ضماد الأزدي رضي الله عنه: إثارته للشبهات قادته للإسلام

إنضم
14/05/2012
المشاركات
1,111
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
الإقامة
الأردن
لنتأمل قصة إسلام ضماد الأزدي رضي الله عنه ـ الذي كان مشهوراً بعلاج الجنون ـ، فحين أشاعت قريش أن محمداً صلى الله عليه وسلم مجنون، صدقها ضماد وأراد أن يشتهر بين العرب أنه عالجه، فلقي محمداً صلى الله عله وسلم،
قال له: " يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ [الجنون]، وَإِنَّ اللَّهَ يَشْفِي عَلَى يَدِي مَنْ شَاءَ، فَهَلْ لَكَ؟ "
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَمَّا بَعْدُ ".
فَقَالَ: " أَعِدْ عَلَيَّ كَلِمَاتِكَ هَؤُلَاءِ ".
فَأَعَادَهُنَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.
فَقَالَ: " لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ، وَقَوْلَ السَّحَرَةِ، وَقَوْلَ الشُّعَرَاءِ، فَمَا سَمِعْتُ مِثْلَ كَلِمَاتِكَ هَؤُلَاءِ، وَلَقَدْ بَلَغْنَ نَاعُوسَ [أي: وسط] الْبَحْرِ.. هَاتِ يَدَكَ أُبَايِعْكَ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَبَايَعَهُ ".
وفي هذا إشارة إلى أن الحوار الهادئ حول الشبهات المثارة ضد القرآن الكريم كثيراً ما يكون سبباً إضافياً ناجحاً، ووسيلة دعوية غير مباشرة لتأكيد إلهية مصدره.
وسبحان الله العظيم
 
حياكم الله
وشكراً لكم على التخريج للحديث الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما
وتنبغي الإشارة إلى أن معاني الكلمات والتراكيب من شرح النووي على مسلم
 
ومن منهج الأنبياء عليهم السلام في معالجة الشبهة لتقرير الحق حوار أبي الأنبياء ابراهيم عليه السلام مع قومه منطلقا من ضلالهم الذي زينه الشيطان لهم ، فحطم عليه السلام أصنامهم ولم يعلن لهم ذلك أول الأمر : ( قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ ) ( قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ ) فكان موقف العقل والمنطق لو أنهم أسلموا أنفسهم له ( فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ ) ولكنهم نكسوا إلى ضلالهم ( ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَٰؤُلَاءِ يَنطِقُونَ ) .
 
علم النبي صلى الله عليه وسلم أن الرجل الأزدي يُبعث للمجانين او يحرض لمداواتهم فلربما يشفيهم كما يزعمون، فتلى عليه من أنباء عقلاء الأمم ومايجول في نفوسهم من كلمات موزونة تشفي المجانين وتهدي العقلاء وتنير الطريق للضالين ..إلى منارات الهدى وعلامات النجاة.
وهل يحمد الله ويستعينه ، على الوصف الأثير في النص الكبير، مجنون يحتاج لشفاء؟
وهل يقدم بين يدي كلامه العاقل محامد ومعان للحمد والإستعانة تأبى إلا التسليم القلبي والعقلي لها، فكل النفوس محتاجة لربها وفاطرها..حتى اللادينيون اليوم إعترفوا ان النفس مغروسة في فطرة دينية محتاجة لدين وديان، وفاطر وهادي.. لكنهم يقولون..الا أنه خيال فطري رطب حلو لايتعدى أن يكون من لوازم الجسد ووشائجه!
المهم انهم اعترفوا نصف اعتراف..
فمقدمة الرسول لطبيب الوثنيين أصابت قلبه ودفعت عقله للتسليم بها.. فلاسفة مابعد الحداثة يسلمون بها لكنهم يدفعونها عن انفسهم ويضيقون عليها ويحجزونها في مجال الخيال العقلي..
ماعلينا..مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَمَّا بَعْدُ .
والعاقل يسعى لتأمل كلام العقلاء ولايؤدي التأمل الإنساني في موسوعة(الموسوعة المختصرة في النص) الحقائق المتداخلة المرصوصة، المتناسقة الموصوفة بأحسن الأوصاف ، والمرصوفة بأجمل الحروف، والمساقة مساق الجد والحق...الا إلى التسليم والإذعان القلبي والعقلي.
وعلى ذلك فهل كلام مجانين الإستشراق ،في دفع النبوة وتغيير كلماتها وتحويل إشاراتها، وكتمان طبيعتها الا مخاريق عقلية.. وثقوب تأملية.. وأحكام وأغلوطات بيئية!
وهل تأويلات العلمانيين.. على الرغم من رؤية ومشاهدة وتسجيل آثار الرسالة الربانية ، التي قدم لها الرب بمحامد تجد آثارها على الأجساد والعوالم العلوية والسفلية، ونتائج باهرة في عالم الإنسان...آثار انتجها الحامدون الشاكرون مستعينون بالله(انظر مقدمة عالم الجغرافيا والفلك والبصريات والحساب:البيروني وبعض مقدمات الحمد لكتبه ممهورة بآيات مثل(سنريهم آياتنا في الآفاق).. ونسج من صوفها ولحمتها اللادينيون(ألم تر كيف ترجموا وتعلموا، ونقلوا غالبا من غير شكر ولا حمد ولا بيان أمر الإستعانة والمستعين والمستعان به..وسر الإستعانة في مفاصل حضارة تقدمت بمحامد واستعانة يحدوها من يهده الله فلا مضل له!)...، هل تأويلاتهم ، بل إخفاءهم لحقائق التاريخ الشاكر، الا مشاغبة خاسرة غير مشكورة ولامحمودة.
فالطبيب الوثني أسلم والطبيب العلماني أسلم(موريس بوكاي)
اما الطبيب العلماني والجراح المستشرقي فمازال يراوح مكان الهوى ويدفع رياح الحق متعلقا بأذيال الولاء الذي لاينفع والمجتمع الذي لايرحم ويغفل الموت المندفع بقوة ليأخذ بالنفس إلى الهلاك القهري غير المدفوع بحداثة متألهة او انسانيات علمية باهتة على الأوراق(والمدهش أنها الأوراق ) التي اكتشفها وطورها ونشرها المسلمون وسطروها عليها آثار اعظم انتاج علمي عقلي معملي في التاريخ الإنسانوي
فمن يعقل؟
من يعقل الكتابة والكاتب والمكتوب.. وسر الورق والوراق، والبحث والإستعانة في البحث،والقلم والهادي اليه،والسطر والمسطور والتاريخ والمؤرَخ، والبيان والمبين ومغزاه الحضاري لا الإنشائي!؟
من يفسر صمت الرسول (في النص)عن الجدال والنقاش والحوار.. ثم تلاوته كلمات خطيرة المبنى عميقة المعنى لاتأنفها النفس المخلوقة ولا الذات المحتاجة
انه بلاء من ينجو منه الا رجل قهر سلطة العالَم الخائن..
من مثل محمد اسد النمساوي.. او مريم الجميلة.. او هوفمان الألماني..بوكاي الفرنسي..او الطبيب الوثني
 
جزاكم الله خيراً
يحيط المُحاوِر غالباً عقله وقلبه بأحد حصنين أو كليهما
فإثارة الحس الوجداني ( الموعظة الحسنة) سلاح ناجع لدك أحد الحصنين
كما أن الرد العلمي المنطقي (الحكمة) سلاح للحصن الآخر.
وكلا الحصنين يحتاجان جدالاً بالتي هي أحسن.
أذكر أن أحد المحاوِرين في منتدى إلحادي توفي شاباً بالسرطان
فما كان من زملائه الملحدين إلا أن أخذوا بالترحم عليه وإسكانه الجنة..
رغم أنه ( وأنهم ) كانو من أشد الناس تهكماً بالغيبيات من إلهيات ونبوات وسمعيات
 
عودة
أعلى