محمد محمود إبراهيم عطية
Member
صيام الصغير
من المعلوم أن أهم حقوق الأبناء على الآباء أن يعرفوهم بالله تعالى وبحقه سبحانه على عباده ؛ وأن يعودوهم على طاعته صغارًا ؛ فيعلمونهم الصلاة والصيام والذكر والتلاوة والدعاء .. إلى غير ذلك من العبادات التي يستطيعها الصغير والكبير ؛ وكم رأينا صغارًا لا يدركون حاكوا آباءهم وهم يصلون ، وقلدوهم وهم يذكرون أو يتلون ..
على أنه يتبادر إلى الذهن سؤال .. متى يتعلم صغارنا الصيام ويؤمرون به ؟
والجواب : لقد علمنا النبي e السن التي نأمر فيها أولادنا بالصلاة ؛ فقد روى أحمد وأبو داود عَنْ ابن عَمْرٍو t قَال : قَالَ رَسُولُ اللهِ e : " مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلَاةِ لِسَبْعِ سِنِينَ ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرِ سِنِينَ ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ "[SUP] [1][/SUP] ؛ ورأى كثير من العلماء أن هذه هي سن الأمر والتعويد للعبادات عموما بالنسبة للصغار ؛ لأن الصلاة هي أهم العبادات بعد التوحيد .
وذهب بعض أهل العلم إلى أن الصغار يؤمروا بالصيام إذا أطاقوه ، فقد روى عبد الرزاق عن ابن سيرين قال : يؤمر الصبي بالصلاة إذا عرف يمينه من شماله ، وبالصوم إذا أطاقه .
وروى - أيضًا - عن هشام بن عروة قال : كان أبي يأمر الصبيان بالصلاة إذا عقلوها ، والصيام إذا أطاقوه[SUP] [2] [/SUP].
ذلك لأن للصيام مشقة فوق مشقة الصلاة فيراعى فيها الطاقة .. وفي الصحيحين عَنْ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ قَالَتْ : أَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ e غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قرَى الْأَنْصَارِ الَّتِي حَوْلَ الْمَدِينَةِ : " مَنْ كَانَ أَصْبَحَ صَائِمًا فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ ، وَمَنْ كَانَ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ " فَكُنَّا بَعْدَ ذَلِكَ نَصُومُهُ وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا الصِّغَارَ مِنْهُمْ إِنْ شَاءَ اللهُ ، وَنَذْهَبُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَنَجْعَلُ لَهُمْ اللُّعْبَةَ مِنْ الْعِهْنِ فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهَا إِيَّاهُ عِنْدَ الْإِفْطَارِ . وفي رواية لمسلم : وَنَصْنَعُ لَهُمْ اللُّعْبَةَ مِنْ الْعِهْنِ ، فَنَذْهَبُ بِهِ مَعَنَا فَإِذَا سَأَلُونَا الطَّعَامَ أَعْطَيْنَاهُمْ اللُّعْبَةَ تُلْهِيهِمْ حَتَّى يُتِمُّوا صَوْمَهُمْ[SUP] [3] [/SUP].
ففِي هَذَا الْحَدِيث تَمْرِينُ الصِّبْيَان عَلَى الطَّاعَات , وَتَعْوِيدُهُمْ الْعِبَادَاتِ , وَإنْ كانوا لَيْسُوا مُكَلَّفِينَ ؛ وشغلهم باللعب من الصوف وما شابهها ليتموا صومهم ويعتادوا الطاعة لله تعالى .
[1] أحمد : 2 / 180، 187 ، وأبو داود ( 495 ) ، ورواه أبو داود ( 494 ) عن سبرة رضي الله عنه .
[2] مصنف عبد الرزاق : ( 7290 ) ، وروى عن قتادة مثله ( 7292 ، وأثر هشام بن عروة رواه ( 7273 ) .
[3] البخاري ( 1960 ) ومسلم ( 1136 ) .
من المعلوم أن أهم حقوق الأبناء على الآباء أن يعرفوهم بالله تعالى وبحقه سبحانه على عباده ؛ وأن يعودوهم على طاعته صغارًا ؛ فيعلمونهم الصلاة والصيام والذكر والتلاوة والدعاء .. إلى غير ذلك من العبادات التي يستطيعها الصغير والكبير ؛ وكم رأينا صغارًا لا يدركون حاكوا آباءهم وهم يصلون ، وقلدوهم وهم يذكرون أو يتلون ..
على أنه يتبادر إلى الذهن سؤال .. متى يتعلم صغارنا الصيام ويؤمرون به ؟
والجواب : لقد علمنا النبي e السن التي نأمر فيها أولادنا بالصلاة ؛ فقد روى أحمد وأبو داود عَنْ ابن عَمْرٍو t قَال : قَالَ رَسُولُ اللهِ e : " مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلَاةِ لِسَبْعِ سِنِينَ ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرِ سِنِينَ ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ "[SUP] [1][/SUP] ؛ ورأى كثير من العلماء أن هذه هي سن الأمر والتعويد للعبادات عموما بالنسبة للصغار ؛ لأن الصلاة هي أهم العبادات بعد التوحيد .
وذهب بعض أهل العلم إلى أن الصغار يؤمروا بالصيام إذا أطاقوه ، فقد روى عبد الرزاق عن ابن سيرين قال : يؤمر الصبي بالصلاة إذا عرف يمينه من شماله ، وبالصوم إذا أطاقه .
وروى - أيضًا - عن هشام بن عروة قال : كان أبي يأمر الصبيان بالصلاة إذا عقلوها ، والصيام إذا أطاقوه[SUP] [2] [/SUP].
ذلك لأن للصيام مشقة فوق مشقة الصلاة فيراعى فيها الطاقة .. وفي الصحيحين عَنْ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ قَالَتْ : أَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ e غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قرَى الْأَنْصَارِ الَّتِي حَوْلَ الْمَدِينَةِ : " مَنْ كَانَ أَصْبَحَ صَائِمًا فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ ، وَمَنْ كَانَ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ " فَكُنَّا بَعْدَ ذَلِكَ نَصُومُهُ وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا الصِّغَارَ مِنْهُمْ إِنْ شَاءَ اللهُ ، وَنَذْهَبُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَنَجْعَلُ لَهُمْ اللُّعْبَةَ مِنْ الْعِهْنِ فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهَا إِيَّاهُ عِنْدَ الْإِفْطَارِ . وفي رواية لمسلم : وَنَصْنَعُ لَهُمْ اللُّعْبَةَ مِنْ الْعِهْنِ ، فَنَذْهَبُ بِهِ مَعَنَا فَإِذَا سَأَلُونَا الطَّعَامَ أَعْطَيْنَاهُمْ اللُّعْبَةَ تُلْهِيهِمْ حَتَّى يُتِمُّوا صَوْمَهُمْ[SUP] [3] [/SUP].
ففِي هَذَا الْحَدِيث تَمْرِينُ الصِّبْيَان عَلَى الطَّاعَات , وَتَعْوِيدُهُمْ الْعِبَادَاتِ , وَإنْ كانوا لَيْسُوا مُكَلَّفِينَ ؛ وشغلهم باللعب من الصوف وما شابهها ليتموا صومهم ويعتادوا الطاعة لله تعالى .
[1] أحمد : 2 / 180، 187 ، وأبو داود ( 495 ) ، ورواه أبو داود ( 494 ) عن سبرة رضي الله عنه .
[2] مصنف عبد الرزاق : ( 7290 ) ، وروى عن قتادة مثله ( 7292 ، وأثر هشام بن عروة رواه ( 7273 ) .
[3] البخاري ( 1960 ) ومسلم ( 1136 ) .