محمد الربيعة
New member
- إنضم
- 18/04/2003
- المشاركات
- 116
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
نظراً لأن تفسير الشيخ عبد الرحمن الدوسري رحمه الله من التفاسير المعاصرة التي عالجت مشاكل الأمة وقضاياها ، وهو تفسير يجهله كثير من طلبة العلم لنفاد طبعته ، وأحب أن أشارك من خلال هذا الموقع بالحديث عن هذا السفر العظيم مبتدأ بالكلام عن التفسير ومكانته ومميزاته بعدما وفقني الله لقراءته وسبر منهجه في رسالة الماجستير وسأتبع ذلك بمشيئة الله بأبرز النماذج المهمة التي ظهر تميز الدوسري فيها فيما يتعلق بمعالجة الواقع من خلال القرآن .
أولاً : مكانة تفسيرالدوسري وقيمته العلمية:
لقد كان الدوسري رحمه الله على علم غزير بالشريعة وعلومها ، وفهم صحيح وإدراك ثاقب للواقع ، وبعد نظر ومعرفة لما يدبره أعداء الإسلام للأمة ، الأمر الذي جعله يفهم الإسلام فهماً حقيقياً ، وقد جاء تفسيره ثمرة ذلك كله ، إذ جعل كتاب الله تعالى منطلقاً وأساساً لرسم المنهج الحق وربطه بحياة الأمة من جديد ، وليعالج به واقعها المؤلم ، ويقرب به سبيل نجاتها ، فأعاد بذلك للمسلمين كثيراً من التصورات الإسلامية التي فقدوها ، وأزال الغبش الذي أصاب بعض المفاهيم والمبادئ الإسلامية عند كثير من المسلمين بسبب غياب الإسلام عن حياتهم العملية ، فكان لتفسيره تميّزاً عن غيره إذ سلك فيه مسلكاً جديداً جامعاً فيه بين الأصالة والتجديد والعلم والتطبيق ، ولا شك أن سلوك المؤلف لمنهج لم يسبقه فيه أحد أو كان له فيه تجديد يكشف تميّزه ومكانته ، ومن هنا نعلم تميز الدوسري رحمه الله وقيمة تفسيره الأمر الذي يجعله في مصاف التفاسير المهمة التي لايستغنى عنها في المكتبة القرآنية خاصة في هذا العصر .
وتتأكد لنا قيمة تفسير الدوسري رحمه الله ومكانته العلمية بسلامة المنهج الذي سار عليه وسلكه في جلّ الجوانب المهمة في التفسير والتي لها علاقة وارتباط مباشر بالمنهج الأساس في تقويم التفسير ومعرفة قيمته العلمية .
ففي جانب التفسير بالأثر: نجد اعتماده على الأصلين العظيمين الكتاب والسنة فأما اعتماده على كتاب الله تعالى فقد ظهر من خلال كثرة استشهاده بالآيات وجمع الآيات المتشابهة في موضع واحد للربط بينها وبيان مافيها من الهدايات والدلالات ، وأما اعتماده على السنة فقد ظهر أيضاً بإيراد الأدلة والأحاديت المؤيدة لما دلت عليه الآيات أو المفصلة لها، ويؤكد اعتماده على الأصلين الكريمين أيضاً تمسكه بالدليل وعدم القول بما يخالف ظاهر النص أو يؤوله من غير دليل أو قرينة ، وقد جاء ذلك في تفسيره ظاهراً ، يدل على ذلك تشنيعه على بعض المفسرين الخروج عن ظاهر النص أو تأويله من غير دليل أو قرينة ظاهرة ، كما يدل عليه أيضاً عنايته بالصحيح من الآحاديث ورده للضعيف منها وتعقبه على بعض المفسرين في ذلك ، ولا شك أن ذلك كله منهج عدل يبين مكامة تفسيره وقيمته العلمية .
وفي جانب علوم القرآن : نجده قد عرض لأهم ماله علاقة في التفسير كأسباب النزول والناسخ والمنسوخ والقراءات ، وكان منهجه فيها منهجاً عدلاً ، فأما أسباب النزول فقد بيّنه في مواضعه مؤكداً أن العبرة بعموم اللفظ لابخصوص السبب ، وأما الناسخ والمنسوخ فقد كان منهجه فيه أنه لايلجأ إلى القول بالنسخ إلا بعد تعذر تأويل للآية يخرجها عن النسخ، وقد انتهج في ذلك منهج شيخ الإسلام رحمه الله بقوله :( إن النسخ في القرآن يندر لكنه تخصيص ) ، وأما القراءات فلم يعرض لها إلا ماتدعو الحاجة إليه غالباً .
وفي جانب العقيدة : الذي هو أهم الجوانب وأعظمها أثراً في التفسير ، جاء تفسير الدوسري رحمه الله متميزاّ عن كثير التفاسير المتقدمة والمتأخرة إذ سلك فيه منهج السلف الصالح خالصاً ، ولم أجد -بحمد لله- عليه في ذلك مأخذاً ، ولذا فإنه يعد بلا شك ولا تردد من التفاسير الملتزمة منهج السلف الصالح الذي جانبه أو تعثر عنه كثير من المفسرين.
وفي جانب الأحكام وآياتها: سلك فيه مسلكاً عدلاً وسطاً ، إذ عرض لآيات الأحكام عرضاً موجزاً بالقدر الذي فيه البيان الكافي للأحكام وآياتها ، كما قد ظهر في هذا الجانب جهده واجتهاده في الاستنباط والترجيح والاختيار بين الأقوال والجمع بينهـا ، ويؤكد تميزه في ذلك اعتماده على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وفقهه واختياراته .
وفي جانب القصص والأخبار: كان له فيها منهج بارز حيث أعرض وتحاشى ماولع وتعلق به كثير من المفسرين من الرويات الضعيفة والموضوعة والأخبار الإسرائيلية المتكلفة والخروج عن فحوى الآيات ومرادها ، وجاء تفسيره خال من ذلك كله أو جله.
وفي جانب اللغة والنحو: تجنب الاستطراد الزائد والتفصيلات الدقيقة التي حشا بها بعض المفسرين تفاسيرهم ، وكان مسلكه في ذلك مسلكاً وسطاً إذ كان يورد ماله حاجة في بيان الآية يؤكد ذلك قوله ( وأنا لاأعتني بالنحو إلا للحاجة ) ، إلا ماكان في جانب البلاغة وإعجاز القرآن فإنه قد فصّل فيه بالقدر الذي يظهر مكانة القرآن وإعجازه وشمول منهجه وصلاحه للأمة في كل عصورها ، وقد ركّز في ذلك على جانب الإعجاز التشريعي الذي يظهر به تميّز الشريعة وشموليتها.
فيظهر من هذا كله مكانة تفسير الدوسري وقيمته العلمية .
وسيتبع الكلام عن مميزات التفسير بمشية الله تعالى في حلقة قادمة .
أولاً : مكانة تفسيرالدوسري وقيمته العلمية:
لقد كان الدوسري رحمه الله على علم غزير بالشريعة وعلومها ، وفهم صحيح وإدراك ثاقب للواقع ، وبعد نظر ومعرفة لما يدبره أعداء الإسلام للأمة ، الأمر الذي جعله يفهم الإسلام فهماً حقيقياً ، وقد جاء تفسيره ثمرة ذلك كله ، إذ جعل كتاب الله تعالى منطلقاً وأساساً لرسم المنهج الحق وربطه بحياة الأمة من جديد ، وليعالج به واقعها المؤلم ، ويقرب به سبيل نجاتها ، فأعاد بذلك للمسلمين كثيراً من التصورات الإسلامية التي فقدوها ، وأزال الغبش الذي أصاب بعض المفاهيم والمبادئ الإسلامية عند كثير من المسلمين بسبب غياب الإسلام عن حياتهم العملية ، فكان لتفسيره تميّزاً عن غيره إذ سلك فيه مسلكاً جديداً جامعاً فيه بين الأصالة والتجديد والعلم والتطبيق ، ولا شك أن سلوك المؤلف لمنهج لم يسبقه فيه أحد أو كان له فيه تجديد يكشف تميّزه ومكانته ، ومن هنا نعلم تميز الدوسري رحمه الله وقيمة تفسيره الأمر الذي يجعله في مصاف التفاسير المهمة التي لايستغنى عنها في المكتبة القرآنية خاصة في هذا العصر .
وتتأكد لنا قيمة تفسير الدوسري رحمه الله ومكانته العلمية بسلامة المنهج الذي سار عليه وسلكه في جلّ الجوانب المهمة في التفسير والتي لها علاقة وارتباط مباشر بالمنهج الأساس في تقويم التفسير ومعرفة قيمته العلمية .
ففي جانب التفسير بالأثر: نجد اعتماده على الأصلين العظيمين الكتاب والسنة فأما اعتماده على كتاب الله تعالى فقد ظهر من خلال كثرة استشهاده بالآيات وجمع الآيات المتشابهة في موضع واحد للربط بينها وبيان مافيها من الهدايات والدلالات ، وأما اعتماده على السنة فقد ظهر أيضاً بإيراد الأدلة والأحاديت المؤيدة لما دلت عليه الآيات أو المفصلة لها، ويؤكد اعتماده على الأصلين الكريمين أيضاً تمسكه بالدليل وعدم القول بما يخالف ظاهر النص أو يؤوله من غير دليل أو قرينة ، وقد جاء ذلك في تفسيره ظاهراً ، يدل على ذلك تشنيعه على بعض المفسرين الخروج عن ظاهر النص أو تأويله من غير دليل أو قرينة ظاهرة ، كما يدل عليه أيضاً عنايته بالصحيح من الآحاديث ورده للضعيف منها وتعقبه على بعض المفسرين في ذلك ، ولا شك أن ذلك كله منهج عدل يبين مكامة تفسيره وقيمته العلمية .
وفي جانب علوم القرآن : نجده قد عرض لأهم ماله علاقة في التفسير كأسباب النزول والناسخ والمنسوخ والقراءات ، وكان منهجه فيها منهجاً عدلاً ، فأما أسباب النزول فقد بيّنه في مواضعه مؤكداً أن العبرة بعموم اللفظ لابخصوص السبب ، وأما الناسخ والمنسوخ فقد كان منهجه فيه أنه لايلجأ إلى القول بالنسخ إلا بعد تعذر تأويل للآية يخرجها عن النسخ، وقد انتهج في ذلك منهج شيخ الإسلام رحمه الله بقوله :( إن النسخ في القرآن يندر لكنه تخصيص ) ، وأما القراءات فلم يعرض لها إلا ماتدعو الحاجة إليه غالباً .
وفي جانب العقيدة : الذي هو أهم الجوانب وأعظمها أثراً في التفسير ، جاء تفسير الدوسري رحمه الله متميزاّ عن كثير التفاسير المتقدمة والمتأخرة إذ سلك فيه منهج السلف الصالح خالصاً ، ولم أجد -بحمد لله- عليه في ذلك مأخذاً ، ولذا فإنه يعد بلا شك ولا تردد من التفاسير الملتزمة منهج السلف الصالح الذي جانبه أو تعثر عنه كثير من المفسرين.
وفي جانب الأحكام وآياتها: سلك فيه مسلكاً عدلاً وسطاً ، إذ عرض لآيات الأحكام عرضاً موجزاً بالقدر الذي فيه البيان الكافي للأحكام وآياتها ، كما قد ظهر في هذا الجانب جهده واجتهاده في الاستنباط والترجيح والاختيار بين الأقوال والجمع بينهـا ، ويؤكد تميزه في ذلك اعتماده على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وفقهه واختياراته .
وفي جانب القصص والأخبار: كان له فيها منهج بارز حيث أعرض وتحاشى ماولع وتعلق به كثير من المفسرين من الرويات الضعيفة والموضوعة والأخبار الإسرائيلية المتكلفة والخروج عن فحوى الآيات ومرادها ، وجاء تفسيره خال من ذلك كله أو جله.
وفي جانب اللغة والنحو: تجنب الاستطراد الزائد والتفصيلات الدقيقة التي حشا بها بعض المفسرين تفاسيرهم ، وكان مسلكه في ذلك مسلكاً وسطاً إذ كان يورد ماله حاجة في بيان الآية يؤكد ذلك قوله ( وأنا لاأعتني بالنحو إلا للحاجة ) ، إلا ماكان في جانب البلاغة وإعجاز القرآن فإنه قد فصّل فيه بالقدر الذي يظهر مكانة القرآن وإعجازه وشمول منهجه وصلاحه للأمة في كل عصورها ، وقد ركّز في ذلك على جانب الإعجاز التشريعي الذي يظهر به تميّز الشريعة وشموليتها.
فيظهر من هذا كله مكانة تفسير الدوسري وقيمته العلمية .
وسيتبع الكلام عن مميزات التفسير بمشية الله تعالى في حلقة قادمة .