ضيف الحلقة 74 من التفسير المباشر يوم الأحد 9 رمضان 1430هـ

إنضم
25/09/2008
المشاركات
225
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض
التفسير المباشر - الرياض .
ضيف البرنامج في حلقته (74) يوم الأحد 9 رمضان 1430هـ هو فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن يحيى صواب ، الأستاذ المشارك بكلية الآداب بجامعة صنعاء باليمن .
وموضوع الحلقة هو : وقفات مع الجزء التاسع من القرآن الكريم .

نسأل الله التوفيق والسداد .
 
هل يمكن التوقف عند هاتين الآيتين بارك الله بكم

( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190))
 
ماشاء الله ..
الحلقة كانت رائعة ..
جزاكم ربي خير الجزاء
والضيف شكر الله له سعيه كان اسلوبه ماتع ورائع ..
ونتمنى استضافته مرة أخرى جزيتم خيرا..
وفي كلٍ خير، نحسبهم على خير جميعهم والله حسيبهم ولا نزكي على الله احد ..

ايضاً لدي اقتراح وهو استضافة الشيخ / صالح المغامسي .حفظه الله ...
تقبل الله منكم الصيام والقيام والدعاء وصالح الأعمال ..
 
صدقت أختي الكريمة كانت حلقة رائعة وقيمة ومليئة بالفوائد بارك الله في الدكتور صالح وفي شيخنا على حسن اختياره للضيوف لكل حلقة حتى ليبدو أنه لا يصلح لجزء اليوم إلا الضيف الذي اختاره فسبحان الله والحمد لله على توفيقه.
 
حول قوله سبحانه: (فلما تغشاها...)

حول قوله سبحانه: (فلما تغشاها...)

(سمر، طالبة الفردوس...) جزاكما الله خيرا، وجعلنا عند حسن الظن..
كان الاخ الدكتور عبد الرحمن حفظه الله تعالى قد اقترح علي الحديث عن قول الله سبحانه: (هو الذي خلقكم من نفس واحدة..) الآية، بناء على طلب (سمر) في الملتقى لكن الوقت لم يسمح، فلما انتهى اللقاء تذكرت ما اتفقنا عليه، فاتصلت بالدكتور فأشار علي بأن أكتب الإجابة من خلال الموقع ... ومن حقكم علينا أن نجيب عن السؤال..
على كل حال .. أقول باختصار:
اختلف العلماء في المراد بهذه الآية: (هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها) على أقوال..
الأول: أن بداية الآية ونهايتها تتحدث عن آدم وحواء، فالنفس آدم، والزوج حواء، والحديث عن حملها، وذلك - كما يقال - أن الشيطان طاف بحواء بعد حملها، فقال لها: سميه عبد الحارث، وفي رواية أخرى أنه مات مولودها الأول، ثم الثاني، ثم جاءها الشيطان فقال إن شئت أن يحيا فسميه باسمي ... وغير ذلك روايات كثيرة.. حول هذا المعنى، وحاصلها أن الإشارة في قوله: (جعلا له شركاء فيما آتاهما) تعود إلى آدم وحواء.
وهذا القول ضعيف، فالحديث المرفوع في ذلك لا يصح، ولا يكون من آدم وحواء أن يشركا بالله تعالى، وبخاصة بعد أن أهبطا إلى الأرض وعلما حقيقة الشيطان وإغواءه.
القول الثاني: أن بداية الآية ونهايتها لا تتحدث عن آدم وحواء، وإنما تتحدث عن جنس بني آدم، فالمعنى: هو الذي خلق كل واحد منكم من نفس واحدة، وجعل من جنس هذه النفس زوجها ليسكن إليها.. وفيه ضعف من ناحية اللفظ..
القول الثالث: أن بداية الآية تتحدث عن آدم وحواء.. (هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها)، ونهايتها تتحدث عن المشركين من بني آدم، فهي تتحدث عن جنس هذا الإنسان، وليس المراد بذلك آدم.. ويدل على ذلك نهاية الآية: (فتعالى الله عما يشركون، أيشركون ما لا يخلق شيئا).. فجاءت بصيغة الجمع، فهي تتحدث عن المشركين، ولعل هذا هو القول الراجح إن شاء الله تعالى ..

لطيفة: في سورة النساء: (اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها)، وهنا: (هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها)..
ولعل الحكمة في اختلاف اللفظين - والله أعلم - أن آية النساء تهدف إلى الإخبار عن إثبات الخلق، أما سورة الأعراف فالهدف بيان الزوجية والسكن، وأن الله جعل كلا منهما زوجا للآخر، وليس عن مجرد الخلق.. وفرق بين الأمرين.

فائدة ... بناء على القول بأن الحديث عن حواء .. اختلف العلماء في معنى الحمل الخفيف، فقال بعضهم إن حواء لم تشعر بالحمل حتى وضعت حملها، وكان خفيفا عليها.
وقال آخرون: المراد بذلك أول الحمل، حيث كان خفيفا في بداية، ثم يكبر الجنين فتثقل المراة، وهذا هو الصحيح بدليل قوله: (فلما أثقلت).. والله أعلم
 
جزاك الله خيراً شيخي الفاضل دكتور صالح على حرصك على الإجابة على سؤالي وهذا من حسن خلقك واهتمامك بطلبة العلم نفعنا الله بعلمك وزادك علماً.
الآية في الحقيقة كلما أقرأ تفسيرها بحسب الرأي الأول الذي ذكرتموه أشعر بعدم ارتياح لهذا القول لأنه كما ذكرتم آدم وحواء علما أهداف الشيطان ووسوسته لهما وهما تابا إلى الله تعالى ولا يليق بهما أن يسمعا لوسوسة الشيطان بعدما حدث منه. والقول الثالث الذي ذكرتم هو الأقرب إلى نفس المؤمن سبحان الله.
وتأكيداً على ما ذكرتم في اللطيفة بين آية سورة النساء والآية التي معنا ذكر الدكتور فاضل السامرائي الإجابة التالية:

سؤال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء (1) النساء) وفي الأعراف قال (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا (189)) وفي الزمر (خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا (6)) فما اللمسة البيانية في الاختلاف بين الآيات؟ وما الفرق بين الخلق والجعل؟
الجعل في الغالب حالة بعد الخلق فالخلق أقدم وأسبق. جعل الزرع حطاماً ليست مثل خلق الزرع حطاماً. جعل بمعنى صيّر، هو خلقه ثم جعله (وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ (60) المائدة) لا يعني خلقهم وإنما يعني صيّرهم. إذن في الغالب الجعل بعد الخلق (قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا (124) البقرة) صيّره إماماً وليس خلقه إماماً. إذن هذا الأمر العام ولذلك كل (جعل زوجها) بعد الخلق، نلاحظ في سورة النساء قال (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء (1)) هذا في آدم وحواء، هذا خلق. (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190) الأعراف) هذه ليس آدم وحواء وإنما بعد، ذاك خلق وهذا جعل، جعل هذه زوج هذه. في سورة الزمر قال (خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (6)) خلقكم من نفس واحدة آدم وهذا الأصل لكن جعل زوجة جعل فلان زوج فلان، (خَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا) يقصد حواء و (جعل منها زوجها) الكلام عن الذرية فلما ذكر حواء قال (خَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا) ولما ذكر الذرية قال (جعل منها زوجها).

هذا والله تعالى أعلم. واسمح لي دكتور صالح أن أشكركم جزيل الشكر على إجابتكم على سؤالي وأسأل الله تعالى أن يزيدكم علماً وأن ينفعنا وينفعكم بهذا العلم ويجعله في ميزان حسناتكم ويحشرنا في زمرتكم أهل العلم والقرآن اللهم آمين.
نتمنى عودتكم لبرنامج التفسير المباشر في حلقات قادمة فلا تبخلوا علينا بما منّ الله تعالى عليكم به من علم.
 
عودة
أعلى