ضيف الحلقة (115) يوم الثلاثاء 21 رمضان 1431هـ

إنضم
25/09/2008
المشاركات
225
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض
التفسير المباشر - الرياض
ضيف البرنامج في حلقته رقم (115) يوم الثلاثاء 21 رمضان 1431هـ هو فضيلة الشيخ أحمد بن عبدالله الحصيني ، المحاضر بقسم القرآن وعلومه بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة الملك خالد بأبها .

وموضوع الحلقة هو :
- علوم سورة الأنبياء .
- الإجابة عن أسئلة المشاهدين حول السورة وحول الجزء الواحد والعشرين من القرآن الكريم .

نسأل الله التوفيق والسداد ،،



b.gif


الحلقة الحادية و العشرون
سورة الانبياء
***********
tafsir21.gif




 
وفقكم الله
شاهدت جزءا من الحلقة وأردت أن أشير إلى أن الشيخ أحمد يملك طرحا إيمانيا جميلا واستحضارا لمواقف السلف فأتمنى أن يشاهد في برامج من هذا القبيل في قناة المجد أو دليل
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تمت إضافة الروابط الي المشاركة الاولي
بارك الله فيكم
 
وهذا نص الحلقة بحمد الله تعالى:
[FONT=&quot]سورة الأنبياء[/FONT]
[FONT=&quot]إسم السورة، هل لها أسماء أخرى؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. أحمد:[/FONT][FONT=&quot] بداية عندما كنت أتأمل في سورة الأنبياء كنت أجد نفسي أقف أمام حديث عن أنبياء عليهم الصلاة والسلام وليس الحديث عن أي بشر وهذا الحديث يجعلني أشعر بشيء من الرهبة ماذا سأقول عن هؤلاء الأنبياء وكيف سأتناول قصصهم وموضوعاتهم التي ذكرت في هذه السورة؟ وحين شرعت في قراءة السورة والتأمل من معظم آياتها وما فيها من عبر وعظات وجدت أن هذا المسمى يظهر أنه جاء لكثرة ما ذكر فيها من أنبياء فذكر فيها 14 نبيًا مع أنه ذكر في سور أخرى أكثر من ذلك في سورة الأنعام 18 نبيًا يذكرون في وجه واحد لكن يظهر أن قصص هؤلاء الأنبياء كانت قريبة جدًا مما كان يجده النبي صلى الله عليه وسلم في مكة من قومه فكان فيها شيء لذكر ما يتناسب مع حاله ودعوته وتناولت الموضوعات التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يشتكي كثيرًا منها في مجادلته لقومه ومجادلة قومه له فلعل المسمى جاء من هذا والله أعلم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وليس لها أسماء أخرى[/FONT]
[FONT=&quot]د. أحمد:[/FONT][FONT=&quot] ما وقفت إلا على سورة الأنبياء[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] إذن هي نزلت مبكرًا في مكة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. أحمد:[/FONT][FONT=&quot] نزلت في مكة ووقفت عند الإمام البخاري على قول ذكر مجموعة من السور سورة بني إسرائيل ومريم والأنبياء وقال هي من العتاق الأول "سمعت ابن مسعود يقول: في بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء: إنهن من العتاق الأول، وهن من تلادي،[/FONT] [FONT=&quot]الراوي: عبدالرحمن بن يزيد المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - لصفحة أو الرقم: 4994 - خلاصة حكم المحدث: [صحيح]" التي نزلت في مكة[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] العتاق الأول يعني القديمة[/FONT]
[FONT=&quot]د. أحمد:[/FONT][FONT=&quot] وهذا يدل على نزولها في مكة. ومن يتأمل السورة بجميع آياتها يجد أنها تتناسب كثيرًا مع القرآن المكي الذي ذكر عنه العلماء ذكره لليوم الآخر ومسائل العقيدة واليوم الآخر وما شابه [/FONT]
[FONT=&quot]موضوعات السورة الأساسية:[/FONT]
[FONT=&quot]د. أحمد:[/FONT][FONT=&quot] بنظرة إجمالية للسورة عمومًا يمكن أن نجعل موضوعات السورة تتقسم إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول الحديث عن العقيدة والقسم الثاني الحديث عن الرسالة والقسم الثالث في الحديث عن البعث. [/FONT]
[FONT=&quot]الحديث عن العقيدة[/FONT][FONT=&quot] ذكر في هذه السورة من خلال جوانب كثيرة فذكرت القضايا التي كان يجادل فيها كفار مكة النبي صلى الله عليه وسلم في مسألة الوحدانية وذكر في ثناياها دلائل تدل على الوحدانية لتثبت هذه المسألة مثلا قضية أن من نواميس الحياة أن الماء هو أصل في حياة الناس، حياة الخليقة عمومًا لقول الله عز وجل (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ (30)) فهذا مصدر واحد لهذه الحياة في هذا الماء. كذلك نهاية الناس البشرية كلها تنتهي إلى الموت (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ (35)) فهذا يدل على الرجوع إلى شيء واحد. والمصير يوم القيامة هو إلى الله عز وجل فهو إلى شيء واحد. هذه قضايا الوحدانية كلها تشير إلى جانب العقيدة وإلى جوانب التوحيد وأنه ليس من إله إلا الله جل وعلا، هذا من حيث الحديث عن العقيدة.[/FONT]
[FONT=&quot]ومن حيث الحديث عن الرسالة[/FONT][FONT=&quot] فذكرت جملة من الأنبياء استطردت السورة في الحديث عن بعض قصص الأنبياء بالتفصيل مثل قصة إبراهيم عليه السلام ومثل قصة وداوود وسليمان وإن كانت هي قصة وليست جميع القصة وذكر بعض الأسماء بدون أن يذكر أخبارهم ولكن من الذكر يدل على أن المقصود هو خبر معين. عندما ذكر (وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ (85)) فدل على مواقف الصبر التي كانت تمر على هؤلاء الأنبياء من خلال هذا الذكر فالمقصود من ذكرهم تذكر تلك المواقف وكذلك ذكر قصة ذا النون وقصة مريم وعيسى وكأن ذكر قصة مريم وعيسى في ختام السورة فيه شيء من الفصل بين الأنبياء وبين مريم لأن مريم ليس نبية فجاءت في الأخير مفردة ثم ذكرت قصة عيسى بجوار هذه القصة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لاحظ كيف تسرد مثل هذه القصص الرائعة لأنبياء سابقين إبراهيم وأنبياء بني إسرائيل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مكة وكأن في هذا إشارة إلى تقرير النبوة وأن ما جئت به يا محمد ليس جديدًا (قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنْ الرُّسُلِ (9) الأحقاف) وهذا ردّ على المشركين الذين ينكرون نبوة النبي صلى الله عليه وسلم أليس كذلك؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. أحمد:[/FONT][FONT=&quot] بلى، بل حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم في مكة عندما جاء بهذه الرسالة والتي تدعو إلى الوحدانية ومخاطبة أهل كفار مكة والأدلة التي أتى بها هو ليس إلا شيئًا أتى به الأنبياء من قبل ولذلك كان يقول (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (7)) وذكر العلماء في معناها أنه سؤال العاملين بالتوراة والعاملين بالانجيل كيف كان أنبياؤهم؟ وإلى ماذا دعوا؟ وكيف كان أقوامهم يتعاملون معهم؟ بل حتى مطالب الكفار التي كانوا يطالبون بها النبي صلى الله عليه وسلم من الإتيان بمعجزات خارقة وشيئًا لم يأت به أحد من أن لا يكون بشرًا يأكل الطعام ويمشي في الأسواق قد طالب بها أولئك ومع ذلك أولئك ما آمنوا بها فلن يكون لكفار مكة مزية عن أولئك الكفار لو جاءت هذه أن يؤمنوا بها فهم لم يؤمنوا ولهذا قال تعالى (وَلَوْ جَاءتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ (97) يونس)[/FONT]
[FONT=&quot]الموضوع الثالث هو الحديث عن البعث[/FONT][FONT=&quot] وأنا أخّرت هذا الموضوع مع أنه ذكر في بداية السورة وفي آخرها أيضًا وكأنه سبحان الله في هذه السورة ذكر لشيء مجمل في البداية ومفصل في نهاية السورة في الحديث عن اليوم الآخر. والحقيقة أن الحديث عن اليوم الآخر في مثل هذا الزمن يحتاج أن يطرح للناس بطريقة تختلف عن الطرح المعتاد فالناس يعرفون أن هناك جنة ونار لكن أحيانًا يغيب عنا حمل الهمً لهذه الجنة ولهذه النار ولذلك كان السلف رحمهم الله يتعاملون مع هذا الأمر بشكل غريب ما كان ذكر الآخرة يغيب عن عقولهم وقلوبهم أبدًا حتى في العبادات التي يتعبدون بها الله للنجاة من هول اليوم الآخر هم يستصحبون فيها هذه الصورة. فمثلًا في الصلاة كلنا نصلي السلف رحمهم الله ينظرون إلى الصلاة أن فيها تذكير للوقوف بين يدي الله ولهذا سعيد بن عبد العزيز رحمه الله إذا قام للصلاة يسمع من يصلي بجواره وقع دموعه على الحصير وهو واقف في الصلاة فيسألونه لماذا يحدث ذلك قال ما وقفت للصلاة إلا واستحضرت جهنم، هو كان يستصحب الصورة أمام عينيه. عندما نصوم الآن ينبغي أن يكون الصيام مذكِّرًا لنا بأننا سنقف بين يدي الله في يوم تدنو فيه الشمس وليس باختيارك ولا تستطيع أن تشرب شيئًا ولا أن تأكل شيئًا وأنت الآن تصوم وباختيارك وستأتي وتفطر فيذكرك مثل هذا الانقطاع عن الطعام والشراب بمثل هذا الموقف الذي سيكون عند العبد في الآخرة، القيام بين يدي الله كذلك ولهذا قال بعض السلف طول القيام في الدنيا يخفف من طول القيام بين يدي الله في الآخرة، هم يرتبطون بالآخرة بشكل غريب. النبي صلى الله عليه وسلم في بيته في حجرته مع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها يومًا يضع رأسه في حجرها فتساقط دموع عائشة على وجنة النبي صلى الله عليه وسلم فيقول ما لك يا عائشة؟ فتقول يا رسول الله ذكرت من صرف القوم بين يدي الله يوم القيامة فهل تذكرون أهليكم في ذلك اليوم؟ فيقول عليه الصلاة والسلام والذي نفسي بيده في ثلاث مواطن إن أحدكم لا يذكر إلا نفسه ثم قال إذا تطايرت الصحف فآخذٌ كتابه باليمين وآخذٌ كتابه بالشمال وإذا نصب الميزان فلا يدري أحدكم أيّ الكفّتين ترجح على الأخرى وإذا ضرب الصراط فمجتاز إلى الجنة ومكردس على وجهه في النار. هذا ليس موطن موعظة هي جالسة مع زوجها في حجرتها وليس في مسجد وليس في مكان فيه ذكر القبور والدار الآخرة ومع ذلك تذكر هذا الأمر ويتفاعل معها النبي صلى الله عليه وسلم لتتربى عليه نفس عائشة وتتربى عليه الأمة من بعدها. فاستصعاب صورة الآخرة خاصة في مثل هذه الأيام من أبلغ ما ينبغي أن نحرص عليه ونعلمه حتى لأبنائنا وأهلينا.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] في القرآن الكريم في مواضع كثيرة حتى من أمور الدنيا مثل سورة المطففين (وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)) يربط قضية الغش التجاري في الأسواق بيوم القيامة وتذكّر يوم القيامة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. أحمد:[/FONT][FONT=&quot] ولذلك ورد عن ابن عمر عندما قرأ هذه الآية قال قسمٌ حقٌ وربِّ الكعبة ثم خرّ مغشيًا عليه لأنه اسستشعر الموقف وتأثر به وهكذا كان السلف رحمهم الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وهذا كله يؤخذ من قوله (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ (1)) حتى التعبير في قوله (فِي غَفْلَةٍ) كأن الغفلة استولت عليهم وحرف (في) يستخدم في العربية بمعنى الظرفية كأن الغفلة قد استولت على هؤلاء وأنستهم ذكر الآخرة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. أحمد:[/FONT][FONT=&quot] والتعبير القرآني بقول (اقْتَرَبَ) وقفت على كلام جميل لابن عاشور في (اقترب) وكذلك في سورة أخرى (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ (1) القمر) وكذلك (وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ (97) الأنبياء) فلفظة (اقترب) هذه فيها إشارة إلى معنى لطيف وهو أن هذا الأمر أصبح قريبًا جدًا ووقوعه شديد ولهذا لم يقل قرب وإنما اقترب فزيادة المبنى تدل على زيادة المعنى[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] اقترب من حيث الزمن وإذا وقع فسيكون وقعه شديدًا أليمًا[/FONT]
[FONT=&quot]د. أحمد:[/FONT][FONT=&quot] ولذلك كان التعبير بهذه الصورة ولاحظ ابتداء هذه السورة فيه شيء من الزجر وشيء من الردع للمُنذَر أن يتنبه فأمر الساعة أمر عظيم ثم قوله (وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ) أكثر المفسرين يذكر في معنى الغفلة هنا أنه الغفلة في الدنيا وهذا هو الحق أكثر غفلات الناس من أجل الدنيا بغض النظر في الشهوات المباحة أم في الشهبات المحرمة هذا لا يعنيني ولكن الدنيا اشغلت الناس وعلينا أن نتنبه أن الساعة تأتي بغتة ولذا ذكر العلماء (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ) أن المقصود هنا إما اقتراب الموت ومن مات قامت قيامته وإما أن المقصود هو اقتراب حساب اليوم الآخر وإذا كانت هذه الآية تنزل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم قبل ألف وأربعمائة سنة ونحن الآن نقرأها فينبغي أن نكون أشد حذرًا فقد أصبحت منا أقرب.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] والله إنك لتعجب أن الصحابة رضي الله عنهم والتابعون كانوا اشد حذرًا منا الآن مع أنها في حقهم أبعد مما في حقنا.[/FONT]
[FONT=&quot]د. أحمد:[/FONT][FONT=&quot] حتى ذكر عن سفيان الثوري رحمه الله أنه كان ليلة واضعًا يديه تحت خده مطرقًا يفكر فدخل عليه أحد طلابه بالمطهرة إناء فيه ماء ليتوضأ لقيام الليل فلما دخل عليه الفجر وجده مطرقًا واضعًا يديه تحت خده كما كان في أول الليل فناداه يا سفيان يا إمام ما لك؟ قال والله منذ تلك الساعة وأنا لا زلت أفكر في همّ الآخرة ما استطاع أن ينام. فتعجب من اهتمامهم بهذا الأمر مع بعدهم عنه بالبعد الزمني مقارنة بنا وبحالنا[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] الكفار لهم مجادلة شديدة للنبي صلى الله عليه وسلم في هذه السورة فهل يمكن أن نتوقف معها في قوله سبحانه (بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ (5)) هذه المجادلة التي جادلها الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم[/FONT]
[FONT=&quot]د. أحمد:[/FONT][FONT=&quot] عمومًا هم الكفار يعلمون أنهم على باطل ولكن صاحب الباطل يريد أن يثبت هذا الباطل حتى ولو كان بالحجة الواهية. فهؤلاء الكفار هم يعلمون أن الشيء الذي قاله لهم النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرهم به بالوحي لا يستطيعون أن يأتوا بشيء مثله كما قال الله في القرآن (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) الإسراء) فأتوا بحجج واهية فقالوا لماذا يكون بشر يأكل كما نأكل ويشرب كما نشرب ويمشي في الأسواق؟ لماذا لا يكون ملك؟ وهي حُجّة هم يعرفون الجواب عليها فهم يؤمنون بإبراهيم وبملة إبراهيم ويقولون نحن على الحنيفية التي كان عليها إبراهيم، إبراهيم كان بشرًا يأكل الطعام ويمشي في الأسوق. أضف إلى ذلك أنه حتى لو استجاب الله لمطلبهم وكان هذا الرسول ملكًا لن يقبلوا دعوته لأنه سيأتيهم بشيء غريب لا يعيشونه ولا يعيش معهم لا يشعرون بما يشعر به كما قال تعالى في القرآن (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ (9) الأنعام) ومع كل هذا هم يطالبون بمثل هذه المطالب ثم بدأوا يصفون النبي بأوصاف لا تليق تارة يقولون اختلق هذا الكلام وافتراه في المنام وتارة يقولون بأنه يهذي كما يهذي النائم وتارة يقولون أنه شاعر وتارة يقولون بأنه ساحر وهم يعلمون أن كل ما يقولون به ليس بصحيح ولكنها الحجج التي يأتون بها يشعروا أنفسهم بأنهم على حق وصواب وهم ليسوا أبدًا[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وهذه تتكرر. نحن الآن عندما نتحدث عن مجادلة الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم لا نتحدث عن تاريخ فقط لكنك تجد الآن من أعوانهم ومن أتباعهم من المنحرفين سواء من اليهود والنصارى أو من المنافقين من يردد هذه الحجج ويطعن في القرآن ويطعن في النبوة ويطعن في الدين بمختلف الوسائل فعندما يرد القرآن على هذه المجادلات بالباطل التي يثيرها المشركون في الحقيقة يرد على كل من يثيرها على مدى التاريخ.[/FONT]
[FONT=&quot]د. أحمد:[/FONT][FONT=&quot] بل حتى في هذه السورة الله عز وجل ذكر دلائل من حياتهم يجدون فيها صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما يقول فذكر لهم السماء والأرض وذكر لهم الجبال وذكر لهم الماء الذي يشربونه بل في آيات أخرى ذكر لهم شيئا من أنفسهم هم يعرفونه ويقرونه [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لاحظت تكرر ذكر القرآن الكريم في هذه السورة لعلنا نتوقف عنده بعد الفاصل. [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ألاحظ في سورة الأنبياء مسألة تربوية ومسألة إيمانية وهي تعظيم الله سبحانه وتعالى في نفوس خلقه بآياته الدالة على ذلك في الكون وفي السموات وفي الأرض فضلًا عن أنها استدلال على المشركين والمنكرين لربوبيته سبحانه وتعالى إلا إن فيها جوانب تربوية لتعظيم الله في نفس المؤمن، هل يمكن أن نتوقف عند مثل هذه الآيات؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. أحمد:[/FONT][FONT=&quot] قول الله عز وجل (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا (30)) وبعدها (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ (30)) وهذه الآية من الآيات التي يتحدث عنها أهل الإعجاز العلمي بكثرة. أنا سأتكلم عن الجانب الآخر وهو تعظيم الله عز وجل من خلال مثل هذه الآيات الكونية والآيات الشرعية التي يذكرها في القرآن. خلق السموات والأرض لم تخلق هكذا عبثًا والله قال هذا في نفس السورة (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16) لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ (17)) لو افترض بأنها ستتخذ لهوا فإن الله عز وجل لن يطلع عليه العباد لأن هذا اللهو شيء من النقص ولا يليق بحق الإله. إذن خلق السماء هذا خلق عظيم، السماء لم يكن فيها سحاب ولا مطر ثم فتق منها السحاب والمطر والأرض والأرض لم يكن فيها نبات ففتق فيها النبات حينما جاءها المطر فأصبحوا يأكلون ويشربون ويهنأون بل هم ينظرون إلى تناقص الناس فيها من الأمم الماضية يموتون ويفنون ومع ذلك لم يتنبه الكفار أن هذه من دلائل على وحدانية الخالق, ولذك ينبغي للمؤمن أن يتأمل مثل هذا الأمر ويعقل بعقله. وستأتينا بعد قليل قضية نقف عندها قضية تسمية القرآن بالذكر، هذا الذكر فيه إشارة للعقل بأن العقل لا بد أن يكون فيه شيء من التذكر لمثل هذه الأمور والتأمل والوقوف معها فإذا وقف معها العبد شعر بتعظيم لخالقه ولذلك إذا عظم الخالق في نفوس العباد ظهرت آثار هذا التعظيم على جوارحه فلا ترى العبد الذي يعظّم ربه يتجرأ على معصيته بنفس هنيئة لأنه يشعر بتعظيم الخالق في قلبه ولذلك نجد علاقة كبيرة جدًا بين الإيمان وزيادته في القلب فكلما ازداد العبد تعظيمًا لربه وشعورًا بعظمته كلما ازداد هذا الإيمان في قلبه. وأنا أذكر مالك بن دينار لما دخل السوق وجد رجلًا مخمورًا يقول الله الله الله فقال سبحان الله يذكر إسم الله بفم مخمور والله لأطهرنّه هو يريد تعظيم الله جل وعلا فأخذ خرقة وطهّر بها فمه ثم رفع يديه إلى الله فقال اللهم طهِّر قلبه، اللهم طهر قلبه اللهم طهر قلبه ثم ذهب لينام يقول مالك فرأيت أن آتيًا أتاني وقال لي يا مالك طهّرت فمه من أجلنا وطهّرنا قلبه من أجلك. هنا التعظيم ظهر له أثر عند هذا الرجل عندما حصل تعظيم الخالق بهذه الخرقة التي طهّر بها هذا الفم فكيف بمن يعظم الله عندما يتأمل في ملكوته وعندما يتأمل في مخلوقاته سيكون التعظيم أشد, وهذا ما يحتاج الناس الآن في زمن الفتنة حتى يكون لهم رادعًا عن الإغراق في الشهوات.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] هذه لفتات مهمة وقلّ من يتوقف عندها أثناء قرآءة القرآن الكريم وهي الجوانب التربوية مثل مالك بن دينار كانوا يتربون بها ويعيشون عليها وأنت عندما تقرأ في تراجمهم كيف كانت حياتهم مع القرآن الكريم تلاحظ هذا التعظيم لله سبحانه وتعالى من خلال مخلوقاته وآياته. موضوع آخر وهو القرآن الكريم في سورة الأنبياء في قوله سبحانه وتعالى (لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (10))[/FONT]
[FONT=&quot]د. أحمد:[/FONT][FONT=&quot] هذه الآية عجيبة في معناها عندما يقول الله (لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) كل مؤمن في هذه الحياة يبحث عن الرفعة والذكر معناه الرفعة في المقام وهو مطلب لكل أحد، ولذلك نحن في حياتنا المعتادة ما فينا إنسان يجب أن يكون ذليلًا لمخلوق أبدًا مهما كان هذا المخلوق ولو ذلّ أحد لمخلوق لذلّ له وقلبه يمتلئ بكراهيته بينما عندما نتعامل مع الخالق فكل الناس يذلون لله وقلوبهم تمتلئ بمحبته وهذا ليست إلا لله وهذه منتهى العبودية الحقة. فالعبد حين يعود للقرآن ويعمل ما فيه ويتأمله ويطبقه في أقواله وأفعاله تصيبه عزة ورفعة لن تكون إلا له حين يكون مع هذا القرآن. ولهذا كان أهل القرآن هم من أرفع الناس شأنًا عند الله فهم أهل الله وخاصته.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وإن الله يرفع بهذا القرآن أقوامًا ويضع فيه آخرين[/FONT]
[FONT=&quot]د. أحمد:[/FONT][FONT=&quot] فالمؤمن بحاجة أن يتنبه في هذا الجانب أنه مهما ابتغيت العزة والرفعة في غير هذا القرآن وغير ما جاء فيه فلن تجد. بل حتى ختام السورة (إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ (106)) فهذا العبد الحق هو الذي جعل القرآن منهاجا له يرتفع به عند الله. ومن لم يكن القرآن كافيًا له وشافيًا له ومغنيًا له عما سواه فلن يجد شيئًا يغنيه عنه لأن هذا كلام الله جل وعلا.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] والعجيب أنه أحيانًا يقول بعضهم (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ (51) العنكبوت) القرآن الكريم أنا أقرأه لكن لا أجد الكفاية التي يذكرها الله سبحانه وتعالى هنا أو التي يذكرها العلماء فما وجه الاكتفاء بالقرآن الكريم؟ وهل يمكن الاكتفاء به بمجرد قرآءته؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. أحمد:[/FONT][FONT=&quot] نحن عندما ننظر في القرآن ونتأمل في معانيه فلا نجد القرآن يغلق علينا أن نسنتير بالأبواب الأخرى بل العكس القرآن هو الذي يفتح لك الطريق بأن تستفيد من الميادين الأخرى وتكون فيها زيادة ثراء ومعرفة لدى من يريد أن يتعلم. لكن نحن نقول بأنك عندما تجعل القرآن جانبًأ وتنحيه تمامًا عن حياتك وتعيش حياتك بدون هذا القرآن وتبتغي الرفعة فلن تصيبها. الله قال (مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ (38) الأنعام) ليس هناك شيء ليس موجودًا فيه لكن فهمه من فهمه وعقله من عقله[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (7)) يبدو أن الحاجة دائمًا متجددة للجميع سواء أن يقرأ ويبحث ويتعلم[/FONT]
[FONT=&quot]د. أحمد:[/FONT][FONT=&quot] هذه جعلها العلماء أصل في أنه ينبغي للمؤمن أن يسأل في كل صغيرة وكبيرة في أصول الدين وفروعه أهل العلم وهذا نص صريح. ثم لاحظ التعبير كان لطيفًا وقال (أَهْلَ الذِّكْرِ) لأن صاحب الذكر هو ليس فقط الذي يعلم بل الذي يستطيع أن يتأمل ويصل إلى ما لا يستطيع أن يعرفه كل أحد. وهذه مسألة لطيفة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] إرتباط الذكر بالعقل. لاحظت في السورة ثناء على التوراة أو ارتباط التوراة والقرآن في قوله سبحانه وتعالى (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ (48)) [/FONT]
[FONT=&quot]د. أحمد:[/FONT][FONT=&quot] دائما في القرآن نجد أن التوراة تذكر مع القرآن بكثرة ويدل هذا على شرف هذا الكتاب لأنه كلام الله أصلًا لولا أنه حُرِّف فيما بعد. فذكره مع القرآن وذكره بأنه فرقان -وهذه ذكرت عن القرآن أيضا - وضياء وذكرى للمتقين يدل على شرف هذا الكتاب على أن له شرف وارتباطه بالقرآن أيضًا فيه إشارة إلى أن كثير مما في القرآن هو موجود في التوراة لكنها لو بقيت التوراة على ما أنزلها الله لكانت نافعة للناس قبل أن ينزل القرآن وحين نزل القرآن حتى لو كانت التوراة موجودة وعلى أصلها فلن يكون لها قيمة بجوار هذا القرآن لأنه هيمن على ما قبله.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] والعجيب أنه قال (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ (48) الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَهُم مِّنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ (49)) ثم تكلم عن القرآن فقال (وَهَذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ (50)) فربط بينهما أيضًا حتى في سياق الحديث[/FONT]
[FONT=&quot]د. أحمد:[/FONT][FONT=&quot] عندما قال (لِّلْمُتَّقِينَ (48) الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ) وهنا ملحظ لطيف بأن الإنسان إذا كان شديد الخشية لله بالغيب فسيكون من باب أولى يخشاه في الشهادة لأن الغيب ما يرى فيه أحد ومع ذلك هو يخشى الله ويتقيه.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ولذلك كان يدعو النبي صلى الله عليه وسلم "وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة"[/FONT]
[FONT=&quot]د. أحمد:[/FONT][FONT=&quot] وكان يقول للناس "والله إن لأتقاكم لله وأشدكم له خشية". فعبادة الخشية من العبادات التي ينبغي أن يعتني بها المؤمن بل هي دلالة على قوة إيمانه كلما كان العبد قريبًا من ربه في الخلوة كلما ازداد إيمانه [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ذكر الله تعالى الأنبياء ثم قال في آخرها (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90))[/FONT]
[FONT=&quot]د. أحمد:[/FONT][FONT=&quot] والخشوع يحمل معنى الخشية وحتى الملائكة عليهم السلام عندما ذكرهم الله ذكر عنهم بأنهم (بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ (26) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28)) فالملائكة والأنبياء وما هناك أحد هو أشرف شأنا بعدهم ومع ذلك هم أشد خشية فالعباد لا بد أن يكونوا أقرب خشية لربهم[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نسأل الله أن يجعلنا وإياك من المتصفين بالخشية. خاصة في هذه الليالي ونحن في الليالي العشر المباركة الناس مقبلون على العبادة والقلوب خاشعة فأقول في نفسي ليت الناس في سائر العام مثل هذه العشر خاصة أنه ذكر الله (وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90)) (وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ (73)) غفلنا عن العبادة الشخصية، بعضنا حتى الفضلاء منا ينشغل بالدعوة على حساب عباداته الشخصية فيغفل التزود الذي لا يمكن أن تستطيع أن تواصل من غيره وهي العبادة. قصة إبراهيم في هذه السورة تحتاج إلى وقفة لقوله سبحانه وتعالى هنا (وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ (51)) ثم ذكر مجادلته لأبيه وقومه[/FONT]
[FONT=&quot]د. أحمد:[/FONT][FONT=&quot] هذه القصة مليئة بالوقفات لكن نأخذ منها بعض الوقفات التي تتناسب مع الوقت المتبقي. ذكر الله عز وجل حال هؤلاء الذين كانوا مع إبراهيم عندما يأتون إلى هذه الأصنام التي لا تعقل ويعبدونها ولما سألهم إبراهيم عن هذه العبادة قالوا (قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ (53)) وهنا أصل مهم جدًا وهو أن أفعال البشر ليست حجة ما لم يكونوا أنبياء ومرسلين مهما كان هؤلاء البشر وهذا ينطبق على أي أحد وأذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله كان يقول "من كان مقتدٍ فليقتد بمن مات فإن الحيّ لا تؤمن عليه الفتنة" وهذا يقال عنه وعن غيره وهذا أصله موجود في القرآن فعبادة هؤلاء للأصنام لأن آباءهم كانوا كذلك هذا ليس بحجة. [/FONT]
[FONT=&quot]وقفة أخرى أيضًا في قول إبراهيم (قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا (63) فاسألوهم (64)) استوقفتني كلمة (كبيرهم) فوجدت أهل التفسير أيضا ما تركوا هذا فقالوا بأن هذا الوصف لا يتساوى مع التعظيم لأن التعظيم لا يكون للأمور التي حقّرها الله فلم يقل عظيمهم وإنما قال كبيرهم وإذا ذكر التعظيم فلا بد أن يذكر مضافًا لما عُظِّم له كما كان يكتب النبي صلى الله عليه وسلم للملوك فيقول عظيم الفرس، عظيم الروم لكن أن يطلق عظيم لما حقّره الله فهذا لا ينبغي ولهذا (قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا (59)) قال (كَبِيرُهُمْ) فوصفه بهذا الوصف لأنه في نظرهم أنه كبير. في قصص الأنبياء في السورة فيها لفتات إلى جانب الأدب الذين كانوا يتحلون به وهم يخاطبون الله جل وعلا وهم يسألون الله سواء إبراهيم قال في موضع آخر (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) الشعراء) فلم ينسب المرض لله وهنا أيوب يقول (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83)) وزكريا يقول (رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89)) فكانوا يأتون بالسؤال بطريقة مليئة بالأدب الجمّ الذي تربى عليه هؤلاء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] وهذا هو موضع قدوة للمسلم في دعائه وفي عبادته أسأل الله أن يتقبل منك ما تفضلت به وأسأل الله أن يرزقنا الاقتداء بهؤلاء الأنبياء وأن يحشرنا في زمرتهم.[/FONT]
[FONT=&quot]سؤال الحلقة[/FONT]
[FONT=&quot]في الجزء الحادي والعشرين سورة اختتمت بذكر عاقبة من جاهد أعداء الله، والنفس، والشيطان، وصبر على الفتن والأذى في سبيل الله، فهؤلاء سيثبتهم الله على الصراط المستقيم، ويهديهم سبل الخير.[/FONT]
[FONT=&quot]فما هي هذه السورة؟ [/FONT]​
 
عودة
أعلى