صورة لبرمجة العقول والتأثير عليها في دقائق

إنضم
05/02/2006
المشاركات
485
مستوى التفاعل
4
النقاط
18
صورة لبرمجة العقول والتأثير عليها في دقائق

بعد فتح سمرقند أرسل كبير الكهنة رسالة الى أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز يشكو فيها قائد الجيوش قتيبة بأنه دخل بجيوشه سمرقند دون انذار أو دعوة

فأرسل عمر ابن عبد العزيز رسالة الى القاضى وأسمه(جٌميع)للحكم فى هذه الشكوى
عقد القاضى جلسة محاكمة لقائد الجيوش أمام خصمة كبير الكهنة
نادى حاجب المحكمة قائد الجيوش الإسلامية قتيبة بإسمه مجردا من اى لقب
فجاء قتيبة وجلس هو وخصمه كبير كهنة سمرقند أمام قاضي سمرقند المسلم
ثم قال القاضي : ما دعواك يا سمرقندي ؟
قال : إجتاحنا قتيبة بجيشه ولم يدعنا إلى الإسلام ويمهلنا حتى ننظر في أمرنا
إلتفت القاضي إلى قتيبة وقال : وما تقول في هذا يا قتيبة ؟
قال قتيبة : الحرب خدعة وهذا بلد عظيم وكل البلدان من حوله كانوا يقاومون ولم يدخلوا الإسلام ولم يقبلوا بالجزية
قال القاضي : يا قتيبة هل دعوتهم للإسلام أو الجزية أو الحرب ؟
قال قتيبة : لا إنما باغتناهم كما ذكرت لك
قال القاضي : أراك قد أقررت ، وإذا أقر المدعي عليه انتهت المحاكمة
يا قتيبة ما نصر الله هذه الأمة إلا بالدين واجتناب الغدر وإقامة العدل
ثم قال :
قضينا بإخراج جميع المسلمين من أرض سمرقند من حكام وجيوش ورجال وأطفال ونساء وأن تترك الدكاكين والبيوت ، وأنْ لا يبقى في سمرقند أحد من المسلمين على أنْ ينذرهم المسلمون بعد ذلك قبل الدخول الى المدينة

لم يصدقوا الكهنة ما شاهدوه وسمعوه ، فلا شهود ولا أدلة ولم تستمر المحاكمة إكثر من دقائق معدودة ، ولم يشعرالسمرقنديون إلا والقاضي والحاجب وقتيبة ينصرفون أمامهم ، وبعد ساعات قليلة سمع أهل سمرقند بجلبة تعلو وأصوات ترتفع وغبار يعم الجنبات ، ورايات تلوح خلال الغبار ، فسألوا فقيل لهم إنَّ الحكم قد نُفِذَ وأنَّ الجيش قد انسحب ، في مشهدٍ تقشعر منه الجلود

وما إنْ غرُبت شمس ذلك اليوم إلا والكلاب تتجول بطرق سمرقند الخالية ، وصوت بكاءٍ يُسمع في كل بيتٍ على خروج تلك الأمة العادلة الرحيمة من بلدهم ، ولم يتمالك الكهنة وأهل سمرقند أنفسهم لساعات أكثر ، حتى خرجوا أفواجاً وكبير الكهنة أمامهم باتجاه معسكر المسلمين وهم يرددون شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله

فيا لله ما أعظمها من قصة ، وما أنصعها من صفحة من صفحات تاريخنا المشرق ، أريتم جيشاً يفتح مدينة ثم يشتكي أهل المدينة للدولة المنتصرة ، فيحكم قضاؤها على الجيش الظافر بالخروج ؟

والله لا نعلم شبه لهذا الموقف لأمة من الأمم

منقول بتصرف من كتاب (قصص من التاريخ) للشيخ الأديب علي الطنطاوي رحمه الله
وأصلها التاريخي في الصفحة 411 من ( فتوح البلدان ) للبلاذري - طبعة مصر سنة 1932م


فهل رأيتهم برمجة أقوى تأثيرا من هذه البرمجة ؟؟؟
وهل رأيتم سرعة في التغيير أبهج من هذه السرعة

ما رأيكم ؟؟؟
http://www.gawthany.com/vb/showthrea...041#post195041
 
أما والله إنكَ ـ بحكايتك هذه ـ لتنكأ جراحنا وتدمي قلوبنا على حال أمتنا في حاضرها المظلم
بالأمس يوم أن كنّا أعزة .. كنّا نحكم بالعدل ولو على أنفسنا, واليوم لكل جبارٍ نستسلم
فآهٍ وألف آهٍ على ذلٍّ تجرعنا كؤوسه بيدي عدوٍّ لا يخاف الله فينا ولا يرحم
فدع الماضي ـ ياسيدي ـ يُنسى ... فذكره اليوم مبكٍ ومؤلم​
 
أخي يحيى .
بارك الله فيك ولك على اتحافنا بقصة هذه الحادثة الرائعة التي تنم على صلاح المجتمع المسلم كله في ذلك الوقت..
فأمير المؤمنين يرجع القضية الى القضاء ولا يضعها في الادراج .. مبرراً ذلك بالمصلحة العليا للبلاد ...
والقاضي يقوم بواجبه دونما محاباة او عنصرية بل يحكم بالحق ...
والفاتح لا يكذب حتى وان خسر النصر ...
ثم انظر كيف يستجيب القائد للقاضي ويسمع ويطيع وينفذ !
ولم ينشق هذا القائد بجنودة مبررا ان الحكم لم يكن في مصلحة المسلمين وأنه بذلك "تنكر لدماء الشهداء الذين سقطوا على ابواب سمرقند" !
ويتجلى كمال هذا الدين في تصرف عموم المسلمين الذين لم يتوانوا عن الخروج لاكثر من ساعات ربما لم تكفهم لحمل الغالي والنفيس .... ولم يخرج منهم حركات تعارض الحكم ولا حتى تستأنفه ولا حتى مجرد كلمة اعتراض... بل خرجت طاعة لا ضعفاً

وما يعتصر قلوبنا الما اليوم ان ليس من حكامنا من هو كعمر بن العبدالعزيز . وليس من قضاتنا من هو كجميع . وقادتنا ليسوا كقتيبة . وما مسلمي اليوم والله كعموم المسلمين الذين خرجوا من سمرقند !!!!!!!!
فأين نحن من هذا الدين العادل العزيز ؟
 
أما والله إنكَ ـ بحكايتك هذه ـ لتنكأ جراحنا وتدمي قلوبنا على حال أمتنا في حاضرها المظلم

بالأمس يوم أن كنّا أعزة .. كنّا نحكم بالعدل ولو على أنفسنا, واليوم لكل جبارٍ نستسلم
فآهٍ وألف آهٍ على ذلٍّ تجرعنا كؤوسه بيدي عدوٍّ لا يخاف الله فينا ولا يرحم

فدع الماضي ـ ياسيدي ـ يُنسى ... فذكره اليوم مبكٍ ومؤلم​

الأخت بنت اسكندراني شكرا على مرورك وتعليقك
ولا أوافقك الرأي في قولك :
فدع الماضي ـ ياسيدي ـ يُنسى ... فذكره اليوم مبكٍ ومؤلم
 
كنتُ أسخر يا سيدي فحسب...
بل إن العكس ما أردتُه
وهذه الصور وغيرها تستحثّ همم الأحياء لإعادتها مرة أخرى حقيقة على أرض الواقع, لكن أين الأحياء من بني قومي؟؟!!
فإن وجدتهم فأين منهم الهمم العالية التي تعيد لنا المجد والعزة؟؟!!​
 
كنتُ أسخر يا سيدي فحسب...

بل إن العكس ما أردتُه
وهذه الصور وغيرها تستحثّ همم الأحياء لإعادتها مرة أخرى حقيقة على أرض الواقع, لكن أين الأحياء من بني قومي؟؟!!

فإن وجدتهم فأين منهم الهمم العالية التي تعيد لنا المجد والعزة؟؟!!​

البركة فيك وفي أمثالك
ولا ينبغي أن نقول هلك الناس
بل في الأمة اليوم من الصحوة والنهضة والوعي ما لا ينكره أحد
وخاصة جيل الشباب فبالرغم من انتشار الفساد وأدواته وأساليب التجهيل والتغريب بكل الصور
ومع كل هذا فإننا نجد وعياً وفكراً ونضجاً في الرجال والنساء والحمد لله
وهذه واحات مضيئة تبشر بخيرقادم
وبفجر جديد دنا بزوغه

والأحياء من بني قومك كثر وأصحاب الهمم العالية منهم كثر
وما ميدان التحرير عن الإسكندرية ببعيد
وإن غداً لناظره لقريب
وشكرا لك
 
عودة
أعلى