نور الدين الغزالي
New member
فصل من كتابي : أجنحة الحب (فن السعادة الزوجية)
* ضرورة إخلاص الزوجين لله تعالى *
على أنّ هذا الذي قلناه - أعني الإرتقاء إلى قمة العلاقة الزوجيّة السعيدة و الرائعة - إنّما يصح كلّ الصحة فقط عندما تكون نيّة الزوجين خالصة لله تعالى يبتغيان الفضل و الأجر عنده جل مجده .. فما من شك في أنّ إخلاص النيّة لله تعالى في التّعامل مع الطرف الثاني و تحقيق المقاصد الكبرى للشريعة من الزواج – كما سيتبيّن لاحقاً إن شاء الله - يضفي على ذلك الحب الرائق الذي يجمعهما و تلك الوشيجة الروحانيّة التي تربطهما , جمالاً فياضاً و ألقاً مشرقاً و نماءاً متجدّداً .
إنّ حكمة الإخلاص تكمن في معنى واحد , في أنّه يبقي شخصيّة الإنسان : فكراً و أخلاقاً و سلوكاً و أهدافاً مشدودة الصلة بالله تعالى , و بالتّالي تسمو هذه الشخصيّة الفاضلة على كل المعاني الأرضيّة الضيّقة المحدودة إلى آفاق لا تزال تنفسح سعة بعد سعة إلى ما لا يعلم إلا الله , و هي آفاق عندما يلجها الإنسان بكلّ شخصيّته فإنّها تتغير بصورة جذريّة .. تتغير نظرته لكل شئ , و يتغير تعامله مع كل شئ , و تتغير أهدافه من كل شئ .. هذه التّغيير الذي يحدثه الإخلاص في شخصيّة الإنسان يفيض في ضميره معاني الجمال الرائع , و من ثم ينطلق في أفكاره , في أخلاقه , في سلوكياته , في علاقاته , و في أهدافه يبحث عن معاني الجمال العميق و الحقيقي الموصول بالله صاحب الجمال المطلق .
و الزوجان المسلمان عندما يخلصان لله في زواجهما تكون آية هذا الزّواج المبارك هي : الجمال بشتى معانيه و شتى تجليّاته .. إنّه الجمال المشبوب بروعة الحب الذي يربطهما و الموصول بالله العظيم , و من ثم يتجلّى في علاقتهما الزوجيّة , في مسالك حياتهما الزوجيّة , في أنماط أهدافهما الزّوجيّة , و في طرائق تربيّة ثمرات حبّهما الجميل : الأطفال .
إن الزوجين عندما يخلصان لله تعالى في علاقتهما الزوجية فإنما يسعيان في الحقيقة إلى تذوق لذاذة الحب كأحلى ما تكون لذة في اعتبار القلب و حكم النفس و معنى الروح .. و هي لذة لا تزال ترتقي بهما و تسمو إلى حيث تعجز الكلمات الجمهورية عن التعبير و التصوير , بل يكفي هناك احساس القلب و دهشة الروح .
و بهذا فقط يتّجه الحب بين الزوجين المسلمين وجهة خاصة .. وجهة مناقضة لكل وجهة يجنح إليها الحب و هو بعيد عن الله تعالى .. إنّها وجهة التّسامي عن حصر الحب و رباط الزواج في علاقة أرضية بحتة مهما بدت للناظر أنّها شفيفة رفيفة , إلى جعلها علاقة تُساكن أهل السماء في عليائهم و تخوض مع الأرواح الزاكية في أبديّتهم .
إنّ الزواج يمكن أن يكون تجربة رائعة و متدفقة بكل معاني التميّز و الإبداع .. بل يجب أن يكون كذلك لأنّ تلك حقيقته في المنهاجيّة الإسلاميّة .. و لكن فقط عندما يدرك الزوجان سرّ الروعة في الزواج و مفاتيح التميّز و الإبداع , و ذلك عندما ينطلقان به من وهاد الأرض و ضيق الرغبة الماديّة إلى آفاق السماء و رحابة الروح .. و ليس يمكنهما الإرتقاء إلى هذا المستوى السامق إلا بهادي الإخلاص لله تعالى .
* ضرورة إخلاص الزوجين لله تعالى *
على أنّ هذا الذي قلناه - أعني الإرتقاء إلى قمة العلاقة الزوجيّة السعيدة و الرائعة - إنّما يصح كلّ الصحة فقط عندما تكون نيّة الزوجين خالصة لله تعالى يبتغيان الفضل و الأجر عنده جل مجده .. فما من شك في أنّ إخلاص النيّة لله تعالى في التّعامل مع الطرف الثاني و تحقيق المقاصد الكبرى للشريعة من الزواج – كما سيتبيّن لاحقاً إن شاء الله - يضفي على ذلك الحب الرائق الذي يجمعهما و تلك الوشيجة الروحانيّة التي تربطهما , جمالاً فياضاً و ألقاً مشرقاً و نماءاً متجدّداً .
إنّ حكمة الإخلاص تكمن في معنى واحد , في أنّه يبقي شخصيّة الإنسان : فكراً و أخلاقاً و سلوكاً و أهدافاً مشدودة الصلة بالله تعالى , و بالتّالي تسمو هذه الشخصيّة الفاضلة على كل المعاني الأرضيّة الضيّقة المحدودة إلى آفاق لا تزال تنفسح سعة بعد سعة إلى ما لا يعلم إلا الله , و هي آفاق عندما يلجها الإنسان بكلّ شخصيّته فإنّها تتغير بصورة جذريّة .. تتغير نظرته لكل شئ , و يتغير تعامله مع كل شئ , و تتغير أهدافه من كل شئ .. هذه التّغيير الذي يحدثه الإخلاص في شخصيّة الإنسان يفيض في ضميره معاني الجمال الرائع , و من ثم ينطلق في أفكاره , في أخلاقه , في سلوكياته , في علاقاته , و في أهدافه يبحث عن معاني الجمال العميق و الحقيقي الموصول بالله صاحب الجمال المطلق .
و الزوجان المسلمان عندما يخلصان لله في زواجهما تكون آية هذا الزّواج المبارك هي : الجمال بشتى معانيه و شتى تجليّاته .. إنّه الجمال المشبوب بروعة الحب الذي يربطهما و الموصول بالله العظيم , و من ثم يتجلّى في علاقتهما الزوجيّة , في مسالك حياتهما الزوجيّة , في أنماط أهدافهما الزّوجيّة , و في طرائق تربيّة ثمرات حبّهما الجميل : الأطفال .
إن الزوجين عندما يخلصان لله تعالى في علاقتهما الزوجية فإنما يسعيان في الحقيقة إلى تذوق لذاذة الحب كأحلى ما تكون لذة في اعتبار القلب و حكم النفس و معنى الروح .. و هي لذة لا تزال ترتقي بهما و تسمو إلى حيث تعجز الكلمات الجمهورية عن التعبير و التصوير , بل يكفي هناك احساس القلب و دهشة الروح .
و بهذا فقط يتّجه الحب بين الزوجين المسلمين وجهة خاصة .. وجهة مناقضة لكل وجهة يجنح إليها الحب و هو بعيد عن الله تعالى .. إنّها وجهة التّسامي عن حصر الحب و رباط الزواج في علاقة أرضية بحتة مهما بدت للناظر أنّها شفيفة رفيفة , إلى جعلها علاقة تُساكن أهل السماء في عليائهم و تخوض مع الأرواح الزاكية في أبديّتهم .
إنّ الزواج يمكن أن يكون تجربة رائعة و متدفقة بكل معاني التميّز و الإبداع .. بل يجب أن يكون كذلك لأنّ تلك حقيقته في المنهاجيّة الإسلاميّة .. و لكن فقط عندما يدرك الزوجان سرّ الروعة في الزواج و مفاتيح التميّز و الإبداع , و ذلك عندما ينطلقان به من وهاد الأرض و ضيق الرغبة الماديّة إلى آفاق السماء و رحابة الروح .. و ليس يمكنهما الإرتقاء إلى هذا المستوى السامق إلا بهادي الإخلاص لله تعالى .