون لا محالة، وتتوعد المكذبين المعاندين بما لا يعلم نوعها ولا زمنها الا الله ولا يخفى ما في ذلك من التحذير و العاقل من تدبر والهالك من اعرض قال جل وعلا عن الكفار {وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ} [يوسف:105].

خاتمة ودعاء
نسال الله ان يجعلنا ممن قرا القرءان فتدبر ، وتدبر فعمل استمع القول فاتبع احسنه، ودعا الى الله على بصيرة ، وان يجعل هذه الاحوال بردا وسلاما وتثبيتا للمؤمنين ، ونكالا على المعاندين المكذبين انه ولى ذلك والقادر عليه ، يا الله نسألك ان تغفر لنا بلطفك وكرمك انت اهل التقوى واهل المغفرة ، وان تشدد العقوبة على الكفار حتى يكفوا كيدهم وايديهم والسنتهم عن الموحدين ، لا اله الا انت سبحانك انا كنا من الظالمين – وصلى الله على سيدنا محمد وصحبه وسلم
 
عودة
أعلى