صورة من غدر الرجال!!

إنضم
01/05/2010
المشاركات
172
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الطائف / حي السداد
الغدر يعني نكث العهد ، وهو من الكبائر ؛ لحديث : ((( لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدرته ))) ، والقاعدة أن كل ذنب ورد فيه وعيد بخصوصه فهو كبيرة ! وكلام العلماء يدل على أن في الغدر خيانة في مقام الائتمان ، ولعل في ذلك دلالة على أن الفتك ضرب من الغدر ، والفتك هو القتل بغرة وغفلة ، أو كما قال أبوعبيد : ( أن يأتي الرجل صاحبه وهو غار غافل حتى يشد عليه فيقتله وإن لم يكن أعطاه أمانا قبل ذلك ) ، وفي الحديث (((الإيمان قيد الفتك لايفتك مؤمن ))) رواه أحمد وغيره بسند صحيح . والصورة التي ذكرها أبو عبيد تمثيل ولاشك وإلا فأي صورة يؤخذ فيه القتيل غرة فهي ضرب من الفتك ، كما يفعل كثير ممن أعماهم الحقد والحسد بمن يريدون التخلص منه وفي التاريخ أمثلة كثيرة لهذا الفتك والغدر ،أذكر منها ماوقع لشاعر زمانه ابن الرومي ؛ فقد تميز شعره بحلاوة السبك وتوليد المعاني والتمكن من أبواب الشعر ؛ فكان رأسا في الوصف والمدح والرثاء والهجاء ‘ وكان يخشى هجاءه بعض الوجهاء ، فدعاه إلى طعام ودس له السم في قطعة من الخبز المملوء بالسكر واللوز ، فلما أحس بالسم وثب ، فقال له هذا الوجيه :إلى أين ؟ فقال : إلى الموضع الذي بعثتني إليه ! قال : فسلم على أبي قال : ماطريقي على النار !! فبقي أياما ثم مات .
ولازال أصحاب النفوس المريضة يمارسون هذا الفتك والغدر للتخلص ممن لايريحهم وجوده فيدسون له في الطعام أو الشراب مايهلكه أويمرضه ويفسد عليه حياته وكثيرا مايكون ذلك عن طريق السحر الذي يصعب إدانة صاحبه حكما وماعلموا أن الله يؤاخذ المجرمين إما قدرا بالمصائب وغيرها أوجزاء ونكالا في الآخرة ، وهو الأعظم والأشد (((ولاتحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار))) ((( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ))) .
 
.
قلتُ يا دكتورنا الحبيب: الغدر ليس في السم فحسب ولا في السحر ــــــ كما تفضلت فقط ـــــــــ بل في :

أخلاق الذئاب
وروغان الثعالب
وسم العقارب والحيات .

الغدر : تنور الحقد الذي يُشوى به صاحبه قبل أن يُصّدر إلى الغير .
أرى العداوة لا أرى أسبابها .

أرى الغدر قد كَثُرت صوره وعَلَت أصواته وزمجرت كلابه فهذا "يخزِّن" حقدا كحقد الإبل .
يبكى علينا ولا نبكي على أحد ؟ **** لنحن أغلظ أكبادا من الابل​

وذاك يبسم ابتسامة باهتة كابتسامة الليوث ــــ من حيث الظاهر ــــ ولكنها في الحقيقة بسمة تحمل وعيدا وتهديدا غفل عن معناه الكرماء وذهل عن مبناه الأصفياء .

إن الغدر والخبث وسواد الطوية رأيناه بأعيننا ـــــ وليس مع العين أين ــــــ في أناس يصدق عليهم قوله تعالى:{ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (الكهف104) ساقوا غيرهم كما وصف القرآن {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50المدثر ) فظنوا أن الناس جميعا من فصيل الحُمُر المستنفرة ، في حين أن من الناس من يأبى الركوع إلا لله ، وهم هم الذين يجوّدون ألاعيب الغادرين ويخيل لأهل الغدر من سحرهم أن الناس لا يكادون يفقهون حديثا .

إن من أعظم أنواع الخيانة والغدر والإجرام ودس السم وحفر الجُبّ للخصم مُجَرَاة الخَوَنَة
والتصفيق لهم
وتقبيل أياديهم
والانحناء على أعتابهم
والخوف من أقلامهم التى مدادها السم الزعاف .

إذ من فَعَلَ هذا النقص فهو مشارك في تلويث الحياة وتلوينها بلون الجريمة ، جريمة الطاعة العمياء للجبابرة والمتكبرين والوصوليين والمتغطرسين { فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54){الزخرف}

إن الخونة أصحاب" الأفئدة الهواء "كما قال الله{ وأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ } حياتهم محدودة، وأنفاسهم معدودة، ويوم خروجهم من وجاهتهم يوم خروجهم من الحياة خروجا أبدياً ، وسيذكرهم التاريخُ في " مزابل " القوم و"زرائب" الحيوانات النافقة ، وسيَعُدُّهم فيروسا من الفيروسات الضارة كانفلونزا الخنازير......وكل من نفر منه خوفا على أنفسنا كفرارنا من المجزوم ، نعم سنفر منهم فرارنا من الأسد.
الكل سيُخَمِّر أنفه عند مرورهم عليه خوفا من تلوثه منهم من هوائهم من كلامهم من شهيقهم ومن زفيرهم .
الكل سيتنكَّر لهم لأنهم دخلوا التاريخ من باب الأعرابي الذي بال في المسجد .

إننا نحن صنّاع الخونة ، كما أننا نحن صناع الكبار والمتواضعين والنبهاء وأهل النبوغ، وقبل أن نشتكي من الغير يجب أن ننتقد ذواتَنا بذواتنا ، وأنفسَنا بأنفسنا وأعمالنا بأعمالنا .
إنني بدلا من أن أمحض دعائي في رمضان على الإفطار لنفسي وولدي وبيتي ونصرة المسلمين ، دعتني مرارةُ الخيانة وقتامة الغدر أن أخص الغادرين بقَسْم من الدعاء أن يهديهم ربي أو أن يأخذهم أخذ عزيز مقتدر وما ذلك على الله بعزيز .
اللهم اهلك الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين .
وزدنا طهرا ونبلا وسعة في الصدر وتواضعا لك يارب وحبا لمصالح العباد والبلاد.

أورد الذهبي في الكبائر وابن حجر الهيثمي في الزوجر ما نصه :
وَفِي بَعْضِ الْكُتُبِ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : { اشْتَدَّ غَضَبِي عَلَى مَنْ ظَلَمَ مَنْ لَا يَجِدُ لَهُ نَاصِرًا غَيْرِي } .

وَمَا أَحْسَنَ قَوْلَ بَعْضِهِمْ : لَا تَظْلِمَنَّ إذَا مَا كُنْتَ مُقْتَدِرًا فَالظُّلْمُ تَرْجِعُ عُقْبَاهُ إلَى النَّدَمِ
تَنَامُ عَيْنَاك وَالْمَظْلُومُ مُنْتَبِهٌ يَدْعُو عَلَيْك وَعَيْنُ اللَّهِ لَمْ تَنِمْ
وَقَوْلُ الْآخَرِ : إذَا مَا الظَّلُومُ اسْتَوْطَأَ الْأَرْضَ مَرْكَبًا وَلَجَّ غُلُوًّا فِي قَبِيحِ اكْتِسَابِهِ
فَكِلْهُ إلَى صَرْفِ الزَّمَانِ فَإِنَّهُ سَيُبْدِي لَهُ مَا لَمْ يَكُنْ فِي حِسَابِهِ
وَقَالَ بَعْضُ السَّلَفِ : لَا تَظْلِمَنَّ الضُّعَفَاءَ فَتَكُنْ مِنْ شِرَارِ الْأَقْوِيَاءِ .
وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إنَّ الْحُبَارَى لَتَمُوتُ هَوْلًا فِي وَكْرِهَا مِنْ ظُلْمِ الظَّالِمِ .

وَقِيلَ مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ : يُنَادِي مُنَادٍ مِنْ وَرَاءِ الْجِسْرِ يَعْنِي الصِّرَاطَ يَا مَعْشَرَ الْجَبَابِرَةِ الطُّغَاةِ ، وَيَا مَعْشَرَ الْمُتْرَفِينَ الْأَشْقِيَاءِ ، إنَّ اللَّهَ يَحْلِفُ بِعِزَّتِهِ أَنْ لَا يُجَاوِزَ هَذَا الْجِسْرَ الْيَوْمَ ظُلْمُ ظَالِمٍ .

وَعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : { لَمَّا رَجَعَتْ مُهَاجِرَةُ الْحَبَشَةِ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَلَا تُخْبِرُونِي بِأَعْجَبَ مَا رَأَيْتُمْ فِي أَرْضِ الْحَبَشَةِ ؟
فَقَالَ قُتَيْبَةُ وَكَانَ مِنْهُمْ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ بَيْنَمَا نَحْنُ يَوْمًا جُلُوسًا إذْ مَرَّتْ بِنَا عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِهِمْ تَحْمِلُ عَلَى رَأْسِهَا قُلَّةً مِنْ مَاءٍ فَمَرَّتْ بِفَتًى مِنْهُمْ فَجَعَلَ إحْدَى يَدَيْهِ بَيْنَ كَتِفَيْهَا ، ثُمَّ دَفَعَهَا فَخَرَّتْ الْمَرْأَةُ عَلَى رُكْبَتَيْهَا وَانْكَسَرَتْ قُلَّتُهَا ، فَلَمَّا قَامَتْ الْتَفَتَتْ إلَيْهِ ثُمَّ قَالَتْ سَوْفَ تَعْلَمُ يَا غُدَرُ إذَا وَضَعَ . أ.ه
 

ولازال أصحاب النفوس المريضة يمارسون هذا الفتك والغدر للتخلص ممن لايريحهم وجوده فيدسون له في الطعام أو الشراب مايهلكه أويمرضه ويفسد عليه حياته وكثيرا مايكون ذلك عن طريق السحر الذي يصعب إدانة صاحبه حكما وماعلموا أن الله يؤاخذ المجرمين إما قدرا بالمصائب وغيرها أوجزاء ونكالا في الآخرة ، وهو الأعظم والأشد (((ولاتحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار))) ((( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ))) .
شكر الله لك أخانا الفاضل عيسى
نعم هناك أصحاب نفوس مريضة يستكثرون عليك الهواء تتنفسه
وبعضهم قد يكون من لحمك ودمك
وبعضهم قد يفوقونك في أمور كثيرة لكنهم لا يطيب لهم عيش أن تشاركهم في نعمه أو أن تتفوق عليهم في أمر حتى ولو كانت منحة من الله لا دخل لك في وجودها
بعضهم لا يستريح حتى يراك تتألم أو تشكو
ما أكثرهم لا كثرهم الله
ولكن السؤال:
ما الذي يسلط مثل هؤلاء عليك ؟
سؤال أقف عنده كثيرا
أتراه لأني لم أحكم الباب ولم أسد النوافذ فكنت أنا السبب ؟
أم أنه هكذا كان في القدر لحكمة يعلمها الله تعالى ؟
وإذا كنت أنا السبب فهل ينصب اللوم علي ويذهبون هم بجريرتهم ؟

(وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)
الأنبياء (47)
 
أشكر الإخوه الكرام على تفاعلهم واهتمامهم وبخصوص ماذكره الأخ الكريم أبو مهند فربما نختلف حول نقطة واحده هي هل ماذكره من الأمثلة يدخل في مفهوم الغدر ؟ هذه نقطه هامه في تقديري وبخاصة أننا مع اخوة متخصصين في علم التفسير وهو علم من معالمه تحرير مدلولات الألفاظ تحريراً دقيقاً بحيث لا يدخل في مفهوم اللفظ إلا ماينتظمه لغة أو شرعا
أما بخصوص ماذكره الأخ الكريم أبو سعد الغامدي فهو حقاً مؤلم وأعجبني أنه ختم كلامه بآيه فيها عزاء لكل من يعاني من ظلم الناس عامة ومن ظلم الأقربين خاصه ولاشك أن ظلم الأقربين شديد على النفوس كما قال الشاعر :-
وظلم ذوي القربى أشد مضاضةً ..... على الحر من وقع الحسام المهندِ
 
لقد رأينا حقيقة الغدر ومازلنا نعيش فيه ، ولو ذكرت لكم قصص الغدر عندنا لبقيت اعواما اكتب فيها وما انتهيت.
ولعجبتم منها .
ولما تخيلها احد او تصورها .
سلمكم الله .
 
الغدر يعني نكث العهد , { فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ } (10) سورة الفتح
وهذا مقال نشر في جريدة الرياض للكاتب محمد عبدالله المنصور عن عواقب الظلم ونكث العهد
عسى أن يكون فيه ما يبل الصدى ويشفي الغليل .. والله الهادي إلى سواء السبيل ..​

يقول الكاتب: قبل عدة أشهر كتبت مقالاً سميته «رسالة بلا عنوان» سردت فيه قصصا لأشخاص ظلموا غيرهم،
أحدهم كان طالبا مهملا فوضع حشيشا في شنطة طالب متفوق واتهمه بتعاطي المخدرات فحطم حياته
وامرأة هدمت أسرة هانئة بعد أن كادت للزوجة واتهمتها بالخيانة بمساعدة قريب لها
وثالث اقترض مبلغا من زميل له ثم أنكره .. ورابع سلب أرضا ليست له بشهادة زور.
وكان عاقبة هذا الظلم كما أوردت صحيفة الرياض التي نشرت التحقيق ونقلته عنها أن الطالب الظالم أصيب بحادثين أحدهما قطع يده والآخر جعله حبيس الكرسي المتحرك! أما المرأة فأصيبت بالسرطان ومات قريبها حرقاً!
كذلك خسر الذي أنكر الدين أضعاف مبلغه وتوفي له ثلاثة أولاد في حادث!
والأخير تلفت أرضه وأصيب بحوادث أخرى.
لم أعجب إن كان للقصص أثر كبير ولكن عجبي كان من كثرة إحساس الناس بالظلم الواقع عليهم.​

* كتبت المقال لشعوري بأن الكثيرين يقعون في الظلم ويتساهلون فيه ومثل هذه القصص قد توقظهم، ولم يكن الفضل لي فالتحقيق المذكور كان ثميناً ويستحق أن يعاد نشره لكني لم أتوقع أن ينتشر في منتديات الإنترنت وأن يوزع بكميات كبيرة في مسجد الشيخ المنجد ومكتبة الهجرة كما ذكر لي أحد الزملاء حتى إن إحدى دور النشر اتصلت بي لتحويله إلى نشرة فاقترحت عليهم الاتصال بالجريدة التي نشرته. !​

* كنت في اجتماع في العمل مع زملاء لا أعرفهم، بعد أن عدنا من فترة الغداء سلم علي أحدهم وسألني هل أنت الذي كتبت المقال المذكور؟ فأجبته بنعم، فقال دعني أقص عليك ماذا عمل المقال؟ لقد وقع لي حادث سيارة مع شخص آخر ونتج عن الحادث وفيات لست مسؤولا عنها وخلال التحقيق فوجئت بذاك الشخص وقد أحضر معه شهود زور ليلبسوني التهمة! رفضت التقرير فأحيلت القضية الى المحكمة فحكمت علي بفضل شهود الزور بدفع أربعمائة ألف ريال لغريمي فرفضت الحكم وقلت له إنني مستعد لمساعدتك ماديا لكني لن أقبل تهمة لم أرتكبها ولن أستطيع أن أدفع المبلغ الذي حددته المحكمه لكنه رفض. واستمرت القضية في مداولاتها حتى وصلت إلى هيئة التمييز التي صادقت على الحكم ولم يعد لدي سوى الله، وأبلغ القرار للجهات الأمنية لتنفيذه أو سجني! قبلها بيوم وقد بلغ مني الهم ما بلغ، ذهبت إلى مكتبة مجاورة لبيتي لشراء مستلزمات لأبنائي فوجدت صورة المقال وقرأته وكان الوقت ليلا فأسرعت متوجها إلى بيت غريمي وطرقت الباب وحين فتح لي ناولته المقال وقلت له اقرأ!
فقال لن أقرأ شيئا، ماهذا؟ وماذا تريد في هذه الساعة؟ فرميت صورة المقال وتركته وذهبت. وما هي إلا ساعة أو ساعتين وإذا بباب بيتي يطرق وإذا بغريمي وقد تغير وجهه ونبرة صوته وهو يقول لي: أنا في مشكلة! أريد أن أتنازل عن الدعوى ولكن أخشى أن تشك الجهات الأمنية وتكتشف حقيقة تزويري! فطمأنته ووعدته بأن نبلغهم أننا سوينا الأمر.. وفي الغد ذهبنا إلى الشرطة فتفاجأ الضابط وتعجب قائلا له: منذ أربع سنوات والقضية قائمة وحين صدر لك الحكم تنازلت بهذه السهولة! وانتهت القضية وزال الظلم بفضل الله ...
* ترى كم من الظلم يقع من الوالدين على أبنائهما وعلى الوالدين من أبنائهما؟
كم هم الذين يظلمون أقاربهم ويظلمون جيرانهم بل وزملاءهموأصدقاءهم؟ سواء كان ذلك بالقول أو الفعل، بأكل حقوقهم أو التقصير في واجباتهم.
كم يظلم المواطن وطنه حين يتلف المرافق العامة ولا يحترم الأنظمة، حين يضع مصلحته قبل كل شيء مبررا ذلك بأمور هو يعلم بطلانها؟
كم من المدرسين ظلموا طلابهم؟ وكم وكم.. هل بقيت أسطر لأكمل؟​

وهذا نص المقال الأصلي : المصدر : محمد عبدالله المنصور- جريدة الرياض
والمقال في صيد الفوائد http://www.saaid.net/gesah/369.htm

تحدث (تركي) قائلاً: (استدنت من رجل مبلغ مائتي الف ريال من اجل اتمام احد المشاريع وبعد انتهاء المدةالمحددة لاعادة المبلغ حضر الرجل للمطالبة بحقه ولكني قمت بطرده وانكرت انه اعطاني أي مبلغ خاصة انه لم يأخذ مني أي اثبات).
توقف تركي ثم واصل قائلاً : لم أكن اعلم ما ينتظرني بسبب ظلمي ، فبعد مضي ثلاثة أشهر خسرت صفقة بقيمة نصف مليون ريال ومنذ ذلك اليوم والخسارة تلازمني.
وقد نصحتني زوجتي بإرجاع المبلغ لصاحبه لأن ما يحدث لنا عقاب من الله ولكني مع الأسف لم استمع إليها وتماديت في المكابرة حتى خسرت أعز ماأملك وهم أبنائي الثلاثة في حادث سيارة اثناء عودتهم من الدمام.
ويتابع: وأمام ذلك الحدث الرهيب قررت بدون ترددإعادة الحق لصاحبه وطلبت منه أن يسامحني حتى لا يحرمني الله من زوجتي وابني ذي السنوات السبع فهما كل ما بقي لي!
* أما(نورة) وهي استاذة جامعية ومطلقة مرتين فقالت: حدثت قصتي مع الظلم قبل سبع سنوات ، فبعد طلاقي الثاني قررت الزواج بأحداقاربي الذي كان ينعم بحياة هادئة مع زوجته وأولاده الخمسة حيث اتفقت مع ابن خالتي الذي كان يحب زوجة هذا الرجل على اتهامها بخيانة زوجها . وبدأنا في إطلاق الشائعات بين الأقارب ومع مرورالوقت نجحنا حيث تدهورت حياة الزوجين وانتهت بالطلاق. وتوقفت(نورة) والدموع في عينيها..ثم أكملت قائلة : بعد مضي سنة تزوجت المرأة برجل آخر ذي منصب أما الرجل فتزوج امرأة غيري وبالتالي لم احصل مع ابن خالتي على هدفنا المنشود ولكنا حصلنا على نتيجة ظلمنا حيث اصبت بسرطان الدم ! أما ابن خالتي فقد مات حرقاً مع الشاهد الثاني بسبب التماس كهربائي في الشقة التي كان يقيم فيها وذلك بعد ثلاث سنوات من القضية.​

* قصة أخرى يرويها (سعد) فيقول: كنت أملك مزرعة خاصة بي وكان بجانبها قطعة ارض زراعيةحاولت كثيراً مع صاحبها أن يتنازل عنها ولكنه رفض.. ويواصل :قررت في النهاية الحصول على الارض ولو بالقوة خاصة انه لا يملك اوراقاً تثبت ملكيته للارض التي ورثها عن والده، حيث ان أغلب الأهالي في القرى لا يهتمون كثيراً بالاوراق الرسمية. ويواصل :أحضرت شاهدين ودفعت لكل واحد منهما ستين الف ريال مقابل الشهادة امام المحكمة انني المالك الشرعي للارض وبالفعل بعدعدة جلسات استطعت الحصول على تلك الارض وحاولت كثيراً زراعتها ولكن بدون فائدة مع ان الخبراء أوضحوا لي أنها ارض صالحة للزراعة، أما مزرعتي الخاصة فقد بدأت الآفات من الحشرات الارضية تتسلط عليها في وقت الحصاد لدرجة انني خسرت الكثير من المال . وبعد أن تعرضت لعدد من الحوادث التي كادت تودي بحياتي قمت بإعادة الارض لصاحبها فإذا بالارض التي لم تنتج قد اصبحت أفضل انتاجاً من مزرعتي اما الحشرات فقد اختفت ولم يعد لها أي اثر.​

* و يسرد (حمد) تجربته المريرة قائلاً: عندما كنت طالبا ًفي المرحلة الثانوية حدثت مشاجرة بيني وبين احد الطلاب المتفوقين فقررت بعد تلك المشاجرة أن أدمر مستقبله ، ويتابع :لا يمكن ان يسقط ذلك اليوم من ذاكرتي حيث حضرت في الصباح الباكر ومعي مجموعة من سجائر الحشيش التي كنا نتعاطاها ووضعتها في حقيبة ذلك الطالب ثم طلبت من احد أصدقائي إبلاغ الشرطة بأن في المدرسة مروج مخدرات وبالفعل تمت الخطة بنجاح، وكنا نحن الشهود الذين نستخدم المخدرات . ومنذ ذلك اليوم وأنا أعاني نتيجة الظلم الذي صنعته بيدي ، فقبل سنتين تعرضت لحادث سيارة فقدت بسببه يدي اليمُنى. وقد ذهبت للطالب في منزله أطلب منه السماح ولكنه رفض لأنني تسببت في تشويه سمعته بين اقاربه حتى صار شخصاً منبوذاً من الجميع واخبرني بأنه يدعو عليّ كل ليلة لأنه خسر كل شيء بسبب تلك الفضيحة. ولأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب فقد استجاب الله دعوته ، فهأنا بالاضافةإلى يدي المفقودة اصبحت مقعداً على كرسي متحرك نتيجة حادث آخر! ومع اني اعيش حياة تعيسة فإني أخاف من الموت لاني اخشى عقوبة رب العباد.
كل هذه القصص وردت ضمن تحقيق أجرته صحيفة(الرياض) قبل ثلاث سنوات لكنها ما زالت تنبض بالحياة!
لاأظن أحدا يجهل عقوبة الظلم ووعد الله حين قال عن دعوة المظلوم وعزتي وجلالي لأنصرك ولو بعد حين) ، ولكن الكثيرين ينسونهااو يتناسونها ويتساهلون في ظلم غيرهم سواء كان الظلم من رئيس لموظفيه او قاض لمن اشتكى لديه ! أو ابن لابنه او أبناء لوالديهم أو ظلم زميل لآخر ، أو الظلم الذي تقوم به البنوك حين تستدرج البسطاء بقروض لتفرج الضائقة التي يمرون بها فإذا بها ترميهم في السجون أو تنتهي بهم الى فقر أشد والى أولئك الذين ظلموا أوطانهم واستحلوا سرقة العقود ومخالفة الانظمة وتسترواعلى المتخلفين ليحرموا أبناء بلدهم من حقوقهم في نصيبهم من الخير الذي فيه. إنها رسالة بلا عنوان.. ترسل الى كل من ظلم علها توقظه فإن لم يعد الى الحق فلينتظر نصيبه من العقوبة كماحصل لهؤلاء وغيرهم كثير تعرفونهم !!​

أسأل الله تعالى أن يقيني ويقيكم شر الظلم وأهله ! ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته !​
 
بخصوص ماذكره الأخ الكريم أبو مهند فربما نختلف حول نقطة واحده هي هل ماذكره من الأمثلة يدخل في مفهوم الغدر ؟ هذه نقطه هامه في تقديري وبخاصة أننا مع اخوة متخصصين في علم التفسير وهو علم من معالمه تحرير مدلولات الألفاظ تحريراً دقيقاً بحيث لا يدخل في مفهوم اللفظ إلا ماينتظمه لغة أو شرعا
أخي الفاضل الدكتور عيسى حفظه الله لعلي علقت على موضوعك بغير المستهدف منه عندك ، إذ تحرير مفهوم اللفظ وما ينتظمه لغة وشرعا ليس بابه الملتقى المفتوح وإنما بابه الملتقى العلمي للتفسير وأمثاله ، ولكن عندما وجدنا مشاركتكم تلقيناها على اتساع معنى الفساد الذي يشتمل على مساويء الأخلاق، إذ نحن لسنا في رحاب آية كريمة أوكلمات قرآنية لها حدودها سباقا ولحاقا وحدود مفهومها ومنطوقها ، كما أننا لسنا بصدد على قاعة أصولية أو نحوية أو بلاغية أو ...أو .... بل نحن في رحاب مثال بشري يحكي غدرا هذا الغدر بطعم الظلم أو الكبر أو الغيبىة أو النميمة أو السطو أو الحقد أو الحسد أو الكراهية أو أو ..... ومن هنا فالأمر عندي على الاتساع وكان لمثلي أن يغمد قلمه ويضعه في كنّه لو أنكم وضعتم ضابطا معينا أردتموه من مشاركتكم ، ولعل غيري من المشاركين قد فهم ما فهمته أنا وعلق بناء على مفهوم الغدر الذي يعني مطلق الظلم .
وبما أن الكفر كله ملة واحدة ، فإن مذموم الأخلاق ـ عندي ـ مضمونه واحد وإن اختلفت الأسماء .
فالخير بأوصافه المختلفة يؤدي إلى الجنة ، وفعل الشر بأوصافه المختلفة يؤدي إلى سوء المصير .
أخرج مسلم في صحيحه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا.

وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا"
ودمتم بخير
 
أسعد الله مساءك أبا المهند وأشكرك على اهتمامك ولطفك وأسأل الله في هذه الليالي الفاضلة أن يجعلنا جميعا من المقبولين الفائزين وأن يجعل مانطرح في هذا المنتدى سببا للفائدة العلمية والألفة الإيمانية (((وألف بين قلوبهم لوأنفقت مافي الأرض جميعا ماألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم)))
 
عودة
أعلى