محمد الربيعة
New member
- إنضم
- 18/04/2003
- المشاركات
- 116
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
صفوة القول في تفسير الدوسري (صفوة الآثار والمفاهيم ) (2) [المميزات]
.من خلال معايشتي لهذا التفسير ودراسة منهج مؤلفه فيه ، أستطيع أن أكشف المميزات التي تبرز هذا التفسير وتبين قيمته العلمية والجهد الكبير الذي قدمه فيه مؤلفــه ، وسأقتصر هنا على بيان المميزات التي ظهر فيها التجديد والإضافة . وأبرز ماتميز به تفسير الدوسري رحمه الله وكان له أثر كبير في بروزه ثلاثة جوانب مهمة ظهر فيها جهده واستقلاليته وتجديده:
أولاً- جانب العقيدة وبروزه في تفسيره:
لقد جاء جانب العقيدة في تفسير الدوسري أعظم جانب يميزه ويبرزه ، ويتمثل تميزه في هذا الجانب بعدة أمور :
1- تضلعه بالعقيدة الصافية وفهمه لها وشعوره بأهميتها وعظم شأنها ، الأمر الذي جعله يعايشها خلال تفسيره كله ، وتتركز أفكاره عليها .
2- تركيزه عليها حتى جعل أهداف القرآن كله تتركز عليها وتنبثق منها ، ولهذا فقد تعامل مع القرآن من هذا الأساس ، وبنى تفسيره عليه ، ولا شك أن المتأمل في كتاب الله تعالى يجد صحة المنهج والمسلك الذي اتخذه الدوسري في ذلك إذ أن أهداف القرآن كلها تتركز على العقيدة ، يؤكد ذلك ابن القيم رحمه الله فيقول: ( ... بل نقول قولاً كلياً : إن كل آية في القرآن فهي متضمنة للتوحيد ، شاهدة به داعية إليـه، فإن القرآن إما خبر عن الله ، وأسمائه وصفاته وأفعاله، فهو التوحيد العلمي الخبري ، وإما دعوة إلى عبادته وحده لاشريك له ، وخلع كل مايعبد من دونه ، فهو التوحيد الإرادي الطلبي ، وإما أمر ونهي وإلزام بطاعته في نهيه وأمره ، فهي حقوق التوحيد ومكملاته ، وإما خبر عن كرامة الله لأهل توحيده وطاعته ، وما فعل بهم في الدنيا ، وما يكرمهم به في الآخرة ، فهو جزاء توحيده ، وإما خبر عن أهل الشرك ، وما فعل بهم في الدنيا من النكال ، وما يحل بهم في العقبى من العذاب ، فهو خبر عمن خرج عن حكم التوحيد ، فالقرآن كله في التوحيد وجزائه ، وفي شأن الشرك وأهله وجزائهم
3- عنايته الخاصة بتفصيل آياتها وسورها ، ويؤكد ذلك قوله في إحدى محاضراته حينما سئل عن تفسيره : ( التفسير طويل ، وعلى الأخص في السور العقائدية فأنا أوليها اهتمام وتفصيل وتطويل ) .
4- ربط الأحكام التشريعية وحِكمها بها وجعلها - اعني العقيدة - أساساً ومنطلقاً يبنى عليه الحكم التشريعي ، وهذا أمر تجلى فيه جهده واجتهاده ، وتفرد به عن كثير من المفسرين .
5- عرضها عرضاً حياً عالج خلاله قضايا العقيدة المعاصرة وأبرز من خلال ذلك شمولها وتميزها وصلاحيتها لأحوال البشر وجميع قضاياهم ، وهذا أيضاً أمر تميز به تفسيره حقاً حتى سبق به أكثر الكتاب والمفسرين .
وبهذا أستطيع أن أقرر بكل ثقة أن قاعدته التي بنى عليها تفسيره وجعلها هدفاً وجه إليه تركيزه واعتماده وأساساً ثابتاً في رسم المنج الصحيح ، هي العقيدة، وكفى بهذا تميزا للتفسير كيف وقد بنى هذه القاعدة على أساس صلب ومنهج قويم الذي هو منهج السلف الصالح رحمهم الله .
ثانياً - النظرة الواقعية وتطبيقها في التفسير :
إن من أبرز مايميز الدوسري رحمه الله تعالى في حياته النظرة الواقعية التي كان يعيشها إذ كان على فهم عميق واطلاع واسع ومعرفة للواقع ، مما كان له الأثر الأكبر في سعة أفقه وإدراكه وبعد نظره وتفكيره ، وقد استطاع أن يربط تلك النظرة الواقعية بالقرآن ليستوحي منه المنهج الحق ويبرز مكانة القرآن ومناسيبته لجميع الأحوال والأوضاع مهما تغير الزمان والمكان ومهما بلغ العالم من التقدم والتطور، وقد اعطى هذا الجانب تفسير الدوسري وأكسبه تميزاً وتجديداً سبق به أكثر المفسرين ، وقد ظهر هذا التميز في تفسيره في عدة جوانب :
1- ربط الواقع بدلالات الآيات وأهدافها ربطاً مباشراً حتى كأن القارئ يشعر بتجدد معاني القرآن مما يظهر به إعجازه ومناسبته للعصر.
2- معالجة الواقع بما فيه من أمراض وأفكار منحرفة وضعف وانحطاط وهزيمة نفسية على ضوء القرآن وهداياته .
3- تصوير الإسلام وتشريعاته تصويراً كاملاً معجزاً متناسباً من أحوال العصر ومتطلباته، وبيان حقيقة هذا الدين الذي يظهر به عدالته وشموله.
4- رسم منهج متكامل لبناء المجتمع المسلم المعاصر ، وتوثيقه بقواعد وأسس ثابتة مبنية على نصوص الوحيين الكريمين .
وبذلك استطاع الدوسري رحمه الله أن يجدد لنا معاني كتاب الله تعالى ويحقق أهدافه التي من أجلها أنزله الله تعالى ليكون منهج حياة للأمة في عصرها الحاضر ، فكان بذلك مجدداً للأمة وحي ربها وكتابه الكريم ، وقد ظهر بذلك تميزه الصحيح على غيره من المفسرين إلا ماكان من سيد قطب رحمه الله فإنه شاطره هذا المنهج إن لم يكن سبقه .
ثالثاً : معايشة القرآن والشعور الصادق في تأمله:
ظهر لي من خلال قراءتي لتفسير الدوسري ودراستي لمنهجه أن الدوسري رحمه الله كان يعايش القرآن بشعور مرهف صادق وفكر متأمل ثاقب وروحانية صافية ، وحس مرهف شفاف ، ولذا فقد خالط القرآن شغاف قلبه ولباب فكره ، فكان يتفاعل مع نصوصه وكأنه يتـنّزل في وقته ، الأمر الذي جعله ينطلق في تفسيره من هذا التفاعل والشعور الذي أورثه تأملاً فاحصاً في كتاب الله تعالى فكان يستوحي منه أعظم المعاني والهدايات والحكم والأحكام ، مما يتجلى فيها اجتهاده في تفسير كتاب الله واستخراج مافيه من المعاني والهدايات ، وقد ظهرت معايشته للقرآن في تفسيره في جوانب عدة :
1- بيان المعاني الروحانية للآيات.
2- تقرير حِكم الآيات وأسرارها .
3- استنباط الفوائد واللطائف .
4- استلهام الدروس والعبر من القصص والأخبار .
5- التحليل الموضوعي للآيات المقنع لشد القلوب والأذهان .
6- العرض المستوفي لمعاني الآيات ودلالاتها .
فهذه الجوانب تدل على أن الدوسري – رحمه الله - كان يعايش القرآن بروحه وشعوره ، ويتأمله بلباب فكره وعمق تفكيره ، ولقد ظهر في ذلك تميّزه بما أورده من تلك المعاني والفوائد والفرائد من استنباط وفهم عميق وتأمل دقيق ، وإن كان قد سبقه في هذا الجانب علماء ومفسرون ، أبدعو في استنباط الفوائد والمعاني ، لكن الذي أعني تميز الدوسري استنباطه وفهمه وتعمقه وتأمله في الآيات بما لم يسبق إليه – فيما أعلم -وهذا دليل على معايشته للقرآن حقيقة ، وهو أمر يدل على تميزه .
وبالجملة فإن هذه الجوانب هي أهم ماأبرز تفسير الدوسري وجعلته موافقا لرغبات أبناء عصره ومبتغاهم إلى فهم كتاب الله تعالى بأجمع صورة وأوضح بيان .
وبعد هذا البيان المختصر لمكانة تفسير الدوسري وما تميّز به أستطيع القول وبكل ثقة أن هذا التفسير يعد من أفضل التفاسير المتأخرة ولو قدّر الله له التمام لكن أزكى وأتم ، ولكن حسبنا أنه جاء على أعظم سور القرآن وأطولها ، وكفا بها منهجاً وهداية ، بل إن سورة منها وهي أقصرها أعني سورة الفاتحة ، تكفي في رسم المنهج الحق للأمة لو أراد أحد أن يستوحي منها ذلك ، وكفى بكلام الله شاهد حيث يقول سبحانه :\ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ\ [ الحجر :87] ، فسماها وضمنها القرآن العظيم كله .
.من خلال معايشتي لهذا التفسير ودراسة منهج مؤلفه فيه ، أستطيع أن أكشف المميزات التي تبرز هذا التفسير وتبين قيمته العلمية والجهد الكبير الذي قدمه فيه مؤلفــه ، وسأقتصر هنا على بيان المميزات التي ظهر فيها التجديد والإضافة . وأبرز ماتميز به تفسير الدوسري رحمه الله وكان له أثر كبير في بروزه ثلاثة جوانب مهمة ظهر فيها جهده واستقلاليته وتجديده:
أولاً- جانب العقيدة وبروزه في تفسيره:
لقد جاء جانب العقيدة في تفسير الدوسري أعظم جانب يميزه ويبرزه ، ويتمثل تميزه في هذا الجانب بعدة أمور :
1- تضلعه بالعقيدة الصافية وفهمه لها وشعوره بأهميتها وعظم شأنها ، الأمر الذي جعله يعايشها خلال تفسيره كله ، وتتركز أفكاره عليها .
2- تركيزه عليها حتى جعل أهداف القرآن كله تتركز عليها وتنبثق منها ، ولهذا فقد تعامل مع القرآن من هذا الأساس ، وبنى تفسيره عليه ، ولا شك أن المتأمل في كتاب الله تعالى يجد صحة المنهج والمسلك الذي اتخذه الدوسري في ذلك إذ أن أهداف القرآن كلها تتركز على العقيدة ، يؤكد ذلك ابن القيم رحمه الله فيقول: ( ... بل نقول قولاً كلياً : إن كل آية في القرآن فهي متضمنة للتوحيد ، شاهدة به داعية إليـه، فإن القرآن إما خبر عن الله ، وأسمائه وصفاته وأفعاله، فهو التوحيد العلمي الخبري ، وإما دعوة إلى عبادته وحده لاشريك له ، وخلع كل مايعبد من دونه ، فهو التوحيد الإرادي الطلبي ، وإما أمر ونهي وإلزام بطاعته في نهيه وأمره ، فهي حقوق التوحيد ومكملاته ، وإما خبر عن كرامة الله لأهل توحيده وطاعته ، وما فعل بهم في الدنيا ، وما يكرمهم به في الآخرة ، فهو جزاء توحيده ، وإما خبر عن أهل الشرك ، وما فعل بهم في الدنيا من النكال ، وما يحل بهم في العقبى من العذاب ، فهو خبر عمن خرج عن حكم التوحيد ، فالقرآن كله في التوحيد وجزائه ، وفي شأن الشرك وأهله وجزائهم
3- عنايته الخاصة بتفصيل آياتها وسورها ، ويؤكد ذلك قوله في إحدى محاضراته حينما سئل عن تفسيره : ( التفسير طويل ، وعلى الأخص في السور العقائدية فأنا أوليها اهتمام وتفصيل وتطويل ) .
4- ربط الأحكام التشريعية وحِكمها بها وجعلها - اعني العقيدة - أساساً ومنطلقاً يبنى عليه الحكم التشريعي ، وهذا أمر تجلى فيه جهده واجتهاده ، وتفرد به عن كثير من المفسرين .
5- عرضها عرضاً حياً عالج خلاله قضايا العقيدة المعاصرة وأبرز من خلال ذلك شمولها وتميزها وصلاحيتها لأحوال البشر وجميع قضاياهم ، وهذا أيضاً أمر تميز به تفسيره حقاً حتى سبق به أكثر الكتاب والمفسرين .
وبهذا أستطيع أن أقرر بكل ثقة أن قاعدته التي بنى عليها تفسيره وجعلها هدفاً وجه إليه تركيزه واعتماده وأساساً ثابتاً في رسم المنج الصحيح ، هي العقيدة، وكفى بهذا تميزا للتفسير كيف وقد بنى هذه القاعدة على أساس صلب ومنهج قويم الذي هو منهج السلف الصالح رحمهم الله .
ثانياً - النظرة الواقعية وتطبيقها في التفسير :
إن من أبرز مايميز الدوسري رحمه الله تعالى في حياته النظرة الواقعية التي كان يعيشها إذ كان على فهم عميق واطلاع واسع ومعرفة للواقع ، مما كان له الأثر الأكبر في سعة أفقه وإدراكه وبعد نظره وتفكيره ، وقد استطاع أن يربط تلك النظرة الواقعية بالقرآن ليستوحي منه المنهج الحق ويبرز مكانة القرآن ومناسيبته لجميع الأحوال والأوضاع مهما تغير الزمان والمكان ومهما بلغ العالم من التقدم والتطور، وقد اعطى هذا الجانب تفسير الدوسري وأكسبه تميزاً وتجديداً سبق به أكثر المفسرين ، وقد ظهر هذا التميز في تفسيره في عدة جوانب :
1- ربط الواقع بدلالات الآيات وأهدافها ربطاً مباشراً حتى كأن القارئ يشعر بتجدد معاني القرآن مما يظهر به إعجازه ومناسبته للعصر.
2- معالجة الواقع بما فيه من أمراض وأفكار منحرفة وضعف وانحطاط وهزيمة نفسية على ضوء القرآن وهداياته .
3- تصوير الإسلام وتشريعاته تصويراً كاملاً معجزاً متناسباً من أحوال العصر ومتطلباته، وبيان حقيقة هذا الدين الذي يظهر به عدالته وشموله.
4- رسم منهج متكامل لبناء المجتمع المسلم المعاصر ، وتوثيقه بقواعد وأسس ثابتة مبنية على نصوص الوحيين الكريمين .
وبذلك استطاع الدوسري رحمه الله أن يجدد لنا معاني كتاب الله تعالى ويحقق أهدافه التي من أجلها أنزله الله تعالى ليكون منهج حياة للأمة في عصرها الحاضر ، فكان بذلك مجدداً للأمة وحي ربها وكتابه الكريم ، وقد ظهر بذلك تميزه الصحيح على غيره من المفسرين إلا ماكان من سيد قطب رحمه الله فإنه شاطره هذا المنهج إن لم يكن سبقه .
ثالثاً : معايشة القرآن والشعور الصادق في تأمله:
ظهر لي من خلال قراءتي لتفسير الدوسري ودراستي لمنهجه أن الدوسري رحمه الله كان يعايش القرآن بشعور مرهف صادق وفكر متأمل ثاقب وروحانية صافية ، وحس مرهف شفاف ، ولذا فقد خالط القرآن شغاف قلبه ولباب فكره ، فكان يتفاعل مع نصوصه وكأنه يتـنّزل في وقته ، الأمر الذي جعله ينطلق في تفسيره من هذا التفاعل والشعور الذي أورثه تأملاً فاحصاً في كتاب الله تعالى فكان يستوحي منه أعظم المعاني والهدايات والحكم والأحكام ، مما يتجلى فيها اجتهاده في تفسير كتاب الله واستخراج مافيه من المعاني والهدايات ، وقد ظهرت معايشته للقرآن في تفسيره في جوانب عدة :
1- بيان المعاني الروحانية للآيات.
2- تقرير حِكم الآيات وأسرارها .
3- استنباط الفوائد واللطائف .
4- استلهام الدروس والعبر من القصص والأخبار .
5- التحليل الموضوعي للآيات المقنع لشد القلوب والأذهان .
6- العرض المستوفي لمعاني الآيات ودلالاتها .
فهذه الجوانب تدل على أن الدوسري – رحمه الله - كان يعايش القرآن بروحه وشعوره ، ويتأمله بلباب فكره وعمق تفكيره ، ولقد ظهر في ذلك تميّزه بما أورده من تلك المعاني والفوائد والفرائد من استنباط وفهم عميق وتأمل دقيق ، وإن كان قد سبقه في هذا الجانب علماء ومفسرون ، أبدعو في استنباط الفوائد والمعاني ، لكن الذي أعني تميز الدوسري استنباطه وفهمه وتعمقه وتأمله في الآيات بما لم يسبق إليه – فيما أعلم -وهذا دليل على معايشته للقرآن حقيقة ، وهو أمر يدل على تميزه .
وبالجملة فإن هذه الجوانب هي أهم ماأبرز تفسير الدوسري وجعلته موافقا لرغبات أبناء عصره ومبتغاهم إلى فهم كتاب الله تعالى بأجمع صورة وأوضح بيان .
وبعد هذا البيان المختصر لمكانة تفسير الدوسري وما تميّز به أستطيع القول وبكل ثقة أن هذا التفسير يعد من أفضل التفاسير المتأخرة ولو قدّر الله له التمام لكن أزكى وأتم ، ولكن حسبنا أنه جاء على أعظم سور القرآن وأطولها ، وكفا بها منهجاً وهداية ، بل إن سورة منها وهي أقصرها أعني سورة الفاتحة ، تكفي في رسم المنهج الحق للأمة لو أراد أحد أن يستوحي منها ذلك ، وكفى بكلام الله شاهد حيث يقول سبحانه :\ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ\ [ الحجر :87] ، فسماها وضمنها القرآن العظيم كله .