ص والقرآن ذي الذكر

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع أبو علي
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

أبو علي

Member
إنضم
04/09/2003
المشاركات
382
مستوى التفاعل
5
النقاط
18
ص والقرآن ذي الذكر).
الذكر نتاج الصدق ، فما الذي جعل كتابا أو عالما من العلماء ظل في دائرة النسيان لعقود من الزمن أو لقرون ثم فجأة يصير حديث الناس؟ ما الذي ذكرهم به فصاروا يذكرونه؟
لا بد أن يكون ذلك العالم قد ذكر في كتابه نبأ غيبيا أو توقعا تحقق واقعا فأدرك الناس أنه كان صادقا في كلامه بدليل تحققه واقعا. إذاً فتحقق النبأ واقعا يثبت صدق قائله ومن ثم يصير حديث الناس بعد أن كانوا غافلين عنه أو غير مبالين،. نلاحظ هذا في واقع الحياة، نظرية فيزيائية يطرحها عالم قبل عقود أو قبل قرون ثم لما يثبت صدقها يصبح ذلك العالم ونظريته ذكر ألسن الناس بعد أن كان منسيا. أو حين يقع حدث كوني أو إنساني نسمع بعده دول الغرب يذكرون شخصا لم يكن الناس قد سمعوا عنه ، يقولون إنه توقعها قبل قرون ، إذاً فصدق النبأ يذكر الناس بصاحبه فيصير حديثهم.
قال تعالى : إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ) متى يدرك الناس ذلك ويتحقق ذلك واقعا؟
حين يعلمون نبأه فيتبين لهم صدقه : وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ إذن فالقرآن ذو الذكر لأنه صادق وجاء بالصدق ، وسيتبين للناس صدقه فيصير ذكره حينئذ على كل لسان.
وبناء على هذا أرى أن ص يرمز للصدق لأن الذكر هو نتاج الصدق
 
هل ذي الذكر تعنى مذكور ؟ يذكره الناس عندما يتبينون صدقه
أم أنه ذي ذكر سواءا ذكره الناس أم لا ؟
 
بناءا على استنتاجك اخي الكريم بأن (ص) يرمز للصدق ..
فهذا الكلام يقودنا إلى أن نذكر أن الحروف المقطعة ليس لها معنى وضعي في لغة العرب إلا أن لها حِكَماً ومقاصد فهمها المخاطبون بالقران،وكانت أقوال السلف كلها مراداً بها التمثيل لهذا المقصد وهذا يؤدي إلى قبول كل الأقوال الوارده عن السلف فيها،وهذا أرجح ماقيل فيها.وبه يدفع التعارض ويرد على التعقبات التي أوردت على أقوالهم
فمن قال انها مما استأثر الله بعلمه ومنهم قال ان لها معنى معين كأسماء السور أو اسما ء القران أو أسماء الله أو قسم او ...وغير ذلك
‏فنحمل كلام السلف فيها على التمثيل لهذه الحكم والمقاصد وليس انها تفسير للحروف وحتى لانرد أقوالًا للصحابة فيها ولانخرج عليهم ..والله أعلم
وقد تكلم عنها الأستاذ: محمد سليمان في كتابه "اختلاف السلف في التفسير" بالتفصيل..
 
الأخ مصطفى سعيد خذ الذكر بكل معانيه .الأخت هدى بنت محمدكتاب الله يحمل أنباء غيبية تتعلق بالمستقبل، فطبيعي أنه كلما تحقق نبأ من أنباءه واقعا تنبه الناس إلى صدق الآية التي تتعلق بذلك النبأ فصارت حديث الناس . إذن فالصدق في الإنباء هو الذي يحدث ذكرا، هذه قاعدة عامة نراها ونسمعها عند كل الناس حتى الأميين منهم، حين يرون ظاهرة صادفت قول مجذوب يقولون : صدق المجذوب فلان... فالذي ذكرهم بالمجذوب هو كلامه الذي تبين صدقه في نظرهم.هذه القاعدة تنطبق على كل نبأ تحقق صدقه عند الناس فإنه يصير حديث ألسنتهم بعد أن لم يكن كذلك. وبهذا رأيت أن ص ترمز إلى الصدق لان هذا هو ما نعلمه من واقع الحياة : الصدق في الإنباء هو الذي يحدث ذكرا له. لا يفهم الشيء المجهول إلا بحالة معلومة مشابهة ، أليس كذلك؟ علم أي شيء يقوم على هذا المبدأ.قدم الصاد (ص) على الذكر لأنه هو الذي يظهر أولا ثم يحدث ذكرا، ولم يأت ص آية لوحده لأنه مرتبط بالذكر ، فهو المسبب له.يقول المثل : اللبيب بالإشارة يفهم، إن كان لا يفهم إلا إذا بسطت له المعنى وشرحتها له جيدا فهو ليس لبيبا، وقد قال تعالى في نفس السورة : كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُواْ الْأَلْبَابِ
 
تتمة ما سبق
الذكر الطيب هو ثمرة الصدق ، والذكر السيء هو ثمرة الكذب، هذه حقيقة واضحة لا تحتاج إلى توضيح وخاصة إذا كان المخاطبون هم أولو الألباب، فيكفي أن يشار إلى ذلك بحرف واحد ، وفي ذلك حكمة مقصودة يدرك بها أولو الألباب أن الله يريد بهذا اختبار تدبرهم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد جزاكم الله تعالى خيرا جميعا الاستاذ الفاضل ابو علي ما تقصده من كلام يحتاج إلى أدلة مقنعة لا تدحض لا أراك قد جئت بها لحد الآن وفقنا الله تعالى وإياكم .
 
أخي الفاضل البهيجي ، شكرا لتعقيبك.
أما الدليل الذي استدللت به فهو الترتيب المنطقي للأمور أو الأفعال، وهذا هو معنى الدليل نفسه، فالفعل يدلك على ما يترتب عنه، فقد يكون الفعل نتيجة لفعل آخر أو مقدمة له، والمقدمات تدلنا على النتائج ، والعكس صحيح أيضا.
هذه القاعدة في الاستدلال نص عليها القرآن في قوله تعالى (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)، فالتيسير هو نتيجة الترتيب ، والذكر هو نتيجة التيسير. لو لديك مكتبة من آلاف الكتب فسترتب كتبها كل صنف مع صنفه بترتيب رقمي وأبجدي ليتيسر لك العثور على أي كتاب تريده، وبهذا تتذكر موضع أي كتاب.
لقد اتبعت هذه القاعدة القرآنية في الاستدلال، فالذكر سواء بمعنى التذكر أو بمعنى النطق باللسان هو نتيجة الصدق ، وخاصة إذا كان الأمر يتعلق بكتاب يحمل أنباء عن المستقبل ، فالناس تتذكر من توقع حدثا مستقبليا عند وقوع ذلك الحدث لأنه صدق في توقعه ، فيشيع ذكره بين الناس بعد أن لم يكن كذلك من قبل.
والله وهب الإنسان عقلا ويريد منه أن يستخدمه في التفكر والتدبر والتعقل والتذكر، فلا بعقل أن يعفي الله العقول من الاستخدام في مواضع تتطلب استخدامها، فلو قال الله (القرآن ذو الذكر وإنا لصادقون) لما احتاج العقل إلى بدل مجهود فكري أو تدبري لفهم الآية، ولما احتاج إدراك معناها إلى عبقرية فكرية ولا إلى أولي الألباب
 
عودة
أعلى