بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ-62 البقرة
صدق الله العظيم
الإيمان بالآخرة ركيزة أساسية فى عقيدة المسلم، فبما أن المؤمن يؤمن بالله تعالى وقدرته بأنه خالق كل شئ وخالق الإنسان فإن إعادة خلق الإنسان بعد الموت عليه أهون ،
والله تعالى الرقيب الحسيب الذى خلق البشر ليبلوهم أيهم أحسن عملا، وهو الذى لا يخفى عليه شئ يستنسخ عبر الملائكة الحفظة كل أعمال الإنسان من خير وشر ليحاسب عليها يوم البعث وكل إنسان يجد كتابه أمامه منشورا،
وبالإيمان باليوم الآخر تحصل التقوى وتنصلح الأعمال حين يرد إلى ذهن المؤمن البعث من الموت والعقاب والعذاب بأنواعه والجزاء الحسن والثواب الكريم بأنواعه.
أن أول سورة بالقرآن الكريم "الفاتحة" يقرّ المسلم فيها بإيمانه باليوم الآخر، بصيغة "الرحمن الرحيم ملك يوم الدين" مما يشير لأهمية ذلك الإيمان فى حياة المسلم،
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ،
ولذا كانت عبادته والإستعانة به:
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
والآخرة فى القرآن الكريم بجانب أسمائها : الساعة، يوم الدين، يوم القيامة، يوم الفصل، الحساب، القارعة، المصير.
إتخذ الإيمان بها عدة صيغ :
1- المؤمنون بالآخرة :
1- جاءت فى الكثير من الآيات بصورة صريحة (الذين يؤمنون بالآخرة ) أو (الذين يوقنون بالآخرة ، يرجون لقاء الآخرة).
2- الإقرار بأن إليه المصير، أو أنهم الى ربهم راجعون .
3- الإشفاق أو الحذر من يوم عظيم .
4- أو فى صيغة دعاء المؤمنين لأنفسهم ولإخوانهم بالخير فى الآخرة (فنفهم ضمنا أنهم يؤمنون بالآخرة.)
5- الخوف والعمل الصالح لأجل الجزاء فى الآخرة وذلك للتوضيح أن الإيمان بالبعث أو اليوم الآخر لا يكفى إذا لم يقترن بعمل وخوف ورجاء :
كما تنتهى سورة الكهف (من كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا)
أى من كان مؤمنا باللقاء يوم القيامة عليه أن يعمل الصالحات.
وفى سورة الإنسان نجد إقتران خوف المؤمنين من يوم القيامة مع نماذج من العمل الصالح كالإيفاء بالنذر وإطعام الطعام :
يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا .
وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا، إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا، إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا -10-الإنسان
وأيضا جاء التحذير للذين يؤمنون باليوم الآخر ومع ذلك يطففون :
وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ، الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ، وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ،أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ ، لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ، يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ.
أى ألا يخشون ذلك اليوم الذى يتم فيه الحساب ويظنون أن الإيمان به كفاية ؟!
وبالطبع فإن المؤمنين موقنين بقدرة الله تعالى خالقهم فى المرة الأولى على إعادة خلقهم مرة أخرى ،
فلا تأتى آيات تتكلم بلسانهم بقول "نؤمن بالله لأنه قادر على أن الله بعد الموت "،
وجاء طلب إبراهيم عليه السلام رؤية كيفية إحياء الموتى
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي).
(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا).
وأيضا من إيجاز القرآن الكريم أنه لا يقول (الذين يؤمنون بالآخرة ويخشون عذاب الله ) أو (الذين يؤمنون بيوم الدين ويخشون الحساب )،
فتأتى الآيات إما الإيمان باليوم الآخر وإما الخوف من عذاب الله :
ونأتى بأمثلة لآيات المؤمنين بالآخرة :
1- الإيمان والإيقان بالآخرة والحذر من الآخرة :
وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ -4-البقرة
مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ -62- البقرة
وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ -92 الأنعام
إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ-18 - التوبة
وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ - 26- المعارج
أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ -9- الزمر
2- الإقرار بأن إليه المصير، أو الرجوع الى الله :
آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ -285 -البقرة
الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ -45- البقرة
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ -156- البقرة
وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ -60- المؤمنون
3- الدعاء بالجزاء فى الآخرة :
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ-201- البقرة
وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ -156- الأعراف
ودعاء إبراهيم عليه السلام : وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ.
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ-41- ابراهيم
4- الخوف منها أو الإشفاق من عذابها :-
يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ ۗ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ -18- الشورى
أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا -57- الإسراء
وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا، وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا -65- الفرقان
قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ -15- الأنعام
وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ -51- الأنعام
إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ-103- هود
وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ -21- الرعد
يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ -37- النور
تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا -16- السجدة
فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ -45- ق
وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ -37- الذاريات
وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ -40- النازعات
وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ، وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ ، إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ -28- المعارج
وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ -21- الرعد
يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) ويُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ،إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ، إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا -10- الإنسان
قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27) إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ - (28) – الطور
صدق الله العظيم
قال تعالى
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ-62 البقرة
صدق الله العظيم
الإيمان بالآخرة ركيزة أساسية فى عقيدة المسلم، فبما أن المؤمن يؤمن بالله تعالى وقدرته بأنه خالق كل شئ وخالق الإنسان فإن إعادة خلق الإنسان بعد الموت عليه أهون ،
والله تعالى الرقيب الحسيب الذى خلق البشر ليبلوهم أيهم أحسن عملا، وهو الذى لا يخفى عليه شئ يستنسخ عبر الملائكة الحفظة كل أعمال الإنسان من خير وشر ليحاسب عليها يوم البعث وكل إنسان يجد كتابه أمامه منشورا،
وبالإيمان باليوم الآخر تحصل التقوى وتنصلح الأعمال حين يرد إلى ذهن المؤمن البعث من الموت والعقاب والعذاب بأنواعه والجزاء الحسن والثواب الكريم بأنواعه.
أن أول سورة بالقرآن الكريم "الفاتحة" يقرّ المسلم فيها بإيمانه باليوم الآخر، بصيغة "الرحمن الرحيم ملك يوم الدين" مما يشير لأهمية ذلك الإيمان فى حياة المسلم،
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ،
ولذا كانت عبادته والإستعانة به:
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
والآخرة فى القرآن الكريم بجانب أسمائها : الساعة، يوم الدين، يوم القيامة، يوم الفصل، الحساب، القارعة، المصير.
إتخذ الإيمان بها عدة صيغ :
1- المؤمنون بالآخرة :
1- جاءت فى الكثير من الآيات بصورة صريحة (الذين يؤمنون بالآخرة ) أو (الذين يوقنون بالآخرة ، يرجون لقاء الآخرة).
2- الإقرار بأن إليه المصير، أو أنهم الى ربهم راجعون .
3- الإشفاق أو الحذر من يوم عظيم .
4- أو فى صيغة دعاء المؤمنين لأنفسهم ولإخوانهم بالخير فى الآخرة (فنفهم ضمنا أنهم يؤمنون بالآخرة.)
5- الخوف والعمل الصالح لأجل الجزاء فى الآخرة وذلك للتوضيح أن الإيمان بالبعث أو اليوم الآخر لا يكفى إذا لم يقترن بعمل وخوف ورجاء :
كما تنتهى سورة الكهف (من كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا)
أى من كان مؤمنا باللقاء يوم القيامة عليه أن يعمل الصالحات.
وفى سورة الإنسان نجد إقتران خوف المؤمنين من يوم القيامة مع نماذج من العمل الصالح كالإيفاء بالنذر وإطعام الطعام :
يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا .
وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا، إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا، إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا -10-الإنسان
وأيضا جاء التحذير للذين يؤمنون باليوم الآخر ومع ذلك يطففون :
وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ، الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ، وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ،أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ ، لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ، يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ.
أى ألا يخشون ذلك اليوم الذى يتم فيه الحساب ويظنون أن الإيمان به كفاية ؟!
وبالطبع فإن المؤمنين موقنين بقدرة الله تعالى خالقهم فى المرة الأولى على إعادة خلقهم مرة أخرى ،
فلا تأتى آيات تتكلم بلسانهم بقول "نؤمن بالله لأنه قادر على أن الله بعد الموت "،
وجاء طلب إبراهيم عليه السلام رؤية كيفية إحياء الموتى
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي).
(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا).
وأيضا من إيجاز القرآن الكريم أنه لا يقول (الذين يؤمنون بالآخرة ويخشون عذاب الله ) أو (الذين يؤمنون بيوم الدين ويخشون الحساب )،
فتأتى الآيات إما الإيمان باليوم الآخر وإما الخوف من عذاب الله :
ونأتى بأمثلة لآيات المؤمنين بالآخرة :
1- الإيمان والإيقان بالآخرة والحذر من الآخرة :
وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ -4-البقرة
مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ -62- البقرة
وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ -92 الأنعام
إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ-18 - التوبة
وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ - 26- المعارج
أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ -9- الزمر
2- الإقرار بأن إليه المصير، أو الرجوع الى الله :
آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ -285 -البقرة
الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ -45- البقرة
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ -156- البقرة
وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ -60- المؤمنون
3- الدعاء بالجزاء فى الآخرة :
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ-201- البقرة
وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ -156- الأعراف
ودعاء إبراهيم عليه السلام : وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ.
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ-41- ابراهيم
4- الخوف منها أو الإشفاق من عذابها :-
يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ ۗ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ -18- الشورى
أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا -57- الإسراء
وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا، وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا -65- الفرقان
قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ -15- الأنعام
وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ -51- الأنعام
إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ-103- هود
وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ -21- الرعد
يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ -37- النور
تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا -16- السجدة
فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ -45- ق
وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ -37- الذاريات
وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ -40- النازعات
وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ، وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ ، إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ -28- المعارج
وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ -21- الرعد
يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) ويُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ،إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ، إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا -10- الإنسان
قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27) إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ - (28) – الطور
صدق الله العظيم